الناصر لعماري
الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 20:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رسول الاسلام
محمد يسجد للأصنام اساف ونائلة.
سورة المدثر 74 آية 5
وَالرُّجْـــــــــــــــــــــزَ فَاهْجــــــــــــــــُرْ
تفسير الطبرى (1)
اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء الْمَدِينَة وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة : " وَالرِّجْز " بِكَسْرِ الرَّاء , وَقَرَأَهُ بَعْض الْمَكِّيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ { وَالرُّجْز } بِضَمِّ الرَّاء , فَمَنْ ضَمَّ الرَّاء وَجَّهَهُ إِلَى الْأَوْثَان , وَقَالَ : مَعْنَى الْكَلَام : وَالْأَوْثَان فَاهْجُرْ عِبَادَتهَا , وَاتْرُكْ خِدْمَتهَا , وَمَنْ كَسَرَ الرَّاء وَجَّهَهُ إِلَى الْعَذَاب , وَقَالَ : مَعْنَاهُ : وَالْعَذَاب فَاهْجُرْ , أَيْ مَا أَوْجَبَ لَك الْعَذَاب مِنَ الْأَعْمَال فَاهْجُرْ . وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب , وَالضَّمّ وَالْكَسْر فِي ذَلِكَ لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِد , وَلَمْ نَجِد أَحَدًا مِنْ مُتَقَدِّمِي أَهْل التَّأْوِيل فَرَّقَ بَيْن تَأْوِيل ذَلِكَ , وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَيْن ذَلِكَ فِيمَا بَلَغَنَا الْكِسَائِيّ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى { الرُّجْز } فِي هَذَا الْمَوْضِع , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ الْأَصْنَام. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27379 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ ابْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } يَقُول : السَّخَط وَهُوَ الْأَصْنَام . 27380 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى -;- وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } قَالَ : الْأَوْثَان . 27381 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل -قَالَ أَبُو جَعْفَر : أَحْسَبهُ أَنَا عَنْ جَابِر- عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } قَالَ : الْأَوْثَان . 27382- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } إِسَاف وَنَائِلَة , وَهُمَا صَنَمَانِ كَانَا عِنْد الْبَيْت يَمْسَح وُجُوههمَا مَنْ أَتَى عَلَيْهِمَا , فَأَمَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْتَنِبَهُمَا وَيَعْتَزِلهُمَا . 27383 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنِ الزُّهْرِيّ { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } قَالَ : هِيَ الْأَوْثَان. 27384 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } قَالَ : الرُّجْز : آلِهَتهمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ -;- أَمَرَهُ أَنْ يَهْجُرَهَا , فَلَا يَأْتِيهَا , وَلَا يَقْرَبهَا. وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَالْمَعْصِيَة وَالْإِثْم فَاهْجُرْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27385 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } قَالَ الْإِثْم . 27386 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَالرُّجْز فَاهْجُرْ } يَقُول : اهْجُرْ الْمَعْصِيَة. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الرُّجْز فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ الْمُغْنِيَة عَنْ إِعَادَتهَا فِي هَذَا الْمَوْضِع .
تفسير أبن كثير
قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس وَالرُّجْز وَهُوَ الْأَصْنَام فَاهْجُرْ وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَالزُّهْرِيّ وَابْن زَيْد إِنَّهَا الْأَوْثَان وَقَالَ إِبْرَاهِيم وَالضَّحَّاك " وَالرُّجْز فَاهْجُرْ " أَيْ اُتْرُكْ الْمَعْصِيَة وَعَلَى كُلّ تَقْدِير فَلَا يَلْزَم تَلَبُّسه بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّبِيّ اِتَّقِ اللَّه وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ " " وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُون اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِع سَبِيل الْمُفْسِدِينَ"
تفسير القرطبى
قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة : يَعْنِي الْأَوْثَان -;- دَلِيله قَوْله تَعَالَى : " فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَان " [ الْحَجّ : 30 ] .
قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن زَيْد . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا : وَالْمَأْثَم فَاهْجُرْ -;- أَيْ فَاتْرُكْ . وَكَذَا رَوَى مُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ قَالَ : الرُّجْز الْإِثْم .
وَقَالَ قَتَادَة : الرُّجْز : إِسَاف وَنَائِلَة , صَنَمَانِ كَانَا عِنْدَ الْبَيْت .
وَقِيلَ : الرُّجْز الْعَذَاب , عَلَى تَقْدِير حَذْف الْمُضَاف -;- الْمَعْنَى : وَعَمَل الرُّجْز فَاهْجُرْ , أَوْ الْعَمَل الْمُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب . وَأَصْل الرُّجْز الْعَذَاب , قَالَ اللَّه تَعَالَى : " لَئِنْ كَشَفْت عَنَّا الرِّجْز لَنُؤْمِنَنَّ لَك " [ الْأَعْرَاف : 134 ] . وَقَالَ تَعَالَى : " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنْ السَّمَاء " [ الْأَعْرَاف : 162 ] . فَسُمِّيَتْ الْأَوْثَان رِجْزًا -;- لِأَنَّهَا تُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب .
وَقِرَاءَة الْعَامَّة " الرِّجْز " بِكَسْرِ الرَّاء . وَقَرَأَ الْحَسَن وَعِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَابْن مُحَيْصِن وَحَفْص عَنْ عَاصِم " وَالرُّجْز " بِضَمِّ الرَّاء وَهُمَا لُغَتَانِ مِثْل الذِّكْر وَالذُّكْر .
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَالرَّبِيع وَالْكِسَائِيّ : الرُّجْز بِالضَّمِّ : الصَّنَم , وَبِالْكَسْرِ : النَّجَاسَة وَالْمَعْصِيَة . وَقَالَ الْكِسَائِيّ أَيْضًا : بِالضَّمِّ : الْوَثَن , وَبِالْكَسْرِ : الْعَذَاب . وَقَالَ السُّدِّيّ : الرَّجْز بِنَصْبِ الرَّاء : الْوَعِيد .
زيد بن عمرو بن نفيل لم يسجد لحجر ولم يقدم ذبائح للأصنام ولم يأكل لما ذبح للأصنام ولكن محمد فعل هذا
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
تعود أرومته إلى قصي بن كلاب وأمه هي أمية بنت عبد المطلب وعنه يقول ابن كثير :
" إنه اعتزل الأوثان ، وفارق الأديان ؛ من اليهود والنصاري والملل كلها ، إلا دين الحنيفية ، دين إبراهيم ، يوحد الله ويخلع من دونه .. وذكر شأنه للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : هو أمة وحده يوم القيامة .. يبعث يوم القيامة أمة وحده .. وكان يحيي الموءودة ؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيك مئونتها فيأخذها .. وكان يقول : يا معشر قريش إياكم والزنا ، فإنه يورث الفقر .. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحشر ذاك أمة وحده ، بيني وبين عيس ابن مريم – إسناده جيد – وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل : فقال غفر الله له ورحمه ، فإنه مات على دين إبراهيم .. مات زيد بمكة ، ودفن بأصل حراء .. قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 221 ، 224 . ) .
فى قصيدة له نجده يسلم وجهه لله الذى دحى الارض وارسى عليها الجبال أسلمت ؟! أسلمت وجهي لمن أسلمت , له الأرض تحمل صخرا ثقالا , دحاها فلما رأها استوت , على الماء ، أرسي عليها الجبالا , وأسلمت وجهي لمن أسلمت , له المزن تحمل عذبا زلالا , إذا هي سيقت إلى بلدة , أطاعت فصبت عليها سجالا , (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 225 .)
( وفي السيرة النبوية ) لابن هشام ؛ نجد زيداً دخل الكعبة وقال :
" اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك لعبدتك به ، ولكنني لا أعلمه “
ثم يسجد على الأرض " (ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 206 .) .
أكل الذبائح المقدمة للوثن
ويؤكد ( ابن هشام ) أن زيد بن عمرو بن نفيل حرم على نفسه أموراً – نقلها الناس عنه من بعد كتشريعات ؛ لانبهارهم بشدة ورعه وعلمه وتقواه – مثل تحريم الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله من ذبائح تذبح على النصب (ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 208 . وانظر أيضا البيهقي ، ج2 ، ص 125 ، 126 . وقد ذكر ابن الكلبي في كتاب الأصنام ص 12 إن النبي ذكر العزي يوما ، فقال :( لقد أهديت للعزي شاة عفراء وأنا علي دين قومي) .وتروي لنا الأخبار أن زيدا قد عاصر النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأنه إلتقاه ؛ عن عبد الله بن عمر : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لقي زيدا بأسفل بلدح ، فدعاه إلى تناول طعام مما يذبح للأرباب ، فقال زيد للنبي : " إني لست أكل ما تذبحون على أنصابكم " ؟!ويعلل ابن هشام أكل النبي قبل بعثه نبياً ، لأضحيات أو قرابين الأصنام بقوله : " إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يأكل مما ذبح على النصب ، فإنما فعل أمراً مباحاً ، وإن كان لا يأكل فلا إشكال " !! (الشهر ستاني : الملل والنحل ، ج2 ، ص 248 . وانظر أيضا ابن هشام السيرة ج1 ، ص 208 و209 .)
ويورد لزيد شعره القائل في فراق الوثنية :
أربا واحدا أم ألف رب , دين إذا تقسمت الأمور , عزلت اللات والعزى جميعا , كذلك يفعل الجلد الصبور , فلا العزي أدين ولا ابنتيها , ولاصنمي بن عمرو أزور , ولكن أعبد الرحمن ربي , ليغفر ذنبي الرب الغفور , فتقوي الله ربكم احفظوها , متى تحفظوها لا تبوروا , تري الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية السعير , وخزي في الحياة وإن يموتوا , يلاقوا ما تضيق به الصدور.
وقال حجير بن أبي إهاب : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل ، وأنا عند صنم بوانة – بعدما رجع من الشام – وهو يراقب الشمس ، فإذا استقبل الكعبة ، فصلى ركعة وسجدتين ثم يقول :هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل ، لا أعبد حجراً ولا أصلي إلا إلى هذا البيت حتى أموت ،وكان يحج فيقف بعرفة ، وكان يلبي فيقول : لبيك لا شريك لك ، ولا ند لك ،ثم يدفع من عرفة ماشياً وهو يقول : " لبيك متعبداً لك مرقوقاً "(الأصفهاني : الأغاني ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، د.ت ج3 ، ص 123 .) .
وقالت أسماء بنت أبي بكر : " رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً ؛ مسنداً ظهره إلى الكعبة ، يقول :يا معشر قريش ، ما منكم أحد على دين إبراهيم غيري ، وكان إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال : لبيك حقاً حقاً ، تعبدا ورقاً.ثم قال :عذت بما عاذ به إبراهيم , مستقبل الكعبة وهو قائم , يقول أنفي لك عان راغم , مهما تجشمني فإني جاشم.
(ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 227 . )ويقول أيضاً :إلى الله أهدي مدحي وثنائيا , وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا , إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه , إله ولا رب يكون مدانيا , رضيت بك اللهم ربا فلن أرى , أدين إلهاً غير الله ثانياً(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 205 .)
#الناصر_لعماري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟