حسين علي الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 23:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اين ما وضع المستثمر الديني الرحال تناثرت بضاعته من فوق البعير لتغرق المكان بسيل لا نهاية له من المشاكل والكوارث والازمات, حتى غدا ذلك شعيره يمكن تخيلها مع خطا ذلك البعير , والعلة واضحة ولا تحتاج برهان فهي حالة مولمة من عوم يائس ضد التيار قد تكون ممكنه لفترة زمنية قصيره ولكنها لا يمكن ان تستمر طويلا اوتشكل حالا يمكن الركون اليه والتعايش معه بشكل نهائي.
ان المتامل لتاريخ العرب سيرى فيه دورات متشابه تعيد تشكيل ذاتها في غضون كل خمسين الى مائة عام يبدء بحكم فئة هجينه لا احد يمكنه التكهن بميولها وماذا تريد مع تنامي ملحوض لمعارضه دينيه تنشا في الخفاء وتنشط بمرور الزمن متعكزه على كل المئثور الديني ومستلهمه حلول ومعالجات لواقع متخيل وليس حقيقي فهي تمثل نضرة موسس ذلك الحزب او التجمع الديني الى الواقع وليس الواقع ذاته مع المبالغه في التضاهر بالنسك والتعبد وترديد الشعارات الثورية والانسانيه البراقه والتقرب الى الطبقات الواسعه من البسطاء والمحرومين وايهامهم بان المشكله الحقيقيه تكمن في السلطة الفاسدة المفسده التي لا تنفذ امر الله ولا تعمل بالشريعة السمحاء التي لا تفرق بين عمر وزيد الا في التقوى..
وحين تتسع دائرة الايمان في اوساط العامه ويكون هناك من هم على استعداد لبذل ارواحهم وابنائهم واموالهم لكي يحق الحق وتقوم دولة المومنين عند ذاك سيكتشف الملاء ان ان حجم التفرقه في دولة المؤمنين بحجم راتب البرلماني اربعين مليون دينار عراقي مع منح وامتيازات غير محدوده بينما راتب المطلقة او الارمله لا يتجاوز الخمسين الف دينار شهريا كذلك رواتب بعض الموضفين الصغار لا يتجاوز المائتي الف ومثلها منحة الادباء ورجال الفكر وهي تعطى لمن يرشحهم الاتحاد حتى ولو كان حضهم من الادب هو الانتماء الى الاتحاد فقط , ويكون ربع المجتمع عاطلا عن العمل وتوزع التعينات والوضائف حصصا لللاحزاب والتكتلات السياسيه , وان المعياير المعتمده معاير شخصيية تلعب المحابات الحزبية والمحسوبية والمنسوبيه الدور الاساس فيها , وان يجد الكثيرين من اصحاب الفكر النير والقلم الشريف انفسهم حارج السرب محتارين بين الوفاء لنبل الكلمه و دواعي العيش بايجاد وسيلة للتناسب بين لافواه والارانب ان قيام حاله من الاختلال الحقيقي يمثل احد طرفيها اعداد كبيره من الموئمنين الذين يصلهم من المال في الشهر الواحد ما يعجزون عن انفاقه في ستة اشهر وان بذخوا,في حين لا يجد الطرف الاخر ما يقوم اوده به وهم الاغلبيه في دولة يمكن ان لايوجد فيها فقير ان حضيت بشيء من العدالةفي التوزيع...!
اضافة الى كل مضاهر الفساد الاخرى التي يجب ان تغيب عن دولة الدين والايمان لا ان تكون السمة الاساسيه والعنوان المميز لها...!مع طائفية مقيته وارهاب يفرض ضلاله المرعبه ويغلف كل مجالات الحياة . فيتعطل كل شي وتغيب ملامح العصر وتذوب تحت معتقدات وطقوس واهتزاز لحى وترنمات مسابح ونشيج ودعاء, بكاء ودموع وشرود في عوالم الملكوت الغير مرئيه وخطباء لا يحسنون شئا اكثر من الابحار في الماضي واصطياد كنوزه ودرره المكنونه , ليكون ذلك بديل عن درر الحاضر المفقوده وعن الصدق والامانه وعدم التكلف والنزاهه وبقية الحلقات الاساسيه المفقوده التي بدونها لا يمكن ان يصلح حال المجتمع وتكون هناك دولة حقيقيه .
حين يكتشف الناس ان ماقامت عليه دولة الايمان كانا مجرد اسوار تحجب محتوى اخر لاعلاقة له على الاطلاق بكل الشعارات والمبادي ولافكار المعلنه , وان ما يغفوا حينا ويتحرك قويا جامحا حينا اخر هو هوى عاتيا وغراما مفرطا وان قنعوه باحكام الا انه يعلن عن نفسه بطريقة او اخرى ويطرح رائحة لا سبيل لغطيتها بكل عطور العالم , عند ذاك تتفتح قناعات جديده وتبدا اول الخطوات في رحلة الالف ميل نحو الخلاص , فيضهر الثوار والخصوم والمناوئون وتتفتق القرائح عن دعوات جديده وافكار جديده, تدعوا للتطور والبناء وتدعيم الحمة الوطنيه واستلهام روح العصر بعيدا عن كل الانانيات والممارسات التي اكل عليها الزمان وشرب واثبتت التجارب بطلانها وزيفها , ان فداحة الضلم الذي يدمي القلوب لا بد وان تزيح الغشاوة عن العيون وتجلو البصر حتى يغدو حادا مدببا كنصل الخنجل وعند ذك لن تعوقه الحجب فيخترقها بسهوله ويلامس كل المحتويات المموهه بشكل مباشر , ليكتشف انهم ينفذون اوامر ما نزل الله بها من سلطان , فتصفعه الحقيقة المره ويولي مذعورا من هول الاكتشاف وعندها لن يقبل او يقنع بغير التغير
وحين يحدث التغير ويسدل الستارعلى حقبة تحسب في تفاصيلها العامة التي سيرويها التاريخ للايمان وتختفي كل تلك الفواجع خلف جدار سميك من النسيان لتبدا ملامح جديده تلوح بوادرها في الافق بشكل انتقادات يوجهها المومنون من الاولاد او الاحفاد الى الحكومه المدنيه التي لاتراعي حرمات الله واوامره ونواهيه فهي تبيح المفاسد وتغض النضر عن الغواني والحانات والخمور والفجور وتوسم تلك الممارسات المرفوضه بالفعاليات الانسانيه...!اضافة الى تساهلها في الكثير من الممارسات التي تتعارض مع توجهات ديننا الحنيف وشريعته المقدسه , وهكذا يتصاعد النهج المعاكس بعد ان نسى الشعب وغابت عن ذاكرة الجيل الجديد احداث الماضي وما فعله اسلاف هولاء حين تمكنوا من السلطه.
وينجحون... لتستكمل الدورة ابعادها وتستمر في رسم حلقاتها المتعاقبه دون ان ينتبه احد لما يجري او يشير اليه بموضوعيه وتعقل او يسعى الى جعله مادة للدراسة ترشح عنها القوانين والفروض التي توسس لمسيرة علميه وتاريخية صائبة تسقط السلبيات وتوسس وتبني على ما هو ايجابي ومفيد .
قطعنا لسنا الوحدين الذين مضى بهم التاريخ على ذلك التناقص المعيب بين ما اشرنا اليه من حالين , ولكن من الموكد تماما ان مثل هذه الامور لم تمر في حياة الامم والشعوب الاخرى بذات القدر من الامبالاة والسلبيه اللتان مرة بهما معنا ..! مما يوشر حالة قصور شديد تتحملهما الانتلجنسيا العراقيه والعربيه بشكل عام
ان المتتبع والفاحص لتطور الفكر السياسي في الغرب سيلاحظ اول ما يلاحظ ان هناك سلسلة من الحضور النقدي كانت تدرس وتحلل معطيات الواقع وتاشر بدقه وعمق ما ينبغي له البقاء والنضوج , اوالاسقاط وعدم الاهتمام والتاشير ومن المثير للاعجاب تماما هو ذلك الكم الهائل من المفكرين والعلماء الين كانوا يتصدون لجوانب الحياة المختلفه ويوسسوا المذاهب والاتجاهات في التطور والزحف المتواصل الى امام دون ان تتمكن العوامل المضاده من ايقاف زحفهم او جعله غير موثر او غير مهم ...! كما هو الحال معنا حين تنشا ضاهرة ما تحمل جانبا من الصحوة و النضج في تحديد الواقع ورصد سلبياته كما فعل الدكتور ( على الوردى)افان التهم الجاهزه التي ستلفقها له قوى الردة والضلام ستجعل منه ومن افكاره واكتشافاته موضوعا للتندر .
كانوا هناك يرسلون النضريات ويشيدون المذاهب التطوريه فيتلقفها الواعون ويشكلون لها العمق والقاعده التي تصنع التغير وتفرضه لانه الافضل والاصلح ولن تترد تلك القاعدة نفسها في التطلع الى المستجدات بشكل دائم فالهدف هو ليس فكرة بعينها او اتجاه محدد ينبغي التقوقع عليه بل البحث الدائم لما يجعلهم في حال افضل .فالتطلع الديناميكي حالة قائمه تلاحق فعل التطوير ووتنشده حيثما حل ووجد .
كان ذلك يجري بفعل مرادف للحياة وبتتابع زمني يضنه الراصد مقصودا ومدبرا فتاخذ الافكار منحا تصاعديا في النضوج والتطور فا التدرج والفهم الليبريالي يمكن رصده منذو البدايات ومع كتاب القديس اوغسطين (مملكة الرب ) والى يومنا هذا دون توقف او كلل او ملل , ان التاريخ الدائري المتناقض الذي تتقاسمه حالتان من النشوء العشوائي تحددان كل مفاصله وتطلعاته في الصراع على الكرسي بين الديني والمدني قد انتهي منذو امد بعيد وحدد بوضوح تام الحالة المثلى لكل منهما في السلوك والممارسة والتخصص باعتبار ان المنهجين او المبدئين هما وسيلة لارتقاء بالحياة وليس غاية تسموعليها .
اننا الان وبعد هذا الشوط الكبير الذي قطعته البشرية في التطور لا نزال نواجه التحديات الكبيره بسلبية وانهزاميه الماضي ...! فنحن نرفض ان يكون لنا موقف وان نحدد ما نريد هل نحن مع النظام الديني بكل كارثيته ...! وان كنا كذلك فما هي اصلح صيغة لتحقيقه وما هي الوسائل التي تجعله ممكنا بدون التضحيه بالكثير من الامورالتي لاتستطيع البقاء والازدهار بوجوده....
اما ان كنا مع الاتجاه الاخر (الدولة المدنيه) فان الديمقراطيه هي طريقنا الوحيد الذي يجب ان نحصر جل همومنا في تنقيته وتخليصه من الشوائب والاشواك التي تكتنفه في التطبيق الاني لها , وان علينا كمثقفين ونخب واعيه ان نوضح للناس مايجب ان يغيب او يحضر في التطبيق الحقيقي للديمقراطيه لكي لا تتحول الى فوضى عارمه يختلط فييها الحابل بالنابل ويتيه الاثنان في لجة من الضبابية والتشويش المقصودين .
#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟