فارس فارس
الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 08:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمر العراق بوقت عصيب تلفه الازمات على جميع الصعد, السياسية, الاجتماعية, الاقتصادية, الامنية, في الخدمات والاخلاق والثقافة, وينخر الفساد جسده المتعب.
ونظرا للحجم الهائل لهذه الازمات واستعصاء بل وانعدام الافق لحلها والخروج من عنق الزجاجة, على الاقل لحد هذه اللحظة, فان الامر يدعونا للتامل العميق والبحث الموضوعي عن اسبابها واستمرارها. ان استمرار انسداد عنق الزجاجة(بقاء الازمة) لفترة اطول قد توصل بلا ريب الى انفجار الزجاجة ذاتها, وما يعني ذلك من تفاقم مخاطر الكوارث المدمرة التي عانى ومايزال يعاني منها شعبنا ووطننا قبل 2003 وبعده.
ان حالة الانكار لـ (فشل الرؤية السياسية, وبالتالي الفشل في ادارة شؤون البلد) التي تصر عليه القيادات المتنفذة, كل حسب موقعه في هرم السلطة, هي احد الاسباب الجوهرية لما يعانيه ويعيشه شعبنا من وضع ماساوي حاليا, ولما سيؤول اليه الوضع العراقي مستقبلا.
ماهي حالة الانكار؟ ما اسبابها؟ من المُصاب بهذا الداء وما هي طبيعته وسلوكياته؟ وما انعكاسات كل ذلك على واقعنا الراهن ومستقبلنا؟
كل هذه الاسئلة المثارة وغيرها, سنحاول ان نبحر في مضامينها واجاباتها من خلال هذا البحث المبسط.
حالة الانكار Denial case
تشير كلمة الانكار في اللغة العربية الى الرفض, النهي, النفي, التجاهل, وهي عكس القبول والاقرار. وفي علم النفس يعني مصطلح الانكار العملية الدفاعية او الية الدفاع النفسي القائمة على الرفض وعدم القبول او الامتثال او تلبية الطلب, يستخدمها الفرد ليواجه حقيقة غير مريحة ومؤلمة او لتحقيق التوازن النفسي, بالهروب منها وتجاهلها, على الرغم من توفر ادلة دامغة عليها في هذا الواقع. وبالرغم من ان هذا الانكار لايغير من الواقع والحقيقة شيئا بل يزيده سوءا على سوءه, وعدم الاقرار به يعتبر امعانا في السوء ويحوله من واقع قابل للاصلاح باقل التكاليف الى واقع تزداد كلفة علاجه كل يوم يمر عليه دون الاعتراف به والعمل من اجل التقليل من مخاطره.
*****************
تعتبر الكاتبة السويسرية اليزابيث كوبلر روس Elisabeth Kubler Ross (1926-2004 ), الرائدة في الدراسات النفسية الحديثة, ومن المهتمين في البحث حول المظاهر النفسية والاجتماعية وتحليل الطبيعة البشرية, حيث عرضت للمرة الاولى عن حالة الانكار, في كتابها ¬- الموت والاحتضار- عام 1969, وعبر ما سمي لاحقا بـ "نموذج كوبلر روس, مراحل الحزن الخمسة".
في هذا النموذج تصف كوبلر كيفية تعامل الفرد مع الحزن الناتج عن مصيبة, او كارثة تلم به (مرض قاتل, خسارة فادحة ....الخ), حيث يمر بخمسة مراحل تتوالى كما يلي:-
1. مرحلة الإنكار Stage of Denial: ينكر الشخص خطورة حالته.
2. مرحلة الغضب Stage of Anger: يقول المريض لنفسه: لماذا أنا بالذات؟ إضافة إلى الغضب الذي يُسقِطه على أيِّ شخص آخر.
3. مرحلة المساومة Stage of Bargaining: يحاول الشخص أن يقيم نوعًا من التوافق والتسوية مع القدر.
4. مرحلة الاكتئاب Stage of Depression: تحل مع ضعف الشخص ووهن طاقته حين يتطور المرض عنده، إذ يشعر بالخسارة الكبيرة المقبلة والنهاية المحتومة (اليأس).
5. مرحلة التقبل Stage of Acceptance: يتقبل الشخص حالته ومصيره وتنتهي المقاومة.
اما حالة الانكار فتشكل المرحلة الاولى, وتوصف بكونها حالة دفاع عن النفس, ينكر الفرد خطورة حالته او حتى وجودها, ويمر بالمراحل الاخرى او ببعضها وينتقل من واحدة الى اخرى بتسلسل او باشكال مختلفة, الى ان يصل للمرحلة الاخيرة, بعد ان تتفاقم الحالة المرضية وتستعصى على العلاج اي مرحلة التقبل, حيث لا يجد فائدة من المقاومة, ويستعد نفسيا لانهاء الصراع ويستسلم للامر الواقع.
أما الكاتب الاسترالي (جيرمي جريفيت) Jeremy Griffith, مواليد 1945 وهو عالم احياء ومتعدد التخصصات, استفاد في مؤلفاته من العلوم الفيزيائية والفلسفة وعلم النفس والطب النفسي, اشهر مؤلفاته Species A في حالة إنكار (2003)، يتناول ويحلل فيه الطبيعة البشرية, نستعرض ونلخص مجموعة من الافكار التي احتواها الكتاب, تفيد الموضوع قيد البحث.
يقول جيرمي " ان لغز الطبيعة البشرية, هي قدرة الانسان الكبيرة على الحب بلا حدود وامتلاك المشاعر الانسانية الجياشة ( التعاون, التضحية, نكران الذات, .....الخ), وقدرته كذلك على الجشع, الكراهية, الانانية, العدوانية, حب الذات,...الخ. وكان السؤال المثار دوما, لماذا الشر يكمن في نوع من البشر؟ ".
ويذكر في فقرات اخرى " لقد وضعت الحضارات الانسانية الكثير من القيم الاخلاقية والمثل العليا, كاساس لدساتيرها وقوانينها ( الحقوق والحريات, المساواة, العدالة, المشاركة, التعاون, ..........الخ), وجاءت قبل ذلك, الاديان بمثل هذه التعاليم, الا ان بقي نوع من البشر, وهذا مثار تساؤل باستمرار يمتازون بالعدوانية والانانية وديدنهم العمل على التمزيق والتفريق, حيث لا تتناسق طبيعتهم مع المثل العليا, وكل ذلك يعني وجود حالات انسانية ذات طبيعة او نوعية سيئة غير سليمة, هذه الحالة الانسانية احد ابرز سماتها, انها لا تريد الشعور بالذنب, كما لا ترغب ان يتكلم الاخرين عنها بالسوء اي تريد من الاخرين ان يبقوا صامتيين!, فيلجأ مثل هكذا فرد ( جماعة ) الى حالة الانكار".
لقد حدد جيرمي انواع عديدة من الانكار لحالات انسانية, ارجع جزء منها, " الى ان هؤلاء يعيشون في حالة من الحرمان النفسي العميق", وخص هذه الحالة بالبالغين من البشر وليس لصغار السن او المراهقين. فالذي يؤمن بالطريقة الانانية والعدوانية بالتنافس وليس بالطريقة التعاونية والشراكة ونكران الذات, هم البالغون, ويطرح الفكرة بالشكل التالي: " ان فهم السؤال الرئيسي, لماذا البشر لا يتصرفون بالطريقة المثالية؟ سؤال قد يطرح من قبل المراهقين والصغار اما الكبار فلا يريدون حتى النظر فيه."
الذي يلجأ الى حالة الانكار, يؤكد جريمي " لا بد من ان المشكلة موجودة في داخله بالدرجة الاولى ( وهنا يقصد رؤيته الفكرية للحياة ), والشئ الوحيد الذي يمكن ان يقوم به انسان يتصف بالشر اوالعدوانية او حب الذات والفردية وعدم التعاون والمشاركة مع الاخرين هو الانكار", اي انكار وجود هذه الموبقات في شخصه.
رغم ان ذلك لا يعني بالنسبة للآخرين, سوى الوهم والاحتيال, والهروب من المسالة, مما يدعوا المصاب بهذا الداء, الى القيام بتصرفات مفتعلة, ويلجأ دوما الى "ايجاد الاعذار المفتعلة والتبريرات الكاذبة, لهذا السلوك التنافسي العدواني المشبع بـ الانا ".
ويذكر جيرمي في فقرات اخرى " ان مثل هؤلاء الافراد لو فازوا بالسلطة او الشهرة او الثروة, فانهم سيحملون على اكتافهم مهمة ’’مقدسة’’ هي مهمة الدفاع عن الانا, فهم بحاجة ماسة للانكار, حيث يتم غسل ادمغتهم من قبل انفسهم, والجماعة من حولهم (بطانتهم), بحيث ان الجميع يعتقد بكذبة كبيرة ووهم على اساس انهم الافضل والاصلح, ولذلك اصبح فهم التنافس العدواني, والانقسام والتشرذم والانفراد والاستئثار بكل شئ, كحالة طبيعية, وهنا باتت اذهانهم ترحب باي فرصة, يؤمنون فيها بالاكاذيب, لايجاد الاعذار والمبررات للحالة العدائية التي هم فيها."
يصف جيرمي بعبارة بليغة هذه الفكرة بالقول ان هؤلاء " لا يرحبون بمجرد الاكاذيب بل انهم يحتضنونها وتحتضنهم, كما تحتضن الام طفلها." ونستطيع القول هنا انهم فقدوا ميزة التفكير الموضوعي والرشيد اي التفكير بصدق, وسماع الحقيقة يشكل قمة الخوف, والغضب والهيجان لديهم, وهذا ما يفسر عدم تقبلهم لفكرة, المراجعة واعادة النظر والتصحيح, او الاصلاح, بل يصبح هاجس الحفاظ على حالة الانكار مصدر انشغال متزايد دقيقة بدقيقة.
يواصل الكاتب في فقرات اخرى, تحليله الجريء والدقيق لهذه الحالة, فيشير الى انهم " يعتقدون ان معنى الحياة, ان تكون قادر على المنافسة, وان النجاح في المنافسة مع سائر البشر وباي الطرق, سيؤدي الى الشعور بالامان واحترام الذات, هم يعتقدون فعلا, ان الفوز هو كل شيء, وان النجاح في كسب السلطة والشهرة والحظ هو المجد, ولا يهمهم اي شيء اخر."
والتفكير بهذه الصورة لا يعني سوى تغليب التنافس العدائي والاناني مع سائر البشر الاخرين, الذي اصبح لديهم ذلك هو "مقياس النجاح". اما التعاون, الشراكة, التضحية, نكران الذات, حب الاخرين ......الخ, فكلها "كلمات بلا معنى عندهم امام هاجس الحفاظ على السلطة والشهرة والمجد"!
***************
حالة الانكار سياسيا!
شهدت وتشهد المنطقة العربية تطورات عميقة في اوضاعها السياسية مع تصاعد الحركات الاحتجاجية للجماهير الشعبية وفي طليعتهم الشباب في المطالبة بتغيير الانظمة السياسية الفاسدة والفاشلة في تحقيق العيش الكريم والحرية والمساواة والامان والعدالة الاجتماعية وخلال الثلاث سنوات الاخيرة بدات الشرارة من تونس وتبعتها مصر فليبيا واليمن وسوريا وكان التململ الجماهيري واضحا وما يزال في اغلب الدول العربية الاخرى.
لقد عاشت اغلب الحكومات ومن على راسها من حكام مرحلة الانكار لما تطرحه الجماهير من حقائق تخص ما تعانيه – اي الجماهير - من ظلم وفساد وحرمانات, وما تطلبه من مطالب بالتقييم واعادة النظر والاصلاح, فما كان من هؤلاء الحكام الا الرفض والتنكر واتهام الجماهير بالخيانة والعمالة للاجنبي, لتبرير حالة الغضب والهيجان والعنف التي قابلت بها المحتجيين. وعندما توسعت الحركة الاحتجاجية وبدا التغيير في ميزان القوى حاولت هذه السلطات المساومة بحلول ترقيعية واصلاحية فات اوانها عمليا بالنسبة الى الجماهير فمرت هذه الحكومات بحالة من الياس الى ان تقبلت الامر الواقع اي الحقيقة المرة بالنسبة لها, بعد ان ادركت ان مقاومتها للمد الجماهيري والشعبي لم يعد له فائدة مع تداعيات وعوامل اخرى لعبت دورا كبيرا في كل حالة على حدة.
كان موقف الجيش التونسي حاسما في تقبُل بن علي خسارته للسلطة وفي مصر كذلك ولكن بعد حين, اما اصرار القذافي وتمسكه بالسلطة حتى الرمق الاخير, رغم ظهور المؤشرات والعوامل على عدم فائدة المقاومة وخاصة بعد دخول العامل الخارجي في المعادلة الى جانب المحتجيين عليه, فكانت النتائج مدمرة على الشعب والبلد وعليه. وهذا ما كاد ان يحدث في اليمن الى ان تقبل علي عبد الله صالح الحالة وبخروج شبه امن, يتربص هو الان للعودة وتتربص به الجماهير المعارضة لحكمه للتخلص منه تماما.
اما في سوريا فلايزال النظام الحاكم في مرحلة الانكار الشديد والغضب رغم ظهور مؤشرات بسيطة لدخوله مرحلة المساومة – التكتيكية - لكن هذا الاصرار على الانكار, كلف الشعب والبلد الكثير من الدماء والخراب والتدمير بالاضافة الى العذابات والالام التي يمر بها الملايين من النساء والاطفال والشيوخ والشباب, وكل ذلك كان بسبب عدم القدرة والاستعداد لسماع مطالب الناس والاعتراف بالاخطاء واعادة النظر والمراجعة والاصلاح الذي فات اوانه الان وتداخلت عدة عوامل اقليمية ودولية بما عقدت المشكلة بشكل كبير.
ان حالة الانكار السياسي تستدعي من اصحابها التقليل من شان المعارضيين او المحتجيين واعدادهم, والتضخيم من سلبيات التحركات الجماهيرية والسعي لحرفها, ويشعرون بالاهانة حال تقديم تنازلات او الاستجابة لمطالب الشارع او المحتجيين. وهذا ما سلكه الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته خلال سنة من حكمه في مصر, الى ان فرضت الحقيقة المرة والغير مرغوب بسماعها او التصديق بها من قبل الجماعة, حتى هذه اللحظة ورغم عزله من الحكم حيث اصبح من الماضي, لقد خرجت الملايين العديدة لاكثر من مرة منذ 30 حزيران ترفض نهجهم, الا ان حالة الانكار والاصرار عليها التي يعيشها الاخوان ورفضهم لارادة الجماهير ستؤدي الى عرقلة خارطة الطريق لتصحيح الاوضاع والسير بمصر الى بر الامان. ان حالة الانكار للحقيقة (رفض عموم الشعب لحكم الاخوان) ومعطيات الواقع الدامغة نحو ذلك, لا يمثل الا تجسيد صارخ, للتمسك بالمصالح الطبقية, والرؤية الايديولوجية للجماعة, التي تربط ذلك بحماية الدين والمعتقدات والدفاع عنها, اي اللجوء الى الاعذار والتبريرات المفتعلة بل الايهام والكذب بعبارة اوضح لتحقيق او فرض اهدافها.
***********
ان استراتيجية الانكار غير فعالة كاستراتيجية للاستمرار والتكيف والتفاعل مع الواقع المتطور, مع الحياة, لانها لا تقر بالمشكلة ولا تفكر بالحل بل تخافه وتلجأ للاكاذيب فتستمر المشاكل وتتفاقم الى ان تنفجر.
ان حالة الانكار تزداد شدة (حالة انكار شديد) كلما هدد الواقع وعرى الرؤية الايديولوجية الفاشلة, للفرد او الجماعة, التي ترى انه او انهم الاصلح والافضل حيث يمتلكون الحقيقة, قادرون وحدهم على تحمل المسؤوليات والقيادة,
ان المصابين بهذا الداء, يقتنعون ويحاولوا اقناع الاخريين بعدم وجود او عدم توفر اي بديل (له او لهم), فعبارة لايوجد بديل نسمعها بتكرار ممل من قبلهم, لذلك يعتبرون مجيء بديل, يمثل لهم (خط احمر), لان بذهابه (كما يبررون) ينهار كل شئ, ( اذا كانت دولة او حزب او جمعية.....الخ), وهذا كله رغم الفشل الواضح والصريح والمتكرر وفي اغلب المجالات التي يتولون قيادتها, التي لولا ذلك لما وصلت الاوضاع على ما هي عليه من تازم وتفاقم وسوء وطرق مسدودة.
هنا لا بد من ذكر حالات اخرى من الانكار يمارسها (الفاشلون), حيث عندما يضطرون للاقرار بوجود المشكلة او الازمة, ويعترفون بوجود الخلل والاخطاء, اوليا يقللون من خطورة الازمة او المشكلة او الاخطاء ولاحقا يشككون في تفاقمها وتعقيداتها, واخيرا ينفون مسؤوليتهم عنها ويحملون مسؤوليتها على الاخرين والظروف الموضوعية......الخ.
اما اذا لوحظ تغير في خطابهم السياسي باتجاه المرونة والتعاون والاستجابة لبعض المطالب وتقبل للراي الاخر, والتقليل من شان ضمير الانا الذاتية واستخدام ضمير الجمع الـ نحن!!
نكون هنا امام امرين:-
الاول: ان حالة الانكار دخلت المرحلة الاخيرة, اي مرحلة التقبُل, ومن ميزات هذه المرحلة تقبُل الامر الواقع والاقرار بالحقيقة ( فشلهم وعدم كفائتهم لحل الازمات, وعقم رؤيتهم الفكرية والسياسية......) وانهاء الصراع والاستعداد للفقد, وهذا ما قام به بن علي في تونس ومبارك في مصر وعموما هو امر مستبعد للحالات الاخرى التي تتفاعل احداثها في عالمنا العربي حاليا.
الثاني: ان لا يُعبرْ هذا التغير في الخطاب السياسي (باتجاه المرونة والتعاون....الخ), الا عن المزيد من استفحال المرض او حالة الانكار لو تبين لاحقا ان هذا التغيير لم يكن سوى مناورة ومجرد تكتيك لكسب الوقت واطالة امد البقاء في الكرسي والتمسك به, بانتظار احداث اخرى واعذار وتبريرات ولو الى حين.
وهذا لا يمثل الا حل ترقيعي مؤقت وتخديري يؤجل حالة الانهيار, حيث تبقي المشكلة الجوهرية دون حل مما يؤدي الى مزيد من تفاقم الازمات وبالتالي انفجارها, ولا يعني ذلك سوى المزيد من الالام والعذابات والحرمان والخراب والدماء, تستنفذ قدرات الشعب وتدمر البلد. (وهذا ما تمر به سوريا حاليا وباشكال اخرى العراق والبحريين واغلب الدول العربية الاخرى وباشكال مبسطة ومختلفة).
ان الانكار السياسي لا يتعلق بما تطرحه الحكومات من وعود وخطاب معسول ومشاعر طيبة بل يتعلق بافعالها التي تكتوي بمراراتها وعذاباتها الجماهير الشعبية والقوى السياسية والمجتمعية الاخرى.
ان الانكار الدائم لا يؤدي الا للفوضى والتخبط والمصير المجهول, والى فقدان الشعب الثقة في نزاهة جميع الاعبيين والمتنفذين على الساحة السياسية وفقدان الثقة بنفس الوقت بالديمقراطية وجدوى الانتخابات والكراسي.
ان الاصرار على الانكار وتجريب المرور بالطرق المسدودة جميعها, والوصول الى الفشل الكامل, لا يعني سوى المضي نحو الهاوية, والسقوط فيها حيث لايمكن التراجع والعودة الى الوراء, بعد فوات الاوان, ان مشهد السقوط والانهيار...هي نتيجة حتمية للاصرار على حالة الانكار, نتيجة الخطأ في الرؤية الفكرية والسياسية (الايدلوجيا), فتستمر في انتاج الازمات وتفاقمها وعلى جميع الصعد السياسية والامنية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.....الخ.
*******************
ان التحدي الازلي لكل رؤية ايديولجية او فلسفة سياسية او فكرية تتجسد في علاقتها بالواقع ونجاحها او فشلها فيما تدعو اليه. ولتلافي الجمود والتحجر الايديولوجي, يجب ان تظل الحركة الايديولوجية وعبر ارتباطها بالواقع وتغيراته محط دراسة وتامل ومراجعة وتجديد لا ينتهي, لكي تستطيع الانسجام مع التطورات الهائلة في الواقع ومن ثم النجاح.
ان المدخل السياسي هو المدخل الرئيسي والسليم لحل الازمات والخروج من عنق الزجاجة وهذا يبدا بعلاج المشكلة الجوهرية المتمثلة بالانفراد, والتهميش وتقديس الانا, والمصالح الذاتية, والحزبية والطائفية, ومحاولة فرض رؤية ايديولوجية معينة اي التعصب الايديولوجي والاستهانة بالاخريين وتقليل شانهم وتحميلهم مسؤولة الفشل في ادارة شؤون البلد, والاحتراب والصراع التنافسي العدائي وتشتيت وتشرذم وتمزيق القوى صاحبة المصلحة في نجاح العملية السياسية الجارية وتصديق الكذبة الكبرى والوهم بامتلاك الحقيقية وتأليه (الانا), و(قائد العصر) وحاشيته على انهم الافضل والاصلح!!!! .
ان المدخل السياسي يبدا برؤية سياسية تؤمن بالـ (نحن), والتعاون والتوافق مع الاخرين والمشاركة الوطنية الحقيقية لجميع المكونات والاطياف والقوى السياسية والمجتمعية صاحبة المصلحة في بناء عراق ديمقراطي ودولة مدنية حديثة, وانهاء حالة التشرذم والتمزق والاستجابة الكاملة للمطالب الشعبية والسماع والتفاعل مع الراي الاخر والمعارضيين والاقليات وحماية حقوقهم, مما يستدعي استبعاد الاستقطاب المؤدلج ( اما الاسود او الابيض ), وتوسيع الرقعة الرمادية (الوسطية) حيث تزداد فرص العقلانية في التحكم بالسياسة رغم صعوبة ذلك, بدل ان تتحكم الغرائز والامزجة, التي تتسلم رايات السياسة في الاوقات العصيبة بسهولة, وتسير بها ومجتمعاتها نحو الكارثة.
ان المطلوب في هذه المرحلة الانتقالية بالذات التي تمر بها عدد من الشعوب العربية اي( الانتقال من انظمة شمولية الى انظمة ديمقراطية) هي حكومات مشاركة ووحدة وطنية لانجاز المهمات الجسيمة للتنمية واعادة البناء والاعمار وترسيخ المؤسسات وحكم القانون والتقاليد الديمقراطية الناشئة شيئا فشيء, فالحاجة ماسة الى دمقراطيات توافقية للمضي في البناء الديمقراطي الحقيقي.
فحكومات الاغلبية السياسية تمثل الحالة الطبيعية والسليمة للانظمة الديمقراطية الراسخة, حيث حقوق الاقليات (القومية, المذهبية, الدينية, السياسية), تكون محمية, اما في بلداننا فلا يزال هذا الفهم قاصرا وترى اغلب القوى السياسية بـ (الديمقراطية), على انها تطبيق وفرض رغبة الاغلبية على الاقلية, حتى على المستوى الاجتماعي, وخاصة قوى الاسلام السياسي, وهذا ما رايناه يحدث في مصر وتونس ورايناه في العراق وقبله في ايران.
من الضروري ان ينطلق المشروع الديمقراطي التوافقي وما يترتب عليه في تشكيل حكومة وحدة وطنية والمشاركة الحقيقة في ادارة البلد, من مسؤولية وطنية معيارها المواطنة والنزاهة والكفاءة, وليس من منطلقات حزبية ضيقة او طائفية مقيتة او قومية متعصبة التي تؤدي بلا شك الى المحاصصات, وتسير بالوضع الى الخراب والانهيار, بدل ان تحقق الاصلاح والتقدم, فيترحم الناس على السيء الذي تخلصوا منه, لان ما حل بعده كان اسوء.
اما الدعوات التي تثار في العراق اخيرا, في المطالبة بحكومة الاغلبية السياسية من قبل قمة الهرم في السلطة التنفيذية, بحجة, ان سبب الازمات هي في الديمقراطية التوافقية, وهي التي ادت الى المحاصصة ورسختها, ما هي الا جملة من التبريرات والاعذار الواهية, لحرف الانظار عن المشكلة الجوهرية, المتمثلة بالرؤية الفكرية والسياسية الخاطئة المشبعة بروحية الانفراد والتهميش والعدائية والطائفية وعدم تقبل الاخر والاستئثار بالسلطة, ((ان بقاء هذه المنطلقات ستؤدي بالوضع العراقي الى كوارث اكبر في حالة حكومة الاغلبية السياسية ايضا, حيث سيتواتر الصراع بشكل اسرع واشد ويتمزق المجتمع افقيا وعموديا, ويسير نحو الحرب الاهلية والانقسام كاحتمال اكثر ورودا, مع بقاء نفس المنطلقات الغير وطنية المشار اليها.... حسب راي المتواضع)).
وبالتالي فان الاستمرار بحالة الانكار للفشل المتواصل, في ادارة شؤون البلد, وانتاج الازمات المتوالية, ورمي مسؤولية الفشل وانعدام القدرة والكفاءة, على شكل الديمقراطية (الديمقراطية التوافقية), وعلى القوى السياسية الاخرى او اي مبرر اخر, من دون تخطئة الذات والسعي لاصلاحها, وذلك املا في البقاء اطول فترة ممكنة في قمة السلطة, حيث هاجس الحفاظ على السلطة والثروة والنفوذ له الاولوية بالاهتمام, وليس اي شئ اخر كـ (معاناة الجماهير من تدهور المستوى المعيشي والخدمات والفساد والارهاب.....الخ), مما سيؤدي بدون ادنى شك الى الانهيار والفوضى او الحرب الاهلية والتقسيم, لان هذا السلوك ( التمزيقي, الطائفي, الذاتي, العدائي... ), يضعف بشكل كبير القدرة على البناء والاعمار او مواجهة اعداء العملية السياسية والارهاب, ويصب في خدمة اهدافهم التدميرية, لامال الشعب ومصالحه العليا!.
لقد دأبت السلطة التنفيذية ومن على راسها في العراق, على التقليل من شان الازمة السياسية وخطورتها بعد فترة من تشكيل الوزارة الثانية العسيرة الولادة اصلا, وتخيلوا ان الامور تسير بشكل طبيعي والحديث عن ازمة سياسية ومخاطرها ما هي الا ادعاءات للحاسدين, تريد النيل من قوة وحكمة وصلاحيات السلطة التنفيذية!!!, وبعد المظاهرات الاحتجاجية في بغداد والمحافظات شباط 2011 والمطالبة بالاصلاح والقضاء على الفساد وتوفير فرص العمل للعاطلين وتوفير الخدمات والاهتمام بامور الجماهير وتحسين الوضع الامني......الخ. شاط غضب وهيجان السلطة واستخدمت اسوء الاساليب في مواجهتها, وكالت لها مختلف التهم, لعدم ارتياحها وعدم رغبتها, لسماع صوت الحقيقة, ومعرفة الواقع المرير التي تعيشه الجماهير في ظل سلطتها, فلجات بعدها الى اعطاء الوعود ( المائة يوم!!), واستمر مسلسل الكذب والاوهام وايجاد الاعذار والمبررات لسلوك ورؤية سياسية فاشلة تتوالى من خلالها الازمات مع جميع الاطراف, وفي كل الاتجاهات وبتشكيك عدائي سافر. وكل ذلك للالتفاف والتغاضي عن حل المشكلة الجوهرية, المتمثلة كما ذكرنا سابقا (بهم, كاشخاص) وبرؤيتهم السياسية القائمة على التفرد والتهميش والتمزيق واللهاث وراء المصالح الذاتية والحزبية الضيقة والطائفية ومحاولة السيطرة والتحكم بكل مفاصل الدولة وبالتدريج ( القضاء, الجيش, الاقليم, المحافظات, البنك المركزي, منظمات المجتمع المدني, النقابات, والاعلام....الخ).
كما واصلوا نفس النهج ازاء الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة حاليا في المناطق الغربية وبعض المحافظات الاخرى, بعدم الاستجابة للمطالب المشروعة, ومجابهتها بالعنف تارة والمماطلة والوعود الكاذبة تارة اخرى.
لقد وصل الفشل في ادارة شؤون البلد الى فوضى وتخبط في اغلب الملفات, السياسية والامنية والخدمية وكذلك الاقتصادية حيث ان الطابع الريعي للاقتصاد العراقي الذي يمثل احد اسباب الازمة البنيوية في العراق وافتقادهم الرؤية الاستراتيجية التنموية التي تعرف اهدافها بوضوح, واخضاعهم العراق لمنطق ومشيئة المؤسسات المالية والنقدية الدولية, كل ذلك ولا زال راس السلطة التنفيذية وجماعته ومقربيه يعيشون حالة الانكار ويعمل المحيطين به لتزيين الصورة واظهار الوضع كما ليس على ما هو عليه.
لقد ذكر (رئيس الوزراء العراقي في مقابلة مع نخبة من الخبراء والاختصاصيين بالاقتصاد والسياسة, في قناة العراقية الفضائية بتاريخ 23/7/2013), بان نائبه اعطاه احصائيات كاذبة حول الكهرباء وقال انهم يكذبون عليّ....وهذا يُذَكرْ بحكاية ملابس الملك الجديدة للروائي والشاعر الدنماركي هانس كريستيان اندرسن 1805-1875 ميلادي, الذي اصبح فيها الملك عاري ومن غير ملابس, ولكن حاشيته تصور له انه يرتدي ملابس غاية في الروعة والجمال, كذبا ونفاقا........الخ.
ان الاقرار بالفشل في ملف الكهرباء وفي ملفات اخرى ثانوية.... في هذا اللقاء التلفزيوني لم يرتقي الى الوصول لمرحلة الاقرار بجوهر المشكلة, بل حاول رئيس الوزراء تحميل الفشل والازمات وتداعيات الوضع الامني المرير وسوء الخدمات وتعاضم الفساد على (القوى السياسية الاخرى وخاصة المنضويين في ظل التحالف الوطني الذي يعتبر هو احد اطرافه, وهذا يؤكد مدى انفراده وانعزاله حتى من اقرب حلفاءه), وحاول الالتفاف وتوجيه الاهتمام الى قضايا اخرى غير جوهرية, كما حاول بشكل جدي ابراز (الانا) والانجازات الفردية التي قام بها والتي لاتوجد الا في مخيلته, ورؤوس بطانته والمستفيدين من بقاءه.
ويبدو ان محاولة المساومة مع بعض الاطراف والاشارات المرنة في بعض الاحيان, ما هي الا مناورات وتكتيكات, لكسب الوقت بانتظار حل, يتأمل ان ياتي من الغيب!!. ان كل ذلك لايعني مع الاسف الشديد سوى التمسك والاصرار على حالة الانكار باعتبارها استرتيجية للماسكين بالسلطة والباحثين عن المجد! واستمرار ذلك لا يعني سوى السير بالعراق نحو الهاوية, نحو كارثة اشد واقسى مما نحن فيه (الحرب الاهلية والتقسيم) لا سامح الله.
ان المسؤولية الوطنية والاخلاقية تستدعي من جميع القوى السياسية والمجتمعية والشبابية للاصطفاف مع المصالح العليا للشعب والوطن, والعمل على ايقاف التدهور المريع في المشهد السياسي والامني, والاجهار بالحقائق (التي لازال اصحاب القرار الفاشليين لا يقرونها ولا يرونها), حتى لو تطلب ذلك تجاوز الكثير من الاجراءات الشكلية, لانقاذ العملية السياسية واصلاحها قبل فوات الاوان ويبدو ان ذلك لا يتحقق الا بالتغيير.
ان الشعب وهو في ظل هذه الظروف العصيبة, هو بالتاكيد بحاجة الى التغيير, وبحاجة لبديل يحل ( العقدة الغوردية ) , ليس كما حلها الاسكندر الاكبر بضربة سيف, لا بل من خلال رؤية فكرية وسياسية عقلانية وموضوعية, جامعة وموحدة, متعاونة وغير ذاتية او انانية، نابذة للتهميش تحترم الاقلية وتحمي حقوقها وتتفاعل مع الراي الاخر والمعارض, تؤمن بالمواطنة والدولة المدنية, تستطيع السير بالمرحلة الانتقالية الى بر الامان وتحل حبال هذه العقدة بالتتالي واحدة بعد الاخرى وبسلاسة.
نعم, الشعب بحاجة الى بديل يؤمن بالـ( نحن ) وليس لمن يريد ربط مصير ومستقبل العملية السياسية ب ( الانا ) وبطانته او جماعته او حزبه او الخاضعين له, وليس بالرؤية السياسية (المفرقة والمشتتة والعدائية), الفاشلة الخاصة بـ الانا, وليس لمن يريد ربط الدولة بفرد كما فعل المقبور صدام, حيث ادى سقوطه وانهياره الى انهيار الدولة ومؤسساتها والى الكوارث المريرة التي حلت بالشعب, ان الانا (والرؤية الفكرية الخاصة بها) المستفحلة والمتضخمة, تعمي البصر والبصيرة وتضخم الاوهام وتضبب الحقائق والوقائع وتؤدي الى حالة الانكار وحالة الانكار والاصرار عليها, (من قبل اصحاب القرار والمتنفذين في الحكومة العراقية) لا يحل المشكلة بل يفاقمها الى ان تنفجر, حيث تزداد قتامة المستقبل, الذي يتحملون مسؤوليته التاريخية والاخلاقية كاملا.
29/7/2013
الهوامش
- تُعتبَر إليزابيث كوبلر روس (1926-2004) الرائدةَ في الدراسات الحديثة حول علم الموت. ففي كتابيها المُعَنْوَنين في الموت والاحتضار والموت: شوط النمو النهائي (1969، 1975) بحثتْ المظاهر النفسية والاجتماعية للموت والاحتضار. والمراحل الخمسة التي توصلت إليها الباحثة من خلال دراستها لمرضى السرطان.
- جيريمي جريفيث (مواليد 1945) هو عالم الأحياء الاسترالي ومؤلف كتاب حول موضوع حالة الإنسان. لأول مرة أصبح معروفا لعامة الناس لبحثه الشامل لـ theTasmanian النمر أو Thylacine 1967-1973 ويعتبر بحثه الأكثر تقدما من أي وقت مضى، وبعد تخرجه من جامعة سيدني، بدأ جريفيث الكتابة على حالة الإنسان في عام 1975، نشر له ستة كتب حول هذا الموضوع حتى عام 1988. وأشهر مؤلفاته، و Species A في حالة إنكار (2003)، وأصبح من أكثر الكتب مبيعا في أستراليا ونيوزيلندا. ويستند في كتابه القيم على شرح وتحليل الطبيعة البشرية. عمله متعدد التخصصات، مستفيد من العلوم الفيزيائية وعلم الأحياء وعلم الإنسان مع الفلسفة وعلم النفس والطب النفسي. ويستشهد بالمفكرين من خلفيات متنوعة ومختلف العصور، من سقراط وأفلاطون، وصولا إلى الفلاسفة والعلماء الأكثر معاصرة مثل تشارلز داروين، بيير تلار ده شاردان، يوجين ماريه.... لقد احدثت الأعمال البيولوجية له في أصول الطبيعة البشرية وربطه بالسلوك الاجتماعي, نقاشات جريئة وفائدة كبيرة في الوسط العلمي لأكثر من عقدين من الزمن.
- هانس كريستيان أندرسن (1805 - 1875) كاتب وشاعر دنماركي يعد واحدا من الكتاب البارزين في مجال كتابة الحكاية الخرافية، وهو يعتبر شاعر الدانمارك الوطني، ورغم كونه كتب في مختلف حقول الأدب كالرواية، والنص المسرحي، والشعر غير ان موهبته تجلت، أكثر ما تجلت، في مجال الحكايات الخرافية التي برع في كتابتها ليحتل مكانة بارزة في هذا المجال من القص على مستوى العالم، فحكاياته تأخذ من ناحية الشكل قالب الحكاية الشعبية، كما ان حكاياته، رغم بساطتها، تحمل مستويات عدة في بنائها ,و يروى أنه أسعد الكثير من الأطفال في أثناء حياته في كل أرجاء المعمورة، وقد وجد الحفاوة والتقدير من لدن الأسرة الملكية في الدنمارك. نقلت أشعاره وحكاياته إلى أكثر من 150 لغة. استوحي من حكاياته أفلام, ومسرحيات، وباليه، ورسوم متحركة. اشتهر بحكاياته الخرافية. التي تشمل العديد من الحكايات ومنها :- بائعة الكبريت, وجندي الصفيح, وملكة الثلج، والحورية الصغيرة, وعقلة الاصبع, فرخ البط القبيح, وملابس الملك الجديدة.
- العقدة الغوردية هي أسطورة تتعلق بالإسكندر الأكبر، ويستخدم المصطلح عادة للدلالة على مشكلة صعبة الحل ومعقدة, حدثت سنة 333 ق.م.، أثناء قضائه عطلة شتوية في گورديوم، حاول الإسكندر أن يحل العقدة. وعندما لم يستطع أن يعثر على نهاية لخيط العقدة، ليفكها، قام بقطعها نصفين بضربة من سيفه.
انتهى
#فارس_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟