فشل تنظيم دورة الخليجي كروي فشل دبلوماسي

صلاح ابو صكر كنتاكي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 22:49
المحور: عالم الرياضة
    

نتذكر جيداً عندما قرر رؤساء الاتحادات الخليجية سحب تنظيم دورة خليجي 21 من البصرة الى المنامة كيف ثار الجميع وعـُدّ الأمر مدبراً بليل ، وإن القضية لا تتعدى كونها قراراً سياسياً بحتاً وتعالت الأصوات في حينها على ضرورة انسحاب العراق من الدورة كأفضل رد على ما عـدّ اهانة وسلباً لحق البصرة في التضييف. الأمر لم يكن كرد فعل آني بعد الشعور بالظلم ولاهو غريزة الانتماء الوطني ، بل كان يستند الى سبب منطقي اطلقه المسؤولون عن ملف بناء المدينة الرياضية في البصرة وهو ان قرار لجنة التفتيش لم يكن منصفاً أو دقيقاً حينما أكد على عدم جاهزية المنشآت والملاعب. وقد صدر اكثر من تصريح يؤكد فيه المسؤولون في وزارة الشباب والرياضة انهم سيثبتون أن القرار كان ظالماً وان المدينة الرياضية والمنشآت المرافقة لها سيتم انجازها قبل موعد خليجي 21 في البحرين وسيتم إقامة بطولة أو استقبال احد الفرق العالمية لإفتتاحها!
عفوا .. لقد مضى على انتهاء دورة خليجي 21 اكثر من ثمانية اشهر وتقرير اللجنة التفتيشية صدر قبل اكثر من سنة .. وحتى هذه اللحظة لم تنجز المدينة الرياضية بالشكل الكامل ، وهناك فقرات إدارية هي الأخرى لم يتم تنفيذها على الرغم من مرور تلك المدة الطويلة ولم تفتتح المدينة حسب الوعود والتأكيدات من اعلى المستويات وهو ما يثبت ان هناك خللاً كبيراً من الجهات المسؤولة وان قرار سحب الدورة كان صائباً وإن من راهن على التحدي وإحراج لجان التفتيش كان هو الخاسر وهو ايضا من أوهم الجماهير وجعلها تنتفض وترفض سحب الدورة من البصرة.
إذن مهما كانت نيات واسباب رؤساء الاتحادات الخليجية ولجان التفتيش في الإقرار على سحب خليجي 21 والتقرير الأخير الذي يؤكد فيه ايضا عدم جاهزية البصرة لتنظيم خليجي 22 في العام القادم ، فإننا لا يمكن ان نضع اللوم إلا على انفسنا فإن كان عدم اكتمال المنشآت هو ذريعة ، وان الأمر سياسي بحت فاننا قدمنا العذر لهم على طبق من ذهب بتلكؤنا في تنفيذ الاعمال وفوضى التصريحات العنترية غير المنضبطة والبعيدة عن الحساب العلمي ومحاولة رمي الأسباب والتقصير بعيداً عن مرمى اصحاب العلاقة ممن يتصدون لملف المدينة الرياضية!
أليس من حق الجماهير ان تطلع على كل اسباب هذا الاخفاق الذي يؤكد أن هناك فجوة خطيرة بالعمل الاداري والتنظيمي وأن يحاسب كل من وعد فأخلف وأستخفّ بالعقول وحاول ايهام الآخرين بدقة عمله وصدق وعوده!
وأن يتم الكشف عن مواطن التلكؤ في اعمال الشركة المنفذة من دون مجاملة أو تغطية وذرائع وهمية ومثلما تصدّعت رؤوس كل العراقيين بحجم الهالة الإعلامية والمديح لتلك الشركة وسرعة انجاز اعمالها ودقته وكرم الإدارة في استقبال الوفود والحفاوة بهم والتكفل بمصاريف الضيافة ، فإن الحق والقانون لابد ان يأخذ مجراه في المحاسبة عن أي تأخير تتحمله الجهة المنفذة، وان يثبت كل تصريح روّج له اعلاميا وخدم سمعتها على حساب مشاعر الجماهير ولغايات باتت معروفة!
نقول الحق : ان العيب فينا قبل كل شيء ونحن مَن نتحمل أي قرار يخالف رغبة الجماهير، ومع قناعتنا بوجود اسباب اخرى لدى بعض الاخوة في الاتحادات الخليجية تقترب من السياسة ، إلا ان ذلك لا يمكن الركون اليه وجعله عكازة يستند عليها من اسهم في منح الذريعة نتيجه تقصيره وتستره على بواطن الخلل بدءاً من ملف بناء المدينة وانتهاءً بملف التضييف ومدى تكامل كل عوامل القوة والاقناع فيه!
وعندما نمنح مهلة شهرين ، فاننا إما فاشلون في انجاز اعمالنا أو فاشلون في دبلوماسية اقناع الآخرين ، وبكلتا الحالتين لابد ان نبحث وندقق بسر تلك المهلة التي نحن على قناعة بانها لا ينجز فيها بناء ولا يفرض خلالها أمنُ ولا يرفع (فيفا) بها حظراً .. انها باختصار دبلوماسية الفشل!

#صلاح_ابو_صكر_كنتاكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات