أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الوعي السياسي الطبقي والوعي القومي في الحركة الإجتماعية المغربية















المزيد.....



الوعي السياسي الطبقي والوعي القومي في الحركة الإجتماعية المغربية


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 22:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



إن الوعي القومي/الوطني في البلدان التي تعرضت للإستعمار يختلف في جوهره عن الوعي القومي/الوطني في الدول الإمبريالية التي سعت من ورائه إلى حشد تأييد عموم الجماهير الشعبية ببلدانها لاستعمار البلدان "المتخلفة"، وسخرت للوصول إلى ذلك الحشد الجماهيري أيديولوجيتها الإستعمارية التي ترتكز على نقل "الحضارة" و"المدنية" إلى البلدان المستعمرة. بينما الوعي الوطني في مرحلة حركة التحرر الوطني كان نقيض الوعي الوطني الإمبريالي إذ يهدف إلى حشد التأييد الجماهيري الشعبي من أجل الإستقلال والحرية، والوعي الوطني في البلدان التي تعرضت للإستعمار الإمبريالي مرتبط بمصالح البورجوازية الوطنية وفق أيديولوجيا بورجوازية ذات البعد التقدمي أيام الكفاح الوطني دون أن تتناقض جوهريا مع الأيديولوجيا الرأسمالية، وقد تأكد ذلك في مرحلة الإستعمار الجديد التي عرفت بروز تناقضات طبقية بين مختلف مصالح الطبقات الإجتماعية المتناقضة والمخفية بالأمس في مفهوم "وحدة الشعب ووحدة الوطن"، حيث كانت الأيديولوجيا الحزبية المرتكزة على القومية تخفي التناقضات الطبقية والتفاوت الطبقي بين الطبقات والفئات المكونة للشعب المغربي، الشيء الذي ساهم بشكل كبير في إخفاء الوعي الطبقي أثناء مرحلة حركة التحرر الوطني التي انخرطت فيها الطبقة العاملة بالمدن والفلاحون بالبوادي (المقاومة وجيش التحرير).

والوعي الوطني أوالقومي وعي ظرفي وزائف لكونه يركز على العموميات ويوظف العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية في خطابه الأيديولوجي من قبيل "وحدة الأمة" والوحدة من خلال "اللغة والدين"، وتتحول مهمة البورجوازية الوطنية في مرحلة الإستعمار الجديد إلى الوصي على الدفاع عن أيديولوجيا الطبقات السائدة (البورجوازية الكومبرادورية والملاكون العقاريون الكبار وبقايا الإقطاع) عبر الدفاع عن نفس أيديولوجيتها التي قاومت بها الإستعمار القديم، وتتبخر أهداف الطبقة العاملة وعموم الطبقات الشعبية المتجلية في تحقيق الإستقلال الحقيقي الذي يرعى مصالحها الطبقية والتي تم إخفاؤها خلال معركة الإستقلال ضد الإمبريالية.

وحسب ماو تسي تونغ فإن الوعي الوطني عبارة عن شكل من أشكال الوعي الطبقي ولهذا أكد على التحالف مع البورجوازية الوطنية. إلا أن الوعي الوطني يخفي الوعي الطبقي بارتكازه على توظيف الهوية الوطنية ضد الهويات الوطنية الأخرى/الإستعمارية المفترضة كما هو الشأن بالنسبة للهوية العربية الإسلامية التي ارتكزت عليها الحركة الوطنية ضد الإستعمار الفرنسي والإسباني، وباعتمادها على توظيف الهوية العربية الإسلامية يتم نفي وجود مكونات هوياتية أخرى ذلك ما تجلى في موقف البورجوازية الوطنية عند التصدي في 1930 ل"الظهير البربري" من أجل تسييد هذين العنصرين في مواجهة الإستعمار القديم، الذي حاول إبرازه للأمازيغية كتمايز في مكونات الشعب المغربي لمواجهة أيديولوجيا القومية العربية الإسلامية للبورجوازية الوطنية.

وكان لغلو أحزاب الحركة الوطنية في الدعاية للهوية العربية الإسلامية في مرحلة الإستعمار الجديد التي اعتبرتها ركيزة أساسية لوحدة الأمة المغربية والوحدة الوطنية أثر كبير في بروز النعرات الإثنية والدينية، ذلك ما تجلى في بروز الحركة الأمازيغية التي تناهض إقصاء اللغة والثقافة الأمازيغية في مشروع الحركة الوطنية، إلى حد اعتبار "أرض تامازغا" وطنا مستعمرا من طرف العرب القادمين من الشرق باسم نشر الدين الإسلامي، واعتبرت أن حركة التحرر الوطني التي ضحى من أجلها الأمازيغ لم يكتمل هدفها في تحرير الوطن تحريرا حقيقيا يراعي الحقوق الثقافية واللغوية والهوياتية الأمازيغية، وأن إعادة تحرير الوطن من جديد أمر موكول للأمازيغ وذلك بطرد كل من هو عربي ودخيل على "وطن تامازغا". والخطاب القومي للحركة الأمازيغية الذي يوظف الهوية الأمازيغية لمواجه خطاب القومية العربية الإسلامية المعبر عن أيديولوجا الدولة الكومبرادورية، إنما يسير في نفس مسار أخطاء الحركة الوطنية التي وظفت العربية والإسلام في خطابها الأيديولوجي لحشد عموم الجماهير الشعبية حول مشروع حزب الإستقلال، وكلا الخطابين يعبران عن الوعي القومي من منطلقات لغوية وثقافية مختلفة تتجاهل التناقضات الطبقية التي تخترق الطبقات والفئات المشكلة للصراع الطبقي بالمغرب، وكلاهما يعبر عن وعي ظرفي زائف يرتكز على العموميات ويتجاهل وجود الصراع الطبقي مما يساهم في إخفاء الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

الوعي القومي المرتكز على البعد اللغوي

وتنامى الوعي القومي للحركة الأمازيغية منذ نشأتها في 1967 من طرف مجموعة من الطلبة المنتمين إلى منطقة سوس، الذين نشأ لديهم إحساس بالتهميش والتحقير من طرف الأساتذة بالجامعات المغربية وخاصة من طرف الأساتذة الفاسيين، وعملوا على تأسيس أول جمعية ثقافية تهتم بالتراث الثقافي الأمازيغي تعبيرا عن رغبتهم للخروج من نطاق إغترابهم في مدينة نشأ بها الوعي القومي للحركة الوطنية، الذي اعتبروه سببا رئيسيا في تهميش الثقافة واللغة الأمازيغية بدعوى "وحدة الأمة المغربية" تحت راية "العروبة والإسلام"، وشكل هذا التأسيس تحولا كبيرا في الصراعات الثانوية ما قبل- طبقية بين فاس وسوس بخروجهم عن خط "رابطة علماء سوس" المتشبثة بالثقافة العربية الإسلامية بقيادة المختار السوسي لإذكاء التنافس مع علماء فاس (دعم المدارس العتيقة بسوس وتطويرها وتأسيس معهد تارودانت)، وهذه الخطوة تشكل في حد ذاتها نتيجة عكسية لأهداف الرابطة حيث أن تلاميذ "المعهد الإسلامي بتارودانت" بجامعتي فاس والرباط هم من أسس "جمعية البحث والتبادل الثقافي" لمواجهة "الثقافة الأندلسية" المستوردة وإعطاء اللغة والثقافة الأمازيغية مكانتها التاريخية كما يزعمون. كما تجاوز هذا الحدث مستويات الصراع/التنافس بين هاتين المنطقتين في المجال الإقتصادي/التنافس في السوق التجارية بين البورجوزية التجارية الفاسية والبورجوازية التجارية السوسية والمجال السياسي/الصراع بين حزب الإستقلال وحزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية/تعتبر منطقة سوس قطبا هاما لهذا الحزب إلى مستوى الصراع/التنافس الثقافي بين الأمازيغية والعربية الذي تجاوز مستوى التنافس الثقافي التقليدي لرابطة علماء سوس.

وحولت نشأة الحركة الثقافية الأمازيغية بشكل كبير مسار الصراعات السياسية والإقتصادية والثقافية بين هاتين المنطقتين ليتسع بإضافة البعد القومي، الذي يعتبر مخفيا في كل الصراعات الإجتماعية ما قبل- طبقين بينهما منذ تأسيس المقاومة وجيش التحرير الذي لعب فيه المناضلون بمناطق سوس دورا هاما وامتداداته بحزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية (مجموعة شيخ العرب، مجموعة عمر دهكون).

ويعتبر ميثاق أكادير للحركة الثقافية الأمازيغية في غشت 1991 الخطوة الفاصلة بين البعد الثقافي للقضية الأمازيغية والطرح السياسي المباشر لها بالمطالبة بدسترة الأمازيغية، الذي شارك في صياغته مجمل الجمعيات الثقافية الثقافية الأمازيغية في جميع مناطق المغرب (الريف وصغرو والأطلس وسوس). وكان للقمع الذي تعرض له مناضلو الحركة الثقافية الأمازيغية من طرف النظام الكومبرادوري أثر كبير في تطور هذه الحركة خاصة عند رفع لافتات كتبت بالأمازيغية في فاتح ماي 1994 بالرشيدية (إعتقال نشطاء جمعية تليلي في هذه التظاهرة)، مما لفت انتباه النظام الكومبرادوري إلى خطورة الحركة الثقافية الأمازيغية محاولا احتواءها باستقطاب زعمائها وتأسيس ما يسمى "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" في 2001، وتنامى البعد السياسي للحركة الثقافية الإمازيغية ليصل مرحلة تأسيس أحزاب سياسية من طرف بعض زعمائها بسوس والمطالبة بالحكم الذاتي بالريف من طرف جمعيات ثقافية أمازيغية.

وكان لنشأة الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعات المغربية في بداية التسعينات من القرن 20 أثر كبير في التحول السياسي للحركة، خاصة وأن الجامعة عرفت أشكال تنظيمية ذات أبعاد إقليمية (مجموعة من الجمعيات للطلبة حسب إنتمائهم الإقليمي بجامعة أكادير)، ونشوب الصراع بينها وبين فصائل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.

وقد شكل انتشار الجامعات بجل الأقاليم مجالا لانتعاش الحركة الثقافية الأمازيغية بالمناطق ذات الخصوصيات الأمازيغية (آكاذير، الرشدية، مكناس، سلوان ...) إضافة إلى تواجد لجانها بكل الجامعات المغربية. وكان للوعي القومي للحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعات أثر كبير في إشعال الصراعات الثانوية بين مناضليها وبين الطلبة الصحرويين والطلبة القاعديين، وبرز خلال هذه الصراعات خط متطرف يعادي كل من هو غير قومي أمازيغي (القومجية العروبية والمتمركسيين حسب قولهم) داعيا إلى طردهم من "بلاد تامازغا"، والمنتمون إلى هذا الخط/"تنسيقية غيغوشن" ينحدرون من مناطق الجنوب الشرقي/ من قبائل معروفة تاريخيا بمناهضتها للإستعمار القديم والجديد معا (معركة بوكافر في 1934، حركة 3 مارس في 1973)، وخلافا لمنطقة سوس عرفت هذه المناطق عداء تاما للغة العربية (عدي أوبهي مقاوم وأول عامل لقصر السوق/الرشيدية انتفض على النظام الكومبرادور ودافع على توظيف أبناء المنطقة بالإقليم) ومتعصبة للقومية الأمازيغية إلى حد كبير. وساهم انتشار التعليم في مرحلة الإستعمار الجديد ورفض أبناء هذه المنطقة للغة العربية على انتشار التكوين العلمي لديهم خلال الدراسة الثانوية والجامعية، مما ساهم في نشأة أطر تكنوقراطية بالمنطقة تسير مؤسسات عمومية وشبه عمومية وشركات كبرى خاصة في مجال البناء كما تشكلت بهذه المناطق طبقة عاملة هاجرت إلى أوربا، مما ساهم بشكل كبير في الرقي بالمستوى المعيشي للعائلات الفقيرة بهذه المناطق، خاصة وأن العلاقات ما قبل- طبقية التي ترتكز على "التضامن العائلي" و"التضامن القبلي" لعبت دورا هاما في تسهيل العبور إلى القارة الأوربية للعدد الكبير من أبناء الفقراء للحصول على العمل وتحسين وضعهم الإقتصادي.

وساهمت هذه العوامل في نشأة بورجوازية بيروقراطية وبورجوازية صغيرة أمازيغية بالمناطق الجنوبية الشرقية تعتمد أساسا على الإستثمار الرأسمالي في مجال التعمير، وذلك بعد خلق شبكة من التكنوقراط الذين يسيرون المؤسسات الكبرى وهذه البيروقراطية ذات التكوين التقني العلمي تطغى على علاقات أفرادها العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية، كما تمتاز بالتعصب القومي للأمازيغية مما جعلها تذكي روح الزبونية التي ترتكز فيها على العلاقات العائلية والقبلية في التشغيل وقضاء الأغراض الإدارية، خاصة في مستوى فوز شركاتهم بالمشاريع الإستثمارية التي يشرف عليها هؤلاء التقنوقراط. وتشكل هذه الطبقة البورجوازية البيروقراطية دعامة للحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعات نظرا لتعصبها الناتج عن التهميش الذي عاشته مناطقهم منذ مرحلة الإستعمار القديم والذي استمر خلال الإستعمار الجديد.

عكس البورجوازية البيروقراطية بالمناطق الجنوبية الشرقية (الرشيدية وتنغير) فإن البورجوازية التجارية بسوس عرفت انفتاحا على جميع المستويات السياسية والإقتصادية والثقافية، وعرفت التنافس مع البورجوازية التجارية الفاسية في السوق التجارية الداخلية والخارجية منذ بداية الإستعمار الجديد. وكان لموقع سوس في الصراع حول السلطة المركزية منذ القدم دور هام لانفتاحه على الثقافات الخارجية وخاصة العربية الإسلامية، وكان للمدارس العتيقة التي نشأت به منذ 10 قرون أثر كبير في إخفاء التعصب للثقافة الأمازيغية مما ساهم في تنمية البعد الفرداني لدى سكان سوس إضافة إلى عامل التضاريس المفتوحة على البحر والصحراء الغربية ونجاح الإستثمارات الرأسمالية الفلاحية، بعدتفكيك الملكية الجماعية للأراضي بنزع ملكية الفلاحين من طرف المعمرين القدامى والجدد مما خلق طبقة عاملة زراعية وفلاحين فقراء بعد بروز الملاكين العقاريين الكبار ومنهم المنحدرون من سوس، مما له أثر كبير في تطور الطبقات الإجتماعية به عكس المناطق الجبلية المعزولة بالجنوب الشرقي التي لم تندمج في نمط الإنتاج الرأسمالي الإمبريالي خلال الإستعمار القديم والجديد، خاصة وأن المناطق الجبلية بصغرو تم استثمارها في الصناعة المعدنية (إعتصام السكان بقرب منجم إمضر مطالبين بالحق في الماء منذ ما يقارب سنتين)ولم تعرف الطبقة العاملة هناك تطورا كبير نظرا لتخلف الوعي الطبقي لديها نتيجة طغيان العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية على علاقات الإنتاج.

أما منطقة الريف والأطلس المتوسط فلم تعرف فيها الحركة الأمازيغية انتعاشا إلا بعد ميثاق أكادير نظرا لكون هاتين المنطقتين شبيهتين بالمنطقة الجنوبية الشرقية في مقاومة الإستعمار القديم (ثورة محند بن عبد الكريم، ثورة موحى أوحمو)، وطالهما التهميش خلال الإستعمار الجديد بعد قمع الإنتفاضات الشعبية بهما (الريف 58/59 ، الأطلس في 1973) مما له أثر كبير في عزلتهما عن الحركة الثقافية الأمازيغية بسوس، إضافة إلى تضاريسهما الجبلية والفقر المنتشر في أوساط السكان نتيجة انتشار مافيا المخدرات بالريف ومافيا تجار الخشب بالأطلس، واللتان شكلتا دعما أساسيا للنظام الكومبرادوري وأدوات لقهر الفقراء بهاتين المنطقتين مما ساهم بشكل كبير في الإنغلاق الإٌجتماعي الذي تتسم به هاتين المنطقتين وسيادة العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية بهما.

ونشأ في الريف رفض لكل ما هو خارجي عن المنطقة نظرا للإحساس الذي تكون لدى السكان حول إغترابهم عن الدولة الكومبرادورية التي ترفضهم وبالتالي تقمعهم وتهمشهم استمرارا للتهميش الذي مارسه عليهم الإستعمار الإسباني، ونشأ لديهم الحسي القومي المرتبط بملاحم الثورة الريفية والجمهورية الريفية لكن دون وجود إستراتيجية ثورية ملائمة لشروط الحياة المادية خلال الإستعمار الجديد، فكان لهذا الإغتراب آثار سلبية على المناطق الريفية شجعت السكان للهجرة إلى أوربا هروبا من واقع الفقر المدقع والتهميش وبحثا عن تحسين أوضاعهم الإقتصادية، وتكونت بالريف طبقة عاملة مهمة تعيش بأوربا، إلا أنها لم يتكون لديها الوعي الطبقي نظرا لسيادة العلاقات ما قبل- طبقية التي تربط أفرادها بالتعصب للريف والثقافة الأمازيغية الريفية ورفض كل ما هو خارجي. وكان لهذا الرفض ومحاولة الخروج من الإغتراب أثر كبير في نشأة الحركة الطلابية الثورية ذات الأيديولوجية الماركسية اللينينية بالمنطقة من طرف الطلبة بفاس ووجدة، مما ساهم في خلق منافس للحركة الثقافية الأمازيغية الناشئة بالريف دون أن يصل ذلك إلى مستوى الصراعات الدموية بالجامعات الأخرى (الرشيدية، مكناس، أكادير)، وقد ساهمت الحركة الطلابية في ربط علاقات بالحركة التلاميذية وحركة المعطلين بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مما خلق حركة احتجاجية ذات بعد قومي متعصب للريف (تنسيقيات المعطلين، حركة 20 فبراير).

ويختلف الوعي القومي بالريف عن الوعي القومي لدى الحركة الثقافية الأمازيغية فرغم حضور البعد الأمازيغي إلا أن تأثير البعد الثوري للقائد محند بن عبد الكريم الخطابي يبقى هو البعد المشترك لدى الحركة الإحتجاجية بالريف، فالكل يعتبر نفسه امتدادا للثورة الريفية في حنين إلى الجمهورية الريفية مما نتج عنه البحث عن صيغ مشتركة تهدف إلى تحقيق "إستقلال الريف" عن الدولة الكومبرادورية، وهذا الوعي القومي وهو قريب من الوعي الطبقي كما أشار ماو تسي تونغ لذلك حول البورجوازية الوطنية ودورها في مواجهة الإستعمار كما هو الشأن في مرحلة الكفاح المسلح ضد الإستعمار القديم.

هذا الوعي القومي بالريف ساهم في انصهار العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية في مضمونه التحرري مما ساهم في إخفاء التناقضات الطبقية بين مكونات الحركة الإحتجاجية الريفية، التي تضم بداخلها جميع عناصرها المتناقضة بمختلف طبقاتهم وفئاتهم وأيديولوجياتهم المتناقضة أيضا مما يعطيها بعدا قوميا بامتياز، والحركة الإحتجاجية بالريف تعرف انفصالا بين قواعدها العريضة والمتسمة بالشباب وقياداتها غير المنسجمة وغير المنظمة أيضا، فالكل يتبنى نضالاتها الجماهيرية من منطلقه الخاص ومن موقعه الأيديولوجي والسياسي دون الوصول إلى وحدة التنظيم التي قد تعطيها بعدا أدق وأشمل وقوة لتحقيق هدفها في التحرر من سيطرة الدولة الكومبرادورية، وهذه القيادات منتمية إلى تنظيمات وشبه تنظيمات سياسية وحقوقية علنية وسرية تلعب فيها قوة النفوذ السياسي والإقتصادي دورا هاما، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل وتعيين التنظيمات بأسمائها تفاديا لما قد يخلقه ذلك من صراعات وفضح لأطراف لا ترغب في الكشف عن نفسها إلا أن الساحة الريفية تكشف ذلك.

إن تناول الحركة الإحتجاجية بالريف له أهميته القصوى في رسم معالم الطريق الثوري للثورة المغربية نظرا لأهمية ذلك في إبراز الأخطاء التي يمكن أن ترتكب خلال البناء الإستراتيجي للثورة، وهنا لابد للإشارة أنه رغم كون كل الحركات الإحتجاجية التي عرفها المغرب ترتكز على رفع شعارات لا تتعدى فضح الواقع الموضوعي(الفساد، الفقر) أي النتائج دون الوقوف على الأسباب (مسؤولية الكومبرادور في ذلك)، إلا أن البعد القومي للحركة الإحتجاجية بالريف (رفع راية الجمهورية الريفية فوق مقر قيادتها بأجدير) يشكل في تاريخ الحركة الإحتجاجية المغربية تحولا خطيرا يصعب تحديد مساره، فإما أن تنغلق الحركة عن نفسها ويسيطر عليها حلفاء النظام الكومبرادوري (حزب البام، مايا المخدرات) وإما أن يتطور بداخلها البعد القومي في اتجاه الإستقلال (الحكم الذاتي في أحسن الأحوال) أو أن تكون شرارة للثورة المغربية. واختيار طريق الثورة له مقوماته وشروطه الذاتية والموضوعية وأساسها الإستراتيجية الثورية للحزب الثوري كما تقر بذلك النظرية الماركسية اللينينية، ودراسة مكونات الحركة الإحتجاجية بالريف يستبعد هذا الخيار الأخير ذلك أن روح المغامرة التي يتسم بها بعض الثوريين هناك قد يقودهم إلى حرق أوراقهم دفعة واحدة، كما أن التحريفية الإنتهازية التي تتسم بها بعض التنظيمات السياسية "اليسارية" تجعلها ترفض هذا الإختيار الأخير وتعمل على عرقلة تحقيقه، أما إذا تحول البعد القومي في اتجاه تغليب منظور الحركة الثقافية الأمازيغية فقد يكون ذلك نكسة أمام الطريق الثوري للثورة المغربية.

الوعي القومي المرتكز على البعد الديني

ويبقى الوعي القومي المرتكز على الدين باعتباره أقوى من كل العناصر التي يمكن أن ترتكز عليه أية قومية حيث يضرب هذا العنصر في أعماق التاريخ ويتجاوز الحس المادي إلى البعد الميتافيزيقي للفكر، وهكذا تقوم الحركات الإسلاموية، التي لا تتوقف عن التناسل في المجتمع المغربي، باستغلال عامل الدين الذي يعتبر أحد مقومات الدولة الكومبرادورية، والذي وفرت له مختلف وسائل الإنتاج الثقافية الرسمية (التعليم، المساجد، وسائل الإعلام) وغير الرسمية (الأحزاب، الجمعيات) دون أن ننسى دور العائلة في إعادة إنتاج هذا العنصر الأيديولوجي الخطير، الذي يصبغ المنظومة الدستورية والقانونية للنظام الكومبرادوري بصبغة العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية وتأثيرها المباشر على علاقات الإنتاج التي تتحكم في عملية الإنتاج (مدونة الشغل ومدونة الأسرة التي تجسد دونية المرأة) التي ترتكز على العائلة البطريكية (العائلة كوحدة إنتاج أو إستهلاك) باعتبارها وسيلة إعادة إنتاج قوة العمل التي يستغلها الرأسمال. والدين يرتكز على العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية وهي أساس منظومته الثقافية وصلب ركائزه الفكرية فما بالنا عندما يتحول إلى أداة أيديولوجية في يد الدولة ؟ ولم يتوقف الحكام عبر التاريخ في استعماله ضد العقل وضد كل من يحاول تفسير الظواهر الطبيعية والإجتماعية بعقل علمي مادي منذ إعدام سقراط إلى يومنا هذا.

والفكر البورجوازي لا يتعارض تماما مع الدين في جوهره إنما نضال مفكري الأنوار الفرنسيين هم الذين عملوا على فرض إبعاده عن الشأن السياسي في ظل دولة علمانية وبتضحياتهم، وقد ضحوا من أجل ذلك طيلة قرن من الزمن إلى حين تحقيق الثورة البورجوازية وانتصار المفاهيم البورجوازية على مصالح الإقطاع وإقامة الدولة البورجوازية بالإعتماد على أساسها المادي/الرأسمالية، ولم تنتشر الديمقراطية البورجوازية بأوربا إلا بعد الحسم مع مسألة الدين وإبعادها عن السياسة بإخراجها من دواليب الدولة الديمقراطية البورجوازية. لكن المجتمعات التقليدية التي تعرضت للإستعمار الإمبريالي لم تنجح في إبعاد الدين عن السياسة نتيجة خطأ حركة التحرر الوطني التي قامت بتركيز العامل القومي في أيديولوجيتها/الوعي القومي الديني (العربي الإسلامي)، مما فتح الباب أمام بناء دولة كومبرادورية ترتكز إلى الأيديولوجيا اللاهوتية الدينية مما لا يتعارض مع مصالح الإمبريالية التي ترى في ذلك استمرارا لمشروعها الإستعماري بالمغرب، وعاملا من عوامل ضرب البورجوازية الوطنية ذات الإتجاهات الإشتراكية لإسقاط مشروع التحرر الوطني ذي البعد الإشتراكي، المدعوم من الإتحاد السوفييتي والصين بدعم حركة التحرر الوطني، وبالتالي إسقاط التجارب الإشتراكية.

وشكل الإسلام أحد أهم العناصر القومية الذي ترعاه الإمبريالية بالدول المغاربية والعربية نظرا لدوره في الحد من إقامة أنظمة وطنية ديمقراطية بهذه البلدان، التي يمكن أن تتعارض ومصالحها الإستعمارية (إستغلال البترول والغاز والثروات الطبيعية وتنمية سوقها التجارية العالمية) وبالتالي محاربة المد الإشتراكي بدول شرق أوربا وآسيا إلى حين إسقاطها في 1990. وعملت الإمبريالية على رعاية الحركات الإسلاموية وتوظيفها بالحرب الأفغانية الأولى ضد الإتحاد السوفييتي(الوهابية السعودية) التي ستتحول فيما بعد إلى ما يسمى "تنظيم القاعدة"، كما عملت على إجهاض الثورة الإيرانية بالدفع بسيطرة الحركة الإسلاموية الشيعية عليها (نقل الخميني من باريس إلى طهران بعد سقوط الشاه في 1979) للضغط على الوهابية السعودية وخلق تناقضات ثانوية بين الحركتين الأصوليتين، وإشعال الحرب العراقية الإيرانية وتأجيج الحرب الأهلية اللبنانية ذات البعد الطائفي من أجل ضرب المقاومة الفلسطينية التقدمية، وتناسلت الحركات الأصولين المرتكزة على القومية الدينية والترويج للوعي القومي الديني المرتكز على العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية مما شكل خطرا كبيرا على بروز الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية. وكانت النتيجة أن تم إجهاض جميع الثورات/الإنتفاضات الشعبية المغاربية والعربية ذات الأبعاد الطبقية في عمقها والتي سرعان ما تم إخفاء التناقضات الطبقية فيها بالترويج للأيديولوجيا القومية الدينية، مما جعل من الدول التي أسفرت عنها هذه الإنتفاضات أدوات طبقية ضد مصالح الطبقة العاملة والطبقات الشعبية التي انتفضت رغم أنها أسقطت ديكتاتوريي الدول البوليسية القديمة، إلا أن هذه الدول الجديدة سرعان ما ستتلاشى كل ما تطور الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية عندما تكتشف التناقضات الطبقية التي تحكم الصراع الطبقي بمجتمعات هذه البلدان، بعدما تعجز هذه الدول التبعية للإمبريالية عن تحقيق المطالب المادية للطبقات الشعبية التي ستنتفض من أجل نزعها، والتي لا يمكن إشباعها بشرعنة العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية بواسطة أيديولوجيا قومية دينية في مجتمعات طبقية.

وهكذا انتعشت الحركات الإسلاموية بالمغرب بعد إحساسها أن المرحلة التاريخية الراهنة تفتح أمامها المجال للوصول إلى الحكم خدمة للدولة الكومبرادورية التي لا تختلف مع أيديولوجيتها الطبقية، وشاركت في اللعبة بشكل يدعو للسخرية خاصة بعد المصادقة المهزلة على دستور العبيد والفوز في الإنتخابات المهزلة وتسلم رئاسة الحكومة المهزلة، هذا فيما يخص الحركة الإسلاموية الرسمية/المعترف بها التي نمت في أحضان النظام الكومبرادوري استعدادا لتقديمها بديلا عن القوى الإصلاحية التي تسمي نفسها "إشتراكية وديمقراطية"، وبالمقابل برزت الحركات الإسلاموية (خاصة جماعة العدل والإحسان) في احتجاجات "حركة 20 فبراير" لتلعب دور الضاغط من الخارج بشكل هزلي على النظام الكومبرادوري بإيعاز من الإمبريالية والرجعية العربية (الوهابية السعودية)، التي تعتبرها بديلا عن الحركة الإسلاموية الرسمية (العدالة والتنمية) في حالة تنامت الحركات الإحتجاجية إلى حد يهدد استقرار الوضع السياسي الراهن. وعند التأكد من فشل الحركة الإحتجاجية التي تقودها "حركة 20 فبراير" واستنفاد مهمتها الهزلية بها انسحبت الحركة الظلامية منها بعدما حصدت جماهير غفيرة بتعاون مع النظام الكومبرادوري و"البورجوازية الوطنية" الداعمة للحركة الظلامية، مما أضعف قوة الحركة الإحتجاجية وفسح المجال أمام النظام الكومبرادوري لتمرير مخططه حول "الإنتقال الديمقراطي" الموهوم برئاسة "حزب العدالة والتنمية" لحكومته، مما أفقد "حركة 20 فبراير" شرعيتها بعد بقاء الأحزاب البورجوازية الصغيرة "اليسارية" معزولة في الساحة السياسية نتيجة مؤامرتها ضد الطبقة العاملة بعد عزلها عن عموم الجماهير الشعبية عبر عزل النقابات التي تسيطر عليها وعدم قدرتها على استقطاب عموم الجماهير الشعبية إلى النضال في صفوف "حركة 20 فبراير"، وانسحبت الحركة من الشارع في جل المدن المغربية وتقلصت مطالبها إلى حد المطالب الخبزية في بعض المدن المتبقية كالدار البيضاء والرباط وطنجة (الإحتجاجات ضد الغلاء) مما دفع بالنظام الكومبرادوري إلى قمعها واعتقال نشطائها وبالتالي قمع واعتقال المناضلين الثوريين في الحركة الطلابية وحركة المعطلين.

أسس الوعي السياسي الطبقي

إن فشل الحركة الإحتجاجية بالمغرب يبين بالملموس عدم قدرة الأحزاب البورجوازية الصغيرة على قيادة نضالات الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية، نظرا لطبيعتها الإنتهازية وأيديولوجيتها التحريفية التي لا تتناقض وأيديولوجيا النظام الكومبرادوري بقدر ما تسعى إلى خدمة المشروع الديمقراطي البورجوازي في حدود الدفاع عن مصالحها الطبقية التي تتعارض مع مصالح الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية، مما جعلها في موقع المعرقل لتطور الصراع الطبقي بالمغرب وذلك بإخفاء التناقضات الطبقية في الصراعات الإجتماعية ذلك ما يتجلى في شعاراتها (الدعوة إلى ملكية برلمانية ونظام ديمقراطي)، وحصر هذه الشعارات في إبراز النتائج (الفساد، الفقر) دون الجرأة على كشف الأسباب الحقيقية لمعاناة الطبقات الشعبية (سيطرة الكومبرادور على الإقتصاد).

فالبورجوازية الصغيرة لا تختلف أيديولوجيتها عن أيديولوجيا الأحزاب البورجوازية إلا في الشكل أما المضمون فهو واحد ويرتكز على "وحدة الشعب المغربي" ووعيها لا يختلف عن الوعي القومي الذي يعترف بالعلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية (العربية والإسلام) مما يساهم بشكل خطير في إخفاء الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الطبقات الشعبية. وذلك ناتج عن طبيعتها الإنتهازية التي قادتها إلى الهيمنة على القيادات النقابية العمالية مما يعرقل فرز قيادات البروليتاريا من صلب الطبقة العاملة عبر تأجيج الصراعات الطبقية التي تخوضها الطبقة العاملة، وتتجلى انتهازيتها في توظيف نضالات الطبقة العاملة لأغراض سياسوية خاصة خلال مناسبات الإنتخابات البرلمانية والجماعية واللجان الثنائية وتسخير الطبقة العاملة في صراعاتها الثانوية للوصول إلى قيادات النقابات. وسرعان ما تنصرف إلى قضاء مصالحها عندما تصل إلى موائد المفاوضات مع الحكومة والباطرونا لتتخلى عن المطالب الطبقية للطبقة العاملة وعموم الجماهير السعبية، مما يعرقل تحول الطبقة العاملة من "الطبقة في ذاتها" إلى "الطبقة لذاتها" والوصول إلى مرحلة الوعي السياسي الطبقي الذي يمكنها من الإستقلالية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية عن باقي الطبقات وخاصة الطبقة البورجوازية الكومبرادورية والبورجوازية الصغيرة.

وتشكل العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية التي توظفها الأحزاب البورجوازية والبورجوازية الصغيرة في الصراعات الإجتماعية بعد السيطرة على قيادات الحركة العمالية المغربية وتوظيف نضالات الطبقة العاملة في الصراعات السياسوية، أهم المعيقات أمام الإستقلالية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية للطبقة العاملة الضرورية لتطور الوعي الطبقي لديها ولدى عموم الجماهير الشعبية، من أجل فرز طليعتها الثورية التي تستطيع قيادة الصراع الطبقي لتحويلها من "طبقة في ذاتها" إلى "طبقة لذاته" واعية بمصالحها وقادرة على الدفاع عنها، ضد باقي الطبقات الأخرى خاصة البورجوازية الكومبرادورية والبورجوازية الصغيرة، من أجل السيطرة الطبقية في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا وفرض أيديولوجيتها بقيادة الحزب البروليتاري الثوري.

وهكذا تبقى المهمة المركزية للحركة الماركسية اللينينية المغربية هي بناء المنظمة الثورية للثوريين المحترفين كأداة ضرورية للمساهم في إبراز الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة المغربية، عبر العلاقة بين العوامل الداخلية في النضالات الجماهيرية المشتركة في شموليتها والتي تقودها الطبقة العاملة، وبين العوامل الخارجية في قيادة النضالات الجماهيرية من طرف طليعتها الثورية في الحزب الماركسي اللينيني.

وتعتبر مهمة الثوريين المحترفين في مرحلة البناء الإستراتيجي للثورة المغربية أساسية في بناء المنظمة الثورية لعموم الماركسيين اللينينيين المنتمين للخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، ذلك ما يتطلب تحريك الصراع الأيديولوجي والسياسي بين مكونات الحركة الماركسية اللينينية المغربية من أجل الوضوح الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي، في العلاقة بين النظرية الثورية اللينينية والممارسة العملية من داخل الصراعات الإجتماعية الطبقية التي تقودها الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية من أجل تجاوز البعد الإحتجاجي الضيق، الذي يكتفي بإبراز نتائج الوضع السياسي دون الوصول إلى مستوى الوقوف على الأسباب الحقيقية لمعاناة الطبقات الشعبية وتحديد المتسببين فيها ومقاومتهم ومحاسبتهم دون استثناء.

إن فرز الثوريين المحترفين من صلب الطبقة العاملة وعموم الطبقات الشعبية ضروري في بناء المنظمة الثورية الماركسية اللينينية، وذلك عبر تركيز العمل في أوساط الطبقات الإستراتيجية والمناطق الجيو- استراتيجية والسوسيو- ثقافية ذات الأهمية القصوى في بلورة الإستراتيجية الثورية. وهكذا يجب على المناضلين الثوريين الماركسيين اللينينيين التسلح بالنظرية الثورية اللينينية وبلورتها في ممارساتهم اليومية من أبسط الممارسات إلى أعقدها، وذلك بالعمل على بلورة الممارسة البروليتارية في العمل النضالي الثوري في أوسط الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

ويتجلى دور المنظمة الثورية في كونها أداة للصراع الطبقي وميدانا للصراع الأيديولوجي والسياسي انطلاقا من الجدلية بين النظرية الثورية والممارسة الثورية وقف الدياليكتيك الماركسي اللينيني.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- رجلان بالمدينة وآخرون ... -كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- ورقة تقديمية للمؤتمر الأول لفلاحي أولوز دورة شهيد حركة الفل ...
- المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 3
- المسألة الراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 2
- البيان الختامي لليوم الدراسي حول العمل النقابي الفلاحي بتارو ...
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 1
- القانون الأساسي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين ال ...
- بين النظرية والممارسة في العمل الجماهيري : أرضية بناء الملف ...
- قافلة -حركة العيالات جايات- و المضمون الطبقي للحركة
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراك ...
- الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية بين ال ...
- الدولة و الثورة و بناء الحزب البروليتاري الثوري
- في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال
- الدولة و الدين و حرية المرأة
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الوعي السياسي الطبقي والوعي القومي في الحركة الإجتماعية المغربية