سليم الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:11
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أهي حيلة شرعية هذه التي تُمارس للإلتفا ف على الدمقراطية ؟!عندما تواصل الحركة الد ينية السياسية حيرتها، بين رفض الدمقراطية، لأن تعبير "الدمقراطية" لا وجود له نصاً في الكتاب أو الحديث و لا في أدبياتها العقيدية ؛ وبين القبول بها بعد ليّها و إفراغها من محتواها ومن ثم إستعمالها كصبغة خارجية منزوعة الجوهر؛ لخداع بصائر أفراد الامة، لمصلحة الحركة السياسية الدينية النهج والسلوك؟!
وهنا يتبادر الى الذهن، من منطلق تقوية ذاكرة الشعب، شيئ من التاريخ القريب جداً، شبيه بهذا السلوك (مع إفتراض الفارق) ، عندما كان ينشر صدام شعاراته الزائفة عن الدمقراطية؛ و يواصل في نفس الوقت، هجمته الأكثر وحشية، على الحركة الدمقراطية ،باعتقال ،وتعذيب ،و قتل مناضليها،أولئك الشهداءالمجهولي الأسماء؛ من كافة المنظمات؛ ويغض النظر وقتياً، عن بعض الشخوص التي قد تتسَبب غيابها الفضيحة، فيزول غشاء الخداع الذي بَرقعَ العيون وحَجَب أبصار الكثيرين ،، في ذلك الوقت سأله، أحد مندوبي الصحافة الفرنسية ؛عن وضع الحركة الدمقراطية و قواها في العراق ؛ فاجابه صدام بصلفه و صفاقته المعروفة (ليش أيش بيهة القوى الدمقراطية ) مبتكرا بذلك نبوءة جديدة... بأن الدمقراطية بخير !! حتى وإن ُغيّبَ عنها الدمقراطيون الحقيقيون، في السجون، وتعرضوا للموت تحت سياط جلاديه المتوحشين.
و الآن أيضا بدأت تتسرب، ريح َنفْسْ النبوءة من نوافذ كتلة الفائزين، لتكون باكورة عملها الدمقراطي، تجاهُلْ القوى الدمقراطية العراقية ، وتشكيل حكومتها للتوافق المذهبي و الإثني ،و ليست حكومة للتوافق من الأطياف السياسية المتنوعة العقائد، التي تعتبر النواة الصحيحة والصادقة للدمقراطية السياسية ،إذا ماكان هذا التوافق الذي تعمل له أمرا لا مفر منه!
إن المسألة الآن، ليست في من توافق مع من في تشكيلتها الحكومية؛ بل في إدعائها المتواصل أنها تمثل الإطياف المختلفة للشعب العراقي.
فإن صدقت قطة عمياء! قيام دمقراطية، بغياب الحركة الدمقراطية و مناضليها الحقيقيين؟!!
وإذا سمع أحدكم ؛ بإسلام ٍ من دون مسلمين؛او مسيحية ٍمن دون مسيحيين أوحتى بوذية من دون بوذيين؛ فصدقوا عند ذلك ، بأن الدمقراطية لا تحتاج الى الدمقراطيين!
صَدَقتْ العرب حين قالت "حَدِّ ثْ العاقلَ بما لا يُعقل فإن صَدّ قك فلا عَقلَ له ".
#سليم_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟