أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فلاح خلف الربيعي - الخروج من المأزق الطائفي في العراق














المزيد.....

الخروج من المأزق الطائفي في العراق


فلاح خلف الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 17:45
المحور: المجتمع المدني
    


تتجذر مشكلة التخلف والطائفية في العراق، يوم بعد آخر، في ظل غياب الوعي، وموت الضمير، وشلل الإرادة، لدى قطاع واسع من الجمهور الطائفي، ولدى القيادات السياسية الطائفية. يحدث كل ذلك مع تزايد الهوة بين البصر والبصيرة، بين رؤية المشكلة والقدرة على إدراكها والصبر في تحليلها، وإيجاد الوسائل والحلول الملائمة والمناسبة لمعالجتها.

من هذه المقدمة المنطقية، نسعى إلى ربط ما يجري في العراق من تعطيل لعملية التنمية وإهمال لقضية التوزيع العادل للثروة وتفاقم مشكلة هدر الموارد والفساد ونهب المال العام وسياسات الإفقار والبطالة، بتفاقم مشكلة الطائفية واستعصائها على الحل، بعد أن تم توظيفها في عملية بناء النظام السياسي الطائفي بعد العام 2003، وما رافق ذلك من استهداف منهجي منظم للمواطنين الأبرياء من جميع المكونات وللبنية التحتية، أسهم في تمزيق النسيج الوطني وانتهك العديد من التوازنات الاقتصادية والاجتماعية، مما دلل على أن أبعاد المخطط لا يدرك كنهها إلا أصحاب الرؤية البعيدة.

من هنا، بدأت الأسئلة تتزاحم في عقل وضمير كل مواطن يسعى للعيش بشرف في ظل تضاؤل فرص العيش الكريم. ومن أبرز تلك الأسئلة: ما معنى هذا التدمير المنظم لحاضر ومستقبل شعب وبلد عريق كالعراق؟ لماذا يمول هذا التخريب واستهداف الأبرياء من دول معروفة بعينها؟ ما مصلحة الأحزاب الدينية في إعادة إنتاج التخلف والنفخ في بوق الطائفية؟ هل من المنطقي أن يكون الاختلاف الفقهي سبباً في تمزيق النسيج الاجتماعي واستمرار التخلف وتوقف عجلة التنمية وعملية بناء الإنسان في العراق؟

ومهما كانت القضايا المختلف عليها بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد جوهرية ومعقدة فإنها في النهاية لا تتعدى الاختلاف في وجهات النظر، وإذا صدقت النوايا يمكن التوصل إلى حلول مشتركة ترضي الجميع من خلال عقد مؤتمر إسلامي (سني ـ شيعي) جاد يتناول بالبحث العلمي المعمق أخطر نقاط الخلاف ويضع المقترحات المناسبة لحلها، فما عقد من مؤتمرات ولقاءات لحد الآن لم يرتق إلى مستوى الجدية والإدراك المطلوب لخطورة القضايا المختلف عليها وغلب عليها الطابع الاحتفالي والدعائي. وبصريح العبارة نقول إن حل تلك المشكلة ليست بيد رجال الدين وحدهم، فهناك مطلب اجتماعي وجماهيري ملح يدعو إلى مشاركة الرموز والنخب الثقافية والاقتصادية السياسية المهمشة، وبخاصة تلك التي لا ترتبط بأي مرجعية دينية، وتمتلك الكارزما والاستقلالية والقبول السياسي والاجتماعي الذي يؤهلها للتصدي بحزم لتلك المشكلة، فضلا عن امتلاكها للقابلية والقدرة على أقناع جميع الإطراف بعدم جدوى وعدم عقلانية الاستمرار في تعطيل وتدمير الحاضر والمستقبل من أجل مجموعة من الروايات والقصص المختلف عليها، ففي النهاية ليست هناك مشكلة أصلاً، فجميعنا مسلمون ونمارس نفس الشعائر والعبادات وإن اختلفنا في بعض التفاصيل الصغيرة التي لا تحتاج إلى أن نوغل بدماء بعضنا بكل هذه البربرية. من هنا تظهر الحاجة الملحة إلى وجود رمز وطني مدني تلتف حوله الجماهير، بعد أن دللت الوقائع على أخفاق الرموز الدينية لمختلف الطوائف في تحقيق هذا الهدف، كما أن عدم وجود مرجعيات دينية واحدة أو موحدة، يجعل المرجعية الدينية التي تمثل جهة معينة، ليست معترف بها أو هي ليست محل ثقة من قبل الجهة الأخرى أو الطرف الأخر. ولكن من أين نأتي اليوم برمز وطني مدني على شاكلة نيلسون مانديلا والمهاتما غاندي، خصوصا أن تاريخنا المعاصر يخلو من مثل هذا الرمز.

من هنا يتضح لنا مدى التأزم الاجتماعي السياسي ومدى صعوبة العودة إلى حالة التفاهم والانسجام والتعايش في المدى المنظور على أقل تقدير.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم فأن أي شخص عقلاني وغير طائفي لابد أن يفكر بالسؤال الآتي: إذا كانت المشكلة بهذي البساطة، إذن لماذا كل هذا القتل والتخريب والدمار؟

من هذا السؤال النزيه والمحايد والموضوعي، تنبثق الإجابة عن حل المشكل الطائفي في العراق، وهو أن المشكلة لا تعود إلى الاختلاف في تفسير بعض الآيات والروايات والقصص بذاتها، بل في التوظيف السياسي لهذا التفسير من بعض الدول والأحزاب في العراق وفي المنطقة، التي يرتبط وجودها بوجود واستمرار تلك المشكلة، أي ما دامت تلك المشكلة قائمة وساخنة وتجد جمهور طائفيا يتفاعل معها فإن تلك الدول والأحزاب ستبقى نشطة وتهيمن على المال والسلطة، وإذا حدث وخفت حدة الطائفية أوثبت بطلانها وعدم جدواها فإن تلك الدول والأحزاب الدينية الطفيلية ستذوي وتنهار وتختفي من الوجود كما انهارت دولة الكنيسة عندما نجحت حركة الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر في أوربا. وسيتحقق كل ذلك عند عودة الوعي ويقظة الضمير ونهوض إرادة التغيير والإيمان بأهمية الدولة المدنية التي ستحقق التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.



#فلاح_خلف_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي يعلن وفاة حكومة الشراكة الوطنية
- النمو الاقتصادي المرتفع وإعادة إنتاج التخلف في العراق
- محددات الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول النامية
- تحليل التغييرات في توجهات السياسات الاقتصادية في العراق
- هل يمكن الخروج من حالة الدولة الرخوة في العراق
- المأزق التنموي في العراق... استمرار الطابع الريعي وارتفاع ال ...
- التكامل الاقتصادي بين الشروط التقليدية والشروط الحديثة
- البرلمان العراقي و تحريم المشروبات الكحولية
- دور السياسات الاقتصادية في استفحال ظاهرة البطالة في العراق
- سبل مواجهة المأزق التنموي في العراق
- دور الإعلام في عملية التنمية في العراق
- مدرسة التبعية المنهج الملائم لتفسير ظاهرة التخلف في دول العا ...
- الجودة الشاملة في التعليم الجامعي وإمكانيات تطبيقها في العرا ...
- آليات النهوض برأس المال البشري في الدول العربية
- آليات السوق وسبل تفعيلها في العراق
- التحولات في دور الدولة الاقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية
- مشكلة الموائمة بين مخرجات التعليم وشروط سوق العمل
- سبل رفع مستوى التنمية الإنسانية في العالم العربي
- سبل تفعيل شبكات الحماية الاجتماعية في العراق
- التكتلات الاقتصادية في الدول المتقدمة والنامية


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فلاح خلف الربيعي - الخروج من المأزق الطائفي في العراق