أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر نصر الدين - البنود العشر في الإسلام














المزيد.....

البنود العشر في الإسلام


عبد القادر نصر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 05:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنّا نحن طلبة الدكتوراه جالسين نتبادل أطراف الحديت إلى أن سألني أحد أصديقائي المسلمين بمعهد طوكيو للتكنولوجيا قائلا: « لما إنتشرت موجة كبيرة من الإلحاد في هذه الأخيرة بالوطن العربي؟ أتراها وعي فكري أم تقليد للأقوى ». فهمست في أذنه قائلاً: « إنّ في الإسلام عشرة بنود لا يقبلها حكيم أو عاقل، ومن باب الصداقة والاحترام لا أريد ذكرها لك كيّ لا أخدش شعورك ». فألحّ عليّا كثيرا حتى أقنعني أنّ لا حرج في ذكرها فلربّما له الإجابات المقنعة لها والحججّ الذاحضة لإدّعاءاتي. فقلت له: « إنّ الخطأ الّذي أخطأته قريش يوم دعاهم محمد للإسلام هو نفس الخطأ الّذي وقعنا فيه نحن ». فتعجب ولم يفهم قصدي. فقلت له: « يوم دعا محمد قريش للإسلام، أجابوه قائلين: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ». فجثم مكانه وصمت قليلا ثم قال: « أتقصد أنّه ما كان لنا أن نثق ونصدق بما جاء به أسلافنا وأجدادنا؟ ». فضحكت وقلت: « إنّ إعادة النظر فيما وجدت عليه آباءك هو أول خطوة تخطوها نحو البحث عن الحقيقة ». فقال لي: « أخبرني أرجوك عن البنود العشر ». فقلت له: « أنا لن أكلّمك عن انتهاك حقوق المرأة وفكرة الجهاد أو عن الفتاوى التي يشمئزّ منها حتى المسلمون أنفسهم ولكن سأكلّمك على ما اجتمعت عليه أغلب الفرق والمذاهب الإسلاميّة. أولا: الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يقبل حرية الاعتقاد بل ولم يكتف بشتم وسبّ غير المسلمين فقط بل تعدّى إلى التحريض والأمر بالقتل والقتال. فهو الذي يقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ). قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب رسوله قاتلوا أيها المؤمنون، القوم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يصدّقون بجنّة ولا نار ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ، ولا يطيعون الله طاعة الحقّ، بمعنى أنّهم لا يطيعون طاعة أهل الإسلام، من الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى. وزيّادة عن ذلك فإنّه الدين الوحيد كذلك الّذي لا يقبل أن تغيّر دينك حتى وإن لم تقتنع به وأمر بقتل المرتدّ وهذا ما فعله أبو بكر الصديق في حروب الردّة. فكان أوّل تكفيريّ في الإسلام حيث قتل وقاتل أناس لم يكفروا بالإسلام إنّما أبطلوا أحد أركانه الخمس. فقال قولته المشهورة أقاتلهم على خمس. والإسلام هو الدين الوحيد فقط الذي رخّص وأجاز ولم يحرّم ظاهرة استعباد البشر رغم أنّه كان السّباق في محاولة الحدّ منها. ولكنّه لو كان دين من عند الله فكما حرّم الخمر كان يستطيع تحريم وإيقاف العبوديّة. كما أنّه رخّص التجارة بالنساء والغلمان كغنائم حرب. فتباع المرأة وتشترى في سوق النخّاسين ». ثم تليت عليه ما ثبت أنّ إسناده صحيح على لسان المحدث الألباني عن ابن عمر أنّه كان إذا اشترى جارية كشف عن ساقها وصدرها ووضع يده بين ثدييها وعلى عجزها وكأنّه كان يضعها عليها من وراء الثيّاب. ثم أضفت قائلا: « وزدّ على ذلك هو الدين الوحيد الذي إلهه يغيّر رأيه حسب كلّ زمان ومكان. فالنبيّ قبل امتلاك القوة والأنصار كان يدع إلى الحوار وتحكيم العقل. وبعد بلوغه مبتغاه تغيّر أسلوبه في الكلام. وحتى ما جاء على لسان الله من أحكام فقد كانت تتغيّر. وهذا ما سماه علمائكم بالناسخ والمنسوخ. وكأنّ الله كان يعاني من انفصام في الشخصية أو لا يعرف كيف يتخذ القرارات حسب علماء الدين. ولو كنت دقيق الملاحظة لوجدت أن بعض الأحكام نزلت حسب الطبقات الاجتماعية. فعدّة الحرّة والأمة ليسوا سواء وكأنّهنّ لَسْن متشابهات فيزيولوجيا. حتي الحجاب مثلا لم تأمر به الأمة وإنّما فرض على الحرّة من النساء. فبربك أليست هذه أحكام طبقيّة؟ وأحكامه التأديبية كالجلد والرّجم وقطع اليد وغيرها. ألا تراها أحكاما وحشيّة ». فقال لي والعرق يتساقط من جبينه: « ألم تنته من سرد بنودك العشر؟ ». فضحكت وقلت: « بقيّ منها ثلاثة فقط، هل مازلت تودّ سماعهم؟ ». فردّ عليّا: « أجل، هات ماعندك ». فقالت: « إنّ القرآن كتاب قال عنه كاتبه أنّه كتاب مبين معناه واضح. وهو نفسه الكتاب الذي لم يجتمع عليه شخصان لفهمه إلاّ واختلفا. فصنع لنا المجرمين والقتلة. كما أنّ إله الإسلام تكلّم عن البيئة الصحراويّة والبدويّة فقط وكأنّه لم يخلق إلاّ الثمر واللّبن. وأخيرا اعلم أنّ من سبّ الله يستتاب ولا يقتل لأنّ حقّ الله عندكم يسقط بالتوبة، ومن سبّ الرسول يستثاب ويقتل. وكأنّ منزلة محمد أعظم من منزلة الله عند أغلب علمائكم. باختصار وحتى لا أفاجئك أكثر ففي الحقيقة أنا لم أشأ صدمك بما رويّ عن نبيكم من أحاديث ترونها أنتم ضعيفة ويراها غيركم صحيحة ولم أكلّمك كذلك عن القصص الصبيانيّة كالتي ذكرت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير كقصة الذي حول الله رأسه إلى رأس حمار، وقصة ذلك الرجل الذي وضع ولدا على صفة جرذ له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة وقصص أخرى كثيرة ». فنطق أحد الحضور بصفته مسلم معتدل: « ولكنّ هذه القصص لم يحدث بها نبيّنا الكريم ». فانفجر صديقي قائلا: « ولكن كيف لعالم جليل بمقام ابن كثير تسوّل له نفسه أن يكتب قصصا تافهة كهذه في كتابه. هناك إذن احتمالين، إمّا كان يكتب ليكتب أو كان يكتب ويفكر. فإن صحّ الاحتمال الأوّل فهذا ليس بعالم قطّ. وإن صحّ الاحتمال الثاني فهذا يعني أنّه كان مصدّقا لما كتبه. فكيف بعالم أن يصدّق أشياء لا يقبلها العقل ولا تقرّها الطبيعة ولم تحدث في زمن النبيّ لنحتمل وقوعها كمعجزة إلهيّة. ففي كلتا الحالتين كيف يمكنني أن أثق في عالم كهذا، كيف؟ ».
إنّ خلاصة قولي أنّ من كانوا علماء دين بالأمس سيصبحون مسخرة غدا. وكما إحتاج الغرب لنهضة فكريّة، فنحتاج نحن كذلك واحدة مثلها في أقرب وقت قبل أن نهلك أنفسنا بأيدينا.




#عبد_القادر_نصر_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر نصر الدين - البنود العشر في الإسلام