أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - لميس كاظم - مسيرة موت صامته














المزيد.....

مسيرة موت صامته


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 11:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بقلم: د. لميس كاظم
دخلت افواج قوات وزارة الداخلية الباسلة وخرجت من المدائن وهي تعتقد انها حررت المدينة بدون سفك اي قطرة من دماء العراقيين ، وهي اول مأثرة يجترحها افواج الحرس الوطني، إذ اصر والح وزير الداخلية بان قوات الأقتحام لمدينة المدائن هي قوات عراقية صرفة ولم تشترك معها اي قوات اجنبية سوى الحماية الجوية، وقد حرروها فعلا من العرب المجوس بدون اي مقاومة، نعم انكم محررون ايها الأشاوس ولم تسل قطرة دم في ارض كنعان الطاهرة لكن الذي ظهر ماهو اقبح واشنع من تحريركم للمدائن وكان الأفضل لو انكم لم تحرروها. جريمة يندى لها الجبين ويخجل منها كل الشرفاء. اهذا هو الأنتصار التأريخي لوزارة الداخلية والحكومة العراقية الغارقة في عسل الحقائب الوزارية.

قبيل ظهور اثار الجريمة اكدت وزارة الداخلية والحكومة وهيئة علماء السنة انها فتنة طائفية مفبركة يراد بها اثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة المتأخون في المدائن منذ عدة قرون. لكن بعد ان ظهرت اثار الجريمة البشعة صمت الكل، واسدل الستار على هذا الأنتصار التأريخي ولم تظهر اي بوادر للفتنة الطائفية، ولم تحرك تلك الوزارة والحكومة اي ساكن وكأن ال 57 جثة هي ليست جثث لابناء العراق الشرفاء، وانما جثث لمخلوقات اخرى .

احداث مشكلة المدائن التي حلت سلميا ظهرت نتائجها بعد يوم واحد فقط:

جثث الأبرياء على سطح الماء في نهر دجلة لتعلن عن بدء مشروع تنظيم مسيرة موت تضامنية متناغمة مع تصريحاتهم.

جثث برئية طافت على سطح نهر دجلة، ولولا الحاجز الحديدي الذي منعها من الأستمرار لواصلت المسيرة وهي صامتة الى شط العرب ولاتعرف هل ستدفن ام ستترك للقروش البحرية.

جثث قدمت ارواحها نذرا لهيئة علماء المسلمين والمرجعية الشيعية والوقف السني والبيت الشيعي لتقول لهم عذرا ايها الوطنيـــــــــــــــــــــون الطائفيون.

جثث طافت مدن العراق الممتدة على طول نهر دجلة لتقدم نفسها قربانا لهولاء الساسة العراقيين الشجعان الذين ابتكرو احدث اساليب الدفاع عن شعوبهم بطريقة الصمت الذي يحقق لهم افضل واغنى الحقائب الوزارية.

جثث رفضت الاحزاب العراقية الفائزة تقاسمها مع احزاب عرب السنة لانها ستخسر هم مقاعدهم البرلمانية القادمة.

جثث اسكت جميع الساكنين في قصورهم الرئاسية في المنطقة الخضراء وهم في ذروة خصامهم على تقسيم الكعكة العراقية، اوقفوا مشاجراتهم ليسمعوا اصوات قوافل الشهداء الأبرار تندم وتتأسف على انتخابهم.

جثث اطفئت حياتها لتنير درب الأحزاب العراقية الوطنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية التي صمتت.

جثث سَيّست في نهر دجلة نذرا للخضر ليتستنجدوا به في حل مشاكل العراق التي باتت مستعصية حلها على كل رجالات السياسة العظام.

جثث لم تجد من ارض العراق مقابرا لها بل وجدت انهارا تغتسل عار القادة وستتفيض من دمها لتغرق كل الذي يشاركون في ذبح العراق.

جثث تتظاهر علنا في بغداد وتمر على اعضاء الجمعية الوطنية لتقول لهم صباح الخير ايها المدافعون عن حقوق الأحياء والأموات من الشعب العراقي.

جثث خسئت ارواحها ان تكون جسرا يعبر عليها دجالوا الكلمات المنمقة وتجار السياسة.

جثث مرت بابناء العراق لتفضح كل الفائزين وتدعوا ان ينتخبوا تجار الوطنية في المرة القادمة.

جثث سافرت الى الرمادي لتحضر عرس دم اخوتها ال 19 من الحرس الوطني السنة الذين ذبحوا في الملعب الرياضي بسكين طائفية والى مدينة الشعلة لتحضر صلات الجمعة على ارواح الشيعة.

جثث طافت مدن العرق لتبشرهم ان ان دجلة والفرات وشط العرب اصبحو مقابر عائمة للعراقيين.

جثث طائفية استنكفت من اهل طائفتها الذين يذبحون اهل ملتهم ليتحاصصو دمائهم.

جثث صرخت عاليا بكل العراق ثكلتكم امهاتكم ايها الأحرار وانتم تتقاسمون العراق ونحن نذبح امامكم.

25.04.2005






#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.
- حكومة الخلطة السحرية
- الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - لميس كاظم - مسيرة موت صامته