أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!














المزيد.....

أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 05:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الافكار العظيمة ليست بحاجة الى أجنحة فحسب بل الى مدارج للهبوط".. عبارة قالها احد المفكرين رداً على المثل الصيني الذي يؤكد ان الافكار لها أجنحة لا بد ان تطير وتحلق. والأفكار العظيمة في شهر رمضان تهبط في مدارج الفضائيات التي تفتح أبوابها ونوافذها أمام الجماهير العربية من المحيط الى الخليج، حيث تندلق وتتدفق البرامج والمسلسلات على الشاشات لا لكي تغسل العقل والمشاعر بل لتثير الاعصاب بطريقة ركض العيون وراء الابهار.
الصراع الحاد بين الفضائيات كأنهم في حالة حرب، والفضائية المميزة هي التي تجذب ويكون عدد مشاهديها أكثر وإعلاناتها أكثر، ويبقى التساؤل دائماً لماذا يحشرون البرامج والمسلسلات بهذه الطريقة الاستفزازية اللاهثة فقط في شهر رمضان. وماذا مع باقي أشهر السنة التي تعاني من الملل ومعانقة المسلسلات التركية ومكسيكية وكورية وهندية؟ ولماذا يجب على المشاهد ان يقع في فخ الحيرة بين المسلسلات العربية والبرامج التي تنتج فقط لشهر رمضان؟ لماذا يجبرون المشاهد أن يتنقل بين الفضائيات كأنه يحيا بمارثون سريع.
قد لا نعرف الاجابة الحقيقة على هذا التسونامي من الافكار التي صيغت بأشكال عديدة أكثرها مسلسلات وبرامج فنية والقليل منها ثقافية. قد يكون الشهر الفضيل هو قاعدة الابداع وإطلاق سراح المواهب من التمثيل الى الطبيخ. كل شيء يبث ويتألق في شهر رمضان. فهناك في الروح والنفس حالات تضيء وتشير الى أن الفن والبرامج الهامة لا بد ان تعرض في شهر رمضان، لأن الأجواء تكون رحبة ومتسامحة وقادرة على الاستمتاع بشتى الفنون من الجيد الى الرديء، لا يوجد وقفة جدية للنقد الآن، يوجد فقط ساعات أيام وليال يجب أن تمتلئ.
لكن الجديد في هذا التسونامي الفضائي في شهر رمضان هو كميات الرعب والخوف والاكتئاب والارتعاش والصراخ. هناك برامج اعدت كي تخرج الناس عن أطوارهم، تعتمد على الاثارة والخوف وردود فعل الضيوف، والتي غالباً ما تكون خارجة عن السيطرة وعن الحرص البشري الذي يلون ويصبغ الشخصية بألوان الهدوء والتعقل والانضباط.
من يتأمل مشاهد الغضب والرعب والصراخ التي يقع فيها الناس في هذه البرامج لا يعرف فقط الوجه الآخر للضيف. ولكن يعرف أيضاً حقيقة سلوكه وقت الازمات والضيق، تصرفه يكون خارج التوقع والإطار المرسوم، ويكون الكشف خاصة اذا كان الضيف شخصية معروفة على الصعيد الجماهيري حيث تكون المفاجأة التي تسقط الاقنعة عن وجهه. الذين يقدمون مثل هذه البرامج التي تكشف عن أعماق الشخصية وحقيقة سلوكياتها يقتحمون اسرار الشخصية. ولكن يقعون بالخطيئة الكبرى حين يصبح الغضب والشتائم والحزن والدموع تجارة للربح وتراكم الاعلانات التي يصل مردودها الى التجار. والمشاهد يضحك ويقهقه ويتمتع بوقوع غيره في حفرة الخداع. لكن لو وقع هو لتصرف بشكل قد يكون أسوأ، ولكان غضبه شلالاًت من الشتائم والصراخ.
اشاهد هذه البرامج التي تتاجر بالمواقف المدهشة والخوف والذعر والارتعاش والذهول، وإذا كانت الكاميرا الخفية فيها بعض الدلع وخفة الدم والمقالب البسيطة البريئة. فهناك من قضى على هذا الدلع وخفة الدم والبراءة، وحولّهم الى مواقف مزعجة يندهش علماء النفس والاجتماع لبثها وكيف تعرض بدون رقابة. ومن يشاهد برامج مثل "رامز عنخ آمون" و"فلفل شطة" و"مقالب مذيع" و"من غير زعل" و"السيرك"، وغيرها من البرامج، يعتقد ان المواطن العربي يعيش في رفاهية ولا ينقصه إلا مواقف تثير حزنه وغضبه لدرجة الجنون. ماذا يعني انسان يجد نفسه في مقبرة فرعونية مغلقة ومظلمة والخفافيش والمومياء والثعابين حوله كيف يتصرف؟! وماذا يعني أن تصرخ مذيعة بوجه طفلة وتتهمها باتهامات، وتبقى تصرخ بوجه الطفلة حتى تنفجر الطفلة بالبكاء، ويتبين ان المذيعة تمارس لعبة الكاميرا الخفية (الفضائية السعودية اوقفت البرنامج بعد ان اصيبت الطفلة بصدمة)؟! ماذا يعني أن يقوم ساحر بسيرك بأخذ طفل من بين الجمهور ويضعه في صندوق ثم يختفي الطفل، ويبدأ الساحر بالبحث عنه بقلق، فيأتي أهله ويبدأون بالصراخ والبكاء. ثم نكتشف بعد "طلوع الروح" أن الطفل خلف الستارة بصحبة مذيعة مشاركة في خديعة الأهل؟! وضرب وطرد وتكسير في المطبخ لنكتشف انه مقلب في المطبخ والشيف مشارك في المقلب ..الخ؟!
المضحك ان المواطن العربي من المحيط الى الخليج مصاب بداء الخوف والذعر والارتعاش، ويعاني من غياب الأمن والأمان والهدوء والاستقرار. يعيش في ظلمة سياسية، وشوارعه اختطاف وقتل وتحرش، وطرقاته عبارة عن احزمة ناسفة، والحدائق والمقاهي والاندية وحتى المساجد اصبحت مصائد لحياتهم.. كل مكان هو عبارة عن قنابل موقوتة! يخرج المواطن من بيته وهو لا يعرف اذا كان سيرجع ام سيتحول الى أشلاء يلمونها عن الاسفلت بطريقة روتينية..ّ
لذلك نقول للذين يتاجرون ببرامج الخوف والذعر والصراخ: يكفي ما يراه ويشاهده المواطن العربي في الواقع، فهو ليس بحاجة الى برامج تصرف عليها الاموال الطائلة. ثم لماذا لا تخصص هذه الاموال لبرامج ثقافية، او حتى التبرع بها لمؤسسات وجمعيات تعود بالفائدة على الاجيال وعلى عموم الناس في عالمنا العربي الذي يئن تحت نير الفقر والجهل والتكفير..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!
- القدس الشمالية لنا..!
- بكرا اعتقلوني..!!
- ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!