|
أوراق صفراء معاصرة_الورقة السابعة_الشعب الذي يقول:لا
شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 23:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أوراقٌ عتيقةٌ نقطفها من كتيبٍ بعنوان( هؤلاء هم....الإخوان)بقلم:طه حسين،محمد التابعي،علي أمين،كامل الشناوي،جلال الدين الحمامصي،ناصر الدين النشاشيبي كشهودٍ على عصرهم و أحداثه .وقد صدر الكتيب عقب محاولة الإخوان اليائسة لتحدي إرادة الشعب و إرهابه،و إبتزازه بالتلويح بحمامات الدم ابان ثورة 23 يوليو 52،و ما تلاها من المحاولة الفاشلة لإغتيال زعيمها بعدها بعامين ، وما تم الكشف عنه آنذاك ومن ثم إحباطه ، من مخططات الإغتيالات العنيفة و التفجيرات الواسعة تمهيداً للإنقلاب و السيطرة على السلطة، و علاقة هذا الفصيل بالقوى الأجنبية حينها مما يكشف لنا الكثير عن مفهوم الوطنية وقدر الوطن لدى هذا الفصيل ،و بالرغم من قدم هذه الأوراق و إصفرارها وقد سلخت ما يقارب من ستة عقود؛فما زالت مضمخة بالجدة و المعاصرة...و تحمل الرائحة الطازجة للأحداث الآنية،و كأن مدادها لم يجف بعد...
و في تقديري فإن الفضل في طزاجة هذه الأوراق على بعد العهد بها،ليس راجعاً لأن التاريخ يعيد نفسه أو لأنه راكدٌ أسنٌ، و إنما يرجع الى طائفة من الناس، كالأحافير الميتة و الأحجار الصماء البكماء لا تتعلم من التاريخ ؛فكرها لا يتغير و سيرتها لا تتبدل،شبقها العقيم للسلطة المفردة المتأبدة هو هو،و ميزانها السقيم الظالم التي تزن به إرادة الشعب هو هو،و تعاطيها بضميرها المدخول لمفهوم الوطنية هو هو..ومن ثم لا تملك الا أن تعيد حياتها و تاريخها و مأساتها مرة تلو المرة ؛كحبة الرمل في ساعتها الرملية..ما ان تقلبها حتى تعيد سيرتها و تكرر مأساتها عوداً على بدء..و لا تحيد عنها قيد شعرة ،عجباً ..لثمانين عاما و هي لا تمل ولا تسأم تكرارها!،و يلح على ذهني المشهد الإسطوري لسيزيف،الذي لا يصعد الجبل إلا ليهبطه،و لا يهبطه إلا ليصعده، و ليسمح القاريء الكريم بان نعيد قراءة هذه الأوراق كما هي . نعم... قد يتفق البعض و قد يختلف مع فكر كتَّابها الثقاة،بيد أننا نتناولها هنا كتأريخٍ موثقٍ يكاد يكون محسوماً،و من أفواه قامات سامقة لا غبار على وطنيتها،و لا مطعون في نزاهتها،و على كل حال ٍ فالكلام على عهدتهم_ أي الكتّاب الراوة_ وتحت مسئوليتهم ،و قد آثرت عرضها بلا تعليق أو تفسير أو إضافة،اللهم إلا في أضيق الحدود و على الهامش ؛و الحق لسنا في حاجة لإضافة شيءٍ أو الإسهاب في شيءٍ،و الفضل في ذلك للإخوان أنفسهم كما أسلفنا،فتاريخهم جامد كل الجمود على وتيرةٍ واحدة،و واضحٌ كل الوضوح إلا لمن أغمض جفنيه عمداً؛ فكفانا ذاك مؤونة الشرح و التوضيح. نعيد قراءتها لأن في التاريخ عبر....و نعيد قراءتها لفهم أعمق لهؤلاء الناس....و نعيد قراءتها أيضاً لنستشف أن هذه الطائفة هي هي الامس و اليوم و غداً.... و نعيد قراءتها فلربما كانت ضوءاً كاشفاً لبعض حنايا و تكهفات هذا الفصيل ولا سيما لمن يتحدثون في وقتنا الراهن عن المصالحة و عدم الإقصاء،و يتدارسون كيف السبيل لإدماج هذا الفصيل في الحياة السياسية؛ و هم ما برحوا على ما هم عليه، من فكر فاشي لم يراوحوه قط ! أقول يا سادة..أفلا يحق لنا أن نتساءل قبل ذلك كله :عما إذا كان في المقدور و الإمكان حتى أن يراوحوه!، أكبر الظن أنه السؤال الجدير بالطرح الآن ،و من بعده يأتي حديث المصالحة و عدم الإقصاء وليس قبله!... و الحق ..لا ضير في نلقي نظرة إلى الخلف بين الحين و الحين ؛لنعلم أين نقف بالضبط و إلى أين نمضي. الورقة السابعة بعنوان:(الشعب الذي يقول:لا) بقلم الأستاذ/جلال الدين الحمامصي ..................................................................................................... يقول فيها:(كلَّما قرأت الإعترافات التي يدلي بها المتهمون في قضايا الجهاز السري للإخوان المسلمين أحسست بالإشفاق و الألم؛الإشفاق على مصر التي سعت طويلاً نحو الإستقرار،فلمًّا أوشكت أن تحققه أبى فريقٌ من أبنائها إلا أن يحيلوا هذا الإستقرار إلى فوضى،و خراب،و دمار....سعياً وراء حكم،و جرياً وراء سلطان!
أما الألم فمن أجل أولئك الذين إعترفوا بأنهم كانوا ضحيةً لعملية من أخطر عمليات الخداع و التخدير السياسي، و بأن فهمهم لإتفاقية الجلاء كان من زاوية عكسية،صنعها المتآمرون و حاولوا بها أن يثيروا الناحية الوطنية في قلوب بعض المساكين من الفئات التي تسمع لنفرٍ من الناس،و لكنها لا تبحث،و لا تدقق!).ص 89 و يستطرد الحمامصي في إيضاح أن هذا الألم من جانبه لا يعني أبداً الرأفة بهؤلاء المتآمرين على الوطن أو غض النظر عن جرائمهم أو التساهل مع إرهابهم و جرائمهم، تحت ذريعة أنهم مخدَّرين بالدين و الشعارات الجوفاء:(و هذا الألم من جانبي،لا يعني العطف على هؤلاء الجهلاء،أو أن يكون مقدمة بمعاملتهم بالرأفة...بل لعل ما أريده هو العكس،فقد حان الوقت لكي نطالب كل مواطن بألا ينصاع إلا لضميره،و حكمه الشخصي،بل يجب عليه أن يسأل بنفسه و يقرأ بنفسه إن أمكنه أن يقرأ و يواصل الدرس و البحث قبل أن يبدي رأيه..).ص 89(1)
و يستكمل الحمامصي حديثه،شارحاً الحاجة لإقصاء التعصب و وإجتثاثه إجتثاثاً .. لا المهادنة معه:(إن من الخطأ القول بأن الثورة قد قضت تماماً على العقلية القديمة،التي تركع بآرئها للزعامات و القيادات،فما زال الإنصياع الأعمى قائماً،و ما زالت هناك زعامات تسعى إلى إذلال الناس، و جبرهم على الإذعان لآرائهم الخاطئة المضللة..لهذا نرى أن هذة الفترة التي تمر بها مصر_و هي أخطر فترات تاريخها الحديث_يجب أن تكون فترة تطهير من التعصب..بل يجب أن تكون فترة تطهير من كل الآراء التي يراد فرضها بالدم،حتى نظهر في عهد الإستقلال في الرأي،و الفكرة..و المبدأ.......و الحكم على الأشياء بحقائقها الكاملة.... إننا نريد شعباً يقول((لا))يقولها في كل وقت،و في كل حين،متى تطلب الموقف أن يقول((لا)) و بغير هذا..ما قيمة الإستقلال؟).
و إلى هنا إنقضى الوقت المتاح ،فسكت _الحمامصي _ عن الكلام المباح.
و إلى اللقاء مع ورقةٍ آخرى مع شاهدٍ آخر. هامش .................................. (1)لم يختلف الأمر كثيراً ،و الرسالة موجهة إلى الفريق المروج الآن للمصالحة و عدم الإقصاء، برغم أن هذا الفصيل _الدين السياسي_ما زال على عهده و التصاقه بمنهج العنف،و ما زالت جرائمه تتري على قدم و ساق حتى كتابه هذة السطور:من حالة إنكار تام و زراية بإرادة شعبٍ لا يرونه ،ومن قتل مواطنين أبرياء من سيناء إلى رابعة العدوية، ومن دعوة للتدخل الخارجي و الإستقواء بقوى أجنبية!يا سادة أي مصلحة تدعون إليهاأفوق جثامين الناس و مقدرات الوطن؟..الأمر يحتاج إلى إعلان صريح من هذة الفصائل لنبذ فكرها العقيم و مشروعها السياسي الفاشي قبل كل شيء،ثم الأمر يحتاج بعدها إلى إعادة برمجة نفسية و بخاصة للتابعين المخدرين ، و إعادة خلق للعقلية الناقدة المفكرة لديهم و التي أُنتزعت منهم إنتزاعاً..أما من تلطخت كفاه بالجرائم و الدماء،فليس من سبيلٍ أمامنا غير إعلاء دولة القانون..لا تصالح على الدماء البريئة..لا تصالح مع الخيانة و التخابر..لا تصالح مع بيع الأوطان.. أليس كذلك؟ (2)على الشعب المصري و جيشه ألا يخضع لإبتزاز الفصائل الفاشية...في هذة المرحلة المفصلية و الخطيرة كأشد ما تكون الخطورة في تاريخنا الحديث..مفصلةٌ آخرى كالتي حدثت في 1954،...و الحق ما كان يجب ترقيع دستور لا يُرقع ،و لم يكن الأمر سوى مغازلةً لمن لا يستحق الغزل..والمعركة القادمة يجب أن تكون تحت شعار: (لا أحزاب سياسية على أساس ديني)..هذا هو دستورنا..و أظن أنه أصبح شيئاً بدهياً بعد كل ما عانينا من مثل تلك الأحزاب،..أم ترى هناك رأي آخر؟!
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوراق صفراء معاصرة_الورقة السادسة_أخٌ..في الله!
-
أوراق صفراء معاصرة_الورقة الخامسة_(الضحابا..و المساكين!)
-
أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في مواز
...
-
أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثالثة_(إرهاب بالجملة)
-
أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثانية_(ليس هناك إخوان...و
...
-
أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الأولى_(نعم ...حدث إنقلاب!!)
-
الكهف السفلي و تمرد
-
الصراع و الإقصاء الحتمي
-
غزو الحبشة..و احتلال مصر!
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|