جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 13:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خطر الدين على اللغة و الثقافة و الفكر
انتبهت الاديان لاهمية اللغة من الاول لذا تتطرق للغة في كتبها باستمرار لتحولها الى لغة مقدسة. رغم ان النصوص الدينية كانت مهمة لعلم اللغة الا ان علماء اللغة تجنبوا اعتبار النصوص الدينية حقل خاص بعلم اللغة linguistics مثل الحقول الكثيرة الاخرى و التي تطلق عليها اليوم
linguistics of religious discourse اي علم لغة المحادثة الدينية
فمثلا هناك عدة اشارات في القرآن الى اللغة و العروبة و العربية
انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (يوسف)
و كذلك انزلناه حكما عربيا (الرعد)
قرآنا عربيا غير ذي عوج (الزمر)
و علم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة (البقرة)
اسلوب لغة الدين عند Charles Morris هو توجيهي املائي (اخلاقي) محرض ينادي لاجل صياغة شخصية الفرد و اقناعه او تقوية قناعته و هذا يعني ليس الدين فقط اقوال و نصوص و قصص حول الدنيا و الآخرة و انما الهدف هو تغير طريقة اعمال و احاسيس و قيم الانسان اي كل ما يتعلق بالانسان و بحياته على هذه الكرة الارضية و هذا يعني وفق الفيلسوف Habermas رسم صورة جديدة كاملة للدنيا و الآخرة و اضيف و اقول من ضمنها تحريف تعاليم الاديان السابقة عن طريق:
اولا سرد القصص الخرافية و السحرية و الاعجازية قارن:
نحن نقص عليك احسن القصص (يوسف)
ذكر رحمة ربك عبده زكريا (مريم)
(سبحان الذي اسرى بعبده ليلا (الاسراء)
و قصص كثيرة اخرى تجدها بسهولة في القرآن ......
ثانيا بيع هذه الخرافات كحقائق و كدليل في الحياة و كمثاليات و قدوة للناس
ثالثا عقلية رجالية لان الرجل كفيل بصياغة عقلية المرأة و اطفاله وفق قناعته في مجتمعاته.
رابعا عن طريق ربط linkage واجباته الدينية كالصلاة و الصوم و (النهي و المنكر و الامر) بحب الله و الجنة. لاحظ صيغة الامر و التهديد على سبيل المثال هنا
اليوم احل لكم الطيبات و طعام الذين اوتوا الكتاب...... و من يكفر بالايمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين
اصبحت لغة الدين اذن خليط من ظواهر الكون و النجوم و الشمس و القمر و القصص الخرافية و الاخلاقية و وفق Luhmann يعتبر هذا نقل عالم الغيبيات الى عالم الحقيقة وهو عادة ثنائي القطب بين الخير و الشر سلبية الموقف تجاه ملذات الحياة و تؤجلها الى الاخرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟