|
الجيش المصري والشعب
نزهه المكي الادريسي
الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 08:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجيش المصري و الشعب ، مصير واحد يعتبر الجيش المصري هو أول وأقدم جيش نظامي في العالم تأسس قبل 7000 سنة ، بعد توحيده على يد الملك نارمر حوالي عام 3200 ق.م. و كان قبل ذلك موزعا على الاقاليم بحيث كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر. وقد كان الجيش المصري أقوى جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصري. يتعرض الجيش المصري اليوم لأعنف استهداف ، لتفكيكه و الاطاحة به لمصلحة دول متعددة ، اهمها دول ثلاث ، ايران و تركيا ثم اسرائيل ، بالنسبة للأولى فهي تعيش على حلم احياء امبراطوريتها الفارسية وقد اعتمدت الدين أو المذهب من اجل ذلك الى جانب قوتها العسكرية المتصاعدة ، بالنسبة للمذهب فقد استهدفت دول الجوار بمد جسور التواصل مع الاقليات المذهبية فيها من اجل خلق شرخ في هده الدول و احداث قلاقل و ازمات تمكنها من التدخل العسكري او السياسي اعتمادا على الموالين لمذهبها في هده الدول ، تمهيدا لاحتلال اجزاء منها لتلملم اشلاء إمبراطورتيها الفارسية البائدة التي كانت تمتد لهده المناطق ، اما تركيا فلديها هي الاخرى حلم احياء إمبراطورتيها العثمانية التي كانت تغطي معظم دول الشرق الاوسط و بداخلها فلسطين ، وهدا كله ليس وفاء منهما للعقيدة و الدين او حتى المذهب السني او الشيعي و انما تهافتا منهما على مد السيطرة و الهيمنة السياسية على اكبر جزء من المنطقة ، استباقا للتقسيمات المحورية و الاستراتيجية القادمة بعد ان بدأ يتجلى ضعف و اضطراب القوة الوحيدة و القطب الاوحد الدي يهيمن على العالم وهو امريكا ، فالعالم مقبل على تكتلات سياسية و مناطق نفود لقوى واعدة مستقبلا و ربما في المستقبل القريب ، وقد بدات قبلهما بعض الدول الغربية في نفس الغرض و الاستعداد للتقسيمة الجديدة للعالم ، اعتمادا على مفردات قد تبدو دقيقة جدا او غير ذات قوة مثل وحدة اللغة و ان كان هناك بعد جغرافي و هده حالة اسبانيا مع دول امريكا الاتينية فهي تحلم بتوثيق العلاقة معها كي تنشئ مجالها الاستراتيجي و توسعه ، و دول اخرى تعتمد على وحدة العرق كما هو الحال بالنسبة لانجلترا التي مع مهاجريها القدامى الى العالم الجديد ، امريكا حاليا كما وحدة اللغة ،هذا رغم البعد الجغرافي بين الدولة الاسبانية و انجلترا و دول امريكا عموما شمالا او جنوبا . فكيف لا تطمع كل من ايران و تركيا في بناء استراتيجيات و تحالفات دولية وهما تمتلكان اقوى المفردات لذلك وهما وحدة العقيدة و المدهب مع دول الجوار كما التقارب الجغرافي ، اما القوة الاخيرة فهي اسرائيل و مصلحتها من اضعاف مصر بل و تقسيمها معروفة ، فبعد ان روضت الأنظمة السياسية السابقة في مصر ، بما فيها نظام الاخوان الاخير و اخدت منهم تنازلات سياسية مهمة لم يبقى لها الا الجيش الذي استعصى عليها ، لكونه سابق لكل الانظمة و ملازم للشعب مند نشأته بل هو الشعب . الجيش المصري ، الذي يدرك جيدا ان الاستسلام لإسرائيل هو بمثابة توقيع شهادة وفاة ليس له وحده و انما للدولة المصرية بأكملها ، الدول الثلاث الآن تتلاحم مع بعضها في مواجهة صلابة الجيش المصري و شعبه ، كل بأساليبه الخاصة و من ركن معين ، فتركيا تستدرج فئات من الشعب لعقد تحالف غير شريف المساعي اعتمادا على حركات اسلامية و تنظيمات موالية لحكومة اردوغان في مقدمتها جماعة الاخوان وهدا ما يفسر خروجها عن الصواب دفاعا عن رئيسهم المعزول و تصر ان تسمي الثورة الشعبية انقلابا لأنها تعرف ان معركتها الحقيقية مع الجيش الذي تريد ان تنال منه باي شكل لأنه القوة الوحيدة التي تعترض مشروعها في احياء إمبراطورتيها البائدة عساها تضمن مساحة اوسع من الهيمنة في المنطقة في اطار النظام العالمي المرتقب ، اما ايران فقد اتحدت مصلحتها و مصلحة جماعة الاخوان كما يخيل لهم في الاستفادة من نظامها الديني الذي تتوق اليه الجماعة و مرشدها لما سيضفي عليه من تبجيل و يمكن له من سيطرة ، وقد دفعت بمخابراتها لأجل وضع السم في العسل المأمول من طرف الاخوان و ذلك بأنشاء جيش موازي يكون ولاءه للجماعة على غرار الحرس الثوري الايراني ، دون ان يدركوا ان هذا الجيش المأمول ، هو بمثابة السكين الدي سيقطع اوصال الدولة المصرية ان تحقق له النجاح و الظهور بل رقابهم قبل الجميع ، لان ايران لا يمكن ان تسمح لأي قوة كيفما كان نوعها ان تقوم وهي تختلف معها عرقيا او مذهبيا و الاخوان يجمعون و لله الحمد بين الحسنين ، كعرب اولا ثم سنة ، و ايران لا تعترف الا بالعرق الفارسي و المذهب الشيعي ، و نحن نتابع هدا الموضوع و نحلل ، او نتابع علينا ان نكبر عقولنا و ادراكنا ليصل الى حجم و خطورة المعضلة و الموقف . فالجيش و الشعب المصري الان يخوض معركته الفاصلة معركة وجود ، حياة او موت ، لكن عزائنا و ما يطمئن افئدتنا هو حديث رسول الله صلى الله عليه سلم حين وصف المصريين " هنا جيشا و شعبا " بخير اجناد الارض ، و خير اجناد الارض لا يمكن ان يغلبوا او يفرطوا بأراضيهم و اي حبة تراب من وطنهم و يجعلون دائما ارضهم مقبرة للغزاة كما المتآمرين حتى لو كانوا من ابناء جلدتهم ، و لا ننسى قوله عليه الصلاة و السلام كذلك " وهم في رباط الى يوم الدين " فلا احد سيفرق بين المصرين و لا احد سينجح في تقسيم ارضهم ، و سيظلوا في رباط الى يوم الدين مسلمين و مسيحيين .
#نزهه_المكي_الادريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|