أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - القطبيون الجدد















المزيد.....

القطبيون الجدد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 01:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ان التيار القطبى هو المسيطر على تنظيم الإخوان المسلمين منذ إنتخاب المرشد ومكتب الإرشاد فى 2009 إلاّ أن الأمر لم يهتم به الكثيرين حينها، بينما بدأ يطفوعلى السطح مؤخرا بعد سقوط مرسى وتمدد إعتصام الإخوان وحلفائهم من تيار الاسلام السياسى فى رابعة والنهضه وما بدا للجميع من خطابات متطرفة وسلوكيات عنف وإرهاب مما دعا بعض المحللين الى نسبة ذلك الى التيار القطبى المتشدد فى قيادة الجماعة الذى يسطر عادة على منهج الجماعة فى أوقات المحن، لذا فإن الأصوات العاقلة تتوارى فى مثل هذه الأوقات.
لقد أسس حسن البنا الإخوان المسلمين فى عشرينيات القرن الماضى بمجموعة من الأفكار الهلامية والمتناقضة التى لا تصلح مرجعية لتأسيس جمعية او جماعة أو أى شيئ، فكما عرّفها مؤسسها البنا بالقول ( هى دعوة سلفية،‮-;---;-- ‬-;---;--وطريقة سنية،‮-;---;-- ‬-;---;--وحقيقة صوفية،‮-;---;-- ‬-;---;--وهيئة سياسية،‮-;---;-- ‬-;---;--وجماعة رياضية،‮-;---;-- ‬-;---;--ورابطة علمية ثقافية،‮-;---;-- ‬-;---;--وشركة اقتصادية‮-;---;--)، أى بإختصار سمك لبن تمر هندى، ولكن هذا الرجل الدرعمى لم يكن فقيها مميزا أو سياسيا مبرزا والأصل الذى أسس عليه تلك الجماعة فكرة التنظيم التى برع فيها مستفيدا من الظرف التاريخى فى مصر وقتها بعد أن سقطت دولة الخلافة فى الأستانة وأقام أتاتورك على أنقاضها نظاما علمانيا مستفزا لجأ فيه التى التغريب الكامل فى الزى واللغة والسلوك والثقافة مما سبب رد فعل معاكس فى دول المشرق العربى و جعل التربة ممهدة لإطلاق دعوة التمسك بالدين والعودة الى الأصول وإحياء الخلافة وكان الذى ركب تلك الموجة هم جماعة الاخوان المسلمين.
إستمرت حركة الإخوان طوال الثلاثينات والأربعينات فى صعود وهبوط حسب الظروف السياسية والصراع بينها وبين خصومها وبعد صدامها مع نظام يوليو واعتقال قياداتها وإيداعهم السجون، وتحت سياط التعذيب والقهر نمت فكرة التكفير وكان مهندسها الأعظم هو سيد قطب الذى صاغ فى مستشفى السجن تلك الافكار وعبّر عنها فى كتيّب معالم فى الطريق.
أعجب سيد قطب بشدة فى بدايات تكوينه الفكرى بالاديب والمفكر عباس العقاد وخاصة بعبقرياته وقد يكون ذلك السبب فى إنضمامه لحزب الوفد فى الثلاثينيات ، وبعد ثورة يوليو إرتبط بجمال عبد الناصر وعمل معه فى هيئة التحرير "أول حزب للثورة" ويقال أنه المدنى الوحيد الذى كان يحضر إجتماعات مجلس قيادة الثورة، ولكنه سرعان ما إنفصل عن ثورة يوليو وإنغمس فى العمل السرى للإخوان حتى وقع الصدام الكبير مع عبدالناصر بعد محاولة إغتياله بالمنشية عام 1954 وتم القبض علي الرجل وحكمت عليه محكمة الثورة بالسجن لمدة 15 عاما قضى منها 10 أعوام بالسجن وأفرج عنه عام 1964 بعفو صحى، وأتاحت له سنوات السجن التى قضى معظمها بالمستشفى الإطلاع على كتابات إبن تيمية وابن حزم وتأثر بشدة بكتابات المفكر الإسلامى الهندى أبو الأعلى المودودى وخاصة ما كتبه عن المصطلحات الأربعة وبالأخص ما كتبه عن الحاكمية وذلك ما ظهر جليا فى أعماله ومنها كتابه الضخم فى ظلال القرآن و أطروحته الشهيرة معالم فى الطريق والتى كان يرسلها لتلاميذه خارج السجن عن طريق أخته حميدة أثناء زيارتها له.
حدث خلاف داخل حركة الإخوان حول أفكار الرجل، فبينما إلتف معظم أعضاء الإخوان وقياداتها حول تلك الأفكار ولكن المرشد الثانى مع بعض القيادات رفضت هذه الأفكار وأصدرت كتيبا يعارضها هو "دعاة لا قضاة"، وبالغم من ذلك لاقت أفكار الرجل أنصارا كثيرين عرفوا بالقطبيين نسبة اليه، وكان لسيد قطب مشروع إسلامي مبكر يعتقد فيه بأنه «لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص.»، ويهدى كتابه (العدالة الاجتماعية فى الاسلام) الى«الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون.»، لذا فقد حاول سيد قطب أن يكوّن له مجموعة من الأنصار أو المريدين يسعون الى رفض وتغيير المجتمع الجاهلى القائم والعمل على تعبيد الناس لربهم من خلال إستعمال القوة أو العنف كما صنع رسول الله من وجهة نظرهم، وإستمر وجود هذين الخطين الأساسيين داخل الحركة فبينما كان للخط التهادنى اليد العليا فى عهد المرشد الثالث عمر التلمسانى ولكن التيار القطبى المتشدد إنتعش إبّان ولاية المرشد مصطفى مشهور القيادى السابق بالتنظيم الخاص، وعموما إستمر تيار الإعتدال داخل الجماعة حتى تم الإنقلاب عليه نهائيا عام 2009 بإقصاء التيار المعتدل لصالح القطبيين فى التنظيم.
ينسب للتيار القطبى أنه السبب فى إفراز جماعات العنف الأصولي المسلح إبتداءا من تنظيم 1965 والذى كان من أعضائه المرشد الحالى محمد بديع ومرورا بتنظيم الفنية العسكرية فى 1974 الذى تزعمه الإخوانى الفلسطينى صالح سرية صديق الحاجة زينب الغزالى والمقرب من المرشد الثانى حسن الهضيبى الذى قيل أنه ذكر لسرية أنه موافق على خطة الإنقلاب ولكن فى حال فشلها فسيعلن أنهم لا علاقة لهم بها، وأيضا تلك العلاقة بتنظيم شكرى مصطفى "التكفير والهجرة" والذى كان مقربا من سيد قطب فى السجن عام 65 وأنشأ تنظيمه مهتديا بافكار الرجل التكفيرية، وكل ما تلى ذلك من تنظيمات جهادية وتكفيرية داخل مصر وخارجها وعلى الرأس منها تنظيم القاعدة والذى يتزعمه حاليا الطبيب المصرى أيمن الظواهرى ويقوم شقيقه محمد فى مصر بنفس الدور تقريبا.
إن من يقرأ خطة التمكين التي نشرتها الصحف بخط يد الشاطر نفسه سيجد أنها الصيغة الأكثر عصرنة للفكرة القطبية التي تتلخص في حتمية إقامة بذرة التنظيم الإسلامي الذي يواجه دولة الجاهلية المحدثة علي المستويين العقائدي والتنظيمي، ويعتبر خيرت الشاطر العقل المدبر والقائد الميدانى للإخوان فى عهدى عاكف وبديع والمهندس الحقيقى للتحالفات مع التيارات السلفية والجهادية، وأيضا فإن قيادة مهمة مثل محمود عزت الذى لعب الدور الرئيسى فى إقصاء معظم أعضاء التيار الذى يوصف بالإصلاحى داخل الجماعة ومنهم نائب المرشد السابق محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم، ورغم أن المرشد محمد بديع كان متهما فى قضية 65 مع سيد قطب وإعترف تفصيليا على أعضاء التنظيم من الدارسين العرب فى الجامعات المصرية، أقول أن بديع هو الواجهة الروحية للجماعة ولكن القيادة الفعلية بيد آخرين مثل الشاطر وعزت.
لقد إعتبر القطبيون أن وصول أحد ممثليهم الى قمة السلطة فى مصر هى مناسبة يجب عليهم إستغلالها بأقصى ما يمكن والعمل سريعا على السيطرة على مفاصل الدولة فيما عرف بالأخونة، ولكن السقوط السريع والدرامى لهم وخروج عشرات الملاين الى الشوارع والميادين رفضا لممارساتهم فى الحكم أدى الى فقدانهم للتوازن ولجوئهم للعنف والإرهاب فى مواجهة الجماهير، لذا فإن إستمرارهم فى إنتهاج هذا الأسلوب المدمر سيؤدى بهم لا محالة الى مزيد من التطرف والعنف ويدفعهم الى الإقتراب أكثر من الناحيتين الفكرية والتنظيمية من التيارات الجهادية الأكثر تطرفا، مما قد يؤدى الى موجة جديدة من الإرهاب المسلح قد تطول الى مدى لا يعلمه الاّ الله.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحسن بن على ..وحقن الدماء
- لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟
- الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
- 30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
- اليوم التالى .. Next day--
- هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد
- فكرة ربط نهرى النيل والكونغو بين الحقيقة والخيال العلمى
- جوزيف روزنتال..ذلك الشيوعى التائه
- تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية
- من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع ...
- إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
- إيران والإخوان المسلمين
- يهود مصر .. عود على بدء (2)
- يهود مصر ..عود على بدء
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - القطبيون الجدد