|
-الاردوغانيون-
لقمان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 22:21
المحور:
القضية الكردية
بعد نشر خبر زيارة السيد صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى تركيا ظهرت آراء ووجهات نظر مختلفة: 1- الذين على خلاف مع هذا الحزب بدؤوا بانتقاده من منظار أنه عندما يزور أحد آخر من الاحزاب الكردية والتنسيقيات الشبابية أو المستقلة كان يتم وصفهم من قبل اعلام ومؤيدي ال ب ي د بأنهم "عملاء اردوغان، اردوغانيون". أي أن مايحلله هذا الحزب لنفسه يحرمه على الآخرين... 2-مؤيدي ال ب ي د يؤيدون الزيارة ويرونها طبيعية في عالم السياسة وخاصة أنها أتت في مرحلة تتعرض فيها مناطق غرب كردستان لهجمات وحشية من قبل قوات همجية(جبهة النصرة-دولة العراق وبلاد الشام وبعض الكتائب الاسلامية الاخرى) تتخذ من الاراضي التركية منطلقاً لها وتقوم بتغطية احتياجاتها اللوجستية منها وتعالج جرحاها في المشافي التركية، وحتى تقوم بفرض حصار اقتصادي كما في عفرين. لكن هل هذه الزيارة ترفع صفة "الاردوغانية" عن البعض من الاحزاب والتنسيقيات والشخصيات الكردية؟ وللإجابة على هذا السؤال لنقم بإلقاء نظرة سريعة على سياسة ومواقف الدولة التركية تجاه القضية الكردية والشعب الكردي عامة. الدولة التركية في صراعها مع حزب العمال الكردستاني استخدمت كافة أساليب القمع والقتل والتهجير بحق الشعب الكردي في كردستان الشمالية ولكنها فشلت في ثني ارادة الشعب الكردي. وعندما اقتنعت هذه الدولة بأن كافة أساليها القمعية باءت بالفشل، بدءت باستنساخ شخصيات "كردية" من المستتركين، واظهارهم بأنهم يمثلون الشعب الكردي، وصنع الكرد الخاص بها ودفعت بهم إلى الواجهة وكأنهم الممثلون لطموحات الشعب الكردي، لكن باءت خطوتها هذه بالفشل أيضاً. بعد ذلك بدءت الدولة التركية بطرق باب القوة المقاومة على الساحة وفتحت أقنية حوار مع حزب العمال الكردستاني، وذلك لإيجاد حل للقضية الكردية في شمال كردستان وتركيا. أما بالنسبة مع اقليم كردستان، كانت الدولة التركية تصف قيادات الاحزاب هنا برؤوساء عشائر، وكانت تطلق على الاقليم اسم "شمال العراق" ولم تكن تريد الاعتراف به، لا بل ذهبت إلى التهديد باجتياح الاقليم. لكن عندما باءت أيضاً كل سياساتها العدائية تجاه الاقليم بالفشل، أضطرت مجبرة على الاعتراف بها وحتى على حساب علاقتها مع بغداد. وأضحى الاقليم الكردستاني صديقاً للدولة التركية. مع بداية الثورة السورية تدخلت الدولة التركية لصنع معارضة سورية على مقاسها وقامت باحتضان مؤتمرات المعارضة، بحيث تكون معارضة ناكرة لحقوق الشعب الكردي في غرب كردستان، وهذا ما بدى واضحاً في مواقف المجلس الوطني السوري من القضية الكردية في سورية واختزلت التمثيل الكردي في بعض الشخصيات التي لاتمثل سوى نفسها وتتماشى مع النظرة التركية للقضية الكردية لهذا تمّ اطلاق صفة " الاردوغانيين" على الذين يمثلون هذه الميول من الكرد(تنظيمات واحزاب وتنسيقيات و شخصيات). لكن مع فشل السياسة التركية هذه وفشل المعارضة في لعب دورها وتنامي دور الشعب الكردي في الثورة السورية وتوحده تحت راية الهيئة الكردية العليا وطرد النظام من أغلب المناطق الكردية وتحررها، لجئت الدولة التركية إلى اللعب على ورقة شق الصف الكردي من خلال لقاء وزير خارجيتها بقيادات الاحزاب الكردية المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي و سارع روؤساء بعض الاحزاب الكردية إلى زيارة تركيا و اللقاء بالمسؤولين الاتراك ومحاولتهم نيل وكسب الرضى التركي من خلال التهجم على حزب الاتحاد الديمقراطي و وصفه ب" عميل النظام " وأنهم ضد سياسات هذا الحزب وأن هذا الحزب" لايمثل الشعب الكردي"، لكن باءت كل هذه السياسات الاردوغانية بالفشل، سواءاً من قبل المعارضة العربية أو الكردية والذي تمّ تسميتهم ب"الاردوغانيين". مع هذا الفشل كان هناك تنامي لدور حزب الاتحاد الديمقراطي على الساحة السورية والكردية تنظيمياً وسياسياً وعسكرياً وأصبحت قوة تفرض نفسها ليس فقط في المعادلة السورية فقط بل الاقليمية أيضاً ويحسب لها ألف حساب. خاصة مع الانتصارات الاخيرة التي حققتها مقاومات قوات الحماية الشعبية ضد فلول القاعدة وأيتامها من جبهة النصرة و تنظيم دولة العراق وبلاد الشام الاسلامية في مناطق غرب كردستان. من خلال هذه الحقائق نرى أن عقلية الدولة التركية هي: أولاً- الانكار و الاقصاءو رفض كل ما يمت بالقضية الكردية وحقوق الشعب الكردي في كافة أجزائه، في الحال الفشل في هذا هناك ثانياً ثانياً- استنساخ شخصيات "كردية" تعمل وفق الاجندة التركية لافراغ مطالب الشعب الكردي وحقوقه من محتواها وهي التي اطلق عليها اليوم اسم"الاردوغانيون" وفي حال فشل هذه السياسة هناك ثالثاً ثالثاً- الاعتراف و القبول بالقوة والحقائق الموجودة على الارض ومحاورتها ولهذا تمّت دعوة السيد صالح مسلم لزيارة تركيا.
#لقمان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جهاديي آزادي و تيار المستقبل...
-
كوباني في مرمى الجيش التركي-المرتزقة
-
-الله محيي الجيش الحر!- و-!yaşasin Davutoglu-
-
تحية إلى المجلس الوطني الكردي...!
-
كتيبة المرتزقة في الأشرفية...!
-
دروس القاهرة ونتائج هولير
-
لجان الحماية الشعبية ضمانة الغد
-
مابين النقد والحقد حقيقة
-
تركيا وPYD
-
حرب إيرانية أم اقليمية...؟
-
روح الزمن-2-
-
روح الزمن -1-
-
مؤامرةُ جراثيمٍ مندسة !!!
-
إسقاط الإصلاح...!
-
الشعب أسقط نظام الخوف
-
مؤتمر أنطاليا والعمق التركي
-
إلى البوعزيزي سورية الشهيد حمزة الخطيب
-
لوحات وطن
-
مسيرة البحث عن الحياة
-
إرهاب الخوف
المزيد.....
-
آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص
...
-
الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
-
-هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة
...
-
عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا
...
-
تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب
...
-
منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز
...
-
قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب
...
-
قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون
...
-
حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
-
هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|