خليهم يتربوا وخليهم يفرحوا ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

خليهم يتربوا وخليهم يفرحوا !!
مولانا المحدث الكبير ، ابو اسحاق الحويني ، وفي تحليله لأحداث الثورة الثانية في مصر ، تكلم باسم الله دون وجل او تردد وقال ، بأنه سبحانه وتعالى ، قد اعطى الاخوان فرصة الحكم لكي يثبت فشلهم ويتربوا . فحكمهم وطاعتهم وعبوديتهم ليست لوجهه تعالى ، أو كما قال .
طبعا هذا رأيه ولنا أن نتفق أو نختلف معه ، لكن في "ثنايا " هذا القول ، يختفي السم الذي في الدسم . فمن يحكم اليوم وفق هذا القول ، هم من غير الاسلاميين ، مما يعني بالضرورة ، بأن تمكينهم من الحكم هو لفترة "انتقالية " حتى يتربى الاخوان ، ويصبحون على شاكلته ، خالصي العبودية لله الواحد القهار . ولو لم يعتقد بأنه وجماعته هم اهل الله الوحيدين ، لما غمز ولمز في الاخوان !!
فرحت المحطات المحسوبة على العلمانية والثورة وابرزت اقوال الحويني ، الذي لا يزال متمسكا بتقسيم البشر الى فسطاطين ، فسطاط الايمان وفسطاط الكفر ، وبما ان اهل الايمان والعبودية الخالصة قد خسروا مواقعهم بتدخل الهي ،لكي يتربوا اي يتعلموا الدرس ومن ثم يعودون الى الحكم !!
فالفرحة بالحويني واقواله جاءت "مستعجلة " ، فهو لم يصرح مثلا بأن شؤون الحكم هي امور يبت فيها البشر وتأتي وفقا لرغبات البشر ويتداولها البشر !! بل هي شأن رباني !!
الحويني لم يعلن بأنه مع دولة ليس لها دين ككيان معنوي ، بل عاد وأكد مفهومه للدولة ، دولة دينية ، وما حدث في رأيه ولو بشكل مبطن يهدف الى تهيئة افضل لاهل الدولة الدينية العتيدة ، والتي يرى جنابه ، ان من تصدى لها في هذه المرحلة ، لم يكن مؤهلا لحملها وتطبيقها .
قد يكون موقفه من حركة الاخوان المسلمين ، منطلقا من اعتباره الاخوان " ليبراليين " زيادة عن اللازم ، ولم يبادروا لتطبيق "حدود الله " ، كما يراها الحويني !! فالاخوان متساهلون وفقا لهذا الفهم .
فرح الليبراليون لاقوال الحويني ، وكان عليهم ان "يشنفوا اذانهم " لمعزوفاته !! فما هي الا ناقوس خطر !! لان اخلاص العبودية لله ، مصطلح غير مفهوم ومبهم !!
ولنا أن نتساءل ، ما هو نموذج الاخلاص هذا ، والذي علينا اتباعه ؟؟!!
هل هو نموذج المخلصين الوهابي ؟؟!!
أم نموذج الاخلاص الطالباني ؟؟!!
ولربما يكون نموذج الشباب المسلم الصومالي ؟؟!!
ولعله نموذج بوكو حرام النيجيري ؟؟!!
أو قد يكون ، نموذج النصرة في سوريا ؟؟!!
حينما نعرف نموذج "اخلاص العبودية " ، الذي يتحدث عنه الحويني ، قد نفرح ولربما نكون على اهبة الاستعداد !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات