|
على الكرد أن ينأوا بأنفسهم عن الصراعات الإقليمية والدولية
عمر علي اميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 22:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أيام وانأ اتابع الأزمات المتفاقمة والصراعات والاقتتال الداخلي بين الأحزاب الكردية في غرب كردستان ( سورية ) إثر المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والانتماءات الإقليمية والدولية والتي أغضبت الشارع الكردي بصورة عامة عليه فالجميع مدعون اليوم أكثر من أي يوم أحر إلى نبذ الخلافات و وحدة الصف و التآلف واللحمة القومية والحوار البناء وخلع رداء التشرذم والمواقف السلبية التي لا تخدم القضايا القومية المصيرية قبل أن تزول الفرحة وتعقبها النكسة فتكون الندامة والحسرة التي لا تجديان نفعاً فمن استقراء التاريخ تبين لنا أن الكثير من الحركات أو قضايا الشعوب توترت وتعقدت بعد أن أخذت تتدخل في أمور لا تعنيها وهي بعيدة عن أجندتها أو أنها استخدمت كورقة رابحة من قبل بعض الدول في الصراعات الدولية أو الإقليمية لغرض المساومة وتحقيق بعض المنافع على حساب تلك الحركات أو القضايا وتفقد الأخيرة نتائجها المرجوة وتخرج من المعركة صفر اليدين لذا لابد من أصحاب أية قضية مشروعة إن لا ت يتجاوزوا حدود مصالحها. مقدمة كانت لابد منها لتكون لنفتح كل الأبواب على مصراعها لنكشف ما يحدث من وراء الكواليس وكيف كان وما يزال تستغل قضيتنا من قبل الغير وليعلم الجميع أن المنطقة لا تنعم بالأمن والاستقرار الدائمين بدون حلها حلاً عادلاً ويخطاً من يعتقد في يوم ما أن الكرد ينسون حقوقهم المسلوبة بالتقادم . مما لاشك فيه أن منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة ولاسيما غرب أسيا تحديداً والتي تكون كردستان جزء مهما منها (1 ) من أكثر مناطق العالم توتراً جراء تراكم أزمات قديمة وحديثة من أهمها القضية الكردية والفلسطينية ومشاكل الحدود القائمة بين أكثر من دولة التي تركتها معاهدة سايكس بيكو 1916 والصراعات الاثنية و أخيراً المذهبية بشكل غير مسبوق بحيث أخذت بعداً خاصاً في الآونة الأخيرة قد تكون سبباً في جر المنطقة إلى كارثة لا يحمد عقباها إضافة إلى ما ذكرنا أنها تحتوى على أكثر احتياطي النفط والغاز الطبيعي في العالم مما يسيل دوماً لعاب الدول الكبرى وقد كانت ذريعة للولايات المتحدة لتشكيل قوات التدخل السريع لحمايته وإمداداته مع مشاكل المياه التي أخذت تتفاقم سنة بعد أخرى ولا ننسى سعي إيران للحصول على السلاح النووي وغض الطرف عن نداءات المجتمع الدولي بالعدول عن ذلك وبهذه المناسبة أريد أن أشير هنا الى حقيقة مرة وهي أن أعداء الكرد من العنصرين من الكتاب والباحثين والطارئين على السياسة عندما يتحدثون عن أزمات الشرق الأوسط نجدهم يلقون اللوم على عاتق الشعب الكردي من خلال حركاتهم التحررية فكان من الأولى بهؤلاء معاتبة الدول التي تحتل كردستان التي تنكر في بعض الأحيان حتى ابسط حقوقهم وتضع كل العراقيل في تحقيق طموحات اكبر شعب في العالم لم يتحقق حلمه للعيش في دولة مستقلة على أرضه كردستان . كل هذه ألازمات مجتمعة خلقت نوعاً من التخوف حتى وصل الأمر إلى أن التوقعات المستقبلية للخبراء السياسيين والعسكريين تشير إلى أن حرب عالمية ثالثة لا سمح الله فيما إذا وقعت ستنطلق شرارتها الأولى من الشرق الأوسط المؤشرات المذكورة ساهمت في تغيير موازين القوى في المنطقة سواء فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية أو بالمصالح الدولية وظهور تحالفات وقوى جديدة لها أهداف معينة تريد تحقيقها من أهمها السعي إلى قيادة شعوب و دول المنطقة مثل القوة الصاعدة للتحالف الإيديولوجي الذي يتزعمه و يدعمه إيران وتتمثل في النظام السوري والحكومة العراقية وحزب الله في لبنان وبعض المنظمات الفلسطينية والحوثيون في اليمن و بقية الأحزاب والكيانات الشيعية في المنطقة وفي الطرف الآخر المحور التركي الذي يسعى إلى القيام بدور الدولة العثمانية الجديدة المتحالف مع كل من السعودية وقطر وبدعم غير مباشرة من بقية دول الخليج التي تتخوف من الهيمنة الإيرانية مع بعض الكيانات السياسية في العراق وسوريا وتأيد دول أخرى بنسبة اقل مع تفكك تحالفات أخرى مثل التحالف التركي السوري والتركي الإسرائيلي. إما فيما يخص موقف الشعب الكردي قي بقية أجزاء كردستان والذي يعيش في خضم نفس الإحداث ممثلة بأحزابه وكياناته في ما يجري في المنطقة وتحالفاتها فهو أمر صعب وخطير في آن واحد فليس من الممكن أن يبقى المرء محايدا دوما والبقاء على التل في كل الأوقات وكذلك من غير الممكن الانقياد أو الانجرار وراء هذه التحالفات أو الوقوف مع دولة دون أخرى وتنعكس سلباً على القضية الكردية كجزء أو ككل وهذا يعني وزن الأمور وزناً دقيقاً و لا ننظر إليها نظرة خاطفة مؤقتة وان نحسب نتائجها المحتملة والمتوقعة في القريب العاجل والمستقبل وان لا نجعل العواطف تطغي على مشاعرنا والقدرة على الحكم الموضوعي الصحيح أو بمعنى أخر قبل الإقدام على إي عمل أو اختيار ينبغي ألتروي والتفكير بتعمق والاستشارة وفي حدود مصالحنا القومية دون تأييد أو تنفيذ أجندة جهة معينة لتحقيق المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة أو إزاحة بعض الغرماء السياسيين لأنه من المعروف أن الدول الإقليمية والأجنبية لا تقدم الدعم والعون ابتغاء لوجه الله آو من اجل سواد العيون كما يقول المثل وإنما لكسب مواقع وفوائد مادية أو معنوية أو الاثنين معاً ثم انه من الخطر الاعتماد عل دول تمنع هي نفسها في منح الحقوق القومية لمكونات شعبها وإنني أجد أنه ما من سبيل إمام الكرد لدرء الإخطار ولمقابلة مخططات الدول الإقليمية ولاسيما التي تحتل كردستان إلا بإعادة النظر في أمر خلافاتنا والسعي إلى توحيد صفوفنا وهو أمر ليس باليسير إمام الهوة التي ظلت تلك الدول يزيدونها يوما بعد أخر و بمعنى أخر عدم توحيد المواقف تجاه أزمات الشرق الأوسط أو التحالفات الموجودة وعدم وجود تنسيق مسبق آو بالأحرى إستراتيجية موحدة ترسم خارطة الطريق لعموم الأحزاب الكردية لتحقيق القضية الكردية الجوهرية أو بالأحرى صياغة مطلب قومي حقيقي موحد بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية وسبب هذا الوضع الذي يستمر دفع الكرد ثمناً غالياً لذا لا يد أن ننسى الأحقاد والاختلافات والتغلب على عواطفنا ولعلي لا أتعدى الحق ولا أتجاوز على الحقيقة إن قلت انه ما من عبْ شديد الوطأة يثقل كاهلنا كأمة كردية منذ القدم وما من مشكلة تهدد أمننا القومي واستقرارنا السياسي مثل مشكلة عدم التنسيق والتفاهم وحب الزعامة وعدم التعاون في مجال أمننا القومي حتى على ابسط الصغائر فالحكمة تقتضي التزام النهج السياسي الذي يحقق المكاسب التي لا يمكن نيلها بغيره مع تلقي مساعدات غير مشروطة من جهات أخرى إذا تطلب الأمر على أن لا تؤثر على النهج أو الإستراتيجية المرسومة مسبقاً وكذلك هناك أمر مهم علينا إن نطور الوعي القومي بين أبناء شعبنا ونقف مع قضايانا القومية المركزية أو الجزئية وتفضيلها على الانتماءات العشائرية والأسرية وحتى الحزبية حتى لا تتكرر المأساة السابقة من اقتتال الكردي – الكردي تحت أبواب أجندة خاصة لخدمة الغير ولنا من تاريخنا القديم والحديث كثير من الماسي جراء إدخال الكرد في هذه النزاعات بالترهيب أو الترغيب أو انضمامهم إلى تحالفات أو جهات لم تكن لهم فيها ناقه و لا جمل بل كانوا حمالة الحطب للغير أما لانسياب دينية أو مذهبية او عشائرية أو مادية وما زالت بعض الجهات تعاتبنا كشعب على بعض الجراء التي اقترفت في يوم ما للأسباب المذكورة وكانت اللعبة تحكم فيها مصالح الدولة العثمانية والفارسية ومن ثم الدول الاستعمارية وبعض الدول الإقليمية والتي كانت تشوبها دوما صفقات مشبوهة و مساومات واتفاقيات ومعاهدات وتقسيمات عشوائية مع حدوث تغيير جذري في الخارطة السياسية للمنطقة وليس مجرد تغير بسيط في موازين القوى وأثرها تولدت الصراعات والتوترات والحروب الأهلية ودفع الشعب الكردي جزءً مهماً وكبيراً من فاتورة هذه الجرائم والتجاوزات في أكثر من مرة مازلنا نئن من وطأتها حتى اليوم فالحذر واجب للابتعاد عن مثل هذه اللعبة القذرة وخير مثال على ذلك عندما ضرب شاه إيران السابق خنجرا مسموما الشعب الكردي من الخلف دون اخذ القيادة الكردية في حينه الاحتياطات اللازمة لمثل هذه التوقعات وموقف النظام السوري من حزب العمال الكردستاني والذي كان السبب في إلقاء القبض على اوجلان وفي الختام يجب علينا ألا ننسى أن القضية الكردية أخذت دورها في الساحة الإقليمية والدولية وان لا ندعها تتراجع تحت أسماء ومسميات لا تخدمها ونتعامل دوما مع الإحداث إننا امة واحدة ولنا مقومات وأهداف مشتركة لان بعض الدول الإقليمية تريد آن تجرنا إلى تلك الصراعات لإعادة الاقتتال الكردي – الكردي وعلى قادتنا أحزابنا في كردستان بأجزائها الأربعة فيجب أن يدخل هذا الجيل التاريخ بأحرف من نور لا بالخيانة وعدم الشعور بالمسؤولية وعدم الإدراك وتقيم الأمور بمقياس دقيقة
1 - الشعب الكردي يعيش منذ تقسيم وطنه وسط هذا البحر الهائج في وطن مجزأ دون وجود حكومة قومية تحتضنهم لتقيم جداراً تحميهم من كل هذه الصراعات والأزمات المتلاحقة بل العيش بين عدد من الأقوام يختلفون فيما بينهم على ابسط الأمور ويتوحدون فيما بينهم على معاداته السرية في دهليز السياسية بين الدول الإقليمية ذات العلاقة بالقضية الكردية بقيت إسرارا لم يكشف النقاب عنها أو تم تحريفها
#عمر_علي_اميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|