أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - المفاوضات والحقوق الفلسطينية الى اين؟














المزيد.....

المفاوضات والحقوق الفلسطينية الى اين؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 00:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


يراودني سؤال باستمرار، الى اين تريد ان تصل القيادة المتنفذة بمفاوضاتها مع الكيان الصهيوني؟ رغم معرفتنا بتعنت هذا الكيان منذ زمن وتنكره للحقوق الفلسطينية كرزمة واحدة، فهل المفاوض تمكن من خرق هذا التعنت على مدار ما يزيد على 20 عاما من المفاوضات المباشرة والغير مباشرة؟ وهل هناك اي اشارة تدل على ان الكيان الصهيوني قد يخضع للتنازل عن جزء من الحق الفلسطيني؟
يجب ان ندرك جيدا ان اطلاق سراح العشرات او المئات من الاسرى ليس هدفا استراتيجيا من اهداف النضال الفلسطيني، بمقدار ما هو واجب وطني والنضال بكل الوسائل من اجل تحريرهم، فهناك فرقا بين ان يتم تحرير الاسرى رغم انف الكيان الصهيوني وضمن شروط المقاومة كما حصل بعمليات التبادل الكثيرة التي حصلت منذ عام 1969 حتى الان، وبين ان تكون عملية اطلاق سراحهم بشروط العدو.
فالكيان الصهيوني على مدار تقريبا 20 عاما، خلق وقائع جديدة على الارض الفلسطينية، تتماشى والبرنامج والمخطط الصهيوني من خلال توسيع مستوطناته وشق الطرق وقلع الاشجار والاستيلاء على المزيد من الاراضي وممارسة القتل والعدوان والحصار والتضييق اليومي على المواطنين الفلسطينين وضرب الاقتصاد الفلسطيني وملاحقة كل الوطنيين والشرفاء من شعبنا.
هذه الحقائق والوقائع التي خلقها الكيان الصهيوني على الارض الفلسطيني طالب المفاوض بايقافها وتجميدها وليس لازالتها والتخلص منها، حقائق ثبتها الكيان بعد اتفاق اوسلو وعلى مدى المفاوضات بين الجانبين، نفهم ان الانتفاضتين الفلسطينيتين (انتفاضة الحجارة والاقصى) اللتين جاءتا ردا على ممارسات الكيان الصهيوني توقفتا من طرف واحد، فالجانب الصهيوني ما زال مستمرا بممارساته واجراءاته حتى اللحظة، فالمفاوش الفلسطيني المتنفذ بالقرار ويمسك زمام الامور ويسلط اجهزته الامنية والتي عملت على تصفية روح المقاومة واجتذاذها من جذورها، قام بتجريد نفسه من اي ورقة قد يستفيد منها بمفاوضاته مع هذا الكيان.
يدرك الكيان الصهيوني ان جيل انتفاضة الحجارة وما سبقه جيلا يشكل خطرا كبيرا على وجود الكيان الصهيوني، وهو جيل ثوري بكل ما تحمله الكلمة من معاني، لذلك رأى الكيان الصهيوني ان تصفية النفس الثوري عند الاجيال القادمة هي من مهمات المرحلة القادمة وفرض مواقف على القيادة الفلسطينية من اجل خلق جيل جديد من الشعب الفلسطيني بمفاهيم جديدة تسمح بخلق شرخ بين مفاهيم الماضي والحاضر والمستقبل، وشرخا اخرا بين مفاهيم الداخل والخارج بكيفية التعاطي مع الكيان الصهيوني وسياساته الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية، فالصورة واضحة حيث بالداخل الاهتمام ينصب اكثر على الراتب وبعض القضايا الحياتية والحريات، وتغيب المطالب الوطنية والسياسية واولوية مقاومة الاحتلال التي بالاساس تصب بتوجهاته وسياساته، وبالخارج تشهد المخيمات الفلسطينية واللاجئين مؤامرة تصفية للوجود الفلسطيني بالشتات، مما يجعل هذه التواجد يناضل من اجل الحفاظ على وجوده اولا، وان يعيش بكرامة ببيته بالمخيم.
يدرك الكيان الصهيوني ان المفاوض الفلسطيني مفاوضا فارغا، وان الكيان الصهيوني يتحكم بكافة تفاصيل المفاوضات، فالمجرم "بنيامين نتنياهو" الذي اصر على ان تبدأ المفاوضات من نقطة الصفر، كان الجانب الفلسطيني يصر ان تبدأ من حيث توقفت مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق "ايهود اولمرت"، فجاء تصريح ليفني بعد اول جولة لتقول: "علينا ان ننسى الماضي وان نتوصل الى اتفاق للمستقبل" ويفهم من هذا التصريح ان كل الحقائق التي اوجدها الكيان الصهيوني منذ اتفاق اوسلو ستبقى بموافقة فلسطينية واعتراف فلسطيني غير معلن وغير رافض، فالاف الوحدات السكنية وارتفاع حدة الاستيطان ومصادرة الاراضي وبناء الجدار وقلع الاشجار واحتلال الارض ونكسة 67 وعودة اللاجئين وتهويد القدس هي من فعل الماضي وعلى الجانب الفلسطيني ان ينساه، وان لا يثيروه باي جولة من جولات المفاوضات، وانما الحديث فقط عن المستقبل.
فالسؤال الذي يبقى، في حال لم يوافق الجانب الصهيوني على ايا من المطالب الفلسطيني، هل الجانب الفلسطيني لديه ضمانات امريكية بالدولة الفلسطينية التي يحلم بها؟ وهل الجانب الفلسطيني سيوافق على دولة مؤقتة مقطعة الاوصال على مساحة 40% من الضفة الغربية؟ اكيد الجانب الفلسطيني سيرفض جزءا من العروض الاسرائيلية، مما تكون سببا لفشل المفاوضات، وهنا سيتحمل الجانب الفلسطيني مسؤولية رفضه العرض الصهيوني، وبهذة الحالة سيتم معاقبة المسؤوليين الفلسطينين على موقفهم الرافض من الطرفين الامريكي والصهيوني، وهذه التجربة عشناها عام 1999 عندما رفض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عرض باراك باقامة الدولة الفلسطينية على تقريبا 95% من الضفة الغربية بدون القدس.
القوى الفلسطينية المعارضة لنهج المفاوضات والشروط التي دخل على اساسها الطرف الفلسطيني المتنفذ، على هذه القوى ان تجمع نفسها استعدادا للمرحلة المقبلة التي قد تكون اكثر احباطا بالوسط الفلسطيني، وهي مطالبة بالبدء من اليوم بالتحضير والقيام ايضا بفعاليات تشكل نهضة جماهيرية، فانتفاضة الاقصى التي جاءت ردا على فشل مفاوضات كامب ديفيد، يجب ان تتوفر ارضية للانتفاضة الثالثة، وهنا ضرورة ايجاد الكادر القادر على ان يكون يشكل رافعة اساسية للجماهير من اجل الانخراط بمعركة المستقبل، بعد ان اقدم الكيان الصهيوني ونجح حتى اليوم بتقطيع الارض وخلق الكانتونات واستخدام سياسة فرق تسد، فان لم تنجح القوى الفلسطينية عامة على خلق الظروف التي تسمح باشتعال الانتفاضة الثالثة باسرع ما يمكن فان الظروف ستكون اقصى كثيرا من اي ظروف اخرى مرت بها القضية الفلسطينية، فامام هذه القوى تسعة اشهر لتنهض من سباتها من اجل الحفاظ على القضية الفلسطينية وابقائها مطروحة بقوة، ومن هنا اقرع جدران الخزان لعلها تسمع.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الجبهة الشعبية لمظاهرات ضد المفاوضات خطوة بالاتجاه الصح ...
- هل البرازيل كانت على ابواب انتفاضة عارمة وشاملة؟
- دراسة نقدية لواقع الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل
- امن الكيان الصهيوني تبريرا للعدوان والتوسع والاستيطان
- في ذكرى النكسة: الخفايا الصهيونية من موضوع الدولتين
- غياب المشروع القومي العربي امام المشروع الصهيوني
- قيادة منظمة التحرير أفقدتها شرعيتها ووحدانية تمثيلها
- بذكرى النكبة ضرورة البديل واستنهاض الجماهير؟
- المؤسسة العسكرية الصهيونية ستبني محطة اقمار صناعية بالبرازيل
- لماذا الدفاع عن سوريا مهمة وطنية عربية؟
- ربيع عربي ام مشروع صهيوني لتفتيت المنطقة العربية
- مطلوب موقف من قوى الرجعية العربية
- ربيع دعارة وليس ربيع عربي
- المنظمات الغير حكومية والتمويل الغربي واثرها على النضال الفل ...
- بذكرى اختطاف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- هوغو شافيز: فنزويلا بلد الثوريين
- مؤسسات الجالية وغياب البديل الديمقراطي بالبرازيل
- ´اجتماعات القاهرة استنتاجات ودروس
- انتخابات اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، استحقاق ام هروب؟
- ما هي اسباب تاجيل الجبهة الشعبية لعقد مؤتمرها؟


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - المفاوضات والحقوق الفلسطينية الى اين؟