محمود جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 03:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المشهد المتكرر فى مصر خلال شهر يونية ويوليو من هذا العام اصاب الكثيرون بالهول والذهول وخاصة ان الاوضاع فى الاقليم كادت ان تحسم لصالح المشروعين الاكثر بروزا فى الاقليم وهو المشروع الايرانى والمشروع التركى – بخلفياته وتحالفه الغربى – حيث ان الايرانيين الذين تمدد نفوذهم من الخليج الفارسى الى شواطىء الاطلنطى واصبحو قوة نافذة فى الصراع الاقليمى سواء فى افريقيا أو فى آسيا، اضف الى ذلك ان الايرانيين كانو رقما فى المعادلة اليمينية والسورية والفلسطينية والعراقية وهى المعارك الاكثر توترا وحسما فى المنطقة .
الاتراك كانو يحلمون بمجد العثمانيون، القداما فى ثوبه الجديد، وهو مجد لا يغضب الغرب ولا يعادى الخليج، ولكن يؤمن مصالح الأول ويرتهن عروش الثانى بشرط النفقة وانقاذ الاقتصاد التركى .
أخوان اردغان كانو هم مخلب القط الذى عن طريقهم يمكن ان يكونو الاهم فى لعبة الصراع التركى الايرانى فى المنطقة، فيمكن للاخوان ان تشد الطرف الايرانى الى مصر وتقف سدا مانعا لهم فى الخليج والعراق والشام، وتتقاسم معهم النفوذ فى اليمن والسودان . وبذلك يستطيع ان يحسم اردغان الصراع مع طهران بمعادلة صفرية كما يحب ان يلعبها دائما " لا غالب ولا مغلوب".
اضف الى ذلك أن الاشتباك الحاصل فى الشام والعراق واليمن ومصر وعموم الخليج مع طهران يمكن ان يؤمن دولة العدو لعدة عقود قادمة ، عن طريق محاصرة حزب الله فى لبنان والشام وشد كتائب القسام فى مهام خاصة بتأمين نفوذ الغخوان فى العديد من القطار كل هذا يجعل دلوة العدو فى مأمن مستقبلى، فضلا عن اشعال معارك مذهبية وعرقية يجعل الاقليم منشغل بنفسه وبقضاياه عن دولة العدو وهذا ما تعهدت به تركيا والاخوان لصالح الامريكان .
ورغم قسوة هذا المشهد الا انه من الظاهر أن جميع اطراف الصراع قد اقرت به وكل منهم يحاول ان يحسن فرص وجوده ومكاسبة فى هذه اللعبة، فإيران تحاول من خلال سورية ان تستفيد من الوجوج الروسى، وتركيا تحاول من خلال قطر والبحرين أن توسع وتضغط على النفوذ الايرانى .
العراق وسورية كانو المناطق الاكثر اشتعالا نظرا لانهما ارض الاشتباك بين طهران واسطنبول، وكانت تركيا تطمح فى الحصول على اى مكسب هنا او هناك من اجل تحسين قواعد اللعبة وتطمح الى المزيد من الدعم الامريكى .
محمد مرسى كان احد اركان هذه اللعبة، عفوا ما اقصد قوله إن حكومة الإخوان المسلمين فى مصر كانت تمثل احد اهم العلامات فى هذا المشروع والمشروع المضاد . ولم يتصور احد من كل الاطراف " واشنطن، تل ابيب، طهران، اسطنبول" أن يتغير المشهد السياسى فى مصر فى مدى منظور حوالى اثنى عشر عاما، ولهذا فإن الاطراف جميعا رغم تضارب مصالحهم شعروا بشىء من الصدمة المفجعة .
ولكن يبقى السؤال : لماذا فجعت كل تلك العواصم وما مستقبل كلا المشروعين الايرانى والتركى ؟
وللحديث بقية
#محمود_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟