الهامي سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 00:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قراءه لمجموعة “اين الله" للكاتب كرم صابر
اول عمل في المجموعة هو "دعاء" الذي هو دعاء المطحونين والفقراء لذلك "الرب الجميل الذي ينتظرونة علي محطات القطار وعلي نواصي الحواري كي يهلك الظالمين ويعيشون في ملكوت رحمتة", ولكن في مقابل هذا العشق هناك عتاب من عدم تحقيق "الرب" لمطالب مطالبية و عدم فهم اليات "الرب" للاستجابة لتلك المطالب ولعل كلمة المقامر علي افئدة الملايين هي تعبير عدم فهم ميكانيزمات تحقيق تحقيق مطالب مريدية.
ادعي ان التعبيرات الشعبية "لا تسأل مولاك اذا وهب" او "يعطي من يشاء" وغيرها الكثير من تلك المقولات الشعبيه التي نراها علي سيارات النقل والمحلات الشعبيه هي تعبيرات شديدة الدقة والدلالة في صياغتها لفكرة ان ما يحدث مع الانسان في العطاء والمنح لها قواعد لا يفهمها الانسان, ولذلك التعبير الادبي المقامر الذي يوحي بقواعد لا يفهمها اللاعب هو تعبير شديد الدقة للتعبير عن حيرة الانسان لعدم ادراكة او فهم ما مايحدث معه وحوله.
والتناقض ما بين احتياجات الانسان والاستجابة لها من قبل من له المقدره علي المنح او الاخذ من الواضح انها مشكلة الانسان في كل العصور ولعل موقف دواد النبي في المزامير 10,22,44, حينما يعاتب الله بقولة "لماذا تقف بعيدا يالله لماذا تختفي في ازمنة الضيق وكبرياء الشرير تحرق المسكين" او في مزمور 22 "الهي في النهار ادعو لك فلا مستجيب في الليل ادعو فلا هدو لي" ثم يعود في مزمور 44 ليصل لموقف اقرب لموقف بعض شخصيات كرم حيث يقول "لماذا تتغافي يارب انتبه لا ترفض الي الابد لماذا تحجب وجهك وتنسي مذلتنا".
وبلرغم ان شحصيه كرم يعتبر ان ما يحدث هو مقامره بقلوب العباد ولكنه مثل اي داعية ديني يعود ليذكرنا ان السبب هو "العباد الذين بجهلهم وقله حيلتهم وفسادهم قد اغضبوا الرب.
لا انكر ان مأذق عدم الاستجابة لما اطلب قد صادفني كثيرا واعتبرت ان اولي خطوات الكفر هوعدم معرفة اليات استجابة الله لمطالب البشر ولذلك تعاملت طبقا لقول السيد المسيح "لا تجرب الرب الهك" واصبحت لا اطلب شيئا وما يريد ان يعطيني الله اياه سوف احصل عليه سواء طلبتة ام لا , واري ان السيد المسيح قد حل هذه الاشكالية التي قد تؤدي للكفر بتوصيتنا ان نطلب مشئية الله.
والملفت في الدعاء ان كلمه الرب كتبت ما بين علامتين مما يضعنا ان نتسأل عن اي رب يتكلم هل هو الله الذي نعرفة ام هو مصلح اجتماعي او قائد سياسي او اي صاحب سلطة من هذا القبيل.
اما العمل الاخر الذي وجه اليه النقد فهو قصة معروف الذي كان لا يغضب ولا يحزن ومتسامح ضد شتامية, وكان يري الله في كل مكان اي ان الكون وما فية هو جزء من الله واعطي من صفاء الروح ما يمكنة ان يعرف ما يدور في نفوس الناس , ويري ان الله يهتم بطهارة القلب ولاينظر الي وجوهنا او جيوبنا ولكنه يريد عباد راضين بالمقسوم ولذلك عندما حرق قمحة قال سوف يهبني الله بدلا منه يوم القيامة, ومواقفة الايمانية الباطنية كثيره
ولكن سقطته بالنسبة للقمص وصاحب الدعوي ماورد ص 38 عندما غرقت جاموستة "ينظرمعروف للسماء ثم يبصق تجاة الغرب ويسب ذلك الذي اتباعة يسرقون البشر وشرير وتملؤه الظلمة والجاموسة زوجه الشيطان".
والقراءه التي تجتث جزء من الحدث او جملة من سياقها اما بسبب القراءه السطحيه الغير متأنية او بسبب نقص الخبرة في النقد الادبي هي التي احدثت اللبس في تلك الواقعه, ومن هنا اري ان القراءه الصحيحة للعمل يجب ان تتعامل مع الشخصية بشكل كلي وليس من خلال الاجتثاث لجملة او كلمة.
ومن هذه الرؤيه كيف يفترض ان يستقيم استخدام معروف لكلمات مثل وسخ, تؤذيني, اتباعك يسرقون ويأخذون شقي العيال, تتردع عن شرك واشبع بظلمك تستقيم مع رؤيته لله في كل مكان ومع كل ما يحملة من الخير والحب الالهي والحكمة والذي لا يغضب عندما يسرق والذي كان يري ان العباد يجب ان يكونوا راضيين والذي يري الله في كل مكان.
ولعل يكمن تفسير هذا ان القراءه السطيحة لا تمكننا من قراءه الدلالات التي هي خلف الاحداث والكلمات واري هنا انه لا يكمن تفسير هذا التناقض الا من خلال نظر معروف للناحية الغربية التي هي رحلة الموت ولعل دفن قدماء المصريون موتاهم في الغرب يؤيد ذلك بينما الشرق فهو التوجهة لله ولعل ورود كلمة الشيطان هو تصريح مؤكد ان كل الحوار كان يختص بالشيطان الذي استرد زوجتة.
اما النص الاخر الذي اعترض علية فهو ان معروف يهزاء من الجنة
" الله ليس بهذه السذاجه ليبشرنا بجنة للجوعي والمكبوتين, الجنة في روحنا, وحياتنا بينما النار التي تلوث بها سمعنا كل خطبة من صنع الكفرة امثالك" , ويمكن القول ان معروف اعترض علي الفهم الحرفي للنص ولكن الصوفيون يرون ان الوصف القراءني ليس الا تعبير ضمني عن مجتمع لا توجد به معاناة للانسان وان الجنة في الاخره ليست الا بالقرب او البعد عن الله حيث الصالحون سيكونون قرب الله بينما النار الحقيقية ليست الا العزلة عن الله ,ولم يكن هناك مجال لتقريب تلك الصورة الا من خلال رموز يدركها الانسان في ذلك العصر.
ويمكن القول ان معروف هو ابن الحضارة الزراعية الذي فهم جوهر مايريدة الله من الاديان حيث الله ص 39 " رب قلوب والعمل عبادة الله لا ينظر الي وجوهنا ولا الي جيوبنا ولا تهم الصلاه والصوم اذا اكان الجشع والغل يملاء قلوبنا وكان يري ان العمل عباده حيث" كيف يعزق ويروي ويحش الزرع وهو يموت من العطش" وهذه قواعد ايمانية عامه كان يعرفها المجتمع ويطبقها قبل الغزو الصحراوي حيث اصبح الدين هو "ادي الفرض وانقب الارض" هو الاساس.
ولعل رؤية معروف ل الله كانت اكثر عمقا ونضجا حيث رحمتة تعلو الشرع ومن هنا كان الفارق ما بين سيد الملتحي في قصة الميراث الذي طبق الشرع دون الرحمة "عندما رمي اختهم وطفلها لتفترش الحارة بجوار منزل ابيها لتموت محترقة هو وطفلها بحجة ان الشرع يعطيها نصف غرفة في المنزل وان مكانها هو بيت اهل زوجها التي ستدفن في تربهم ص 31 , بينما معروف رائ مخالفة للشرع ان تعطي زوجة الاب البيت كله عندما مات بركات الشايب ووافق الابناء علي ذلك.
اما قصه الشيخ طه ص 63 فهي تطرح الاشكالية الازلية التي سبق التطرق اليها وهي التناقض ما بين رغبات الانسان وطموحاتة ومشيئة الله, التي لم يفهمها او يستوعبها الشيخ طه بعد تلك الكوارث التي حاقت به وفقد عقلة بسببها لعدم مقدرتة علي تحملها واصبح ينطق كفرا وهذا سلوك انساني طبيعي ولو درست كثير من حالات الجنون لكان خلفها احد المأسي التي لم يتحملها صاحبها ولو كان صمود ايوب لمأساتة كما وردت في التوراة هي السلوك الانساني الطبيعي لما كان هناك اهمية ان تسجل في كتب يقراؤها المؤمنون كي يتعظوا منها حتي لا يحدث معهم ماحدث مع الشيخ طه.
واذكر انني تقابلت مع حالات لا تختلف عن سلوك الشيخ طه منهم حسين المجنون الذي كانت مشكلته مع مأذنه جامع صلاح الدين في مدينه الاقصر حيث يصعد علي المئذنة ويكسرها ويلقي بطوبها علي المتجمعين حول الجامع مع سبهم في دينهم وكذلك مواطن اخر كان يعمل في النظافة في شوارع الحلة في العراق وكانت مشكلته مع الله انه ينزل الامطار وهو يعمل فتعيقه عن الانتهاء من عملة والعودة لمنزلة ولذلك كانت السماء تمطر وهو يبصق في اتجاة السماء سابا الله.
لم يتعدي رد فعل المواطنون العابرون في الحدثين الا اعطاء العذر لهما ولا ادري ماذا سيكون موقفهم لو حدثت تلك الاحداث الان بعد الغزو الوهابي ادعي سيكون سحلهم في الشارع علانيه حتي يكونا عبره لكل من فقد عقله.
وشخصيات اين الله من المؤكد اننا التقينا الكثير منها ولا ابالغ اذا قلت ان اي منا قد يكون بداخله احد تلك الشخصيات و لذلك تطبيق المنفستو الديني علي الادب هو ان نطلب من العمل الادبي ان يصبح احد خطب الجمعة يلعن فيه من لا يطبقون شرع الله متغاضين عن الحاله الانسانية التي تمثل الانسان في صراعة الازلي ما بين الالتزام بالشرائع الدينية التي لا يمكن القول انها تمثل الفطرة الانسانية والا ما كان هناك ثواب لمن يلتزم بها,والعقاب للخارجين عليها ولذلك ليس من المستغرب ان تجد هناك من يرفض الصلاة او فوقية التي رفضت ورقه المأذون والتي تسأل لماذا لا يصرح للمراءه بالزواج من 4 رجال ص 48و 52, وهناك بحبح المغنواتي الذي ينشد نشيد التوبة ويطلب هو وبالقي الحلقه التوبه والغفران ثم يستريح ليدخن الحشيش ويشرب الينسون ليعود مره اخري ليطلب الغفران.
ليس من السهل سرد كل شخصيات العمل ولكن ما يجمعها انها لشخصيات تعيش بيننا وكل منا في داخلة احد تلك الشخصيات او جزء منها وهنا ياتي دور الادب في التعبير واخراج التناقضات داخل الانسان الي الخارج.
وهناك تسأول هل العمل الادبي يجب ان يكون حدوتة تنتهي بالتبات والنبات ام هو رصد الصراع الذي يعانية الانسان سواء داخلة او خارجة؟
ادعي ان التناقض ما بين متطلبات واحتياجات الانسان الفطرية والتشريعات التي فرضتها علينا الشرائع في محاوله لترويض الفطرة هي من اكثر التناقضات التي يعاني منها البشر علي مر العصور, وادعي انه لو كانت هذه الشرائع تلتقي مع الفطرة ماكان هناك اهميه للاديان ومن هنا هل من يعبر علي هذا التناقض يقلل من شأن التشريع او يحاسب لانة عبر عن مكنون النفس البشرية ولم يرتضي نفاق الدقانة.
وبمنطق محاسبة كرم علي خروج شخصياتة عن المألوف الوهابي,اري انه يجب محاسبة كل الادباء عن ممارسات شخصياتهم اذا خرجت عن المنفستو الديني الذي يشمل اداء الفروض , قتل نفس بدون حق , الزني والي اخر تلك المنهيات الدينية.
هولاء الذين هاجموا الكاتب وشخصياتة لم يعرفوا او يعيشوا مجالة الحيوي الذي الذي وصفه بدقه في عمله الاخير اين الله والذي يبداء بمولده عام 64 قبل الغزو الصحراوي مابين اناس يعملون في الزراعة والصناعات المرتبطة بها مثل صناعة الطوب وجمع المحاصيل وصناعة المحاريث والسواقي قبل ان يصبح محاميا سنه 89 .
اي ان الكاتب يتحدث عن حقبة عبرت عنها احد شخصيات قصة معروف صفحة 41 بقولها "كانت البلده تمتلئ بالرجال والنساء الشوامخ امثال معروف كانت الحياة لها طعم مختلف استطاع هو وجيلة ان يستصلحوا الارض ويقيموا الشوارع ويستأنسوا الحيوانات دون غدر فهموا معاني ولغة الزرع والحيوانات وأحاسيس البشر ووضعوا اجابات لكل الاسئلة التي لا نجد لها اجابة الان استطاعوا ان يبهجونا بعد رحيلهم بتذكر حكاياتهم وسخريتهم من الاقداروتكتمل صورة ذلك المجتمع الذي كان والبشر الذين عاشوة من خلال احد شخصيات كرم في قصة الحب الالهي ص 55 " يعيشون امنين ,تمتلئ قلوبهم بالتسامح بالرغم من أغلبهم لم يدخلوا ابدا مساجد, يعيشون وسط الحقول والورش وبين الحواري والمواشي والشجر ,سعداء محبين ومحبوبين يدفنهم الحب الروحي دون ان يقيموا فروض الله" .
يمكن القول ان سلوك معروف ص 35 وكيلاني وبحبح ومرس وحجاج وتوبه الجزماتي ص 55 وكثير من شخصيات العمل التي لايمكن سردها جميعها هي لابناء حضارة زراعية التي عاشها كرم في محافظه الجيزه بكل ما في هذه الشخصية من عمق وايمان فطري وتعبير عن الذات بتلقائية دون احتياج للتجميل في مجتمع منفتح, قبل ان يشوهها غزو بشر الصحراء في اوائل الثمانينات حيث شخصيات احادية الرؤيه متلقيه تلقن لا تفكر.
واري ان اين الله هو تسجيل ادبي للحظة الانقلاب ما بين انسان ما قبل غزو التدين الصحراوي والتدين المصري الذي يفهم جوهر وروح النص ولعل تعبير معروف عن بشر حقبة الوهابية من خلال وصفه احد الملتحين بقوله "وجهة القبيح يخيف الاطفال والله يغضب من رائحتهم النتنة رغم العطور الحجازية التي يضعونها, ثم استطرد معروف انضفوا ياكفرة رائحتكم تملأ الحارة عفونة", اما موقفة من المرأة التي غطت وجهها " يا شيخة العرب ارفعي حجابك ان الله يحب الجمال يا أم شعر اكرت".وتكتمل صورتنا عن مجتمع الثقافة الوهابية التي ازاحت ثقافتنا المصرية من خلال وصف احد شخصيات الحب الالهي لهم "كلاب تنهش لحومنا دون ان ترهبهم احاديث نبوية او ايات قرانية ملؤوا الحواري بزوايا وجوامع وامتطوا عمم الامامة بعد ان نزعت من قلوبهم الرحمة, ينعمون بالصلاة في المساجد المبهرة وحج البيت الحرام يستمتعون بالغل ومخالفة شريعة الله والانسانية بأسم الدين.
واري ان العمل الاخير من المجموعة وهو "اين الله " يحكي مأساته عندما عاد لقريتة بعد غياب حيث تصارعت ذكريات ايام جميلة فقدت في الحقبة الجديدة التي بنيتها الفكرية هي الوهابية وعلاقاتها الاقتصادية التي عمادها سماسرة وتجار يبيعون الهواء و الماء لنشرب وننتنفس بحساب, ولا يملكون الا الحديث عن القبح والغل والكره والنار والشياطين لينزعوا منا التسامح ومن هنا كان دعاؤه الاخير "يارب انني اراك واثق انك ستعود لتحمينا وتعيد لنا البراح والامل لا تخذل دعاء عبد امن بك "
و تسأوله اين لله يتفق مع عتاب داود النبي في المزامير 10,44
"لماذا تقف بعيدا يالله لماذا تختفي في ازمنة الضيق وكبرياء الشرير تحرق المسكين" مزمور 44 "لماذا تتغافي يارب انتبه لا ترفض الي الابد لماذا تحجب وجهك وتنسي مذلتنا".
ومن هنا كان تسأول اين الله هو تسأول العتاب وليس نفي الوجود ولعل هذا العنوان هو من خلق لدي المجموعة التي تضامنت فيها مع صاحب الدعوي الاصلي في الاغلب بدون قراءه محتوي العمل.
القارئ للمجموعة القصصية اين الله يلاحظ ان الايمان بالله في حياه كل شخصياتة والصراع الذي يظهر من الصفحة الاولي لقراءة الدعاء, لم يكن صراعا عمادة الكفر بالله ولكنه ما بين ثقافة بدوية احادية ملقنه يملؤها الحقد والكره الغل تري ادي الفرض وانقب الارض ص 115 وثقافة زراعية عمادها "ربنا يري قلوبنا ولا يري اوجهنا او جيوبنا " كما وردت كثيرا علي لسان شخصياتة.
ولا يمكن لعمل ادبي ان يكون بلا صراع وهو الذي ينقله من دائرة المقال الذي يتطابق فيه الواقع واللغه والمباشره الي ولذلك لا نتوقع عند قراءتنا لعمل ادبي ان نسمع نفس التعبيرات او الاحاسيس او حتي ردود الافعال التي قد نراها علي ارض الواقع.
وبالرغم من انني اؤكد انني لم اكتب هذا الموضوع بنية الدفاعا عن الكاتب او العمل ولكنني لا انكر انني تورطت محاولا استكشاف اشكالية قراءة النص الادبي الذي يضعة في دائرة العقاب والذي هو كثير لحدوث من قبل بعض المواطنين والمحامين المتخصصين في هذا النوع من القضايا اما عن قناعة او عن رغبة في الشهرة.
واذا اكانت حرية السب والشتم وقذف الاخرين وبث الكراهيه والتحريض علي قتل المختلفين متاحة للوهابيين وكتابهم فمن الاولي ان تترك حرية الابداع للكتاب والادباء والتي لن تكون الا لخلق انسان مصري يتناسب مع ما يشهده المجتمع المصري من حراك واستنكر ان ترتضي الكنيسة ان تصبح جزء من الهجمه الوهابية علي الفكر والعقل المصري.
#الهامي_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟