|
ألا يستوعب العقل العربي حقيقة النهايات السعيدة ؟
ناصر المعروف
الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الظاهر والعلم عند المولى وحده ، أنّ النهايات السعيدة ، والتي ( أدوشتنا ! ) بها تلك الأفلام العربية القديمة ( الأبيض والأسود ) وذلك ( بانتصار البطل الفقير بالفوز بقلب محبوبته البطلة الغنية بالرغم من المعارضة الشديدة لوالدها ( الباشا ! ) واجتماع القلبين المحبين السعيدين في عشّ الزوجية في نهاية المطاف وفي نهاية الفلم العربي !! لم يكن لها أي ّ تأثير وجداني وعقلي يذكر عند غالبية الشعوب العربية طيلة السنوات الغابرة !! ومن ثم انسحب الأمر كذلك في وجدان وعقول قادة أنظمة العربية !!
فكما أن ّ العربي ليس من ثقافته تماما لغة ( الاعتذار ) إذا ما اكتشف أنّه مخطئ تماما في وجهة نظره اتجاه قضية من القضايا العامة أو حتى الخاصة !! بحق ( شخص ما ) أو بحق ( شعب ما ) قد تم الإساءة إليهم ( أفرادا أو جماعات ) دون وجه حق يذكر !! فكذلك فإنّ العربي لا يجيد بتاتا فن الاقتناع بالنهايات السعيدة العاقلة العادلة ، حتى في الأمور والقضايا العامة التي سخر طوال حياته للدفاع عنها ( وبح ) صوته العالي والمرتفع !! وذلك بالمناداة بها والعمل المضني من أجل تحقيقها ، وما إن ترجمت أحلامه إلى واقع محسوس و ملموس ، حتى تراه ينقلب رأسا على عقب !! للعمل والدعوة إلى هدّم كل ما بناه وسعى إليه جهدا !! وهو يتمثل بهذا الأمر بالدبور الذي يزن على خراب عشه !!
وهذه الفئات من البشر نشاهدها بوضوح تام بالمنطقة وقلما نجد نظائر لها خارجها !! مما يقف المرء مندهشا ومتعجبا ومستغربا من هذه الظاهرة ذات الطعم و اللون والرائحة العربية الإسلامية !! وكذلك مقولة ( والله ، لا أجعلهم يفرحون بما حققوه وأنجزوه ولأقلب أفراحهم أحزانا !! ) هي مقولة لا تتردّد كثيرا على ( ألسنة ) أجنبية بقدر ما تتردّد على لسانين لا ثالث لهما ، وهما ذلك العربي اللعين والشيطان نفسه والعياذ بالله !! فحن نعلم جميعا أنّ العقل ( الغير عربي ) المتزن والغير انفعالي في الأغلب يحاول أن لا يحرق كل الجسور مع خصومه إذا ما تعرض لخسارة خفيفة كانت أم حتى ثقيلة في معركة من المعارك التي خاضها مع خصومه ، بل يعمل جهده على إعادة حساباته و تقيم أخطائه ، ويبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل بروح ونفسية جديدتين ومنفتحتين ومنشرحتين !! والضد ذلك تماما نراه في العقل العربي الانفعالي (مع الأسف الشديد !! ) وإلا ، بالله عليكم ، فما معنى تلك التفجيرات العبثية والتي تحدث بين فترة وأخرى في أرض لبنان الجريح حاليا !! وهي الأعمال التي ( بكل تأكيد ) لا تعمل على إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء !! وكل ما تخلفه وراءها فقط ، سقوط العديد من الضحايا الأبرياء المساكين ( والذين لا ذنب لهم ) وكذلك تكبيد خسائر لبنانية عربية مادية هائلة ، وخلق الشعور بالكراهية والبغضاء والحقد وتزايده مابين العربي الشقيق وأخيه العربي الشقيق الآخر . فأغلب اللبنانيين الأحرار ( على ما أعتقد ) قد وصلوا إلى قناعة تامة مفادها أنهم في أتم الاستعداد أن يعيشوا مرة ثانية وثالثة ورابعة وإلى ما لا نهاية في خضم وويلات ونار الحرب الأهلية والاقتتال فيما بينهم حتى آخر لبناني مسلم وآخر لبناني مسيحي !! ( وهذا ما نستبعد حدوثه تماما ) ولا ، أن يكرروا تجربة العيش في جنة القوات السورية ومخابراتها التي جثمت على أنفاسهم وكافة شؤون حياتهم طيلة السنوات العجاف السابقة !
ولهذا فعلى منفذي تلك الجرائم الإرهابية الصبيانية والمراهقة أن يفهموا ويقتنعوا بهذه الحقيقة الساطعة ويتقبلوا ( بصدر رحب ) تلك النهاية السعيدة بخروجهم ، والتي تجلت المطالبة بها وفي أروع صورها في تلك المظاهرات اللبنانية المتكررة في الشوارع اللبنانية وطرقاتها ، والتي ماانفكت للحظة بمطالباتها العادلة والمحقة بحريتها واستقلالها وسيادتها ، والتي وجدت ضالتها المنشودة وانطلاق شرارة ثورتها الهائجة لحظة مقتل واستشهاد رمز حلمها المستقبلي الشهيد ( رفيق الحريري ) ورفاقه !
وأما إذا استمر هذا الحال على هذا المنوال المزري والمخجل في مثل هذا التفكير العربي الشيطاني كما فعل طاغية العصرين ( صدام حسين ) بالكويت المحررة خاصة أثناء وبعد انسحابه الغير مشرف منها أو حتى ما يفعله عملائه الآن بالعراق المحرر، ولهذا فإننا ندعو الأخوة في النظام السوري ( الكرام ! ) على ضوء ما سبق عن بحث و إيجاد وسيلة مثلى لتأمين المتحف الرسمي والوطني الخاص بدولتهم !! وذلك في أقرب فرصة مناسبة وسريعة !! فهذا والله ما تعلمه عقلاء الأمّة من قراءاتهم واستنتاجاتهم للدروس المستفادة التي جرت أحداثها المفجعة بالمنطقة في الآونة الأخيرة !! فالظاهر أن التعنت العربي الإسلامي وعناده وجبروته وعدم اقتناعه بقبول بتلك النهايات السعيدة التي تحدثنا عنها ومن البداية ، لا يستطيع أن يفكّ طلاسمها ( بكل حسرة وألم ) إلا الأجنبي وبالتحديد ( الأمريكي ! ) صاحب حضارة وثقافة ( الكاوبوي ) والوجبات السريعة !!
#ناصر_المعروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوش ( الوردة !! ) بحاجة لولاية ثالثة 00
-
المؤامرة المشتركة ما بين ( أولادنا !! ) والأنظمة العربية
-
احترموا أنفسكم قليلا وليس كثيرا !! فقط لا غير
-
سرّ نجاح الشياطين على ضلالاتهم وأباطيلهم
-
الأفضل أن تكفروا وتندّدوا بالديمقراطية والحرية حتى ( تفوزوا
...
-
هل من حل عملي ومجدي لحل هذه الإشكالية المستعصية ؟
-
عملية ( الرس ) السعودية مالها وما عليها !! نريد الحقيقة كامل
...
المزيد.....
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|