ايفان الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 23:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اليوم الثالث:
يوم جديد تجول فيه المجاهد في الجنة تعبا مرهقا بعد (ليلة صاخبة زيّ الفل) قضاها مع الغلمان بقصره، كان يبحث عن نهر من انهار الجنة يغتسل به ليستعيد نشاطه. لفت انتباهه احتشاد مجموعة من المجاهدين وعلماء الدين ورجال السياسة التابعين للحكومات الاسلامية كالاخوان وغيرهم يهتفون بحماس لأمر ما مما اثار فضوله.
اقترب قليلا فوجد منظرا هائلا يطل على الحجيم حيث يتعذب هناك الكفرة الزناديق. اشتعلت النيران في دمه وتذكر تاريخه البطولي الجهادي حين كان يدافع بحنكة عن دين الله وعقديته وبخضّم حماسه التقط حجرا من الأرض اشعارا من عقله الباطن ليرميه عليهم، طبعا كونه متعود على رجم الشيطان اثناء مراسم الحج ورجم النساء حتى الموت وضرب اعدائه (ببلوكات حجرية) على رؤسهم اثناء معاركهم لنصرة دين الله.
لكنه تردد قليلا كون الحجر جميل أخّـاذ ياقوته من كنوز الجنة فخبأه بجيبه وفضل المشاهدة فقط. اول ساعات قضاها يراقب بسادية مهعودة المشهد حيث الناس في النار بين شوي وقلي وتمزيق وسلخ وصراخهم يتصاعد كل حين. بعد عدة ساعات اخرى شعر بالنعاس والملل والقليل من الغثيان، فقرر المضي عائدا للتجول في الجنة حتى لفت نظره احدهم وهو يصرخ متعذبا في الجحيم، انه الرجل الذي يبيع الحلوى بآخر الشارع اذ يتجمع حوله الاولاد كل صباح اثناء ذهابهم للمدرسة يشترون منه ويمزحون معه. تذكر تلك اللحظة التي صرخ بها (الله اكبر) وهو يسحب زناد حزامه الناسف كانت آخر نظره له هي باتجاه ذلك الرجل حوله الأولاد يلعبون ببالونات جلبها لهم!
- المجاهد محاولا التكلم مع الرجل: "هي انت...يا هذا.. لماذا انت في جهنم؟ كان يفترض ان تكون معي في الجنة لانك متّ شهيدا! ما الذي فعلته كي تكون في الجحيم بينما انا هنا في الجنة؟"
فكر المجاهد: "مهلا، كيف يكون شهيدا؟ انا هو الشهيد الوحيد بالعملية الانتحارية التي قمت بها نصرة لدين ربي، اذن لماذا نشيع ضحايا الانفجار على انهم شهداء؟ ولماذا مات هو بانفجاري ماذا فعل كي يستحق هذا العقاب؟ (خره بحظي اني شلي بهاي الطلابة اروح ادور لي نهر خمر اسكر بيه وانسى).
#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟