أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية














المزيد.....


من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 19:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[email protected]
www.nasmaa.org
شهدت بداية القرن العشرين في المنطقة العربية وفي البلدان ذات الأكثرية المسلمة تأسيس الدولة الحديثة، وغالبا ما كانت هذه الدول خاضعة للتبعية الأجنبية، وسميت حكوماتها بالعميلة، ومنها ربما ما لم يبتعد عن هذه الصفة، ولكن من الحكام من كانوا وطنيين، إلا أنهم كانوا واقعيين من خلال تشخيص وجوب التعامل مع الدول الغربية، لاسيما التي أعانتها من التحرر من الاستعمار العثماني البغيض، ومنهم من كان علمانيا، ورأى أنه لا يتأتى له تطبيق العلمانية في هذه المنطقة إلا بمساعدة الغرب، مما أدى إلى التبعية له، ومنهم من استهوته السلطة، ولم يكن بمقدوره الإمساك بها من غير دعم من تلك الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، وفرنسا.
ثم جاءت الخمسينيات، حيث جلبت معها موجة ما سمي بالثورات، أو الانقلابات العسكرية، والتي كانت غالبا تحمل إيديولوجية قومية عروبية (مصر، سوريا، العراق، اليمن، ليبيا)، ثم نحى العراق في زمن عبد الكريم قاسم منحى وطنيا عراقيا، مبتعدا عن المنحى العروبي، ومتقاطعا معه إلى حد كبير، ذلك لغاية الانقلاب البعثي عام 1963.
وشهدت الثمانينيات ومع تأسيس الخميني لجمهوريته الإسلامية على أساس الولاية المستبدة المطلقة للفقيه، وبذلك اتخذ اتجاه الإسلام السياسي تصاعدا شعبيا، كما شهدت أنظمة إسلامية متطرفة ومتخلفة ومستبدة، كما في أفغانستان في عهد الطالبان، لكنها لم تكن قد شملت الدول العربية، إلا بشكل محدود، كما كان الحال مع السودان.
وفي كل الأحوال اتسم القرنان العشرون والحادي والعشرون على الأعم الأغلب بالأنظمة الديكتاتورية غير الدينية، باستثناء إيران الخمينية الخامنئية، وأفغانستان الطالبانية، اللتين عرفتا الديكتاتورية الدينية.
ثم شهد مطلع العقد الثاني للألفية الثالثة أو القرن الحادي والعشرين، ما سمي بالربيع العربي، والذي كان عبارة عن ثورات شعبية أسقطت ديكتاتوريات هيمنت على بلدانها لثلاثة أو أربعة عقود من الزمن، تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وما زالت سوريا تشهد قتالا عنيفا منذ سنتين، بينما دخلت مصر عهد الثورة الثانية.
سقوط بعض الديكتاتوريات، سواء تلك التي أسقطتها الثورات الشعبية، أو تلك التي أسقطها الاحتلال كما في العراق، أفرز نظاما (ديمقراطيا) من حيث الشكل، دون أن يتحقق جوهر الديمقراطية بعد، بسبب ركوب موجة الديمقراطية من قبل قوى سياسية غير مؤمنة بالعمق بالديمقراطية، وأقصد بالذات قوى الإسلام السياسي، وكذلك قوى الطائفية السياسية، بما فيها غير الإسلامية.
واليوم نحن أمام ظاهرة جديدة، بدأت في مصر، ولعل عدواها ستنتقل إلى بلدانا أخرى هي ظاهرة الثورة على الإسلام السياسي.
إذن بدأ عصر الانتقال من الثورة على الديكتاتوريات، إلى الثورة على حكومات الإسلام السياسي (مصر مثالا، وتونس قد تلحق) أو على الأنظمة الإسلامية (إيران مثالا إبان الثورة الخضراء عام 2010، التي لم يكتب لها النجاح)، بل حتى تركيا تشهد بدايات ثورة للعودة بتركيا إلى العلمانية الحقة، بعدما أبعدها عنها حزب العدالة والتنمية.
وإذا ما كانت في بداية القرن السابق قد أسست أنظمة ديكتاتورية للعلمانية، فيبدو أننا أمام تأسيس للعلمانية أكثر رسوخا، لأنه تأسيس شعبي عبر الثورة، والنضال من أجل الديمقراطية الحقة، بعدما كان نضال القرن الماضي نضالا من أجل التحرر من التبعية الأجنبية، ولو بتأسيس ديكتاتورية (وطنية).
أخيرا يمكن تلخيص المراحل التي مرت، وتمر، وستمر بها المنطقة، حتى تكتمل شروط الحتمية التاريخية لقيام دولة المواطنة الحديثة العلمانية الديمقراطية، على النحو الآتي:
- مرحلة التحرر من الاحتلال العثماني.
- مرحلة تأسيس الدولة الحديثة بتبعية غربية.
- مرحلة الانقلابات العسكرية بتأييد شعبي ضد التبعية الأجنبية، أو مرحلة استبدال الديكتاتورية (العميلة) بديكتاتورية (وطنية)، أو وطنية الظاهر.
- مرحلة الثورات الشعبية على الديكتاتورية.
- مرحلة إقامة أنظمة تحمل شكل الديمقراطية دون جوهرها.
- مرحلة ركوب قوى الإسلام السياسي لموجة الثورات وموجة الديمقراطية، ثم استلام الإسلاميين للسلطة عبر إحدى آليات الديمقراطية، أي الانتخابات.
- مرحلة الثورات الشعبية على الإسلام السياسي.
- مرحلة التطبيق الحقيقي للديمقراطية وإقامة الدولة العلمانية الديمقراطية الحداثوية.
سير كل بلد عبر هذه المراحل سيكون متفاوتا، من حيث طول كل مرحلة، أو من حيث حرق بعض المراحل، وتجاوزها إلى ما بعدها، فمنها من ستكتمل الشروط فيها في غضون سنوات، ومنها تحتاج إلى عقود، وأخرى لا تقطف الثمار إلا في نهاية هذا القرن، أو مطلع القرن الثاني والعشرين. وبكل تأكيد سيكون هناك تأثر وتأثير متبادل، مما قد يسهم في التعجيل بمسار عملية التحول.
25/07/2013



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأجيل سلسلة (مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآ ...
- مع مصطلحي «الذين آمَنوا» و«الذين كَفَروا» في القرآن 1/8
- وهل من حرمة لحياة من لا ينطق بالشهادتين؟
- مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 4/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 3/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 2/4
- «التنزيهية» كخلاصة ل(لاهوت التنزيه) وشرحها 1/4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 11
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 10
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 9
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 8
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 7
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 6
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 2
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 1
- رسالة من الله إلى الإنسان


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية