أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - المغرب : كان الأمل سابقا أما اليوم فضباب فوق ضباب














المزيد.....

المغرب : كان الأمل سابقا أما اليوم فضباب فوق ضباب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 08:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في عصر النخاسة الفكرية والدعارة العقلية والانحطاط السياسي، يجد المرء العنت العانت والمشقة الشاقة إذا أراد قول كلمة حق أو المساهمة في تبيين أمر من الأمور أن التعبير عن رأي مخالف كليا على ما يدور ويروج. وحاله وسط هذا المعترك الهائد من انفلات الأخلاق وتردي المبادئ واهتزاز القيم واهتراء المراجع، حال هذا المرء كالذي يمشي على حبل ممدود بين سنمي قمّتين شاهقتين، وتحته هوّة فاغرة فمها مرصّع بأنياب التنانين والتماسيح والثعابين المفترسة، فما هو إلا أن سذهل وهلة أو يتعثر وتنزلق قدمه – ولو قيد أنملة- حتى تنوشه تلك الأنياب الحادة المترصدة به في أسفل الهوّة في أي وقت وحين. وذلك كلّه لأنه عزم التفوه بكلمة حق أو التعبير عن رأي مخالف لما هو رائج ومستباح. كما يتم تحذير الناس منه، وهذا لأجل إخراس معارضيهم وفاضحي نواياهم المستترة. لأن عدوهم اللذوذ من يكشف باطنهم ويبين عوارهم.
لقد ابتليت البلاد مؤخرا بفئة من السياسيين، لا يكادون يفقهون شيئا في فن السياسة وقواعدها وحتى في مكرها المتعارف عليه، إلى أن وصلنا إلى حدّ الدرك الأسفل ولم يعد يوجد بالمغرب سياسي يتوفّر ولو على مقدار حبّة خردل من الكاريزمية التي اعتادها مغاربة الأمس القريب في من يُحسب على الطبقة السياسية سابقا. فأغلب سياسيي العهود السابقة مرّوا من انتحانات شاقة وابتلوا ببلاء –بغض النظر عن قناعاتهم ومرجعياتهم- مما ساهم، بشكل أو بآخر، في انصهار كاريزمياتهم في صفوف فئات واسعة من الشعب. أما اليوم فقد أصبح السياسيون عندنا مثل "نجوم" "عرب آيدل" أو "استديو دوزيم"، يمكنهم، بين عشية وضحاها، أن يصبحوا نجوما ، لكن نجوميتهم سرعان ما تتبخّر وتذهب سدى.
إن صدى سياسيي مغرب اليوم كالزبد سرعان ما يذهب جفاء، في حين أن سياسيي الأمس ظل صيتهم وتأثيرهم قائما –وبقوّة- حتى بعد رحيلهم مهما كانت مرجعيتهم ولونهم السياسي.
طبعا هؤلاء أدوا ضريبة، أما سياسيي اليوم، فقد اختاروا طريقا واحدا لا ثاني له، إنه طريق الانتهازية واستغلال الفرص والانقضاض عليها للاستفادة منا بأي وسيلة، حتى الدنيئة منها.
أغلب سياسيينا ابتدعوا بدعا سياسية أظلوا بها الطريق، علما أن البدعة السياسية أخطر وأدهى من الخطأ السياسي، لأن هذا الأخير (الخطأ السياسي) سرعان ما يتبين مآله، أما البدعة السياسية فإنها تسلسل أصحابها وتسد عليهم كل أبواب وسبل مراجعة النفس، هذا بحكم أنهم يعتقدون أنهم على حق لا ينال الباطل من أمامه ولا من خلفه. وهذه هي طامتنا في مغرب اليوم الذي انكشفت كل فضائحه وتعرّت كل نواقصه وسقطت كل أقنعته دفعة واحدة وعلى حين غرة . مع الأسف الشديد هذا هو حال مجالنا السياسي، حيث اهتزت كل المعايير واختلّت كل الموازين وتطايرت كل القواعد والأعراف، إلى أن أصبح نهج تسليط الألسنة على المخالفين للرأي ليشتمون ويبهتون ويرمون بالتهم لإبعاد أصحابها وشغلهم وتيئيسهم من الخوض في السياسة أو المساهمة في اللعبة السياسية. وإن لم تنجح هكذا خطة، يؤزون عليهم الفاسدين والمفسدين والمجرمين وأصحاب السوابق لينشّوا عليهم حتى بأيديهم إن استطاعوا، فإن لم يستطيعوا فبألسنتهم وخلق الأكاذيب وإشاعة الأقاويل والشتائم واللمز.
لذا فالسؤال المطروح حاليا هو: كيف يمكن للمغاربة أن يحترزوا من سياسيي مغرب اليوم إلا من رحم ربي؟
بالعودة إلى الوراء نلاحظ من ناحية الممارسة السياسية البحتة – البراكسيس السياسي كما يقول المتخصصون- جليا المهارات والقدرات السياسية المتميزة في الركح السياسي. فالحسن الثاني على الرغم من تفضيله للسلطة المطلقة كان رجل سياسة وتواصل سياسي بامتياز حتى في أصعب الظروف، علما أنه كان يتبنى بقوة النهج السياسي المكيافلي، وكان مفروضا على السياسيين البارزين أن يكونوا في مستوى معين من احتراف فن السياسة.
إن المتتبع للشأن السياسي المغربي يلاحظ بسهولة جمة أن الزعامة السياسية أضحت بمغرب اليوم من نصيب الأقل كفاءة ومستوى علمي ومعرفي وسياسي مقارنة بما كان عليه الحال بالأمس القريب.
وإذا كان أغلب المغربة قد صدموا فعلا بوصول إدريس لشكر لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتربع حميد شباط على عرش حزب الاستقلال، فأن هذا المسار من شأنه أن يؤكد إن المعيار في ركحنا السياسي أضحى هو الأقل كفاءة ومستوى. وهذا ما تأكد من قبل بخصوص حزبي التقدم والاشتراكية ( تفضيل نبيل بن عبد الله عن الدكتور سعيد سعدي) والعدالة والتنمية ( عبد الإله بن كيران – سعد الدين العثماني) أيضا. فكيف والحالة هذه أن يتوفر سياسيو مغرب اليوم على درجة الحد الأدنى من الكارزمية المطلوبة؟



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور تهميش وإقصاء جيل من المغاربة لم يفرح بشبابه
- تقنين زراعة الكيفّ في المغرب... إلى أين؟
- هل ولج المغرب نادي مالكي الغواضات الحربية؟
- هل هناك ربّان يدير اللعبة السياسية في المشهد المغربي اليوم م ...
- حميد شباط العدو الأول للحكام الجزائريين
- الجزائر ...والانحدار إلى المجهول
- كيف يتم خداع الجماهير؟
- خصام العلم والأخلاق والسياسة
- مغاربة يقاتلون بسوريا هل هي ظاهرة أو مجرد حالات معزولة
- الهروب من السجون والمعتقلات من الحماية إلى اليوم
- 2013 المغرب تحت مجهر التقارير الدولية
- قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي
- -لادجيد- المخابرات العسكرية أو الخارجية : ظلها في كل مكان
- هل من الحكمة المطالبة بإلغاء معاش البرلمانيين والوزراء الساب ...
- ضرورة فضح الديون الكريهة -المكسي بديال الناس عريان-
- فاز -الإصلاحيون- في إيران فهل تتحسن العلاقات المقطوعة بين ال ...
- المغرب: السلفيون يلجون السياسة من بابها الواسع
- الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاسباني هل بات المغرب يشك ...
- اغتصاب الأطفال عندنا أضحى مقلقا جدا عندنا
- ضلّلونا بأكثر من مقلب


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - المغرب : كان الأمل سابقا أما اليوم فضباب فوق ضباب