أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 14:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق كما كنا نعرفه سابقا وجربنا ذلك ،كان بلد الخير والنفط ،وإسم بغداد التاريخي ،إشتق من كلمة "بغددة" وهي أبعد من تفسير كلمة العيش الرغد،وهذا يعني أن العراقيين عاشوا في مراحل سابقة حياة رغدة ،لكن أحوالهم هذه الأيام لا تسر عدوا ولا ترضي صديقا.
ومن ينظر إلى قلب العراق بغداد يجد أنها حزينة ،وعندما يكون القلب حزينا مهموما مغموما فما بال الأطراف ؟والتي تعيش هي الأخرى حياة شبه بائسة نظرا لوضع العراق الحالي .
كان العراق سابقا يزود دولا عربية ومن بينها الأردن بالنفط إما مجانا في جزء كبير منه ،أو بأسعار مخفضة في الجزء القليل الآخر المتبقي،وكانت جامعاته مفتوحة على مصراعيها للطلبة العرب وبمنح دراسية ،إسهاما عمليا منه في التحرر العربي،لكنه اليوم يعاني من الفقر والحرمان وإنعدام الأمن،وسيل الدماء الذي لا ينقطع .
رغم توصيفنا للعراق بأنه بلد نفطي كبير ،إلا أن أهله يعانون من نقص ملحوظ إلى حد الإنعدام في مادة البنزين ،وإنقطاع متكرر في الكهرباء ،ونقص دائم في مياه الشفة مع أنهم أهل دجلة والفرات.
حديث الأمريكيين الرسمي هذه الأيام- وحسب ما ورد عن مؤتمر عقد في أمريكا مؤخرا وشارك فيه بعض الخبراء العراقيين- هو تقرير فضائي أمريكي "تازة" يفيد بالصور الملونة أن هناك أحد عشر بئرا نفطيا عملاقا في العالم سعة الواحد منها مليارات البراميل ومن النوع الممتاز،عشرة منها في العراق ،وواحد في أذربيجان،وهذه دلالات كبرى على مصير العراق ،وربما يستدل بها أيضا على ديمومة القتل والتخريب والهدم فيه.
هناك من يتحدث عن النزاهة والشفافية وإعادة الإعمار في العراق ،ومع ذلك نسمع جعجعة ولا نرى طحنا،وذات حوار صحافي مع مسؤول عراقي في إعادة الإعمار أو كما يحلو للبعض تسميته قال أنه عثر على فاتورة في ملف إعادة إعمار العراق إبان حكم بريمر بقيمة 3.6 مليون دولار ثمنا لمحول كهرباء أمريكي جرى توريده للعراق ،وعندما سألته إن كان ذلك المحول مصنوعا او مطعما بماء الذهب ضحك وقال إنه مستعمل وليس جديدا.
أفضل توصيف لوضع العراق هذه الأيام أنه يشهد سيل دماء لا ينقطع،ويقترب من التقسيم ،ومساحة الهدم فيه تتسع يوما بعد يوم ،بسبب التفجيرات التي لم نسمع يوما أنه جرى إعتقال منفذيها ، ،ونلمس أيضا أن الطائفية البغيضة تتعمق قسرا في العراق ،كما أن عدد الشهداء العراقيين الذين تحصدهم هذه التفجيرات في إزدياد،وينتمون إلى كافة الطوائف والمذاهب التي كانت تزين فسيفساء العراق الخالد الأبدي.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟