|
الكارثة الامنية المحدقة، کيف نحاربها؟
سامان کريم
الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 04:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانفلات الامني وانزلاقه نحو الهاوية في العراق اصبح الشغل الشاغل لكل الموطنين في العراق وخصوصا في وسطه وشماله. السلطة القومية الطائفية بقيادة المالكي ثبتت فشلها تماما، وهذا ليس مسالة تحليل بل ان شرکاء المالكي في الحكم اعترفوا علنا بهذا الفشل، بل وصل الأمر برئيس التيار الصدري مقتدي الصدر الي توجيه الدعوة الي "الشعب" للانتفاض ضد حكم المالكي، ناهيك عن القائمة العراقية وکتل برلمانية اخري. وصل الانفلات الامني الي حد لم يعد للسلطة قدرتها علي حماية سجونها الكبري، حيث تحول فرار المئات من الاهاربين من السجون ظاهرة شائعة. کلهم يقولوا، کلهم يعترفوا بالفشل، ولكن واقع الحال کما هو، الامن بعيد المنال.
الطبقة الحاکمة مشغولة بصراعاتها وتوزيع فسادها من البترودولار والعقود الكبري من الناحية الاقتصادية والاستحواذ علن اکبر ما يمكن من النفوذ والسلطـة من الناحية السياسية. اصبح توفير الامن شئ او قضية خارجة عن سياسة السلطة القائمة، لاي سبب کان. حيث قتل لحد اليوم من هذا الشهر 26 تموز... اکثر من ستمائة شخص والالاف من الجرحي وفق البيانات الرسمية.
المواطن يريد الامن والحكومة لم ولن تتمكن من توفيرە-;-. الحكومة ليس بامكانها توفير الامن وليس في خطتها، الجماهير جربت الحكومة الحالية والسابقـة، ونزيف الدم يزيد وراء الانتظار ووهم الانتظار والوعود ووهم بالقوي والكتل البرلمانية الاخري، وفق سياسة التضليل: تغير القيادات العسكرية والامنية او نقلهم او ربما فصلهم کاقصي عقوبـة. ان کل القوي السياسية المشارکة بالحكم والبرلمان، هي القوي الشريكة في الحكم والعملية السياسية علي رغم اختلافاتهم، من القماش نفسه... جميعها مسؤولة عن الانزلاق الامني والفساد والفقر والمجاعة والقتل علي الهوية وقمع الحريات السياسية والمدنيـة. اي انتظار لحل من هذە-;- القوي بمجملها وهم لايضاهيه وهم وکما اثبتته التجربة خلال عشرة سنوات مضت... کلها هذه القوى مشغولة ومتصارعة في بورصة الفساد.
ماهو الحل ودم الابرياء ينزف في کل لحظة؟! الامن ظاهرة اجتماعية تمس المجتمع کما تمس کل فرد من افرادە-;-، وتمس العمل والراسمال ايضا. اما آمن الراسمال مضمون حيث الامن متوفر للشرکات الكبري الامريكيـة والصينية والايطاليــة والكورية والاماراتية واليابانية والبريطانية والروسية والعراقية....، لان السلطة في العراق هي سلطتها، اي سلطة الشرکات الکبري. والراسمال لا يهدف الا الي الربح، ومادام الراسمال يجني ربحه بصورة سلسة وفي ظرف امني مناسب، اذن لا داعي لتوفير الامن للمواطن ولا داعي لبسط الامن علي صعيد المجتمع... مادام المجتمع منطوي علن نفسه ولم يرد علي الموت والقتل الذي يصيب أفراده بصورة يومية... وهذا يفيد السلطة وهي مشغولة بتوزيع الثروات والربح بين القوي البرجوازيـة المشارکة في الحكم والبرلمان من جانب وببيع کافة مۆ-;-سسات الدولة للقطاع الخاص والشرکات الاجنبية من الجانب الأخر... النظرة السريعة لقطاع الكهرباء والتعليم تبرهن صحة قولنا هذا. يضاف الي ذلك ان هذە-;- الاوضاع الامنية الخطيرة تبعد الانظار والتفكير عن الظروف المعيشية الصعبة وانعدام الخدمات والمجاعة والبطالـة. علاوة علي کل ذلك ان کافة القوي المشارکة في العملية السياسية، لها ابعادها الاقليمية وليس بامكانها ان تتحرك الا ضمن هذا الاطار، وما زاد الطين بلة. کل هذه القضايا تجري في ظل الصراع الشرس بين الحرکات البرجوازية المشارکة في الحكم وقواها المختلفة علي حسم الدولة وطبعها بطابعها السياسي والاجتماعي.
ماهو الحـــــــل؟!
الامن قضية اجتماعية وليس عسكرية او امنية او مخابراتية بحتة، وليس قضية التكنولوجيا الامنية الحديثة کما تدعي الجنرالات العسكرية والقادة الامنيين. ان الاجراءات الامنية والمخابراتية والتكنولوجيا الحديثة، جزء من من عملية توفير الامن ولكن جزءه الاخير.
الامن قبل کل شي هي قضية اجتماعية ذات صلة مباشرة بالاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. من الناحية الاجتماعية والسياسية انقسم المجتمع بتاثير من القوي السياسية الطائفيـة من الاسلام السياسي الي "سنة" و"شيعة" و"صائبة" و"يزيديين" و مسيحيين" وبتاثير من القوي القومية الي القوميـات الكردية والعربية والترکمانية و...الخ وفي الوضع السياسي الراهن في العراق ووفق المحاصصة السياسية التي بنيت عليها العملية السياسية برمتها، لايمكن حسم قضية الامن بدون حسم قضية الدولة. والدولة هي الحلقة التي تدور حولها کل الصراعات السياسية بين مختلف القوي، بما فيها قضية الامن وسبل توفيرە-;- او حسمه. الدولة في الحالة االانتقالية الراهنة ليست بامكانها حسم قضية الامن وتوفيرها. ان من يعتقد ان الدولة الحالية وحكومة المالكي او أية حكومة اخري في ظل هذا الظرف بامكانها ان توفر الامن، اما متوهم او لديه مصلحة سياسية واقتصاديـة من قوله هذآ.... کأن يكون عضوا في كتلـة دولة القانون أو عضوا حزب الدعوة أو من بائعي الأقلام من الصحفيين والكتاب.
الحل المطلوب هو ازالة الحكومة وفق الطريقة الثورية وبناء دولـة قائمة علي اساس فصل الدين والقومية عن الدولة ووفق مبدا المواطنة المتساوية للجميع، وتحقيق تطلعات وامال الثورة وتجسيدها في الدستور والقوانين.
ولحين الوصول الي هذا الهدف ولتقليل نزيف الدم في الوقت الراهن... ليس هناك سبيل الا النضال علي محورين او ميدانين من ميادين الصراع الطبقي والسياسي. النضال ضد المجاعة والفقر، والنضال ضد الارهاب.
فيما يخص المحور الاول: توفير لقمة العيش وتقليل الفقر. النضال في سبيل توفير الخدمات: الكهرباء ، الماء الصالح للشرب، وتوفير شبكات مياە-;- الصرف الصحي، والضمان الصحي، وتوفير ضمان البطالة المناسبة لجميع العاطلين عن العمل، وتوفير المحروقات باسعار مدعومة والنضال في سبيل الغاء الراتب التقاعدي للاعضاء البرلمان "موظفي الاحزاب المليشياتية"، وتقليل رواتب اعضاء البرلمان وکافة الوزراء والهيئات الرئاسية کافة وکافة الدرجات الوظيفية العليا، والنضال في سبيل کشف کافـة الفاسدين ومعاقبيتهم ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة. الجماهير خاضت جوانب من هذا النضال في السنوات الماضية. كما وتجري الان في مدن الجنوبية أعتراضات وأحتجاجات وهذه تشكل نقلة بوجه السلطة القومية الاسلامية... رفع المستوي المعيشي للمواطن الجزء الاهم لابعاد الشباب في العراق عن الارهابيين وتجفيف منابعهم.
والمحور الثاني: الجماهير يجب أن تاخد زمام المبادرة لتوفير الامن. جرب المواطنين في احياء سكنية عدة تجارب لتوفير الامن في محلتهم. بامکان المواطنين في اية محلة کانت توفير الامن لمحلتهم بتنظيم انفسهم في مجالس المحلات وانتخاب ممثلين عنهم، لتمثيل مطالبهم من جانب ومن جانب اخر لادارة الامن في محلتهم، عبر تشکيل قوات لحماية المحلات او الموسسات، في البداية بصورة طوعية، وعبر نضالهم وبسط نفوذهم في عدد من المحلات، توفير الراتب الشهري المناسب لهم... او ايـة اشكال تنظيمية اخري مناسبة في هذه المحلة او تلك... لحين الوصول الي تغطية مدينة ما بالكامل.
الميدانين في الصراع الطبقي جزء لا يتجزء من النضال الطبقي للعمال الذي يجري بصورة متقطعة في موسسات وشرکات عدة وخصوصا في الموسسات الننفطية وبالتحديد في شرکة نفط الجنوب... ان تطوير وتنظيم وقيادة هذا الميدان المهم هي بمثابة نقلة نوعية للميدانين اعلاه من جانب ومن جانب اخر ان تنظيم کافة اشكال النضال الذي يجري حاليا في جنوب العراق لتوفير الكهرباء والخدمات اخري او نضالات جماهيرية اخري اينما کانت، جزء وعمل اهم في سبيل تحقيق الاهداف اعلاه وتوفير قدر من الامن.
#سامان_کريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
-
القضايا الملحة أمام حركتنا !
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|