أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - الشخصانية والديمقراطية














المزيد.....

الشخصانية والديمقراطية


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 07:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت ابرز حكايات التاريخ تحكي قصص أبطال عاشوا وحققوا انجازات كانت تكتب لهم وتتداول بين العامة كسير ذاتية تبرز كيف تمكن هؤلاء الأبطال من تحقيق انجازات كبرى خلدت اسماءهم في صفحات التاريخ ،وكان كل منجز يحسب لشخصية بعينها قانون حمورابي ، وجنائن بابل المعلقة لاتذكر بدون نبوخذنصر ، وفي الطوفان كان المنقذ نبي الله نوح بما اوحى الله تعالى له من بناء السفينة ، وحكاية القحط الذي يصيب مصر كان نبي الله يوسف وهكذا حتى نصل الى السير الذاتية الخاصة بكل شعب لنجد ان اسباب انهيار الدولة الفلانية وجود ملك ضعيف وان اسباب توحد اصقاع واسعة من بلاد معينة يوعز الى وجود قائد شجاع ومتمكن .
والقيادة بصورة عامة موجودة في كل مرافق الحياة ولو بنسب مختلفة ،ففي الأسرة نجد أن الرجل هو الذي يمارس القيادة وفي المدرسة نجد المدير وفي كل منظمة أو تجمع أو قسم أو مؤسسة صعودا ً الى الوزارات ومن ثم القيادة العليا للبلاد، و قيل في الأمثال أن السفينة تغرق بدون ربان ، ونجد في الشعرالعربي ما يوحي بنفس المعنى :
لايصلح الناس فوضى لاسَراة َ لهم
ولا سَراة َإذا جُهالهم سادوا
ويظهر ان العامة مجبولة على حب الشخصانية والتغني بأمجاد شخص يسوس الحكم ويرسي اسس العدل ويمنع الظلم ويرد غارات واطماع الأعداء ، وهو نزوع غير مباشر الى الحكم القوي المستقر ،أي أن تكون قويا ً فلا يطمع بك الطامعون ، ولكن كيف كان يصل هؤلاء لتولي السلطة ، وبعد ذلك كيف كانوا يديرون دفة الحكم .
طرائق القيادة كثيرة
ــــــــــــــــــــــــ
ـــ ينزع أغلب من يسهل لهم القياد الى الحكم الفردي الدكتاتوري وكان فيما مضى ملك البلاد لاينازع وتنقاد له جميع القوى الأخرى من عساكر وغيرها ، وفي العصرالقريب كان هناك امثلة على هذا النوع في المانيا النازية وفي الفاشية الأيطالية ،وفي الستالينية حيث نظام الحزب الواحد ، وفي النظام الديكتاتوري في العراق،وأغلب حكام البلاد العربية ، حيث يسيطر الفرد او الحزب الواحد على جميع أنشطة البلاد العامة ولايسمح لأي نوع من المعارضة .
ومما يشتهر به هذا النوع من الحكم هو قمع الشعوب وشن الحروب الخارجية ، وأمتلاك جهاز استخباراتي قوي يحمي النظام .
ـــ الأنظمة الديمقراطية ،وقد تكون ديمقراطية مباشرة يمارسها الشعب وهي من انواع الديمقراطية القديمة التي مورست قديما ًفي اليونان ،أو نيابية ، حيث ينتخب الشعب نواب يمارسون الحياة السياسية نيابة عنه،أو تكون ديمقراطية غير مباشرة .
وهناك أنواع من الحكم خاصة ببعض البلدان كالأمبراطوري في اليابان والملكي في العديد من الدول الأجنبية والعربية والأميري في دول الخليج ، وهي تجمع بين الأنواع السابقة من طرائق الحكم وتخفي اجتهادات قادتها وراء براقع ديمقراطية ولو ان الحكم الأمبراطوري اليوم هو حكم شكلي فخري وليس له تأثير كبير على سياسة البلاد .
من الأفضل ؟
ــــــــــــــــــــــ
مع ان الأتجاه اليوم للحياة الديمقراطية ،وحتى الأنظمة الديكتاتورية بدأت تخجل وتعلن عن برامج ديمقراطية ، ولكن هناك بعض السلبيات التي تغلف النظام الديمقراطي ،وخاصة في بلدان حديثة العهد بها مثل العراق ، حيث تؤدي الديمقراطية الى وصول أشخاص يثبتون، بعد ان يمنحوا الفرصة الكافية ، أنهم لم يكونوا أهلا ً سواء في البرلمان أو في مجالس المحافظات ، فصحيح أن الأغلبية تصوت فترفع الشخص الفلاني ولكن ليس على أساس معايير تؤخذ بنظر الأعتبار مصلحة البلاد ومصالح العامة ،بل أنها تفهم الديمقراطية على أساس انها سباق لكسب منافع شخصية قد تكون فردية أو حزبية أو عشائرية ، وبالتالي تسهل من تسلق عناصر غير كفوءة سلّم السلطة .
ومن جانب آخر فأن المناقشات السفسطائية التي تتخلل الموافقة على القوانين المهمة للبلاد تؤخذ أوقات مملة تجعلها مضيعة للوقت ومضرة بالبلاد التي تحتاج اعادة البناء وردم هوة التخلف التي عاشتها سابقا ً ،وبنفس السياق تؤخذ الممارسات الديمقراطية اثناء الدورات الأنتخابية وقتا ً طويلا ً تكاد تتوقف فيه عجلة البلاد ،حيث استمرار عمل قيادات قد علمت انها خرجت خاسرة من العملية الأنتخابية ، بينما تنتظر القيادات الجديدة اجراءات المصادقة .
كما أن عمل البرلمان ( الوطني أو المحلي ) ككتلة متماسكة لأجل مصلحة البلاد العليا تكاد تكون مفقودة ، حيث التزاحم والتقاتل على أمتيازات ذاتية تخص كتل أو أحزاب أو جماعات .
المعالجة
ـــــــــــ
لايمكن طبعا ً تصور أن مجتمعا ً ديمقراطيا ً مثاليا ً سيتكون حال سقوط النظام الديكتاتوري ،وخاصة ما جرى في العراق من تدمير للبنى التحتية للبلاد ، ولكن يمكن تقليل الخسائر الى أقل ما يمكن وأختصار وقت الوصول الى أفضل الأحوال ويتأتى ذلك من :
- دراسة حالات الأنتخابات السابقة ونتائجها على مجمل الأوضاع العامة ،وأمكانيات القيادات التي أفرزتها لتصدر هرم السياسة سواء في الحكومة الوطنية أو المحلية ،وعلى ضوء ذلك توضع ضوابط للمرشحين تحتم وصول كفاءات ، من حيث المستوى الدراسي والخبرة السابقة، ومنع التسلق العشوائي الذي لايعدو عن كونه ضربة حظ .
- أعداد ومراقبة وتوجيه الفائزين من قبل قادة الكتل والأحزاب والتجمعات المشتركة في العملية السياسية ،والذين من المفروض أن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة والوطنية .
- الأقلال من الوقت الضائع خلال العملية الأنتخابية وعملية المصادقة والتسليم والأستلام .

وتبقى للشخصية القيادية المتميزة دور كبير في الأتجاه بالأوضاع من حال مزري الى حال أفضل بكثير ، ولانزال حالنا حال جميع أهل الأرض كل من موقعه نستذكر شخصيات أفرزت واقعا ً لاينسى وعلى مدى أجيال ،وبالمقابل نستذكر قيادات ضعيفة لم تحرز أي صيت سوى السمعة الرديئة ،ولكننا اليوم ننتظر من الديمقراطية ان تفرز لنا قادة تتطلبهم المرحلة ،حيث الحاجة الى إعادة البناء في كل مرافق الحياة ، ولايبرز الربان الشجاع الا ّ في الرياح العاتية .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرهاب الطريق
- العلمانية لاتعني الألحاد
- لا حياة لمن تنادي
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة
- حدود 67 وحدود 2013
- مصر من ثورة العولمة الى الفوضى
- فرحة 1988 وفرحة 2013
- مصر الجديدة الى أين ؟
- محنة بلد يملك آخر برميل نفط
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - الشخصانية والديمقراطية