أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - في قضية مقاهي الكرادة














المزيد.....

في قضية مقاهي الكرادة


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد عندنا فقه دولة بل يوجد فقه شخص مسلم وهو فقه ينظّم العلاقة العبادية بين الفرد المسلم وربّه، وهذا الفقه قاصر عن ادارة دولة لان الدولة اكبر من الفرد.

عندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة السيد الخميني، كتب السيد محمد باقر الصدر دستوراً لهذه الدولة الفتية واهداها لهم هدية انتصارهم. ابرز ما جاء في هذا الدستور هو ما قاله الصدر حينها من انه في حال وقعت الدولة في منطقة الفراغ النصّي او في منطقة التقاطع بين فقه الشخص وفقه الدولة، يُقدّم فقه الدولة على الشخص على اعتبار المدار مدار مصلحة الامة وليس مصلحة الفرد، اي الامة فوق الفرد دائماً. وهذا ربما يُقرأ من بعض المختصين على انه فقه برغماتي وصولي طالما يعمل وفق مقولة "عند الضرورات تُباح المحظورات"، لكنه اعطى هامشاً من الحرية في دولة دينية راديكالية كايران.

اما نحن في العراق لا يوجد فقه دولة ابداً والاسلاميون يحكمون وفق فقههم الشخصي وهذا ما ضيّق الحريات العامة لانهم فرضوا شكل عبادتهم على الآخرين ناسين ان الدولة اكبر منهم لانها خليط من متدينين وغير متدينين بالنهاية.

اذكر حين كنت مديراً لاعلام مجلس محافظة بغداد، كان احد الاعضاء المتديّنين جداً يذهب لزيارة مراجع النجف كل خميس ويستفتيهم في امور عجيبة غريبة مثل حكم استخدام القلم العائد للدائرة في امور شخصية غير التوقيع على الكتب الرسمية، او حكم اتلاف الورقة التي يخطأ في الكتابة عليها وغيرها من الامور التي لا تبني دولة بل تبني مسجداً بروحية صوفية لا تنتمي الى الارض.
رغم ان الرجل كان من بين المصوّتين على زيادة رواتب اعضاء المجلس من 675 الف دينار عراقي (وهو الراتب الذي حدّدته سلطة الائتلاف الامريكية المؤقتة لاعضاء مجلس مدينة بغداد في عام 2004) الى 3 ملايين دينار (آخر راتب اسمي للاعضاء قبل ان اغادرهم ولا ادري كم يأخذون الان)، رغم ذلك، الاّ انه كان يتجشّم عناء السفر للنجف ليسأل عن حكم المقطاطة والقلم والورقة. فمن وجهة نظره، زيادة الراتب امر شرعي طالما كان تصويتاً جماعياً على المكشوف وفي وضح النهار من اصحاب الشأن، لكن الثانية (القلم والورقة) اشكال شرعي مالم يتأكد من حليّته!!!

هذا نموذج من التشديد في غير محله، كما انه دليل على عدم وجود فقه دولة.

انهم يهدمون الدولة باجهازهم على آخر معقل من معاقل المدنية.
ضيّقوا على ابي نؤاس ودور السينما والمسرح ومظاهر المدنية والفرح في بغداد، واليوم يهاجمون المقاهي في الكرادة.
كنّا نصلي جماعة في مسجد الخلاني نهاراً ونذهب عند المساء انا مع اصدقاء او اقارب الى مقاهي العرصات الجميلة ونسهر حتى ساعات متأخرة. لا توجد سوى "الدومنة والطاولي" والمعشر الحلو مع الضحكة الجميلة. لا توجد سوى لهجة عربية "مكسّرة" للعمال النيباليين الذين يعملون عمال خدمة هناك.
لماذا هذا الاصرار على هدم كل مظاهر الحياة المدنية؟

ان كان لابد من حكمكم فاحكموا بفقه الدولة لا بفقهكم الخاص.
فقه الدولة يقبل الاختلاف والتعدّدية والتعايش مع الآخر، بينما فقهكم لا.
انتم احرار في فقهكم لكنكم لستم كذلك في فقه الدولة، والاّ سيكون مصيركم مصير الاخوان في مصر. فهل من مُدّكر؟



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - في قضية مقاهي الكرادة