|
تتعرض الإذاعات المستقلة في العراق باستمرار للمضايقات السياسية، ومن آخر فصول ذلك، ابتزاز راديو المحبة النسائي بدفع رسوم خيالية -مستحقة- وإلا كان مصيره الإغلاق،
راديو المحبة
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 15:58
المحور:
الصحافة والاعلام
سياسة واقتصاد العراق: ذرائع قانونية لإسكات صوت الإذاعات المستقلة تتعرض الإذاعات المستقلة في العراق باستمرار للمضايقات السياسية، ومن آخر فصول ذلك، ابتزاز راديو المحبة النسائي بدفع رسوم خيالية "مستحقة" وإلا كان مصيره الإغلاق، إجراء انتقائي يبدو أنه يسعى لتكميم الأصوات الإعلامية النشاز. في آخر تقرير نشره "مرصد الحريات الصحافية" العراقي في مايو/ أيار 2013، وهي منظمة غير حكومية تعني بالدفاع عن حقوق الصحافيين، جاء أن "حرية الصحافة في العراق وصلت إلى أسوأ وضع منذ سقوط نظام صدام حسين". وتتأكد هذه الحقيقة كل يوم من خلال تضييق السلطات المتواصل على عمل الإعلام المستقل. ومن آخر ضحايا هذه السياسة "راديو المحبة" الذي يعنى بالقضايا النسائية، وهو إذاعة غير ربحية مرتبطة بالمجتمع المدني أنشأته منظمة "فرص للطفل". وقد استلمت الإذاعة مؤخرا إنذارا كتابيا صادرا عن "هيئة الإعلام والاتصالات". وينص الإنذار على دفع ستين ألف دولار أمريكي عن رسوم الإيجار وحقوق استعمال طيف التردد، في أجل قدره أسبوعين، بعدها قد تتخذ إجراءات إضافية قد تصل حد إغلاق الإذاعة. صدى كبير لإذاعة صغيرة "راديو المحبة" إذاعة صغيرة تأسست عام 2005 بدعم من صندوق الأمم المتحدة لتنمية المرأة، يعمل بها عشرون شخصا وتبث في بغداد في دائرة لا يتعدى قطرها 200كيلومتر. وتسعى الإذاعة في خطها التحريري إلى تعزيز قيم المساواة بين الرجال والنساء في المجتمع العراقي. وتتناول قضايا مثل الزواج والطلاق، والأسرة، والإساءة الجسدية وأحيانا قضايا أعم، كالدستور. وتطرح هذه الموضوعات من منظور نسائي. وتتبع الإذاعة خطا تحريريا ليبراليا يدافع عن حرية المرأة، ما يزعج في أحيان كثيرة الأوساط المحافظة في العراق. بشرى الأمين: نتوقع أن تأتي قوات الأمن في أي لحظة لإغلاق الإذاعة وقد سبق ل"راديو المحبة" أن تعرض لهجوم عام 2011 وأحرق الطابق العلوي لمقره، كما هاجمته قوات الأمن عام 2012بذريعة عدم تسديد رسوم استعمال طيف التردد. "نتوقع أن تأتي قوات الأمن في أي لحظة لإغلاق الإذاعة" كما قالت بشرى الأمين مديرة الإذاعة لـ DW، موضحة أن ذلك محتمل جدا ولن يكون سابقة. "راديو دجلة أجبر على ترك بغداد والاستقرار في السليمانية، بعدما هوجم من قبل قوات الأمن"، حسب تعبيرها. يذكر أن راديو دجلة تعرض في عام 2007 إلى اعتداء إرهابي أثناء تقديم برنامج مشترك مع إذاعة دويتشه فيله أنذاك نفذه تنظيم القاعدة في العراق وأسفر عن مقتل عدد من منتسبي الإذاعة وأحرق المبنى، وهو أمر دفع بالقائمين على الإذاعة إلى الانتقال إلى إقليم كردستان العراق، وتحديدا مدينة السيلمانية. كما تعرضت محطتا "الفيحاء والبغدادية إلى مضايقات مماثلة. الكثير من المؤسسات الإعلامية المستقلة أجبرت على الإغلاق أو مغادرة بغداد". كما ألغيت هذا العام تراخيص العمل لما لا يقل عن عشر محطات تلفزيونية، وهو قرار دعت ممثلية الأمم المتحدة في بغداد إلى إعادة النظر فيه. ويضاف هذا الضغط والتضييق الرسمي على أجواء الخوف التي يعيشها الصحافيون في العراق، حيث تفيد الأرقام الرسمية باغتيال ما لا يقل عن 261 إعلاميا منذ عام 2003. أداة لتكميم حرية التعبير "هيئة الإعلام والاتصالات" اسم بات على لسان كل الصحافيين العراقيين وأصبح مرادفا للعبث والخوف. وهي هيئة تتهمها الأمين بالخضوع لأجندة سياسية بقولها إن "الأشخاص الذين يسيرونها مرتبطون بمصالح حزبية، فالمحاصصة الحزبية تخترق كل المؤسسات العراقية". ويذهب علي الأوسي، عضو مجلس أمناء "هيئة الإعلام والاتصالات" في نفس الاتجاه موضحا في حوار مع DW"نظريا، الهيئة مستقلة، لكن ليس هناك وعيا واستيعابا لمفهوم الاستقلالية في البيئة العراقية". راديو المحبة يركز على القضايا الاجتماعية وقضايا المرأة بالتحديد وانتقد الأوسي بشدة المؤسسة التي ينتمي إليها وقال إنه ليس على علم بالإجراءات التي اتخذت في حق "راديو المحبة"، وقال "مجلس الأمناء ليس على علم بكثير من القرارات التي تتخذ في الوقت الحاضر، فقد جرى تهميش المجلس، بل هناك حرب عشواء ضد أعضاء مجلس الأمناء". واتهم المدير العام باتخاذ قرارات انفرادية، معتبرا أن إغلاق المؤسسات الإعلامية قرار حساس مرتبط مباشرة بحرية التعبير وعمل المؤسسات الديمقراطية. هيئة منبوذة بات الجميع يرى فيها أداة لتكميم الأفواه كما أوضح هادي جلو مرعي، رئيس "مرصد الحريات الصحفية" في العراق والذي اعتبر بأنها "تعدت الحدود، ولم يعد معروفا لصالح من تعمل، ومن تمثل؟ وهي تتصرف بطريقة مخيفة". وعبر مرعي في حوار مع DWعن قلقه العميق على مستقبل حرية التعبير في بلاده داعيا البرلمان العراقي للتدخل بقوة "لردع "هيئة الإعلام والاتصالات". ويذكر أن هذه الهيئة مستقلة من الناحية النظرية وتابعة لمجلس النواب، إلا أن الكثيرين يرون فيها الذراع الإعلامية للسلطة التنفيذية في العراق.
#راديو_المحبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لانها محايدة ... الحكومة تقيد إذاعة المحبة (صوت المرأة العرا
...
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|