أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الكنودي - اقتل واذبح .. وانكح















المزيد.....

اقتل واذبح .. وانكح


محمد الكنودي

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنت هناك، من تكون؟ الا تعلن عمن تكون؟ لما لا تظهر فنتبين هويتك. إنك لتتوشح السواد، حتى لتكاد تكون طيفا آم أن السواد تركيبتك وبنيانك. أظهر حتى أتبينك.

-------((( )))-------
القتل؟ القتل لم يعد غريبا بيننا، يمكن أن تجده في كل مكان وربما يكون قد صادفك أو لمحته قريبا منك. القتل زهق للروح، والتلذذ في القتل والتفنن فيه بشع لدرجة لاتوصف، شيء لا يقبله العقل ولا القلب.

-------((( )))-------

اقتل....
أنت هناك .. أكاد أعرفك، حتى لو توشحت هذا السواد ..أكاد أعرفك من ملامحك، مثلك لا يخفى علي. غيرت من تسريحة شعرك ، وضعت زجاجتين سوداوتين تخفي وجهك ولبست البنطلون عوض جلبابك القصير. لكنك أنت أنت، طولك هو هو.. وأنفك الكبير الذي تحشره لتستخبر به عن كل شيء هو أنفك. أعرفك من ملامحك وافعالك، أنت من كان هناك في جنوب السودان تثير الفزع في الناس، وتروع مأمنهم ،وأنت من كنت في العراق تخاصم بين السنة والشيعة والكرد، فتقتل من هذا وذاك وتتهم قتل هذا بذاك حتى حصلت الفرقة وتشتت الجمع وتفرق الوطن.
-------((( )))-------

تعتبر المجتمعات العربية من المجتمعات المأزومة فهي مجتمعات تتعرض باستمرار للصدمات القوية التي تصدع بنيانها وهي مجتمعات أخفقت في النهضة واخفقت في العبور الى الحداثة واخفقت في التنمية. ورغم أن مجتمعات كانت اقل منها حضاريا وتاريخيا استطاعت تجاوزها والالتحاق بركب الدول النامية او المتقدمة. والأدهى من ذلك أن مجتمعاتنا لم تستطع أن تأخذ بزمام أمورها ولم يكن لها استقلال في القرار السياسي او الاقتصادي، وكانت الدول الغربية الكبرى الواحدة تلو الاخرى تتكالب عليها وتهمين عليها ( الكلونيالية والكلونيالية الجديدة).

-------((( )))-------

اقتل ..واذبح
أنت.. ياذاك المتوشح بالسواد. قل لي ،أريد أن اعرف كيف كان بإمكانك التواجد في هذه الامكنة كلها، من الجزائر ومصر واليمن ثم العراق ومالي وسوريا وغيرها وغيرها .. كيف كان بإمكانك الانتقال من مكان الى مكان، دون أن تكشف هويتك ودون أن تتم ملاحقتك كثيرا والقبض عليك.. وقل لي ايضا من أين لك بالمال واين لك بكل هذا العتاد لتستطيع التكفل بالمصاريف كلها ، أكل وشرب حد التخمة، سفر وفنادق درجة اولى وسيارات فخمة. أعرف أنك قاتل والقاتل لا وقت له لجمع المال، فهل انت ايضا سارق؟ ام ان هناك من يدفع لك مقابل القتل الذي تقوم به؟.
-------((( )))-------

العنف، لا يخلو أي مجتمع من العنف، بل إن العلاقات الدولية هي نفسها متسمة بالعنف، وفي كثير من الاحيان يستعمل فيه العنف. العنف المعنوي موجود في اي مكان، العنف المادي موجود هو ايضا في اي مكان. المجتمعات المأزومة حضاريا واجتماعيا وسياسيا هي مجتمعات تميل الى العنف، وتزداد حدة العنف المعبر عنه لفظيا أو الممارس فعليا بحدة الصراع بين أطياف المجتمع أو قواه.
المجتمعات العربية وخاصة تلك التي انجزت ثروتها تمر بعملية التفكيك، فالثورة لا محالة ستخلق علاقات جديدة على انقاض العلاقات القديمة، ستتغير الولاءات القديمة لتحل محلها ولاءات جديدة. هذا التفكيك قد يطول أو يقصر بحسب الاسس المادية التي تنبي عليها تلك العلاقات.

-------((( )))-------

اقتل ..واذبح
أنت هناك.. يا متوشحا بالسواد، هل تظن أني لم أعرفك، سكونك لن يجعلني أشيح بوجهي عنك. أنت هناك، تكلم وقل، جاوبني عن اسئلتي.. كنت تقتل في العراق عن الهوية في العراق، تذكر يوم قتلت احد عشر شخصا كانوا يحملون اسم " عمر"، وقلت في اعلامك أن القتلة كانوا من الشيعة، وتذكر يوم احرقت كنيسة النصارى ويوم فجرت مدخل كربلاء، وقلت : السنة ينتقمون لموتاهم. كنت أنت من فعل كل ذاك. وتذكر بالتأكيد كيف كان امعانك في القتل وتلذذك به. أما تلهفك بالقتل في سوريا فليس عنا ببعيد. رايتك هناك وأنت تذبح من الوريد الى الوريد ..تقتل وتذبح تقتل لتقتل وتذبح لتذبح، القتل عندك متعة والذبح عندك قربان. تذكر يوم شققت عن صدر ذلك الرجل ومزقت منه قلبه وأكلته نيئا. رأيتك هناك، والان أعرفك رغم أنك تتوشح بالسواد تتماهى مع الظل السواد. كنت أنت من قطع راس ذلك المتشيع في مصر ووضعته فوق جسده، وانت من صلب الضابط المتقاعد وهو يمر من أمام لجنتك.
-------((( )))-------
العنف قابلة التاريخ، او هكذا كان الى زمن قريب. كان دوره كبيرا في الدفع بالعلاقات انصهارا او تخريبا ..اندحرت به أمم وشعوب وقامت به اخرى .العنف عند اليسار غير العنف عند اليمين(الاسلامويين)،العنف وبالضبط العنف الثوري عند اليسار مرتبط بالتكتيك وبميزان القوى وشكل المواجهة الطبقية، وهو مؤقت.. في حين ان العنف عند الاسلامويين مرتبط بالعقيدة، وهو مرتبط بكل سلوك خاصة مع من يخالفونهم الراي او الهدف، وما انعقد في القلب يصعب فكه بالعقل.
العنف هو الحل البسيط لإنهاء عملية التنافس أو الصراع حول الموارد الاجتماعية او المادية، لذلك فهو يكثر في المجتمعات المأزومة سياسيا واجتماعيا لان تلك المجتمعات ليس لها طرائق اخرى لحسم التنافس حول تلك الموارد.
-------((( )))-------
اقتل .. واذبح وانكح
أنت، أنت الذي لازال متوشحا بالسواد .. متخفيا بالنهار، بارزا باليل .. هل تخاف النور؟ أم أنك محب للظلمة؟ .. قل لي كيف لم يكفيك المال الوفير كي تقتل بسوريا وتذبح ابناءها، تشرد أطفالها ونساءها. كيف لم تكفيك الاموال المغدقة عليك من الغرب والشرق، كيف لم تكفيك كل تلك المعونات. وطلبت الصحبة من الفتيات واستنكاح النساء ،وقلت نريد أن تكون همتنا للقتال أقوى واندفاعنا أكبر واقتحامنا أشد. واستبحت شرف النساء اللواتي جئت من هناك "لتحريرهن" .. كيف أمكنك أن تقنع مشايخك فيفتوا لك بشهوة الجنس من فتيات قتلت منهن الاب والزوج والاخ؟ وكيف جاروك في رغبتك هؤلاء المشايخ، وابدعوا في قولهم وبحثوا في النشاز من الاحكام واجازوا لك فعلتك، تنكح ما شئت من النساء وتتخدهن كالجواري .. تاتي منهن شهوتك متى شئت. وكيف استطعت أن تقنع مشايخك فيفتوا أنه بالامكان القيام بـ"جهاد المناكحة" حتى من طرف المتطوعات من خارج الديار السورية؟ ألك كل هذا السلطان على المشايخ؟ أم أن كليكما له صاحب يديركم كيفما يريد انت ومشايخك وتدينان له بالولاء؟

اقتل واذبح وانكح واطع من في الارض.
اقتل واذبح وانكح واعص من في السماء.



#محمد_الكنودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول ماجاء في كلام أحمد بوعشرين الأنصاري حول بيان تحا ...
- ملوك ورؤساء العرب على - MSN -
- زمن السقوط
- إلافلاس الفعلي لمشروع - الاسلام السياسي -
- خلاصات سريعة حول انتخابات 25 نونبر
- 3/3أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي
- افكار أولية في موضوع التعليم الجامعي والحركة الطلابية 2/3
- أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي والحركة الطلابية المغرب ...
- وحدة الحركة الطلابية المغربية هل هي ممكنة؟ وبأي معنى؟.الجزء ...
- وحدة الحركة الطلابية المغربية هل هي ممكنة؟ وبأي معنى؟. الجزء ...


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الكنودي - اقتل واذبح .. وانكح