|
البروليتاريا..الحاضرة في الاذهان والغائبة عن الاعيان!!!
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 19:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كتب الاستاذ طلال الربيعي مقالا(تعليقا) على مقال الاستاذ جاسم الزيرجاوي"المفهوم اللينيني للجماهير" في العدد4164 في25/7 بعنوان"حاجتنا الى بروليتاريا اكثر راديكالية".ومقالي هو ايضا مجرد تعليق مرتجل وبسيط وسريع ولكنه اطول قليلامن التعليق! على مقال الاستاذ الربيعي،فقد قرأته قبل قليل،وكتبت من وحي المقال هذا الرد،والذي هو ليس اكثر من تأمل ورأي فردي ووصف لواقعنا العراقي المر.وهو غير ملزم للآخر ولايدعي وصاية او تفنيد او نقد او مغايرة لماطرحه الاستاذ الفاضل الربيعي.فقبل كل شيء انا اتفق معه في كل ماذكره من كلمات هي(صرخات) الم واحباط وحرقة ودعوات تضيع في برية وادي القهرين،وهذا مالمسته من اقواله.انا معه واؤيده في تشخيصه للعامل الذاتي،وهو البنية السياسية والفكرية والتنظيمية والبرنامجية للحزب.....العراقي( الرسمي).والذي تحول الى طريق اخر غير "طريق الشعب"وسلك دربا يقود لآفوله واضمحلاله،تخلى عن مبادئه والتزامه بالماركسية الثورية،وسقط في مستنقع الجمود والتحجر والخيانة لقيم وكفاحية فهد وسلام عادل وكتيبة من الكوادر الصلبة والتي استشهدت ولم تتخلى او تنهار تحت اقسى الوان التعذيب عن قضية الطبقة العاملة النبيلة،ولم يبقى على سطح الحزب سوى الزبد الذي ذهب وسوف يذهب جفاءا،،والتي تركت طبقتها الثورية تذوب بين تحويلها الى موظفين وبين الخراب الصناعي،ولم يعد حزبا ثوريا يطمح لتغيير المجتمع.فبات ذيلا ذليلا لطغمة المتاجرين بالدين والطائفة والعرق،وامسى صالونا او منتدى للثرثرة والاقاويل الثقافية والسياسية البرجوازية المتعفنة،وتمسكت قيادته بمراكزها الهرمية،وكأنها طابو مسجل حتى الموت والوراثة!!!كل هذا انا مع الدكتور الربيعي فيه..نلتفت لجانب الظروف الموضوعية والتي هي اسوء بكثير!فماذا يقصد الاستاذ الربيعي بمفردة"الجماهير"؟!هذه الكلمة الهلامية والغائمة،والتي لاتعبرعن تحديد اجتماعي اوتصنيف طبقي واضح!.وايضا الخلط والترادف والمعنى الواحد:"للبروليتاريا"و"الجماهير".فشتان بينهما!فالبروليتاريا بتحديد بسيط معنى واصطلاحا:هي الطبقة التي لاتملك اي وسائل للانتاج ،وتبيع قوة عملها اليدوي او الفكري او الثقافي للرأسمال،وهي الطبقة الثورية الوحيدة التي وهي تحرر نفسها من ربقة العمل المأجور والرأسمالية ستحرر المجتمع والانسان بالكامل،وستبني المجتمع اللاطبقي الحر،حلم الانسانية الكبير.البروليتاري يختلف طبقيا عن الفلاح المالك لارضه،ويختلف عن الحرفي مالك وسائل انتاجه ،ويختلف عن صاحب الورشة او المشغل والذي يبيع ماينتجه.كل هؤلاء لايبيعون قوة عملهم،فهم ليسوا ببروليتاريين.نأتي الى مفهوم الجماهير غير المحدد،الجماهير معنى واصطلاحا:الجمع..الكتلة..الحشد الغفير..التجمع..حزمة الصوف..وغيرها من دلالات..انها الكتلة الضخمة السديمية والزئبقية،والخليط الغير متجانس من شرائح طبقية عديدة ومتنوعة،متضاربة الاهداف،متعاكسة الاهتمامات والمصالح،متفاوتة ثقافيا وسايكولوجيا،ولسنا بحاجة لاستحضار وتوصيف سايكولوجيا الجماهير،كما حللها غوستاف لوبون او فيلهلم رايخ.انها مجموعات تحركها العواطف والنعرات والهستيريا الدينية او السياسية او القبلية او الاثنية،انها حالة عصاب جماعي!!ليست ثورية وليست منضبطة او منتظمة،وهي محافظة بطبيعتها حتى ولو تمردت،وممكن استغلالها لاهداف ضد مصلحتها يمينا ويسارا مع الديكاتورية او ضد الديمقراطية دون فهم او وعي،ومن الصعب الاعتماد او التعويل عليها لحسم الامور بأتجاه التغير فسرعان ما تتذبذب مواقفها ويتبدل مزاجها وتنكسر موجتها،ويتلاشى مدها.البروليتاريا تعني:الطاقة والمصانع والمعامل،والصناعة والتصنيع وقوى وادوات الانتاج،ونحن في وادي القهرين ليس لدينا حتى ابسط المشاغل او الورش البدائية!لاتوجد لدينا طبقة بروليتارية بالمعنى العلمي المادي الاجتماعي والاقتصادي،لاننا اصلا لايوجد لدينا برجوازية صناعية بل لدينا برجوازية كمبرادورية طفيلية مشوهة تتعكز على النشاط التجاري-استيراد،سمسرة،عمولات،خدمات،وساطة-وتابعة للراسمال المالي المعولم.بنية الواقع المتخلف والتابع تعيد انتاج نفسها وهذه البنية تنتج بدورها وعيا وثقافة بائسة ومتخلفة وتابعة،وبالتالي مؤسسات واحزاب وحركات من ورق متعفن،تدعي الماركسية بعضها،ولكنها احزاب البرجوازية الصغيرة المتمرغة بوحل التبعية والجشع،ولدينا بيرقراطية متغولة تتوسع وتتضخم كالسرطان،اما الغالبية فهي مجرد حثالات البروليتاريا،وحثالات البرجوازية الصغيرة،وحثالات الفلاحين،وحثالات المثقفين،وحثالات الحرفيين والمشردين والمتسولين والجاعين والرعاع!!فهل هؤلاء هم الجماهير الاكثر راديكالية،والتي يحلم الاستاذ الربيعي؟!الجماهير التي لاتهزها البطالة والجوع وانعدام الخدمات والسكن،وعندما تحين مواسم الزيارت تجدها تندفع كالسيل الجارف نحو سراب البؤس والخرافة؟؟!!مجتمعنا لازالت فيه الانماط الاقتصادية السابقة على الرأسمالية،والغول الرأسمالي المتعولم يحطم هذه الاشكال الاقتصادية البالية،ولايخلق بدلها سوى الفوضى والخراب،لتعود من جديد اكثر تفككا وضعفا،مايوجد عندنا هو انسلاخات اجتماعية واسعة،وتشرذم وتفتت وتشظي طبقي واجتماعي من دم ودمع وآلام،يزيد من الكتلة الاجتماعية الضخمة والمندفعة للقاع بمتوالية هندسية من الفقر الى ماتحت الفقر،ومن ماتحت الفقر الى جوف القمامة والمزابل،واستخدام النفايات للتبادل السلعي في سوق الخراب!!!!..نعم انا معك سيدي بالدلالة او الشحنة الثورية للجماهير،ولكن طاقة الجماهير لا تسلب لمجرد تخلي الاحزاب الشيوعية التقليدية عن موضوعة الصراع الطبقي،وتبني موضوعة الوفاق الطبقي،فألامر لايتعلق بالرغبات والامزجة والارادة،بل بالواقع الاجتماعي الاقتصادي والسياسي وايضا الثقافي والسايكولوجي..الجماهير الحالية الواقعية هي مجرد قطعان لاقطيع واحد لتعدد الرعاة!! -بالمعنى الوصفي الحيادي لا الموقف الاخلاقي السلبي-.ومجتماتنا هي مجتمعات استهلاكية،واكثر مواتا من الزومبي!!وان كانت تأكل وتشرب وتتناسل وتنام!!!انت تتحدث عن تصورات الاذهان،وماضي قريب بعيد ولى!!وما يقوله جيجيك عن تسلط الاقزام،اقزام الثقافة والفكر والسياسة على القطيع هو الصحيح.فمثلما يكون القطيع يكون الرعاة!!...نعم ان الجماهير هي التي تصنع التاريخ كما قال لينين،ولكن اي جماهير؟؟!!هذا هو السؤال!!!..ودعوة جيجيك لتجذير البروليتاري نحن معها،ولكن الانسان المجرد ليس هو البروليتاري الفعلي،فلا يمكن ان يكون الانسان بلا تحديد او ملامح اكثر راديكالية من انسان ماركس البروليتاري الثوري الاكثر راديكالية بما لايقاس......................................................... ............................................................................................................................................................................................... وعلى الاخاء نلتقي.....
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(1)
-
بورتريه ميكروسكوبي لوطن مابين القهرين!!!
-
عذراء الكومون الحمراء/لويز ميشال..ضمير الذاكرة
-
ثورة 14 تموز1958 الخالدة/تحت مشرط الهذيان والتزييف المثلوم!!
...
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(الاخير)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(7)
-
فهود3تموز/المجد لانتفاضه عصية على النسيان!!
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(5)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(4)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(3)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(2)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(1)
-
ورأيت الناس يخرجون من التاريخ افواجا!!!
-
شرعنة وقداسة القتل!/رجم ثريا..طقوس بربرية!!!
-
الموت الخجول!
-
يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري
...
-
يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري
...
-
يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحله الهروله من الامبري
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|