أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - سرايا التفخيخ الإعلامية














المزيد.....

سرايا التفخيخ الإعلامية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 11:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


لقد انقضى إلى غير رجعة عهد إعلام التوعية والتثقيف، بعد أن استولى رأس المال على الإعلام، وصار الإعلام فرقة موسيقية رأسمالية، وتمكن من السيطرة على قيادة قطار الألفية الثالثة.
هذا الإعلام الجديد تخلى عن رسالته السامية السالفة ، وحمل معه بدلا منها كتائب تطويعية جديدة، تضم كتائب هجومية هدفها تطويع الشعوب لمنتجات الألفية الثالثة، وإدماجهم ضمن قطيع المستهلكين، لمنتجات ومستحضرات هذه الألفية، وبخاصة من الغذاء والدواء، فمستحضرات الألفية من الغذاء المربح، تقود بالطبع إلى سوق الدواء الأكثر ربحا في العالم.
أنا أعترف أولا بكفاءة هذا الإعلام وقدراته الخارقة على تغيير الشعوب، فهو السلاح الأكثر فتكا في العالم حتى الآن!
لقد تنوَّعتْ أدواتُ هذا الإعلام، فهناك إعلام يُشرف على أمعاء الشعوب، ويقوم بحقنها بمستحضراته الجديدة، بعد أن تمكن من إقناع شعوب الأرض بأن الإفراط في الاستهلاك هو الطريق الموصل للحضارة والتفوق!
فالمجد كل المجد في هذه الألفية للأسر التي تستهلك عشرات أكواب الماء في اليوم، ما بين التنظيف والاغتسال، فهناك من يغتسلون في اليوم الواحد مرات عديدة، ولم يعد البشر يطيقون الحياة بلا استهلاك مفرطٍ للكهرباء، فقد أصبح التكييف ضرورة، بعد أن ظلَّ عقودا طويلة بطرا ينعم به الميسورون!
وهناك إعلام آخر يشرف على أدمغة الشعوب، لغرض تنقيتها من المخلفات الثقافية البائدة، وحقنها بالمستضرات الجديدة المنسوبة للفن ظلما وعدوانا!
ما يهمني في إعلام الألفية الثالثة، هو أمر آخر غير ما سبق، وهو تحوُّل الإعلام من داعٍ إلى المحبة والوئام، إلى مُحرِّضٍ على العداوات والصراعات العرقية والإثنية ، فقد تابعتُ وسائل الإعلام عديدة فوجتها قد انخرطتْ بالفعل في هذا الاتجاه، وتحولتْ من وسائط إعلامية تدعو للسلام والمحبة إلى كتائب حربية تقود للمعارك والصراعات الإثنية المذهبية العرقية!
انظروا إلى خوذات مراسلي كثير من القنوات الفضائية، إنهم بالفعل جنودٌ مبعوثون للمعارك، وليسوا جنودا للسلام والوئام!
ليست هذه هي العلامة على الإعلام الحربي التحريضي، بل إن هناك جيشا آخر لكل فضائية ووسيلة إعلام،هي كتائب عسكرية تتكون من السرايا التالية:
السرية الأولى هي سرية المذيعين والمحللين، وهم فرقة عسكرية بأزياء مدنية، يقومون بقيادة الجماهير للخطوة القتالية التالية لنُصرة أتباع ومريدي وممولي القناة الفضائية .
أما السرية الثانية فهي فرقة المختصين العسكريين، أو خبراء الاستراتيجيات العسكرية من الجنرالات المتقاعدين، ممن جفَّت منابعهم الثقافية والعسكرية منذ عقود طويلة، وهؤلاء خبراء الشؤون العسكرية التقليديون يقومون بقيادة أنصار المحطات الفضائية من المحاربين، للقضاء على الخصوم بطريق غير مباشر، أي بتوجيههم نحو الخطوة القتالية التالية، طبعا بعد إغراقهم بالمكافآت المالية!
أما السرية الثالثة، فهي الفرقة الانتحارية الإعلامية في برامج التوك شو، وهؤلاء يتم تفخيخهم بأحزمة إعلامية مبرمجة، تحتوي على متفجرات فكرية ناسفة ليحققوا أهداف مالكي الفضائية ومموليها ، وبعد هذا الإعداد فإنهم يكونون قادرين على اختيار ضيوفهم .
ومن أهم المواصفات التي يجب أن تتوفر في الضيوف؛ أن يكون الضيف الرئيس من أنصارِ المحطة الفضائية، من الأكْفاء البُلغاء القادرين على السفسطة الكلامية، لتعزيز رسالة القناة الفضائية وتوجهاتها الحربية القتالية،أما الضيفُ المقابل في برنامج صراع الديكة الكلامي، فهو في الغالب يُختار من المتهورين الضعفاء، القادرين على تنفير المشاهدين منهم ومن أتباعهم وأنصارهم.
أما السرية القتالية الرابعة، فهي الفرقة الاستخبارية الخاصة للقنوات الفضائية، وهي غير مكشوفة في الغالب الأعم، وهم فريق التصوير وممنتجو الأفلام، وكادرُ التصوير والإعداد هم أبرز أبطال الفرق الهجومية الفضائية، لأنهم قادرون على استخدام سلاح الكاميرات الفتَّاك وجعل الصور الكبيرة تبدو صغيرة جدا وحقيرة، وهم أقدر عندما يتعلق الأمر بالصور الصغيرة التي تعجبهم، فهم قادرون على تصويب عدسات كاميراتهم بطريقة تجعل من القلة جمعا غفيرا، ومن العدد المحدود من الأفراد، عددا غير محدود!!
أما السرية الخامسة أو سرية القيادة والتخطيط في كثير من الفضائيات ووسائل الإعلامالي!! فهي الفرقة التي تلبس طاقية الإخفاء، وترقد في مصباح علاء الدين السحري!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين وزارة اللاجئين في فلسطين؟
- إليكم هذه الرسالة من الفضاء الإلكتروني
- ألعاب رياضية عنصرية في القدس
- خدمة مالية إلزامية في إسرائيل
- هل دول العرب دويلات أم شركات؟
- شباب ملاليم وشباب ملايين
- رموز عساف الإعلامية والفنية
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟
- مغاوير كتيبة الإنترنت
- أفقر دولة وأسعد دولة
- سياسيون يفرقون وفنانون يوحدون
- كبير المفسدين والشياطين
- باللغة نحل مشكلاتنا
- كتيبة إلكترونية في الجيش الإسرائيلي
- فقوس الحزام الأمني في غزة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - سرايا التفخيخ الإعلامية