أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي















المزيد.....

ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1192 - 2005 / 5 / 9 - 07:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما أشبه اليوم بالأمس, وما أشبه ما جرى على بطاح بلاد ما بين الرافدين بالماضي البعيد والوسيط والقريب بما جرى على بطاح الشام, وهذا ليس مستغربا ولا مستهجنا ولا كيميا,فبالماضي البعيد كانا كلاهما جزء من الامبراطورية الاسلامية بغض النظر عن تبادل مواقع العاصمة ان كانت دمشق في العصر الاموي أو بغداد بالعصر العباسي,وبغض النظر ايضا عن الدورالذي لعبته أي من العشائر العربية التي استطاعت الوصول إلى سدة السلطة بالتداول آنذاك, أو عن الدور الذي لعبته كل من الأعراق والشعوب الأخرى التي تضمها حدود الامبراطورية من فرس أو ترك أو كرد في زمن الخلافة الاموية أو العباسية أو الأيوبية أو الفاطمية مرورا بثورة الزنج وفترة القرامطة أو غيرها, وما جرى هنا أو هناك من امتدادات طرف على حساب طرف آخر ووصولا إلى عصر الانحطاط وغزو المغول و الحروب الصليبية وما جرى خلالها من أحداث, والتي أسهبت كتب التاريخ في سردها بغض النظر عن موضوعيتها او عدم موضوعيتها فسهل على ذي عقل ونزعة موضوعية قراءة التاريخ المكتوب أو غير المكتوب أو المتلوف منها واستنباط مكمن الحقيقة. ما نريد تناوله في الحقيقة مرورا دون تفصيل هو تشابه الاحداث السياسية(ولم نهتم للتشابه في المجالات الأخرى) للعهد القريب أي منذ تكونهما كقطرين نتيجة لاتفاق ما أصبح يعرف المشؤومة, والتي سعت الأطراف الخارجية( صناع الاتفاقية ومن أتى على أنقاض امبراطوريتهما) عن سابق إصرار وترصد على تشكيلها كحدود قابلة للتفجر حسب متطلبات ومصالح هذه الأطراف الدولية في عصر ما بعد الإمبريالية أو ما بعد اللبرالية, ولا يخفى على أحد سبب خشية هذه الأطراف من تكوّن دولة مركزية قوية تضم عصب الصناعة العالمية, النفط , وتقع على تقاطع المواصلات الدولية,ولكنا نرى أنه كان بامكان الذين قسموا تركة أن يكونوا أقل جرماَ و يوفروا بعضا من الدماء التي سالت كردية كانت أم عربية والتي أهرقت على حدود التقسيمات هذه, وبسبب اختلاق الكيان الصهيوني الذي اصطنعوه ليهدر دماءا أخرى فلسطينية كانت أم يهودية بحيث كان الفلسطينيون والأكراد برأينا قربان هذا التقسيم وضحاياه. كان يمكن لقلمهم أن يكون أقل حيوية ويقوم برسم الحدود آخذا بعين الإعتبار الإنسجام الإجتماعي للتشكيلات مع مناطقها الجغرافية التي أهلتها فترة تاريخية طويلة وورثوها أب عن جد فشكلت وعاءا لشعورهم القومي والإثني, كملايين الأكراد, لا توزيعهم بين خمسة أقاليم مختلفة,وكالفلسطينيين الذين شردوا من وطنهم أيضا بعد أن عملت بريطانيا على إقامة كيان ليهود غرباء مستجلبين من أوربا بناءا على وعد بلفور , وكان يمكن لقلهم أيضا أن يبقي على لبنان جغرافيا مع سوريا, ويتركوا لسوريا لواء اسكندرون الذي يقطنه أكثرية عربية, وعربستان ذي الأكثرية العربية مع إقليم العراق,ويجعل الجزيرة العربية إقليما واحدا, واليمنيين يمنا واحدا, ومصر والسودان إقليما واحدا والمغرب العربي إقليما واحدا, . ولا أظن أن هذا التقسيم المقترح كان سوف يغير شيئا من جوهر العلاقة الكولنيالية في المنطقة, ولكنهم أوغلوا بدمائنا دون مبرر. ولو ألقينا نظرة سريعة بالتناوب على كل من القطرين, العراقي والسوري, لغاية فترة ما قبل سقوط الصنم, فسنجد أن _ فيما يخص العراق : بعد ثورة العشرين والإستقلال وحيثياته,ومرورا بالملكية ثم عهد الإنقلابات والمؤامرات , من عبد الكريم قاسم والعارف والعارف الآخر إلى إستيلاء البعث على السلطة ثم الحركة التصحيحية العراقية بقيادة صدام حسين ثم التفرد بالسلطة مع اصطناع جبهة شكلية بقيادة البعث , وكل ما جرى على مر العهود الانقلابية من تغييب للدستور واستبداله بقانون الطواريء وقمع الحريات وتغييب الناس بالسجون والدماء التي سالت أثناء تداول الحكم بين القوى الانقلابية من خلال اقتراف مجازر متبادلة , وما انتشر من ممارسات فاشية والمقابر الجماعية للأموات والأحياء في عهد الحركة التصحيحية الصدامية. و أن _فيما يخص سوريا : في سوريا بعد الاستقلال أتت المرحلة البرلمانية, ثم عهد الانقلابات والمؤامرات , كزبري وحناوي وشيشكلي وفترة الوحدة وما جرى في ظلها من قمع الحريات وحل الاحزاب ومنع العمل السياسي , ثم الإنفصال, وانقلاب البعث 63 ثم إنقلاب شباط 65 ,و هزيمة حزيران,وأخيرا الحركة التصحيحية السورية بقيادة حافظ الاسد, وجبهة شكلية بقيادة البعث, وأيضا تغييب الدستور والحكم بقانون طواريء وما استتبع من قمع حريات,مجازر, مقابر للأحياء والأموات ,ثم وفاة القائد الرمز, وتوريث الحكم ,والآن التهديد الخارجي . الفارق الوحيد بين التجربتين هو الزمن. ونصل بالمقال إلى النقطة التي نريد التركيز عليها, وهي أوجه الشبه بين المشهدين, بالرغم من إصرار النظام السوري وبعض أطراف المعارضة السورية على عدم وجوده.
لا نقصد بالمقارنة ولا نعني بها ولا نتمنى أن تهاجم أمريكا في الغد القريب سوريا وتسقط الصنم كما فعلت في العراق,ولكننا نقصد بالضبط العقلية والذهنية التي حكمت الأطراف الحزبية والسياسية في المعارضة العراقية,وهي نفسها التي تسود وتحكم وتتحكم في العقلية للمعارضة السورية. كيف؟ لنرى.
لن نعود بالذاكرة إلى الوراء كثيرا بل سنبدأ من ما بعد حرب الكويت وفرض الحصار أي منذ 91 , فبالرغم من الضعف الذي وصل إليه النظام العراقي طوال فترة الحصار لم تتنادى أطراف المعارضة العراقية ولم تسعى إلى الحوار المشترك والتنسيق المشترك وتشكيل جبهة عريضة موحدة لها برنامج واحد لإسقاط الاستبداد الذي كانت ترزح تحته البلاد من خلال الايمان بالتغيير الداخلي واستبعاد التغيير الخارجي وما يحمل من كوارث على العراق والمنطقة كلها.فلم تسعى المعارضة العراقية للتنسيق المشترك ولا دعت إلى مؤتمر تتداول أمورها وتنسق فيما بينها (إلا بعد أن دعتهم أمريكا بعد أن حسمت أمرها للحرب) وتضع برنامجا لها للتغيير من خلال التنسيق المشترك مستندة بهذا على قواها وعلى قوى الشعب مستثمرة وموظفة عامل الضغط الخارجي , ولم تستثمر المنطقة المحظورة على النظام في المنطقة الكردية كمنطقة محررة لتجميع القوى والجهود على أساس الوطن العراقي بكل حدوده الجغرافية وأطيافه الإجتماعية بل تعاملت على أساس تقسيم الوطن,وبقيت أطراف المعارضة العراقية كل يغني على ليلاه, فالأكراد اكتفوا بدويلتهم المقسمة بين الحزبين الرئيسين وبالحماية الأطلسية لها,وحزب الدعوة الإسلامي في إيران كما تريد الملالي , والأطراف الاسلامية الأخرى لاحول ولا, والماركسيين والقوميين مشرذمين,البعض يتمنى ويدعو الله أن يقوم النظام بالاصلاح والتغيير ويشتهي أن تحدث المعجزة, والبعض عين على النظام وعين على الخارج, والبقية استسلمت للعجز,وانفسح المنفى لكل الطيف السياسي العراقي. وعندما حسمت الإدارة الأمريكية أمرها لتخريب المنطقة, استطاعت دون صعوبات تذكر خلق حصان طروادة من العملاء الذين كانوا أصلا يتربون في أكفانها,وحزب الدعوى والاسلاميين الآخرين كانوا على مبدأ <عيني فيه وتفو عليه> ثم عندما علموا بالإصرار الأمريكي حسموا أمرهم وانضموا اليها,والأطراف الكردية انضمت , ولكن حتى مع الأمريكان كل الأطراف انضمت إليها منفصلة كل على أساس أجندته الخاصة والتي يضمرها. ماذا فعلت الأطراف المعارضة للغزو والتي لم ترضى الانخراط في أجندة العدو؟ حاولت مناشدة النظام القيام بالتغيير والانفتاح على الشعب ولو قليلا ليتمكن من المقاومة دون جدوى, فصمتت وانضمت الينا لنتفرج كيف تحرق القوات الامريكية العراق وتسطر انتصارها بانتشاء على شرق المتوسط كله,ولتشاهد على شاشات التلفزة كيف سقط الصنم. ولنلقي نظرة الآن إلى المشهد السوري,ونرى وجه الشبه بين التجربتين. هناك عدو يتربص , نظام متصلف لا يريد التغيير لنهجه الذي كانت له نتائج مدمرة للوطن والمجتمع, ولا يريد تقديم أي تنازلات إلا للعدو وعلى حساب الوطن والمجتمع,معارضة مشرذمة , طرف منها يناشد النظام أن يقوم بالتغيير ولو قليلا؟, وطرف منها عين على النظام وعين على أمريكا,وأطراف اقتصر التنسيق بينها على المجاملات,وطرف يغني ولكن صوته لا يطرب أهل الحي, وطرف جاهز ليكون حصان طروادة إن حسمت الإدارة الأمريكية أمرها,ومعارضون يغص بهم المنفى ينتظرون فرج الله , ولكن الله لا يبعث الفرج إلينا إلا عن طريق أمريكا أو عن طريق عملنا الجماعي وتكاتفنا...
إننا لا نرى حلا للخروج من الأزمة واختيار التغيير الداخلي وليس الخارجي إلا بأن تتنادى أطراف المعارضة إلى عقد مؤتمر خاص بها بعيدا عن النظام تناقش فيه كل الأمور بصراحة ووضوح وشفافية و توحد جهودها وتضع برنامجا لها لإسقاط الاستبداد , و يؤسس لتغيير داخلي ديموقراطي ويضع الأسس لبناء مجتمع مدني علماني ليس على أساس تقسيم طائفي ولا إثني بل على أساس المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات مع احترام التنوع الديني والإثني للتركيبة المجتمعية, وأن تنتخب أطراف المعارضة لجنة تنسيق مشتركة وزعيم معارضة ينطق باسمها ويجري باسمها أيضا الإتصالات مع الأطراف المحلية وأطراف النظام التي تتبنى أجندات التغيير, ومع القوى الاقليمية والدولية كما يجري عادة في البلدان المتمدنة,وعليها تجاوز لغة المجاملات والانتقال إلى لغة العمل المحدد, ولا تتبنى سياسة إستقصاء لأي طرف, وليس من الضروري الاستعجال,كما قال المناضل رياض الترك في مكالمته الهاتفية بالامس مع محطة الديموقراطية بما معناه :يجب العمل من أجل التغيير بأدوات داخلية ولأجندات داخلية ولو طال الزمن فالتغيير عن طريق قوى الداخل أفضل للوطن وأجدى من التغيير من قوى الخارج وعن طريقه.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم
- من ذاكرة معتقل سابق 21
- زمن العولمة........زمن الكوليرا
- رسالة إلى صديق..
- حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة
- حوارية
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...
- معلمتي الصغيرة ...دعاء الفلسطينية
- كابوس......
- قصة قصيرة جدا.......
- من ذاكرة معتقل سابق20
- يا يا يا سيزيف
- قصة قصيرة جدا..........
- قصيدة نثرية........ حبيبتي الصغيرة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي