|
عبد الرحيم الريماوي والمصالحة الفلسطينية
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 20:11
المحور:
القضية الفلسطينية
الأستاذ عبد الرحيم الريماوي مع الإحترام : إن "المصالحة الفلسطينية " ليست "ضرورة وطنية " وهي لا "تفرض نفسها على الكل الفلسطيني " إن كل الحديث عن الوحدة الوطنية الفلسطينية هو اليوم حديث بلا معنى ولا مضمون ولا شكل له . الوحدة الوطنية الفلسطينية هي وحدة قوى تعبر عن كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين . هي وحدة قوى وطنية أعادت قراءة كامل التجربة الفلسطينية بعقلية نقدية تستهدف تخليص العقل والسلوك الفلسطيني من العوالق الرديئة والخبيثة التي إنغرست في وعيه وتاريخهعبر السنوات التسعة وثلاثين الماضية ..منذ أن أعلنت النقاط العشرة سيئة الذكر والصيت ..منذ أن نادى فريق من القوى الفلسطينية وعلى رأسه جزء من القيادة الفلسطينية بقبول فكرة التخلي عنفلسطين المحتلة عام 1948م وهي وحدة قوى رفضت وترفض منفذي إتفاقات أوسلو وتخرجهم من الصف الوطني صراحة وبدون لبس وابهام إن الوحدة الوطنية هي حاجة كفاحية من أجل تقوية النضال والتقدم الى الأمام . أما الوحدة التي تدعو لها أخانا عبد الرحيم فهي من أجل تقوية التيار المساوم . هي من أجل معالجة قضايا المفرطين وتمكينهم من تقاسم القيادة وتقاسم إدارة السلطة . إن العدو هو الذي يفرح لهذه الوحدة وينتظرها وليس شعبنا إن الوحدة لا يمكن أن تحقق بين فتح وحماس ، ولكن جولات الوحدة في كل مرة تحقق نتائج ملموسة لصالح المشروع الصهيوني كونها في كل مرة تجرجر حماس خطوات أخرى باتجاه الهاوية التي وصلت اليها سلطة الضفة . إذن هي ليست وحدة لتشكل رافعة للعمل الوطني بل هي أداة تدميرية للموقف الوطني ؟ إن الطرفين في قفص المسائلة الوطنية عن ما آلت اليه الأحوال وهما (ومعهما بقية الفصائل والقوى ) مطالبان بالإجابة على سؤال :" لماذا لم ننتصر ؟ لماذا كل هذا الهوان والإحباط ؟ المشكلة يا عبد الرحيم في الكثيرين في المستوى العلوي من الشعب الفلسطين: قادة سياسيين ومجتمعيين ومثقفين وكتاب وإعلاميين . هؤلاء يلوكون خطابا زائفا بكلام زائف ومضلل " ما أن تتوحد فتح وحماس حتى نصبح بخير " أليس هذا كذبا ؟ أليس هذا تدليسا في وعي الشعب ...فبدلا من القول بمحاسبة فتح وحماس على التنازلات وعلى قسمة الوطن ، يأتي الكثير من الناطقين من تلاوين مختلفة بعبارات تستهدف طمس الجريمة وعفى الله عما سلف ( فيما لو تفاهم الطرفان على المحاصصة ) ولكن كل الذين يكتبون يعلمون حق العلم أن القسمة التي حصلت في الجغرافيا هي قسمة نهائية من وجهة نظر الطرفين حتى الآن وجسرها يحتاج الى الحضن الأمريكي والحضن الصهيوني شرطا لا غنى عنه . إن الكتاب يعلمون بحقيقة هذا الشرط ويعلمون بحقيقة فتح وحقيقة حماس وحقيقة العلاقة فيما بينهما ...كما ويعلمون قصر أيادي الفصائل الأخرى التي يحاول بعض الكتاب الإستقواء بها لإرغم قاسمي الجغرافيا على التراجع عن فعلتهم القبيحة . أين تكمن المشكلة ؟ الحديث عن المصالحة وعن الحدة الوطنية وعن إعادة إحياء منظمة التحرير وعن كيفية إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ، والحديث عن التمسك بالثوابت والتهديد برفع شعار دولة واحدة للشعبين (جاء التعبير على لسان أبو مازن )..بناء مؤسسات الدولة .. الحصول على عضوية فلسطين في هذه الهيئة وتلك .... هذا هو الخطاب التضليلي الذي يلوكه الراغبين في الحفاظ على عباءاتهم والقابهم وامتيازاتهمة ودورهم ...هؤلاء المتطربشين على رؤوس الشعب الفلسطيني بغير وجه حق وبغير دور قيادي للنضال الوطني الفلسطيني . أليس الحديث عن ضرورة عقد دورة للمجلس الوطني أو أي من مؤسسات المنظمة هي تضليل للشعب الفلسطيني . إن هذه الدعوات تأتي من أناس يعلمون حق العلم أن هذه المؤسسات ميتة لا حياة فيها وإنما يتم الإبقاء عليها كعباءة يستظل بها المتعبون المنهكون وطنيا ثم يصل عبد الرحيم الى عمق أعماق تزييف الوعي والتضليل عامدا متعمدا . تعالوا لنرى ماذا يقول على صفحات الهدف تحت عنوان " المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية تفرض نفسها على الكل الفلسطيني "العدد 1460 صفحة 17 :" المصالحة تجنب الكل عن تقاسم السلطة ما بين حماس وفتح [ طبعا هذا ليس صحيحا وهي لا تجنب ولا شيء]والإنتخابات ستفرز القيادة الفلسطينية الجديدة [ الإنتخابات تفرز قيادة السلطة ممثلة بالمجلس التشريعي والرئاسة وليس قيادة للشعب الفلسطيني بوصفه شعب مقاوم ]التي من حقها بلورة البرنامج السياسي وتحديد خياراتها [ هل إتفاقات أوسلو تسمح بذلك ، لماذا تحميل المهمة الوطنية لقيادة الحكم الذاتي المحدود ؟ هل هي قيادة الكفاح الوطني أم إدارة الحكم الذاتي ؟ طبعا أنت تعلم أن الرئاسة والتشريعي لا يتحملان مهمة بلورة البرنامج السياسي وتحديد خياراتها فهي ليست سلطة مستقلة ]هل تريد المفاوضات كخيار استراتيجي ؟أم تريد مقاومة شعبية مناهضة للإستيطان [ والله عيب على مجلة الهدف أن تنشر هذه الأفكار . إن السلطة هي نتاج الأتفاقات وقد بنتها القوى التي صنعت الإتفاقات وليس إرادة الشعب الفلسطيني . أما كان أجدر برئيس التحرير أن يرفض نشر مثل هذا الخطاب ظ إن سلطة الحكم الذاتي ليست سلطة مقاومة ولا بأي شكل من الأشكال ]أم تشكيل قيادة وطنية لقيادة الأنتفاضة الثالثة شعبية ومقاومة ؟[ إن الفصائل جميعها منهكة ومنتهكة من كل أشكال الخصوم .كما أن القيادة الرسمية لا تستطيع استثارة إنتفاضة لا يتوفر أي شيء من مقوماتها الذاتية بل حتى أن الجماهير لا تثق بهذه القيادات ولا تتجاوب معها ولا ترى نفسها تحت قيادها فيما لو هبت بعض الهبات العفوية هنا وهناك . أيها الكاتب : إن كن تلا تدري فتلك مصيبة أو كنت .تدري فالمصيبة أعظم وأنت من الرعيل الذي يدري ولكنك تلوك الخطاب السياسي الميت ]... وبعد ذلك تحمل المجهر وتذهب للبحث عن القوى الديموقراطية والعلمانية وتريد أن تقيم وحدة العلمانية مع المستقلين لتقيم توازن سياسي واقتصاديواجتماعي .. طيب توازن سياسي وهو غير ممكن ولكننا فهمنا ،أما كيف يقيم العلمانيين توازن إقتصادي قبالة فتح وحماس وكيف يقيموا توازن إجتماعي ؟ لكل فريق حصة من المجتمع مثلا ؟ يا أيها الكتاب : إن تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية التي بدأت إرهاصاتها في ستينات القرن الماضي، قد انتهت وتبعثرت وتحطمت بعد أنهاكها وإحباطها . وقد تغيرت الى أسفل درك وانفض عنها أنصارها والتف حولها اليوم نوعية أخرى . المطلوب : التاريخ والمهمات التاريخية تطرح ضرورة تأسيس حركة وطنية جديدة بعد نقد التجربة الحالية وأبطالها وبناء الحركة بهدف النضال من أجل تحرير فلسطين واستعادة الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني دون مواربة . إن الذين قالوا بدولتين لشعبين إنما هم متواطئون ضد شعبنا أما من يقولوا بدولة واحدة للشعبين فهم متصهينون في أوساطنا وقد تساقطوا بيد الإحتلال وأعوانه
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إستمرار النزول الى الشوارع واجب وطني
-
الجيش لا زال الحاكم الفعلي لمصر
-
إستمرار النزول الى الشوارع واجب ثوري
-
هل يعود الإخوان للحكم ؟
-
لا زالت ذاكرة الرفيق ابو أحمد فؤاد قوية
-
ابو زهري يقول أن عهد مبارك لم يسمح بتجويع غزة
-
الإعتراف بإسرائيل يعني كل هذا
-
سياسة التهويد وتهويد النقب
-
كلمتين في الجولات المكوكية
-
السيسي أبلغ الأمريكان
-
عن منظمة التحرير الفلسطينية
-
ميول الشعب الفلسطيني
-
فكر القتل كما يطرحه سعيد حوى
-
أيهما أكثر ديموقراطية
-
مشاركة حول الوضع في مصر
-
قتلوا غسان لأنه يحلم
-
هل هناك مفاضلة بين مبارك ومرسي والبرادعي ومنصور
-
لماذا استعجل الجيش في طرد مرسي ؟
-
الى مناصري مرسي والزعلانين على إقالته من قبل العسكر
-
الثورة في مصر لم تنتهي بعد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|