السيسي والاخوان او لقد اخطا السيسي

بوبكرالفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لقد اخطا السيسي
فعلا اخطا الرجل ارتكب الرجل خطايا وليست اخطاء في حق الشعب المصري وفي حق الديمقراطة والمدنية والحداثة وفي حق الاجيال القادمة وفي حق الجيش الدي عمل مند مدة على ترقيع صورته التى لم تكن متماسكة رغم ادعاءه الوقوف الى جانب الشعب لما ثار على مبارك ونطامه
اخطاء الرجل في حق الانتقال الديمقراطي كما اخطا في حق القوى التي دعمته قبل التي تضررت من فعلته
اخطا الرجل في حق تاريخ يولد بصعوبة تاريخ ملئ بالعثرات والمازق القانونية والدستورية مازق عانى منه نظام مرسي ان صح انه كان يملك نظاما اد اني اشك في صحة هده المقولة فالرجل لم تتح له فرصة ارساء معاني نظام خاص به بقدر ما كان يشتغل من داخل النظام السابق رغم نقده له وتبرمه من شكله وشكواه المرة من عناصره ومضاعفاته
لقد كانت هده المقدمة ضرورية لبيان خطورة المشكلة التي اجترحها الفريق السيسي في الحقل السياسي المصري المعاصر والتي اراد البعض التخفيف من حدتها وجرمها وايضا خطورتها السياسية بالقول بانها هي عين ما فعل المقبور جمال عبد الناصر حتى يخول لسيسي مبرر يكسو سواة السيسي ومن اشار عليه وكل من استفاد من انجازه
يحتاج الانقلاب الدي حققه هدا الفرعون استعمل المصطلح لا بحمولته الدينية وانما فقط العرقية ويمكن تعويضه بتعابير مثل هدا المصري او القائد او غيرها دون ان يختل المعنى
الاسئلة كثيرة التي تفرض نفسها والمتعلقة بما فعل السيسي الدي بات هو المعبر الحقيقي عن امال التيار المدني اللبرالي الدي يصر على معاندة والواقع وحقائق الرض التي تقول ان التيار الاسلامي هو تيار وطني موجود على الارض وفاعل ويصعب اجتثاثه كما يريد دلك خصومه
من هده الاسئلة يمكن ان نشير الى الاتي
لم لم يقم السيسي بالانقلاب على الرئيس مرسي في اشد لحظات ضعف الرجل
بمعنى هل اللحظة التي تم فيها النقلاب اتت عفوا وهدا ما لا يقول به عاقل ام انها عملية ممنهجة اقتضت كثيرا من الوقت والصبر ولفظة الصبر نضعها بين اقواس لان الدي ينتظر زوال امر لا نقول انه صبر ولكن نقول عجز عنتغيير ما هو موجودوان الواقع اشد من امله وصبوه
هل كان السيسي لوحده معني بازالة فخامة الرئيس مرسي بلغة وجدي غنيم وايضا بلغة الفريق شفيق وطبعا لا يخفى ما بين اللغتين من فواصل وفروق ام ان السيسي ينجز ما تتوق اليه مصر وانه بالتالي المنقد الدي قدم في غفل ة من الزمان من اجل اصلاح وضع فاسد تسبب فيه تيه وجهل وغباء مجتمع باكمله وايضا تسبب فيه خضوع المجتمع واستسلامه لسياسات فظيعة ارهقته فارتمى في احض ان زمرة اسوا مما كان فيه زمرة قادته وتقوده نحو تناقض طائفي واختصام اهلي ويجد كثيرا من المبررات لمثل هدا الفعل في كتب التراث العفنة وقاده ايضا الى العودة اوالنشداد الى اطار ثقافي لم يعد يوجد ما يبرره الا في ادهان هدا الفريق
هل اخطا الرئيس مرسي الى الحد الدي يصبح زواله محقق لانسجام وتماسك النسيج الوطني
هل جماعة الاخوان المسلمين التي انتظرت فرصتها وحظها من السلطة والتي حيل بينها وبين هدا الحظ امدا طويلا لا تملك امكانية الحفاظ على هدا الموقع بسبب شراسة خصومها ومتا نة خطابهم قياسا على خطاب الاخوان وايضا بسبب الحيلولة الطويلة بين الجماعة وبين معرفة مفاصل الدولة وابنيتها الايديولوجية وايضا اجهزنها وهياكلها
هل التيار المدني قادر الى جانب الجيش لوحدهما يمثلان المستقبل في مصر وبالتالي يكون اللقاء بينهما هو الطبيعي والمشروع وهو بالتالي الحقيقة التي ينبغي على الاسلاميين الوعي بها وبالتالي الاسراع الى اعادة بناء دواتهم بما يتفق مع هدا المعنى ويكون اللقاء بين الجيش و الاخوان او بين الاخوا ن والتيار المدني هو لقاء زائف وزواج متعة سرعان ما ينتهي مخلفا وراءه التياعا وحسرة لدى من وثق به وغالبا ما يكون هدا الطرف هم الاخوان بالنظر الى الصفاء وحالة الفطرة استعمل هنا المصطلح بمنى الغفلة والسداجة التي تميزهم
اين يوجد الشعب المصري في ظل هدا النقسام المفروض عليه قسرا والدي ربما لا يعبر عن طموحاته ولا عن شواغله التي هي بالضرورة شاغل الانسانية جمعاء والتي تتلخص في عبارات الكرامة والعدال ة الاجتماعية والحرية والتي رغم قولنا بانها شواغل الانسانية الا انها تتاثر باختلاف البيئا ت والاوساط الفكرية والثقافية
لمادا برهنت الحركة الاسلامية عن عدم احترامها لمفاهيم حديثة رغم ان برغماتيتها كانت تفرض غير دالك هل يعني دلك ان النقد الايديولوجي الدي عاشته مصر قد كشف واوضح حقيقة خطاب هده التيارات وبرهن على قلة اعتبارهم للتحول والواقع الدي يفرز دوما ما يطابقه وانه يفرض على الافكار المثالية رهانات وطموحات تفرض سرعة مراعاتها والا حكم النسق على نفسه وضعا يودي به في النهاية الى الاختناق ومن ثم الاندثار
لم كان لدول المحيط كل هدا الدور في انتاج عناصر مادية وفكرية في الحياة المصرية
تدعو الى طرح سؤال عصي مفاده هل الحياة السياسية في بلد كمصر محكوم عليها ان تعبر حتى طموحات محيطها بمعنى ان هناك تشظ للحياة السياسية بمصر طبعا بالنظر الى التغير العميق الدي عرفته البنية المجتمعية والتي غدت تفرز ما يناقض ويعاكس صيرورتها والسبب يعود الى العناصر التى غدت البنية المجتمعية واصبحت جزءا منها
تشكل هده الاسئلة وغيرها امكانات لفهم حقيقة الانقلاب الدي صنعه الفريق السيسي كما تشكل ادوات لفحص عمق التحول الدي تعرفه السياسة المصرية في الاونة الاخيرة

يتبع
الباحث بوبكر الفلالي
J’aime · · Partager

#بوبكرالفلالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات