قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 23:08
المحور:
المجتمع المدني
حبس الحريصون على مصر واهلها انفاسهم لما ستسفر عنه المنازلة الكبرى التي تشهدها ميادين وشوارع مصر في جمعة 26 تموز.مبارزة بين قوتين كبيرتين: الاخوان المسلمون..ورثة حسن البنا وسيد قطب الذين لن يقبلوا الهزيمة بعد فوزهم الديمقراطي..وبعد ان ذاق مكتب الارشاد حلاوة النصر وطعم القصر،وبين دعوة وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي لتفويضه امرا بانهاء العنف والارهاب.
ولأن المشهد استثنائي..محفوف بالمخاطر..والمنازلة ستعلن عن منتصر واحد.ولأن قلوبنا على مصر، فقد تابعنا المشهد بدءا من الخامسة عصر جمعة المنازلة الكبرى.
كانت القنوات الفضائية تنقل بدايات التظاهر، وبعد ساعتين اكتضت الشوارع والميادين بالناس: ميدان التحرير، الاتحادية، المنوفية، المنصورة، السويس، كفر الشيخ، طنطا، الاسكندرية...رجال بمختلف الاعمار بمختلف الازياء، نساء محجبات وسافرات، اطفال، شباب..يرفعون شعارات (جيش قوي..دولة قوية،مسلم مسيحي أيد وحدة،لا للأرهاب)،هاتفين(ثوار،احرار حنكمل المشوار)،يرفعون اعلام مصر ويطلقون الالعاب النارية واشعات الليزر،والكلّ ينشد: تحيا مصر، ويستعيدون الاغاني الوطنية بصوت عبد الحليم حافظ، والمروحيات من فوقهم ترفرف فيها اعلام مصر وتلقي منشورات بعشر لغات..
كان المشهد مهيبا ومبهرا..الشعب فيه موحّدا،فالازهر اعلن انه "يتفق بأن هذه التظاهرات تهدف للوحدة والتكاتف ونبذ العنف"، والقبائل العربية وقعّت على وثيقة بالدم لدعم القوات المسلحة بالحفاظ على مصر، والمسيحيون، برغم الحر، امتنعوا عن شرب الماء تضامنا مع المسلمين الصائمين الذين سيشاركونهم الافطار الجماعي في ميدان التحرير، والناس شكّلوا دروعا بشرية لتأمين المسيرات النسائية، واللجان الشعبية اتخذت مواقعها لحماية الممتلكات العامة والمنشئات الحيوية..ياللروعة حين يكون الشعب هو سيد الموقف!..ويسمح حتى لاتباع من استلم الحكم وافقر اهل مصر بالتظاهر ايضا!
ايها المصريون..هنيئا لكم انكم من يوم غد ستبدأون تاريخا مشرّفا لبلدكم..أم الدنيا،وتبعثون من ميدان التحرير رسائل لقوى العالم وفي مقدمتها امريكا ان لا تتدخل بالشأن المصري ،وتقدمون درسا بليغا لكل العرب في الوطنية والتلاحم والارادة الشعبية..لاسيما اشقائكم في العراق الذين اتعبتهم حكومة فاشلة،وهم عن تغييرها عاجزون،فلا في جيشهم ( ربع سيسي) ولا حب العراق يوحّد قواهم السياسية كما وحّدكم حبكم لمصر..فكسبتم حب العالم واعجابه.
ايها المصريون.. نرفع قبعاتنا تحية لكم!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟