أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الشعب ضد قوى الاسلام السياسي














المزيد.....

الشعب ضد قوى الاسلام السياسي


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 04:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس فتحا لو جادلنا في ان الافق مفتوح على جميع الاحتمالات في مصر, وان كل شيء يمكن أن يحدث في الايام القادمة، خصوصا بعد تكرار الاحتشاد والاحتشاد المضاد في شوارع وميادين المحروسة.ولكن في خضم هذا التيه الكبير والضبابية التي تسود المشهد السياسي والامني في مصر والمنطقة, وصعوبة التوصل الى استنتاجات ومقاربات منطقية للاحداث, يبرز التساؤل الملح عن ذلك التقبل الشعبي الكبير-حد التلقف- لكل ما يمكن ان يبعد قوى الاسلام السياسي عن الحكم حتى ولو بالتضحية بالمكتسبات الديمقراطية التي تحققت بعد الثورة, والسبب الذي يجعل انهيار حكم الاخوان في مصر ينزل بردا وسلاما على شعوب المنطقة ويجعلها متفائلة بالمستقبل والتغيير نحو الأحسن.
فالشعب المصري يعي-بالتأكيد-صعوبة اصدار شهادة جودة دولية وحسن سير وسلوك لعملية ديمقراطية يقودها جنرالات وعساكر مدججين باحساس القوة والتفرد, كما انه سيكون من الغفلة البناء على ان الجماهير لا تشعر بالطموحات السياسية لقادة الجيش او تتحسس العبثية المفرطة للتهم التي ترص بلا عناية للرئيس المعزول لغرض تصفيته سياسيا ومعنويا كمقدمة ضرورية لانهاء حكم الاخوان, ولكن الشعب يبدو انه يغض النظر عن كل هذه المعطيات قربانا للتخلص من تسلط الاسلام السياسي على الحياة المصرية ويندفع مع القوات المسلحة في مشروع قد يكون المثابة التي ينطلق منها جنرالات الجيش للاستيلاء على السلطة, والمغامرة بوضع نهاية سريعة للتجربة الديمقراطية المصرية وفي عامها الأول.
فرغم التباين الكبير-والطبيعي- بين منطلقات كل من الجيش والنخب السياسية الوطنية المصرية واختلاف مرجعياتها الفكرية والايديولوجية وخطابها المتنوع الشعارات والتوجهات، الا انها تتفق تماما –وبغرابة تاريخية-على أن قوى الاسلام السياسي غير مرغوب بها وفي وصولها المنفرد -غير المقنن والمراقب-الى الحكم, وباي ثمن ولو كان الحرب الأهلية،وهو ما قد يشي بزيف الشعارات التي كانت تحدد الهوية الثقافية لشعوب المنطقة ضمن الاطر الفكرية التي تستند لها احزاب الاسلام السياسي.
ان الخروج الحاشد المتكرر –وعلى الهواء-للقوى الرافضة لحكم قوى الاسلام السياسي وفي اكثر من مكان يدل على التدليس الكبير الذي مارسته تلك القوى عن طريق الترويج لهوية جمعية زائفة متماهية مع الخطاب السياسي لتلك القوى من خلال التلفيق المستمر للفتاوى والاحكام الشرعية التي تسلك وصولهم للسلطة حتى ولو على حساب استقرار المجتمع ووحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي.
ان مشكلة قوى الاسلام السياسي تكمن في انها حاولت ان تحصر اليات التدافع الاجتماعي تحت اليات الصراع الافنائي مع الآخر من خلال تخليق التباسات مقصودة ومغلوطة حول قضايا التوعية والتنوير, وتشكيل تيار ممانعة للضرورة الحتمية لإعمال العقل والمنطق في المقاربات الفكرية للمعضلات الاجتماعية التي تهم الفرد والجماعة, وانتاج وتعميم ثقافة التناحر والتقاتل المذهبي والطائفي عبر اعلاء فلسفة الكراهية والاقصاء والتهميش اعتمادا ً على التراث المزيف الذي اضفيت عليه قسرا وتدليسا صفة المقدس والمعلوم من الدين بالضرورة.والاسراف في تأويل وتزييف الوعي الديني بما يسند ويدعم موقع تلك القوى من خلال تسييد الثقافة القطيعية المعتمدة على اليات النص والنقل, وتقديم تلك الرؤى على انها الخيار الديمقراطي الحر لشعوب المنطقة..
وليس من العسير التوصل الى ان هذه المتسيدات غالبا ما تكون خيارات النخبة الحاكمة ومتطلبات استمراريتها في الحكم اكثر من كونها خيارات شعبية حرة..وان كل الغرض منها هو تمرير المنظومة الفقهية الساندة لعمليات شرعنة الاستبداد والتسلط ومشروع التشبث بالموروث الديني والتاريخي لغرض التأبد على سدة الحكم.
لا احد يصادر حق قوى الاسلام السياسي في ممارسة العمل السياسي, ولا في السعي للوصول الى السلطة, ولكن يجب اشتراط ايمان تلك القوى بانها ليست الوحيدة التي تتحصل على الحقائق المطلقة للحياة, وان الواجب الاخلاقي يحتم عليها التشارك مع كل القوى المحبة للخير والانسانية في تغليب مبدأ التعايش والتحاور وتقبل الاخر,والعمل على اعلاء واحترام الجانب الانساني في الاديان واحترام الخيارات الفلسفية السلمية للانسان تحت قدسية حق الاعتقاد..والعمل على تعميم استيعاب انساني شامل لمباديء الحرية والديمقراطية وضمان حق الرأي والمواطنة ومناهضة العدائية المنظمة لمباديء حقوق الانسان من خلال تطوير اليات عمل منظمات المجتمع المدني..والاهم , التعامل مع المجتمع على انه كيان حي وفاعل ومتفاعل وليس لوح اصم تكتب عليه قوى الاسلام السياسي افكارها وطروحاتها ولا تنتظر منه الا التسليم والتصديق..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الميادين..فتنة في الافق
- انقلاب..ام تصحيح
- واقع جديد ..اي واقع؟؟
- مصر في عين العاصفة
- بين اردوغان وتقسيم
- الى اين نحن ذاهبون ؟
- ما زال هناك وقت للحوار
- جريدة التآخي..عقود من الحب
- فتنة مفتحة العيون
- حرب الروايات
- ما بعد المسائلة والعدالة
- قطري حبيبي
- هيمنة ..أم تأهيل
- جهاد النكاح..ما الغريب
- اللجان التفاوضية ومشكلة التمثيل
- صراعات قد لا تحل بالعصي
- لا حياد مع الارهاب
- تقية جون كيري
- جحر واحد وعشرات اللدغات
- القرضاوي..في خريفه


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الشعب ضد قوى الاسلام السياسي