أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - المثقف؟؟؟؟














المزيد.....


المثقف؟؟؟؟


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 10:55
المحور: القضية الكردية
    


أسوأ ما في قدر الشعوب منذ مأساة أنكيدو وخباثة جلجامش وحتى يومنا الراهن أن الشعوب أصبحت جدران مباحة للكتابة يسطر عليها الطغاة أوهامهم حيث كان اكتشاف الكتابة من قبل الإنسان إنما خوفه من الموت المحتم وفشله الذريع في الحصول على نبتة الخلود.
الطغيان ليس بالضرورة متجلاة بالآلة العسكرية وصولجان السلطان بقدر ماهو الخوف والجبن الذي يلازم العقول الحاقدة التي تأبى الاعتراف بالواقع كما هو إنما تبحث دائما عن واقع يلائم خيالها المريض دون أن تكلف نفسها عناء ترسيم ذلك الواقع المفترض.
و(لأن الطغاة دائما كانوا ذوي أوهام)كما يقول ديستويفسكي فقد تمظهروا بأشكال مختلفة على مر الزمن واختلاف المواقع سواء كانوا على كرسي الإمارة وعرش المملكة أو كانوا في ترسيمات المعارضة وأوهام تحقيق العدالة وفق خيالاتهم المريضة,فالدولتية إنما هي آفة مجتمعية يكون فيها الحاكم والمعارض وجهان لعملة واحدة,كلاهما يريان نفسيهما بوصلة العدالة ومرتسم الحقيقة.
الطغاة يعيدون إنتاج ذواتهم وفق المعطيات المتغيرة على الأرض وكل في موقعه وهم دائما يراهنون على الذاكرة السمكية للشعوب إذ هي منهمكة في تفاصيل يومها الحاضر ولا وقت لديها لما قيل في الأمس،يُلهون الناس(وبالذات الشباب)بحوارات بيزنطية لا تغني ولا تسمن،تُغِّيب وعيهم عن واقعهم وترسم لهم واقعا افتراضيا يدغدغ أحلامهم.
الطغاة دائما كانوا تواقين لترصيع تيجانهم بصور أشباه المثقفين لإضفاء البهاء على ماهم عليه وكذلك المعارضات كانت حريصة بنفس الدرجة على شراء تلك الذمم المعروضة في مقاهي العاطلين عن العمل إذ أن مثقف السلطة والمعارضة هما أيضا وجهان لعملة واحدة بالمثل من مُشرٍّعيهما،وأشباه المثقفين دائما كانوا البضاعة الأرخص ثمنا في سوق السلطان،إذ تغريهم أبهة السلطة،ورونق الدرهم والدينار،ويبقى المثقف الحقيقي الذي يتحمل المسؤولية التاريخية علامة فارقة في الزمن،يقفون صامتين خلف تخوم الحقيقة يدافعون عنها،علامات فارقة على وجنة التاريخ،لايكترثون بصرخة الموت أوعويل العدم.
يوما ما،في مهب السلب والنهب للقيم وأعاصير الردة والتكفير القاتل وقف أبو ذر الغفاري أمام قصر معاوية نافضا ثيابه قائلا بحسرة المثقف(لم أجد عند هؤلاء إحدى خصلتين،لا أحلام الجاهلية ولا تقوى أهل الإسلام)وهي جملة كفيلة بأن تقطع لقائلها تذكرة سفر إلى الجحيم بكفالة إفتائية،وفي لحظة من سجلات المثقفين وقف الشاعر بين يدي هولاكو للجواب على سؤاله(بكم تشتريني إذا رأيتني في سوق النخاسة)وهو سؤال ملغوم يعتبر مجرد الجواب عليه جريمة تستحق إعدام المجيب لأن الأصل أن يقول(ليس مثلك من يعرض في أسواق النخاسة وكل أموال الدنيا لاتساويك)لكنه قال بأعصاب باردة وهادئة(أشتريك بعشرين درهما)وعندما احتج هولاكو على السعر الزهيد معللا أن الحزام الذي يرتديه يساوي هذا المبلغ،قال الشاعر(إنما أنا اشتري الحزام بهذا المبلغ أما أنت فلا تساوي لدي فلسا واحدا).
بعض(المثقفين)الذين يتغذون على الأفكار المستوردة في علب متلفزة والذين يبدلون جلد قناعاتهم حسب النشرات الإخبارية يثيرون في النفس مشاعر الشفقة لأنهم ببساطة لم يعلموا حتى الآن أن السياسة علم قائم بحد ذاته وهو حقل معرفي مختلف عما يخوضون فيه،وممارستها تشبه تماما كمن يستخدم ظهر الأسد وسيلة للنقل إذ أنه يتحول إلى وليمة جاهزة لمجرد سقوطه عن ذلك الظهر.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاصر حصارك لا مفر
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - المثقف؟؟؟؟