أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد إلى صديق مؤمن














المزيد.....

رد إلى صديق مؤمن


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رد إلى صــديــق مــؤمــن
غريب عجيب طلبك يا صديقي, وأنت تعلم نظرتي للدين والأديان والغيبيات وكل ما يتفرع منها.. طالبا مني أن أشارك بالصلاة, لإنقاذ بلد مولدنا الغالي ســوريا, من الحرب والنكبات... ومع كل احترامي الفولتيري لآرائك ومعتقداتك.. آمــل أن تقرأ كلماتي هذه حتى آخــرها...
إني على قناعة تامة أن الآلهة كلها قد غادرت هذا البلد من سنين طويلة, يــأســا, وغالبا قهرا وقرفا... وخاصة بعد كل الفظاعات التي رأتها من أكلة قلوب البشر, وصـارخـي الـتـكـبـيـر.. أو غيرهم من تجار الفتاوي والغباء... رجــاء... رجاء يا صديقي الطيب. دعوا الآلهة ترتاح من فظائعنا. لأنها لم ولن تتدخل بعد اليوم, بــمــا يــجــري بيننا وبعضنا البعض...
إن لم نــجــد الحلول, بــأنــفــســنــا, رغم صعوبتها, وقد يكون استحالتها. فلن نجد ولن يجد هذا البلد بأي يوم من الأيام القادمة أي ســلام حقيقي مضمون.. ولا أمــان... بالإضافة أن الدين وتفسيراته وخلافاته وممنوعاته ومحرماته, كانت دوما وأبدا ومن بدابة البدايات, وحتى هذه اللحظة جـزءا رئيسيا هاما من اندلاع غالب حروبنا ونزاعاتنا وخلافاتنا. حروب ونزاعات وخلافات محشوة بالغباء المتفجر. عرف الغربي كيف يناورها ويحركها ويثيرها ويديرها, عبر مشايخ وتجار فتاوي.. عاشــوا وترعرعوا سنينا طويلة من تجارات الخيانة والفتاوي وتحليل قتل البشر.
يا صديقي... عندما يباع الدين معبأ بعلب السياسة والمحللات والمحرمات ومنع الحياة لذاك.. ووهبها لآخر.. فهذا منتهى العودة إلى السذاجة والهبل والانقياد الغنمي الجماهيري الشعبي. وهذا ما أصاب بلدنا الذي خلق أولى الحضارة وأقدمها وأولى الأبجديات... قبل ابتداع أقدم الأديان. الأديان التي تحولت عبر العصور, أداة وغاية حرب وتمزق وتفرقة.. ثـم أداة تفريخ لإنتاج العبيد والعسكر والعمالة... والذي تحول اليوم لإنتاج جهاديين انتحاريين وقتلة محترفين, لشراء نصف مــتــر في الجنة. ناهيك عن الحوريات والغلمان والماء والعسل الموعود.....
ســوريـا المنكوبة اليوم لن تنقذها الصلاة, لا اليوم ولا غدا... إنها بحاجة إلى إرادات إنسانية حقيقية, لا تعمل ولا تفكر ولا تسعى, سوى من أجل الخلاص في سوريا. وبناء سلامها وأمانها وتوحيد شعبها ولــم شملها.
أما الغيبيات يا صديقي ليست سوى وسيلة إضافية لتمديد أجل الحرب واستمرارها, ودوام النزاع والخلاف بين السوريين والسوريين. وامتصاص كل الحصائل المادية والرأسمالية التي تنتجها كل الحروب الخاطئة الآثمة... وخاصة تمنعنا من التفكير والتحليل واللجوء إلى العقل والحكمة... لأننا لو من بداية البدايات, لجأنا إلى العقل والحكمة, بدلا من انتظار ليلة القدر.. لما هدرنا مليارات الدولارات والأورويات لتمزيق بلدنا وتفجيره, وتمزيق بعضنا البعض.. بدلا من بناء الجامعات والمدارس والمستشفيات, والاهتمام بالإنسان السوري وحرياته وهنائه وطيب عيشه...
لا تطلب مني أن أصلي... أنا لن أصلي... بل أنني أصرخ بملء صوتي.. بكل حنجرتي المتعبة ضـد الغباء والغيبيات التي أوصلتنا إلى جورة الظلمات والنكبات والعتمة. وأبتعد.. وأبتعد أكثر وأكثر عن كل الذين يريدون إنقاذنا من القتل والحرمان, بقتل وحرمان أفظع. ليتركونا وليبعدوا عنا ترتيلاتهم ومواعظهم.. وكفاني ما سمعت من وعودهم ومواعظهم وخطاباتهم على مئات آلاف قبور موتانا. وهم أبعد ما يكون عن الموت... وخـاصة عندما أرى كروشهم المنتفخة... إنهم نائمون بأحضان الأمان والشبع والجشع..... والموت والمحرمات لغيرهم... ولم أر واحدا منهم قد استشهد في سبيل أقواله ووعظه وكلامه المركب دوما من ألف كذبة ووهم!!!...
لأننا اليوم يا صديقي المؤمن الطيب, بحاجة إلى الحياة... ولسنا بحاجة إلى الوعظ ونصف متر من الــجنــة!!!.......
وحتى نلتقي...........
للقارئات والقارئات الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات.. مؤتمرات..وحرب الغباء مستمرة
- لمتى... لمتى هذه المعركة؟؟؟!!!...
- اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.
- آخر رد شخصي...
- عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد
- الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد إلى صديق مؤمن