|
إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجوازية - لنلحق الهزيمة بالإسلام السياسي و بدولة الإستعمار الجديد برمتها .
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 18:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجوازية . لنلحق الهزيمة بالإسلام السياسي و بدولة الإستعمار الجديد برمتها .
" ... ينبغى أن لا يغرب عن البال بوجه خاص: ... ضرورة النضال ضد رجال الدين و غيرهم من عناصر الرجعية و القرون الوسطى ذوى النفوذ فى البلدان المتأخّرة ؛ ... ضرورة النضال ضد الجامعة الإسلامية و ما شاكلها من التيارات التى تحاول ربط الحركة التحرّرية المناهضة للإمبريالية الأوروبية و الأمريكية بتوطيد مراكز الخانات و الإقطاعيين والشيوخ إلخ ". ( لينين " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات" يونيو – يوليو ( حزيران – تموز) 1920.) ------------- لأنّنا لا نريد أن نكرّر ما قلناه فى مقال عن إغتيال شكري بلعيد ، نسوق بإقتضاب شديد بعض النقاط كأساس للموقف الشيوعي الماوي الثوري إزاء الإغتيال السياسي الجديد . 1- بلا أدنى شكّ أن هذا الحدث الجلل يستدعي أن تقف القوى الثورية و القوى التقدّمية وقفة نضالية صارمة فى مقدّمة القوى المناهضة للترويكا عموما و النهضة خصوصا للتنديد بهذا الإغتيال و إكرام الشهيد و الإطاحة بالحكومة الرجعية و حلّ المجلس التأسيسي المسرحية و التشديد على شعار فصل الدين عن الدولة .
2- إلاّ أنّ هذا لا يعدو أن يكون إصلاحا من الإصلاحات التى لا يدير لها الثوريون ظهورهم لكنّهم يشخّصون موضوعيا وبصراحة طبيعتها كإصلاحات و ليست ثورة ، كإصلاحات فى إطار ذات النظام القائم و ذات دولة الإستعمار الجديد و حكم طبقات البرجوازية الكمبرادورية / البيروقراطية - الإقطاعية المتحالفة مع الإمبريالية العالمية ، و ليست إطاحة بالدولة الرجعية برمتها وبنظامها الإقتصادي – الإجتماعي . هذا الإصلاح المطلوب الآن ليس تغييرا ثوريّا لذلك على الثوريين فضلا عن المساهمة فى تحقيق هذه الإصلاحات أن يسلّحوا الجماهير الشعبية الواسعة والمناضلين و المناضلات بالوعي الطبقي البروليتاري الثوري و أن ينشروا فى كلّ مناسبة وقدر المستطاع مبادئ المشروع الشيوعي فيغيروا الأفكار و يسلّحوا العقول و ينظّموا القوى بأفق إيجاد حزب شيوعي ثوري حقّا يقود الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة الحقيقة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ( الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و كلاهما بقيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي والإيديولوجيا الشيوعية ). ففى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية لن يحصل تغيير جذري ، لن تنجح ثورة تعالج بعمق و شمولية قضايا الجماهير الشعبية الجوهرية و تخدم مصالحها ما لم تكن تقودها البروليتاريا و حزبها الشيوعي الماوي الثوري .
3- يجب أن يستوعب المناضلون و أن تستوعب المناضلات و الجماهير الشعبية هذه الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ منذ 1949 فى " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " :
" يبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أن الثورة تفشل إذا كانت بدون قيادة الطبقة العاملة و أنها تنتصر إذا قادتها هذه الطبقة . و فى عصر الإمبريالية ، لا يمكن لأية طبقة أخرى ، فى أي بلد كان ، أن تقود أية ثورة حقيقية إلى النصر . و الدليل على ذلك أن الثورات العديدة التى قادتها البرجوازية الصغيرة و البرجوازية الوطنية فى الصين فشلت جميعا ." (ص 532-533 من المجلّد الرابع من مؤلفات ماوتسى تونغ المختارة – باللغة العربية ).
4- تعزى عدم حماية قادة مثل شكري بلعيد و محمد براهمي و التهاون فى تأمين سلامتهم رغم التهديدات الجدّية و الإعتداءات و العلم بما كانت تعدّ له و تخطّط و تنفّذ المجموعات الناشطة كذراع ضارب للإسلام السياسي ، تعزى إلى تفشّي أوهام الديمقراطية البرجوازية فى صفوف " اليسار " و "القوميين " و الإعتقاد فى "ديمقراطية " الإسلام السياسي و فى شرعية الحكومة القائمة التى ظلّ هؤلاء يدافعون عنها حتى بعد 23 أكتوبر 2012 وإلى أيام قليلة خلت . و قد تهاون " اليسار" الإصلاحي فى القيام بالواجب و فوّت عدّة فرص من 23 أكتوبر 2012 إلى 25 جويلية 2013 حيث ظلّ معترفا ب " شرعية " الحكومة و لم يبرمج تحرّكات جماهيرية و لم يرفع شعار إسقاطها و إكتفى بالتهديد به كما ظلّ يتمسّح على عتبات مقترحات تصبّ فى " الوحدة الوطنية " و فسح المجال للترويكا بإستعادة أنفاسها . 5- الإغتيال أساس صميمي من أسس فكر الإسلام السياسي منذ قرون . و قد عرّي هادي العلوي فى كتابه " الإغتيال السياسي فى الإسلام " هذه الحقيقة العميقة التى ما فتأ الواقع يأكّدها منذ مئات السنين إلى اليوم . و من يتحالف مع الإسلام السياسي – كما فعل الناصريون وحزب العمّال ...- الذى لا يمكن إلاّ أن يكون رجعيّا فى عصر الإمبريالية والثورة الإشتراكية مثلما بيّنته الكثير من التجارب من تركيا إلى أفغانستان مرورا بعدّة بلدان عربية و حتى فى فلسطين و لبنان ، لا يفعل سوى تعزيز الرجعية و مدّها بمزيد القوّة و نشر الأوهام التى قد يتفطّن إلى الضرر الناجم عنها ناشروها بعد فوات الأوان و قد لا يتفطنون إلى ذلك ، و قد لا يستفيقوا إلاّ و قد إلتهمهم الذئب ، و قد قمعهم الإسلام السياسي أو إبتلعهم سياسيا و إيديولوجيا أو إغتالهم و سحقهم جسديّا و ماديّا مثلما حصل اليوم للشهيد محمد البراهمي .
6- و بهذه المناسبة نتوجه إلى الحزب الوطني الإشتراكي الثوري لننصحه بالتخلّى لا عن الأوهام الديمقراطية البرجوازية و حسب بل عن المزايدات " اليسراوية " أيضا التى يريد منها الظهور فى خطابه السياسي بمظهر الثوري وهو فى عمقه مثلما سبق وأن حلّلنا فى مكان آخر إصلاحي . ودون التوغّل فى تحليل بيان هذا الحزب بتاريخ 25 جويلية 2013 ، نكتفى بإثارة سؤال نرجو من أعضاء هذا الحزب و قياداته أن يجيبوا عنه : وفق الماركسية – اللينينية ( ولا نقول لهم وفق الماركسية – اللينينة – الماوية فنقض مضجعهم ) ، من هي حقّا ، قولا و فعلا القوى " الوطنية الثورية " التى ستشكّل " حكومة وطنية ثورية " راهنا ؟ و فى حتام هذا المقال نردّد مقولتين تلخّصان حقيقتين عظيمتي الفائدة هما :
- " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " – لينين -" يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية - اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي - اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائه ا". ( ماو تسى تونغ ،" يا قوى العالم الثورية ، إتحدى و قاومي العدوان الإمبريالي "، نوفمبر- تشرين الثاني -1948 ،المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع).
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي ا
...
-
أجوبة على أسئلة متصلة بصراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيو
...
-
بصدد بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمد علي الماو
...
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البرول
...
-
مرحلة جديدة فى صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية وصعو
...
-
-الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: ح
...
-
محمد علي الماوي : الماكيافيلية أم المبادئ الشيوعية ؟
-
لكلّ ذى حقّ حقّه : تحية شيوعية ماوية للحزب الشيوعي الثوري ،
...
-
نداء إلى الماركسيين - اللينينيين - الماويين : الماويّة فى مف
...
-
هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم
...
-
النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا
...
-
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح
...
-
الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال
...
-
فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط
...
-
هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
-
طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
-
إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل
...
-
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا
...
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|