أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سفــراء فوق العــادة















المزيد.....

سفــراء فوق العــادة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1192 - 2005 / 5 / 9 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبومصعب الزرقاوي الأردني,أبو الفرج الليبي,عباس الموسوي المغربي,أسامة بن لادن السعودي, أبوحمزة المصري,أبو مصعب السوري,سليمان ابوغيث الكويتي, القائد التاريخي الضرورة صدام حسين العراقي ,وسلسلة طويلة أخرى من شيوخ الإرهاب ,والجنرالات والسجانين ,والطغاة,وتجار الموت ,والخارجين عن كل القوانين والتقاليد والأعراف, وأسماء أخرى مرعبة تختزل أوطانا عظيمة مافتئت تولد الحضارات عبر التاريخ وكانت ترفد البشرية جمعاء بالحب والخير والجمال. أسماء تترد يوميا في الإعلام العالمي اليوم وتكرس مزيدا من السواد في الصورة الكالحة الظلماء أصلا,في عصر تغوّل الإعلام وتسلطه وتحكمه بمفاصل الحياة ,وفي عالم يتضاءل يوميا, لتعطي انطباعا أكيدا لدى المتلقي,أن هؤلاء الأعراب على مختلف مشاربهم ,ماهم إلا مجموعة من القتلة والسفاحين المتعطشين للموت والدماء.ولسنا في وارد تبرئة ذاك الإعلام من بعض الإنحياز ,أحيانا, واستغلال بعض السلبيات,ولكن بنفس الوقت ليس الجميع ملائكة وقديسين طهراء,وليست كل الأفعال ناصعة بيضاء ,ولا دخان من غير نار.أوليست الممارسات اليومية لأنظمة القهر والاستبداد تكرس هذه المفاهيم وتجعلها قابلة للتصديق بدون أية براهين وأدلة وشهود وحلف أغلظ الأيمان؟ولست من المدافعين, أوالمتعصبين للعروبة, والعوربة,والإستعراب السياسي وموديلاته ,أو أي من إفرازاته على الإطلاق,ولكن أرثي لحال تلك الأوطان والشعوب التي أصبحت موضع شبهة ,وتهمة ,ووصمت كلها دفعة واحدة بالإجرام والأفعال السوداء,وأصبحت مطاردة في الشتات.ولا شك أن الجميع يقف ضد إلصاق تهم عنصرية بعينها, ضد شعب, أو عرق ,أو دين مهما كان.فليس كل إعرابي هو إرهابي, وليس كل أمريكي كاوبوي,كما أن ليس كل بريطاني توني بلير,وليس هو في نفس الوقت جورج غالاوي. ولكن مالعمل أمام هذه الجيوش والجحافل الكثيرة ,والأعداد المتناسلة من ممارسي القتل ,ومسهلي زهق الأرواح,وخريجي مدارس قطع الرقاب ؟وفي ظل تغييب شبه مطلق وملحوظ عن الساحة للوجه الآخر الوضّاء,وأدمغة العلم والنور.

وفي الواقع هناك بعض المجتمعات أضحت لاتنتج إلا اللصوص,والأفاكين ,والقتلة والخارجين عن القانون, في ظل ظروف إنسانية مزرية من الفقر والتسلط والتعسف والقهر والإقصاء,وبعد أن فقد أولئك المهمشون أي أمل في حياة حرة وكريمة,وانعدام القانون ,وسيادة ثقافة المافيات. وأصبحت تلك "الأسماء الكبيرة" في عالم الإرهاب,وبكل أسف, السفراء الأكثر شهرة في مجتمع العولمة والانفتاح,وهذه هي ,أيضا, الصناعة الوحيدة التي استطعنا انتاجها وتصديرها وترويجها في الأسواق برغم غنى الأرض وخصوبتها واحتوائها على كل الثروات .المؤلم,والمحزن ,ومن خلال سيادة ثقافة الموت, أن مثل هذه الشخصيات تعتبر ذات شعبية عارمة في أوساط العامة والفقراء,ولها الكثيرون من المعجبين ,والمريدين,والأتباع.

وما يؤلم أكثر أن عددا لابأس به من هؤلاء السفراء ,والمفوضين الساميين من الأعراب قد اختاروا الغرب للعيش في كنفه ,والتنعم بتلك المساحة الواسعة ,والفسحة الكبيرة من الحرية والانفتاح ليبشروا بتلك الثقافة التي كسبوها من الصحراء,وفي ظل انشغال السفراء والديبلوماسيين الحقيقيين بتنمية أموالهم ومشاريعهم ومصالحهم الخاصة وزيادة أرصدتهم في البنوك. والأنكى من ذلك كله ,أنه حين كنت تقابل بعضا ممن يعملون ضمن البعثات الديبلوماسية في بلاد الإغتراب وفي بلاد تصدر اللغات العولمية, والتي تتطلب الأذكياء والمهرة والدهاة والخبراء في السياسة والقانون والعلاقات, لتكتشف بمرارة وحرقة قاتلة, أنهم لا يجيدون حتى أية لغات,وأنهم موفدون من قبل الأجهزة,والقبائل ,والعشائر,والأقرباء, للتجسس على المهجرين من الأوطان والاستنفاع والاسترزاق,ويقتصر دورهم على مزيد من التشويه للصور التي لاتبعث على التفاؤل والسرور. إضافة إلى تلك الأسماء "الكبيرة" والمفخمة ,التي سُطرت أسماؤها بحروف مضيئة وبارزة في المواخير, والبارات, وكازينوهات القمار.

وعندما وصلت الأمور إلى ذروتها التدميرية القصوى في الحادي عشر من سبتمبر, أصبح كل الأعراب موضع شبهة ,وملاحقين من السي أي أيه والسكوتلاند يارد,لا بل إن كثيرين منهم قٌد أضحوا نزلاء سجون وحكموا بأحكام مؤبدة ومنهم من يقبع الآن على لائحة الانتظار في المحاكم.حتى أصبحت بعض الدول الغربية نفسها,التي صدرت ثقافة الليبرالية وحقوق الإنسان, متهمة, ومحاصرة بتهم انتهاك حقوق الأنسان ,وتطاردها منظمة العفو الدولية Amnesty International بكثير من الحالات ,وما سجن غوانتانامو ذو الشهرة العريضة بالبذة البرتقالية والسلاسل والأصفاد ,ومع التحفظات الكثيرة عليه وعلى من أوصل الأمور إلى هذه الأحوال, إلا واحدا من تلك الشواهد الماثلة,والمحاكمات الأخرى التي تجري في أكثر من مكان لمتهمين,أو ممولين للإرهاب. وأصبح عدد لا بأس به من هؤلاء من رواد المعتقلات في الغرب ,ونزلاء مداومين في سجون دول طالما جاهدت وناضلت لتصل لحالة من التميز الإنساني بحيث لا يكون لديها سجناء رأي وفكرومعتقدات.واستغل البعض هذه الحالة الوليدة لشن حملة عنصرية على الغرب متهما إياه بالإساءة للإسلام والعربان, وشن حروب صليبية ضد المسلمين ,متناسيا في الوقت نفسه أنه لم يجد ملاذا آمنا له ولأسرته إلا في الغرب,ومعتبرا نفسه, في ذات الوقت, كممثل لشعوب بأكملها,ومتحدث باسمها.وأرجو,مشددا, ألا يفهم هذا كدفاع عن أي كان ,أو إدانة لآخر ,ولكنه عرض لواقع الحال,ولوضع مزر بات يطارد أمن وسلامة المجتمعات. وفي كل يوم هناك خبر عن اعتقال ,وحجز وتوقيف لأشخاص متهمين ومتورطين بالإرهاب,حتى ضاقت بهم سجون الغربة ,كما ضاقت سجون الأوطان سابقا بالمعتقلين من كل الأطياف.وحتى أن منظمات حقوق الإنسان بدأت تنشط في الغرب للدفاع عن هؤلاء كما تدافع عنهم في الأوطان.ويسأل المرء عن السر في حشر اسم أوطان عظيمة ,ذات تاريخ موغل في التاريخ , كلازمة وكنية تعريف وراء اسم كل مجرم فار من وجه العدالة ,تلطخت يداه بالدماء.

غُيبت جميع الأصوات الحرة والنيرة داخل الأوطان وخارجها ,تهجيرا ,أو سجنا,أوتغييبا ,وخلت الساحة للمدلسين وتجار الظلام الذين أوصلوا الأمور إلى أسوأ الأحوال. فهل رأى أحدكم مفكرا ليبراليا أو علما نيا أو تنويريا أوحتى وسطيا وحياديا يتحدث في الإعلام؟ أو استمع لشاعر يسكب ألحان الحب والغزل والجمال؟أو وقف أمام لوحة رائعة تزخر بالعصافير ,والورود,والأشجار والخضرة والماء ؟ أو قرأ كتابا يعزز قيم التعايش, ونبل العلاقات,وأهمية التعارف ,والتواصل بين الشعوب والناس؟أو حضر ندوة ,أو محاضرة تدعو إلى التسامح والأخوة والحوار؟لاشيء سوى التصحر ,وفكر الموت ,وأسطوانات الطالبان التي تصدح في عنان السماء ,وتفتح لها كل الأبواب,وتشنف لها الآذان .

واحتلت الساحة الإعلامية والسياسية والثقافية والفكرية الخاوية أصلا شخصيات بعينها لعقود طوال كلها تعمل وتتسابق في نفس المجال,في الضخ والحشو وإثارة غرائز الكراهية ,وزرع ثقافة الموت بين العوام ,ومخاطبة الغرائز الإجرامية ,وهدف هذه الحملات هو القضاء على أية بؤرة يمكن أن يخرج منها النور والضياء ولو بعد ألف عام. فقد قدم هذا الإعلام تلك العقول الموغلة والمغرقة في التشدد والغلو والظلام على طبق من ذهب ,وجمّلها وحولها إلى أساطير وأيقونات ينظر اليها البسطاء والمساكين بإعجاب واحترام ,وأضاف عليها هالة من القداسة والعصمة والجلال.فمن يدافع عن من؟ومن يجمّل من؟ومن يعيد للصورة تلك الروعة والنقاء ,بعد العقود العجاف؟ويتساءل البعض,بعفوية وسذاجة, بعد كل ذاك, ماسر هذه الصورة القاتمة السوداء؟

هذه هي ديبلوماسية الأعراب,وسفراؤها الأفذاذ , الأكثر ازدهارا ورواجا ,حاليا, وبكل أسف, في عواصم الألق والنور والضياء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكــي إنتـرنت
- كم من العرفاء سيصبح لدينا؟
- أهم الأسباب في لبس البراقع واللثام
- ياليتهم علمانيـون
- متى تكسر جميع الخوابي والجرار؟
- فيـلم عربي طويـل
- محاكمـة البعـــث
- من يجرؤ على محاكمة أكثم نعيسة؟
- عِشْ ودعْ الآخـرين يمـوتون
- ثقافـة التسـامح
- في زيارة خاصة لأكثم نعيسة
- ما ليس عرضـيًا
- العجـوزالشمطـاء
- أمـن الأمريــكان
- على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟
- صبـرًا آل دليـلــة
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة
- ما أروعـك أيتها العروبـة
- المفســدون في الأرض


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سفــراء فوق العــادة