|
سذاجة التفكير وسلوك مزعج
حمزة مفيد عرار
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 21:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من اسوأ ما يعانيه الشاب في المجتمع العربي ، هو التقليدية المفرطة فيه ، وانا اتكلم الان عن الشاب ، وذلك ليس تحيزا لآدم "كنوعي" ، وانما لاقدم صورة اوضح عن ما نعانيه نحن الشباب ، من ترهات التفكير والمنطق المعوج التي تمارسه علينا حواء . اي أم ، فطرتها الخام تدفعها الى التفكير في مستقبل ابنتها ، وربما تمارس سذاجة معينة ، والتفكير بوهم خيالي وقصصي فربما يكون سلوكها المبني على تفكيرها سليما او غيره ، وذلك حسب منطق "الذوق العام و السليم" و يمكن لامراة ان يكون تفكيرها الذي هو الاساس لسلوكها اسلم ، نظرا لعمليات التحويل والتشكيل لنفسيتها الخام او عقلها الخام ، وذلك بالتثقيف ونهل العلوم ومعاشرة اصحاب الذوق السليم ، كل ذلك مقدمة لما اعانيه انا او غيري ، من سوء اللغط او الفهم في بعض سلوكياتنا الخالية من اي نوايا اخرى "لست اقصد هنا النوايا السيئة" ، فمثلا ، فتقف على موقف السيارات ، لتنتظر حافلة تقلك نحو مبتغاك ، والموقف للجميع ليس حكرا لي او لاحد ، ولان فيه يتجمع عددا ليس ببسيط ، سيكون هناك اصناف واصناف من الناس ، ومنهم اقرباءك .
ولكن هناك بعض الظروف تجعلك تتظاهر بعدم رؤية قريبتك ، وممكن ان تكون الام وحضرة ابنتها، وذلك ليس بخلا وتهربا من دفع ثمن اجرة الباص او السيارة، فانت بطبيعة الحال تصرف او تنفق على صندوق الدخان اكثر من اجراهما معا ، وكيف اذا ما اشتريت من المسليات اشياء اخرى ، اذا تكفيك لدفع الاجرة ذهابا ايابا ، ولكن ، الذي نعانيه هو نظرات "جيمس بوند" التي تطلقها الام حينما تصر على دفع اجرتها واجرة ابنتها ، "يعني بالعامية ، كشفتك ، حاطط عينك على البنت " او اذا كانت البنت لوحدها ، فالطبيعي ان تدفع الاجرة وانت تضحك !!!! وتسالها عن حاجة اذا كانت تريدها !!! ولكن ، هل تثق بان الغريزة والفطرة لن تدفع البنت الى التفكير بشكل اخر مغاير؟!!!!! واذا ما راتك الام ، بوقت لاحق ، سترعاك ببعض الاهمية الغير معهودة ، وذلك طبيعيا لما سردته لها ابنتها ، عنك انت "حضرة روميو باشا " ويا ليتها سردت بامانة علمية ، وانما سردت وفقا لتهيئاتها ، التي تجعلني الامير المتيهم !!! " بس والله ما الي خص ولا عندي هيك تفكير" .
كل هذا يجعلك ، غريبا الاطوار في تعاطيك وتعاملك مع النساء وخصوصا التي لديها ابنه على مشارف الزواج ، ولكن ، اذا كان هناك اخريات ، ذات عقلية منفتحة، وتفكير سليم ، وذوق لا تشوبه شائبة ، فهن ربما لا يعلمن ان غرابة الاطوار منشؤها وسببها هن اللآئي يفكرن بغرابة وسذاجة مفرطة ورد فعل لذلك ، ولكن لنكون اكثر انصافا ، هناك بعض الامهات هن سبب تفكير بعض النساء بهذا الشكل ، فيكون لديها ابناء على مشرفة الزواج ، وتبدا بشكل ساذج باحصاء كل شابات الحي ، وبكل محيطها ، لتغنم باخر المطاف اميرة تليق بابنها "صلاح الديون الايوبي او شارل ديغول "، او بعض الشبان الذي يبدا بالتقرب من بعض الامهات لتكون عونا له اذا ما طلب ابنتها !!!! ، وكل ذلك جعلني اذا تلاقيت بامراة تقربني قرابة قوية او علاقة وطيدة اضطر الى الاستغباء والسلام عليها وحدها "ان سلمت !!!!" دونما اميرتها "كليوبترا" التي هي معها ، وكما اسلفت اخاف من نظرات جيمس بوند وخصوصا انني في نظر البعض على ابواب الزواج " ولكن ليس هذا صحيحا " ، او كما يقال:" لازمني فت خبز" . امي ليس لديها بنات تسكن معها الان ، ومن الطبيعي ان نقوم نحن الشباب باشياء تعوّد البعض على ان تقوم بها الفتيات ، منها القيام بضيافة زائراتنا ، ومرة اذكر ، ان امي نادتني وقالت لي اعد لنا القهوة فلدينا ضيوف ، تيقنت انهن كلهن بالمطلق نساء ، لانه لو كان هناك رجال لدعتني امي بمجالستهم ، ولكن، قمت بما امرت به امي ، واعددت القهوة بكل ما يلزمها ، ودخلت بعد طرقي للباب ثلاثا ، وسمح لي بالدخول ، ودخلت وضيفت ، ولكن لاحظت ان النساء الموجودات يراقبنني ويبعثن بعض نظرات الانتقاد نحوي ، وتخيلت فيلما " للبنى عبد العزيز" ، وكانني انا الفتاة المطلوبة لزواج ، وفي لحظة ربما تقوم احداهن بشد شعري لتاكد من طبيعيته او لمسات اخرى، او ببعض اللوز اكسرها لاظهر قوة اسناني!!! وفجاة وبدون انذار ، قالت امراة :"والله حمزة صاير عريس" ، امي كعادتها لا تكترث بهذه الاقوال ، ولكني انا الذي احمر وجهي خجلا وخرجت مسرعا بعض الشيء من جلستهن !!!!، ذلك موقف لا احسد عليه ابدا!!!!
جاءت الثانوية العامة ، ومن الطبيعي ان يكون لدي قريبات ومعارف نجحن بالثانوية العامة ، ولكن هل استطيع ان اهاتفهم "اقصد الاهل" تلفونيا ، مهنئا بذلك ؟!!! ان ضمنتوا لي تفكير البعض سوف اذهب شخصيا وحاملا بيدي باقة من زهور السوسن المستورد !!! ، اخيرا ، الذي دفعني لكتابة الموضوع بعض الاصدقاء الذين شكوا لي من هذه الاشياء ولاحظت اني اقاسمهم بجزء من ذلك ، لكن ليت كل النساء كأمي ، لا تكترث بهذه المسائل ، لا يعنيها زواج احد ، ولا اعنيها انا بخصوص مسائل الزواج ، فهي لا تفكر بطريقة الاخريات ، ولا تحصي لي اميرات الحي ، ولا تقترح علي احداهن ، وتجعلني حائرا بما اختار ، فليس بمنطقها تحتاج هذه المسالة لهذا الشيء العظيم ، او لربما امي منطقية كفاية ، ولا ترانا لويس السابع عشر.
#حمزة_مفيد_عرار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سمحت لامراة افتراس خصوصيتك
-
دقات الباب تنذر بالشر حينا!!!
-
اليسار المحتضر
-
أشياء أخرى لشيءٍِِ آخر
-
اخاطبه بلحظتنا الاخيرة
-
منشار وحبل وعقد
-
ثانوية عامة عابرة
-
مفارقات مدخن ومدخن اخر
-
القلب يعشق كل جميل
-
محكمة اللسان
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|