|
الإسلام السياسي العراقي يجدد فشله بهجمات عشواء على الأماكن العامة
اراز عباس
الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 14:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نتابع الأنباء التي وردت عبر وسائل الاعلام عن تشكيل فرقة للطوارئ من قبل محافظ بغداد، المنتخب مجدداً، لشن هجمات عشواء على الكازينوات والمقاهي العامة بحجة شكاوى المواطنين، متناسين هموم المواطنين بخصوص توفير الكهرباء والماء والأمن ومكافحة البطالة. انتهز الإسلام السياسي العراقي شهر رمضان في هجمته الاخيرة، محاولاً تكرار محاولته غلق مقر اتحاد الأدباء والاعتداء على المقاهي في ذكرى أربيعينية الشهيد الحسين (ع) قبل عدة سنوات، معبرين عن ضيق أفق فكرهم، الذي ينطوي على تكبيل حرية المواطنين في معتقداتهم وأفكارهم، ومختزلين الأمر في تناول الكحول بدون وضع ضوابط، لا يريدون وضعها لكي تنتقل تجارة الكحول الى السوق السوداء، وحين ذلك يستطيع السيطرة عليها أيضاً في الخفاء، والدليل على ذلك ما يجري في المدن العراقية الجنوبية منها النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، التي تنتشر فيها المخدرات ليطمسوا قدسيتها، وهم يتناسون صفقات الفساد الإداري والمالي اللا أخلاقية، ويزيدون من بؤس الوضع الاجتماعي لدى المواطن. لا أتعجب من هذه تكرار هذه المحاولات لأن هناك ثمة أسبابا موضوعية تدفع أزلام الإسلام السياسي العراقي ورهطهم للعبث في حياة الناس. الأحزاب الإسلامية العراقية ليس لديها أي برنامج إصلاحي أو خطة تغير من الواقع العراقي المرير، مختزلين الأمر بالحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يبدو أن الفساد الإداري والمالي في قاموسهم ليس من المحرمات أو من المنكر، ويتضح أن قتل النساء العشوائي في بغداد في الآونة الاخيرة ليس بالحرام، والفقر والبحث في النفايات من قبل الفقير من أجل إشباع المعدة ليس بالمنكر، وسكناهم في قصور، وقيادتهم سيارات آخر موديل هو جزء من المعروف. لكن يبدو أن الإسلام السياسي في العراق على مختلف تلاوينه يوجه كل قواه من أجل فرض وشرعنة فكره المتخلف، والخارطة السياسية الإقليمية تكشف لنا نمطا للإسلاميين في كل العالم العربي، وغير العربي، عند استلامهم السلطة، وهو تقييد حريات الناس من خلال فرض قوانين متخلفة، متناسين قوانين العدالة الاجتماعية التي دعوا لها ووضعوها في برامجهم الانتخابية. برامجهم الانتخابية الرنانة هي دعاية فارغة، مستندين على تجربة الناس المريرة من الحكام السابقين، الذين فسحوا وأسسوا بشكل مباشر أو غير مباشر لفكرة البديل، الإسلام السياسي. بالإضافة للنفس الطائفي الذي يؤججوه بين فترة وأخرى من خلال منابرهم التي أصبحت بعيدة عن معاناة المواطن، ليغطوا على عيوب حكمهم وعدم التزامهم بوعودهم للناس. هذه التصرفات للإسلام السياسي هي عبارة عن خطة مكملة لما جرى في الماضي القريب، وهي بناء أرضية خصبة لحكم أبدي متخلف والدليل على ذلك ما يجري تدبيره في ضوء قانون للمحكمة الاتحادية العراقية، وهي إشراك رجال الدين في النظر في القوانين المشرعة، وهي عقبة أمام المد الديمقراطي الذي بدأ بالظهور على شكل نواة صغيرة. هل لدى الاسلام السياسي الحق في استخدام الدين كراية في السياسة؟ من له الحق بأن يقول أنه وكيل الله؟ أزلام التيار الإسلامي العراقي يقولون أنهم وكلاء الله على الارض، وصادروا الدين و ليعلموننا ماهو الدين وفرضه علينا بعدما أفرغوه من محتواه الروحي الإنساني وجعله كسلعة من السهل المتاجرة به. على المواطن العراقي أن يعي أن الدين حق للجميع، وممارسة الطقوس الدينية هي حق من حقوق الناس، ولانحتاج لمجموعات ترفع رايات دينية، وهي في نفس الوقت حامية للفساد والمفسدين وتعيث في الارض فساداً. وشعار الدين لله والوطن للجميع هو الذي يوحد الناس و يحفظ للدين هيبته في المجتمع وعندما يحولون الدين الى حزب سياسي فهم يسيؤون للدين ويقللون من جلالته. أحزاب الإسلام السياسي ليس لديهم أية مشاريع أو برامج اقتصادية ومؤسسات تؤمن للدولة دخلها القومي وتعالج مشاكل البطالة، وتوفر برامج دراسية للأجيال القادمة، لأنها بالأساس أحزاب شمولية لاتنسجم مع الديمقراطية، ويستخدمون الديمقراطية كأداة للوصول للسلطة، وليس كمنطلق اجتماعي وحلول وطنية من أجل حل مشاكل الناس. الأمل الوحيد للمواطن العراقي هي الحركات والكيانات الديمقراطية المدنية وهي الوحيدة التي تستطيع انتشال البلد من واقعه المرير ،لأنها تستند على برنامج مدني وطني شامل بدون تمييز بين المواطنين، منطلقة من فكرة احتياجات المواطن في حياته اليومية وترسي برنامجا طويل الأمد. ياشابات وشباب العراق، لنجعل من انتفاضة شبيبة مصر المدنية شعلة تنير لنا طريق الحرية والعدالة الاجتماعية. أنتم من يستطيع التغيير، وكل محاولات الإسلام السياسي العراقي هي من أجل كسر معنوياتكم وإحباطكم، سواعدكم النيرة هي التي تستطيع تحطيم كل الحواجز والأفكار الطائفية الشوفينية، أنتم بناة المستقبل الديمقراطي الواعد لعراق حر، ولعراقيين أحرار، متساوين في الحقوق والواجبات.
#اراز_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاطماع التركية والبحث عن الذرائع
-
التيار الديمقراطي
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|