أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الشباب والممارسة الديمقراطية بالعالم القروي














المزيد.....

الشباب والممارسة الديمقراطية بالعالم القروي


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1192 - 2005 / 5 / 9 - 11:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حينما نسائل الشباب المغربي عن اهتمامه بالممارسة الديمقراطية، لابد من التمييز بين شباب العالم الحضري والقروي، مع إعطاء مفهوم للمرحلة العمرية لكل منهما.
فالحديث عن الشباب كمرحلة عمرية من حياة الإنسان يقتضي الوقوف عند أهم المحددات والمؤشرات في هذه المرحلة وكذا العوامل المبرزة أو المغيبة لها. ولا داعي لإعطاء تعريف محدد للشباب سيما وأن المنابر جعلت منه مادة استهلاكية تلوكها الألسن، دون الكشف عن المسكوت عنه حيث يتعلق الأمر بفئات اغتصبت منها هذه المرحلة، ولظروف ما مروا مباشرة من الطفولة إلى الرجولة المبكرة، إنهم شباب العالم القروي.
تعيش هذه الفئة حالة من الغليان الانتقائي ـ لا أقول السياسي ولا الانتخابي ـ لشخص من القبيلة دون آخر لاعتبارات إثنية بعيدة عن السياسي، ولازلنا نتحدث عن خوض تجربة ديمقراطية جديدة كلما أوشكت الانتخابات في زمن إمضاء مراكب العولمة، ولم نتأكد بعد من صحة المجاديف، لكننا متأكدون من وجود ثقب بمسامير الأمية تهددنا بالغرق بين الفينة والأخرى، تحول دون الوصول إلى شاطىء النجاة، فتبدد أحلامنا وتتفتت على صخرة الجهل، لذا عملت جل الدول الراقية على محاربته بشتى الوسائل إيمانا منها أن التعلم شرط أساسي في بناء الحضارات. في ظل هذه الظروف تطرح إشكالية الممارسة الديمقراطية بين المرشح الأمي والمثقف، الشاب والكهل، كما تطرح إشكالية تواجد الأحزاب السياسية بعالم الأرياف، فالأمي لا ينظر إلى المثقف (القارىء) بالبادية نظرة إيجابية، بل نظرة تشوبها مسحة من الحقد الدفين باعتباره كان محظوظا في دراسته واستطاع أن يتسلق المراتب الذي لم يتسن له لظروف اجتماعية واقتصادية، قد يتحمل الجميع مسؤوليتها. لكن أين يتجلى هذا الحقد وما الدوافع التي تجعله يفضل هذا عن ذاك؟؟

1ـ الشباب والنزعة القبلية:
لازالت تطغى على أسرنا في البادية النزعة القبلية وما تحويه من تقاليد وعادات وأفكار تسود جل المنضويين تحت لواء القبيلة ومن خلال استطلاع قمت به في الوسط القروي تعمدت طرح الأسئلة الآتية:
س: هل تفضل مرشحا أميا أم مثقفا (قارئا)؟؟
ج: لا نريد لا هذا ولا ذاك
س: ما هي المواصفات التي يجب توفرها في مرشحك المفضل؟
ج:تعددت الأجوبة حسب معاناة كل شاب: نرحب بكل من يهتم بالشباب ومشاكلهم ـ نرحب بكل من يجد لنا حلول المعضلة البطالة ـ نرحب بكل من يجد لنا حل لمعضلة أراضي الجموع.
ومن خلال هذا الحوار تبين لي أن شرط المستوى الثقافي غير وأرد ضمن مواصفات المرشح القروي إذ تنتهي حدود الاختيارات بعصبية قبلية مع الرجوع إلى قطب الرحى في القبيلة في غياب تأطير سياسي محكم.

2ـ غياب الأحزاب السياسية:
تكاد الساحة القروية أن تكون خالية من أي تأطير سياسي لعدم اهتمام أفراد القبيلة بالحزب وتعلقهم الشديد بالزعيم الذي يتقدم للانتخابات في معظم مراحلها بجلد الحرباء، لدرجة أن الأتباع يحارون في اختيار اللون لمرشحهم الذي عودهم على لون معين ليفاجئهم بآخر. فالمرشحون يتعبون في تلقين أتباعهم مفهوم اللون، ولعل طريقة الاقتراع باعتماد اللون دليل على تفشي ظاهرة الأمية، ومع ذلك يخطأ الناخب في اختياره وأحيانا لأن للون ثقافته وخصوصياته في عالم الإبداع.

3ـ الانتماء بوازع سلطوي:
تختلف مظاهر السلطة في مجتمعنا المدني باختلاف القبائل وما يحكمها من علاقات إثنية مشبعة بتقاليد وعادات متنوعة، وكل السلط لها تأثير على الفرد فيما يخص الانتماء انطلاقا من السلطة الأبيسية التي تضع السخط والرضى نيرا على عاتق الأبناء لإتباع فلان أو فلان مرورا بسلطة الأعراف والمعتقدات كإعطاء اليمين (العهد) في ضريح معين باعتبارهم من الخدام، ولا تخلو العلاقات الاجتماعية بين الأسر من سلط كالقرابة والمصاهرة لذلك يتخوف كل ناشز من إحداث شرخ قد يصعب إلتئامه كتفكيك الأسرة بسبب التطليق وتشريد الأبناء ومع ذلك تبقى هذه السلط أخف ضررا من سلطة المقدم والشيخ ونواب الجماعات السلالية الذين توجد بين أيديهم مصالح الفلاحين وتتجلى سلطتهم في التهديد بانتزاع أراضي الجموع وتعقيد المساطر الإدارية في وجوههم سيما في أوساط الشباب. مهما تعددت الأسباب تبقى الأمية والمال عنصران ينخران صفاق عجلة الديمقراطية، فجحافل الشباب العاطل تجد ـ أحيانا ـ فرصة للحصول على دريهمات أثناء قيامها بحملات انتخابية مع هذا وذاك ليبقى مفهوم السياسة لدى الشباب القروي مجرد "بوليتيك" بمعنى الكذب تخدم فئة دون أخرى تخشى تأطير الشباب خوفا من الخلف وحفاظا على كرسي الزعامة القبلية.
وما على الشباب إلا أخذ المبادرة للممارسة السياسة المواطنة التي تحمل في طياتها مفهوم المقاومة، مقاومة التخلف والفقر والجهل وكل ما من شأنه أن يضر هذا الوطن، فكلمة "إقرأ" من أقدس الأفعال في اللغة العربية نزلت على هيئة الأمر، وما كان للرسول (ص) أن يسير شؤون الأمة الإسلامية إلا بعد ما تعلم القراءة والكتابة وهو في سنة 40 وعلمهما للناس.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة مطرودي و مطرودات شركة لامونيكاسك المغرب محنة القرن
- مفهوم الاعتقال السياسي بالمغرب
- مقالع الرمال : نهب و أضرار بامتياز
- هل تدني الأجور ميزة مغربية أم مصيبة؟
- ماذا حدث يوم 23 مارس 1965؟
- إشكالية النفايات الطبية أو الاستشفائية
- حديث حول جحيم تازمامارت
- شهادات بدون قيود من أجل الحقيقة
- تازمامارت آكل البشر
- ذلك الشباب
- أداب مهنة الطب و حقوق الإنسان
- الخط الأحمر الفعلي
- مغرب ـ جزيرة ومغرب ـ محيط
- ملف الشهيد عمر بنجلون لازال مفتوحا
- مشروع قانون الأحزاب السياسية خطوة إيجابية وجب إغناؤها
- ملف الاختفاء القسري من الصمت إلى طرح الإشكالية
- هذا هو حال المثقفين المغاربة
- ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة
- ثقافة المواطنة وتجلياتها
- الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الشباب والممارسة الديمقراطية بالعالم القروي