أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح عبد العاطي - الحركة الطلابية الفلسطينية بين الواقع.. والمامول؟















المزيد.....

الحركة الطلابية الفلسطينية بين الواقع.. والمامول؟


صلاح عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:35
المحور: المجتمع المدني
    


إن تاريخ الحركة الطلابية هو حديث العهد، إذ يمكننا أن نتحدث عن نصف قرن من النضال الطلابي الذي بدأ يتبلور في أوائل الخمسينات، سواءً في التعبير عن مطالب ومواقف سياسية وطنية وقومية أو مواقف تخص التعليم ، أو التعبير عن الرافض لإجراءات معينة.
أن قوة الحركة الطلابية الفلسطينية قبل قدوم السلطة الوطنية كانت، نتيجة الصراع القائم بين قوي المجتمع الفلسطيني و الاحتلال الإسرائيلي بممارساته القمعية واستمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني، مما جعل الحركة الطلابية تركز علي الهم السياسي، وبرغم إغفال الحركة الطلابية القضايا المطلبية إلا أن الصراع مع الاحتلال هو الذي متّن عود الحركة الطلابية من خلال الانغماس في القضايا السياسية الوطنية التحررية. وما أن عادت السلطة وبدء يتشكل واقع جديد في المجتمع الفلسطيني باعتبار تكامل وتداخل مهمات التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، ومع ذلك تراجع دور الحركة الطلابية في كلا الاتجاهين، حيث يتضح للمراقب الآن الاصطفاف الفئوي – السياسي للطلبة الجامعيين في الجامعات عامة فلكل جهة موقعها، الذي يجعلها لا تتفاعل مع نقيضها، وبعد ذلك يأتي التنسيق أحياناً، على قضايا عامة تأخذ بعداً سياسياً أكثر منه وطنياً ديمقراطيا ومطلبيا، فلكل طرف حساباته الخاصة، في ظل هذا الوضع، ما زالت الحركة الطلابية في سبات، على الرغم من بعض التحركات الصغيرة والمجتزأة بين الحين والأخر، والتي ترتبط إما بمواضيع فئوية بحتة، وإما فئوية سياسية مباشرة، ولا تستقطب في الحالتين إلا من تحركهم انتماءاتهم الفئوية أو الحزبية.
كما أن تحرك الأساتذة والمعلمين في القطاع الرسمي سواء في الجامعة و التعليم الثانوي والابتدائي لم يعد دفاعاً عن مصلحة المدرسة أو الجامعة أو من أجل شعار ديمقراطية التعليم ووطنيته، بل هو تحرك من أجل تحسين الرواتب والتقديمات الخاصة بالمعلمين، علي أهمية ذلك إلا أن الأهم هو إيلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، والمتمثلة بإصلاح التعليم والتربية ككل.
وفي قطاع الطلاب والشباب أيضا، أصبحنا أمام تحركات موسمية ترتفع وتنخفض تبعاً للحسابات والصراعات السياسية بين أهل النظام الفئوي. فالكتلة الأساسية من طلاب الجامعات والثانويات مستقطبة من القوى الرئيسية الكبرى، وتتحرك بناء على إشارة منها. ولعل دراسة ظاهرة الانتخابات الطلابية في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة بالذات حيث يغيب المثيل النسبي بل وتغيب الانتخابات في معظمها ، فينحصر الاهتمام بين الكتل الرئيسية المتنافسة إلى مجرد الحصول على مجلس الطلاب في هذه الكلية أو تلك.
وإذا قمنا باستعراض لمجريات قضية كانت في مرحلة سابقة مطلب الحركة الطلابية على مختلف مشاربها والوانها، وتتمثل في وحدة الحركة الطلابية وضمان تمثيل مصالح الطلبة، نجد اليوم أن مجرد الإشارة إليه، يثير عاصفة من الرفض من قبل أغلبية القوى السياسية التي تنشط في الجامعات.
أما من حيث التنظيم، فالصيغة السابقة للحركة الطلابية كانت وجود منظمات طلابية مرتبطة بالأحزاب تنشط في الجامعة وتسعى لإيصال ممثليها عبر انتخابات طلابية ويعمل هؤلاء المنتخبون من خلال صيغة تنظيمية تكرس هيمنة أطار واحد علي مجالس الطلبة. على الرغم من محاولات الضغط من اجل أقرار صيغة التمثيل النسبي و إعادة بعثها، إلا أنها تصطدم بالحسابات الخاصة للمنظمات الطلابية ذات البعد الفئوي، التي تستمر برفض هذه الصيغة لأنها تقيض حركاتها. الأمر الذي أدى إلى زيادة أزمة العمل الطلابي، إن غياب مبدأ التمثيل النسبي يعني غياب مشاركة أعداد كبيرة من الطلبة والأطر الطلابية عن المشاركة في عملية تلبية احتياجات الطلبة المطلبية والنقابية.
وبديلاً عن الصيغة الموحدة للإدارة الطلابية، ومع أن تجارب الحركة الطلابية بالعالم تشير إلا أن القوي الطلابية تعد طلائع التغيير والإصلاح بالمجتمع إلا أنة لدينا نلحظ أنه طغي عليها الخطاب والنشاط السياسي، وغاب عنها الخطاب والنشاط الطلابي.
إن الخلاصة حول أوضاع القوى الطلابية وحدود نشاطها، تشير إلى عدم وجود حركة طلابية، وانه لا يظهر في الأفق إمكانية تبلورها خلال المرحلة المقبلة، لان تبلور هذه الحركة ليس مفصولاً عن خروج الأحزاب السياسية من أزمتها التي تتخبط فيها، وإمكانية تجاوز هذه الأزمات عن طريق، إعادة بلورة مشروعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
المتتبع لأوضاع الجامعات والحركة الطلابية يرى السمات التالية:
1- غلبة العمل الوطني العام على المحاور المطلبية والديمقراطية.
2- تراجع الدور التمثيلي للمجالس الطلابية، وبالتالي تراجع قدرة هذه المجالس على التأثير بالقرارات المتعلقة بالجامعات والمعاهد وجمهور الطلبة.
3- غياب التنسيق الطلابي على مستوى الجامعات والأطر ضعف التعاون ما بين الحركات الطلابية وعجزها عن إقامة شبكة تربط فيما بينها تساعدها في التصدي للقضايا الشبابية والطلابية العامة وللمهام الاستراتيجية ذات البعد الشمولي في تنمية شخصية شبابية فاعلة ومؤثرة. فالجهود مشتتة أو مبعثرة وتفتقد للتخطيط وليس لها أي وزن أو تأثير على المستوى المحلي أو الوطني.

4- الضعف الشديد في النضال المطلبي والتراجع الكبير في صلة الحركة الطلابية بقضايا الطلبة الاستراتيجية وبالقضايا المجتمعة حيث حل محل ذلك النضال من أجل مطالب جزئية ويومية ،فارتفاع الرسوم الجامعية ،وخصخصة التعليم وروتينية العملية الأكاديمية ،جعل الطلبة مطحونين بالقضايا اليومية وغير قادرين على المشاركة بالقضايا العامة مثل قضايا السلطة و التنمية والبنك الدولي والاقتصاد والبطالة،...الخ.
5- وجود ديمقراطية منقوصة بشكل واضح بحيث يتم تمثيل كتلة واحدة في مجالس الطلبة مما يؤدي إلى تجميد القوى المبدعة ومناخ التنمية والمشاركة وتحل بدل منه الخلافات السياسية بين الأطر وتغيب الديمقراطية وتحل بدلا منها ديكتاتورية الفرد والإطار، فما يحدث الآن هو تغييب لمشاركة الطلبة الفعلية بسبب فقدان آليات العمل الديمقراطي داخل الجامعات وداخل الحركة الطلابية، مما يولد عدم استقلالية ومشاركة فاعلة في القرارات من قبل الطلاب ويحدث جمود في التغيير فمجالس الطلبة الآن تنشئ مصالح فردية وشبكة علاقات قائمة على المصلحة لبعض القادة النقابيين والذين يسعون بدورهم لإبقاء الوضع على حالهم كونهم مستفيدين منه، وما جرى في السنوات السابقة من محاولات من الأطر الطلابية لتطبيق مبدأ التمثيل النسبي ووجها بالرفض التكتيكي والاستراتيجي من قبل القوى المهيمنة على مجالس الطلبة في قطاع غزة، كل ذلك أدى إلى غياب مشاركة الطلبة والشباب في صنع القرار على كافة المستويات التي تخصهم في الجامعة.
6- غياب استراتيجية بناء واضحة وممنهجة هادفة إلى إعداد قيادة شبابية طلابية قادرة على تحمل المسؤولية والتأثير في الآخرين.
7- تفتقد المؤسسات الشبابية والطلابية إلى وسائل وفنون الاتصال الفاعلة والقدرة على نسج أوسع العلاقات العامة والتنسيق مع المؤسسات الأخرى سواء في المجتمع المحلي أو مع المؤسسات في الخارج، وهو ما اضعف قدرة تلك القيادات والمؤسسات في الدفاع عن حقوق الشباب أو تعزيز وزيادة وزنهم ودورهم في المجتمع.
وبشكل عام فان الشباب محرومون موضوعيا من تحمل المسؤولية في مجتمع أشبه ما يكون بالمجتمع الأبوي تحكمه العلاقات العشائرية والعائلية والقبلية والفئوية.
ما العمل؟
إن المطلوب فعلة برائي هو:
- إعادة تنظيم الحركة الطلابية وفق أسس ديمقراطية لتعمل على أساس أنها شريك فاعل في القرارات داخل المؤسسات التعليمية، والاتجاه نحو تعميم تجربة التمثيل النسبي في كل مؤسسات التعليم العالي بما يكفل وضع حد لظاهرة الفئوية وعدم دورية الانتخابات بشكل سنوي، ويكفل الانتقال الايجابي نحو تفعيل النضال المطلبي وتفعيل صلة الحركة الطلابية بالقضايا المجتمعية.
- حل إشكالية علاقة الحركة الطلابية مع الاتحاد العام لطلبة فلسطين وتفعيل دوره ، وأجراء انتخابات لفروعة المتعددة وخاصة الداخلية وصولا لمؤتمره العام بما يخدم جمهور الطلبة.
- دعم وتعزيز صمود الشباب وتشجيعهم لرفع صوتهم والدفاع عن أنفسهم وحقوقهم وقضاياهم عبر طرق ووسائل الضغظ هو البديل الأفضل ويكاد يكون النموذجي في التصدي للتحديات القائمة ولجم تفاقمها وفي منع ظهور تحديات وصعوبات جديدة، هذا فضلا عن الاستعداد والتهيؤ لها مستقبلا.
- مأسسة العمل النقابي والطلابي هي حاجة ذات أولوية قصوى فعلينا الاعتراف بأن أوضاع الحركة الطلابية والشبابية غير جيد وهذه الخطوة الأولى نحو التغيير والخطوة الأخرى يجب الاعتماد على الطلاب واحترام كل أبعادهم الإنسانية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وهذا يمكن تحقيقه عبر خدمات نوعية تقدم لهم على كل المستويات بما يكفل مشاركتهم ويعزز العمل التطوعي والتركيز على القضايا الاستراتيجية ويجب على الحركة الطلابية أن تدرك أن عليها إلا تعتمد على الآخرين مهما كانت تسمياتهم، أن تعي أيضا بان المشاركة في صنع القرار تتطلب وحدة الحركة الطلابية التي تستطيع بوحدتها أن توفر فرص تنموية لترقية أوضاع الجامعات والطلبة وقد يكفل ذلك حلول نوعية وجدية لمشاكل الطلبة والخريجين وحيث يمكن التعاون من اجل إيجاد صندوق وطني لدعم الطلاب، وإقرار قانون يكفل رعاية الطلبة والشباب، والضغط لتشمل موازنة السلطة والجامعات ما يعزز البحث العلمي والإبداع الأكاديمي والثقافي لدى الطلاب، وتحقيق مشاركة فاعلة للشباب علي كافة المستويات.



#صلاح_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الاهلية ..هل يمكن ان تكون بديل الحركات الاجتماعية
- المخيمات الصيفية في فلسطين
- الية مقترحة للوصول الي السياسة الوطنية للفتيان والشباب
- النضال الاجتماعي
- الي اين يتجه القطار العربي
- الشباب والثقافة
- بانوراما.. بمناسبة الذكري الرابعة للانتفاضة
- تهكميات
- رسالة الى...........
- نحو رؤية لتطوير العمل الشبابي والطلابي داخل الاحزاب السياسية ...
- ماينقصنا؟؟؟
- السؤال الكبير...؟؟ المستقبل...
- مدرسة الانتصار
- المؤسسة؟؟؟
- دين كبير مستحق السداد
- تصميم وتنفيذ البرامج في مجال الطفولة والشباب
- مهنة التنشيط في فلسطين
- نحو تربية تقدمية في فلسطين والعالم العربي
- المجتمع الفلسطيني بين التقليد والحداثة
- الطفولة في فلسطين بين ضراوة الواقع وضرورات الرد


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح عبد العاطي - الحركة الطلابية الفلسطينية بين الواقع.. والمامول؟