أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)















المزيد.....

الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 03:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعلن تيار الإسلام السياسى ليلا ونهارا عن رغبته الأكيدة فى إعادة دولة الخلافة التى سقطت تاريخيا فى 1924 على يدى مصطفى كمال أتاتورك (أبو الأتراك) بعد سنوات طويلة من الإضمحلال والتدنى للخلافة العثمانية حتى ألصق بإسمها عن حق "رجل أوروبا المريض"، ومنذ دخول السلطان العثمانى سليم الأول مصر عام 1517 بعد هزيمة المماليك فى معركة الريدانية وبقاء الإحتلال التركى لأكثر من 280 عاما على الأقل وحتى الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وإن إستمر الإحتلال التركى رسميا حتى تولى السلطان حسين كامل فى 1914 وفرض الحماية على مصر، وقد أدى الاحتلال العثمانى لمصر الى خروجها من التاريخ لأكثر من ثلاثة قرون، ويذكر أن المؤرخ ابن إياس الذى عاصر أحداث سقوط مصر فى ايد العثمانيين قوله " نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى"
بعد إنتصار ثورة 25 يناير وسقوط البلاد فى أيدى الإخوان المسلمين وصعود ممثل مكتب الإرشاد فى قصر الرئاسة وتوليه مقاليد الحكم فى 30 يونيو 2012 إنتعشت آمال الجماعة فى تحقيق حلمها التاريخى بإقامة دولة الخلافة وطلع الدكتور محمد بديع - المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في 29 ديسمبر 2012، بإعلانه أن الجماعة صارت قريبة من تحقيق غايتها العظمى، ألا وهي إقامة الحكومة والخلافة الإسلامية التي حددها حسن البنا مؤسس الجماعة. وأكد بديع أن «الإخوان» يصرون على تحقيق هذا الحلم الذي سماه هدف الثورة والأمة.
ما أن أحكم العثمانيون قبضتهم على تركيا حتى إندفعوا فى غزواتهم المقدسة على بلدان المشرق العربى وإلتقوا مع المماليك الذين خرجوا لملاقاتهم بقيادة السلطان الغورى فى سوريا ودارت المعركة الرئيسية بين الجيشين فى مرج دابق حيث إنتصر الفاتح العثمانى سليم الأول واستطاع هزيمة المماليك وقتل قائدهم السلطان الغورى واستمر الأتراك فى زحفهم الى القاهرة حيث إستطاعوا هزيمة المماليك فى موقعة الريدانية " القصاصين حاليا" وأسر السلطان طومان باى خليفة الغورى وبعد مواجهة سريعة بينه وبين سليم الأول تم إعدامه وصلبه على باب زويلة ( أرّخ لتلك الأحداث والمناظرة بين سليم الاول وطومنباى المؤرخ الشيخ احمد بن زمبل الرمال وأصدر ذلك فى كتاب وحققه الكاتب الصحفى صلاح عيسى بإسم آخرة المماليك)، ومنذ ذلك التاريخ 1517 أصبحت مصر ولاية عثمانية شهدت خلالها تدهوراً في جميع أركان الدولة لم يعهده تاريخها بدأ بسلب قواها الصناعية والفنية، في إحدى وخمسين حرفة، كانت قد اشتهرت بها وفرض الجزية؛ وتمكين "بكوات" المماليك من السيطرة على مقدرات مصر؛أمّا الشعب المصري، فبقي مطحوناً. وزالت قوة مصر وجيشها، الذي كانت له السيطرة على المنطقة، حيث بنى الإمبراطورية المصرية المتسعة الأرجاء، في عصر المماليك لتمتد الى الشام والحجاز وغرب إفريقيا والسودان، لتتحول مصر الى مجرد ولاية من ولايات الباب العالى بالأستانة لا يهمه الاّ تحصيل الجزية ويجعل على رأسها واليا تركيا لا يعلم من اللغة العربية شيئا، وانقسم المجتمع المصري بين فئتَين متميزتَين، هما: الحكام والمحكومون. قِوام الأولين الطبقة الأرستقراطية التركية، والبكوات المماليك الذين امتلكوا السلطة والنفوذ والمال واعتزلوا الآخرين، مترفعين عن معايشتهم، أمّا المحكومون، فمنهم المشايخ والعلماء والتجار، ويمثلون الشريحة الوسطى؛ والفلاحون وصغار الحرفيين، وعامة الناس، ويمثلون الشريحة الدنيا، بعد أن تم نزح الحرفيين المهرة جميعا الى عاصمة الخلافة ليساهموا فى بناء نهضتها العمرانية.
بدأ فى عام 1800 سقوطُ الإمبراطوريةِ العثمانيةِ بسبب مزيجٍ من الانحطاطِ الداخلي والضغوط الخارجية. فَقدت حيويتَها الاقتصاديةَ بعدما أخَذَت الدولُ الأوروبيةُ الكبرى فى الدوران حول أفريقيا للتجارةِ واعتمَدت على الأمريكتين بدلا من الوسيط العثمانى، أيضاً تجاوزَت أوروبا الصناعية التقاليدَ العثمانيةَ التي عفا عليها زمنُ الثورةِ الفكريةِ والصناعيةِ. كما أدى ضعفُ نظامِ السلطنةِ إلى فقدانِ السيطرةِ المركزيةِ للدولةِ العثمانيةِ ثم الانهيارِ في نهايةِ المطافِ بعد تحالفِها مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وبينما توقف التطور فى دولة الخلافة العثمانية أو كاد فقد غيَرَت الثورةُ العلميةُ التي حدَثَت في القرنِ السادسِ عشر الطريقةَ التي ينظرُ بها الأوروبيون إلى الحياةِ ككلِ، وتمحوَرَت ثورةُ الفكرِ على أساسياتٍ ثلاثة، الحرية والحقوق والمساواة، وغُلِبَ العقلُ على القوالبِ التقليديةِ كلِها وحدثت النهضة العلمية والاجتماعية على الجانب الآخر بأوروبا، وفي النهاية، اِنهارَت الإمبراطوريةُ العثمانيةُ بعدةِ عواملٍ داخليةٍ وخارجيةٍ، أدَت في خاتمةِ مطافِها إلى عزلةٍ عن التاريخِ والجغرافيا أسقطتها بلا رحمةٍ. وقد سَجَنَت الإمبراطوريةُ العثمانيةُ نفسَها فى العصورِ الوسطى بكلِ مَظالِمِها، بينما الكلُ من حولِها يسبقُها وهى غافلةٌ، لدرجةِ أن العثمانيين كانوا يتصورون الجنودَ الأوروبيين حريماً لشعورِهم الطويلةِ إلى أن فوجئوا بهم رجالاً غازين منتصرين. تسبَبَ الفسادُ في مؤسسةِ الامبراطوريةِ العثمانية والحكومةِ، ورفضِها التقدمِ الاجتماعى والثقافى والسياسى والاقتصادى والعلمى فى تفتتِها ووقوعِها بسهولةٍ، وفي سنة 1924 تم الغاء الخلافة العثمانية ووضع دستور جديد للبلاد واعلان ميلاد الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال الذي عمل على تحديث البلاد وفرض العلمانية فيها.
بسقوط الخلافة فى تركيا بدأت الكثير من القوى تكثف نشاطها فى محاولة إحياء الخلافة وعلى رأس تلك القوى جماعة الاخوان المسلمين التى كانت أول تنظيم للإسلام السياسي منذ أن أسسها حسن البنا في مصر في 1928وكان هدف الجماعة الرئيسي منذ نشأتها هو تكوين حكومة إسلامية تحكم تعمل على توحيد الدول الإسلامية الأخرى وتكوين الخلافة. وكما أوضح حسن البنا نفسه "أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها والاهتمام بشأنها.. والأحاديث التي وردت في وجوب نصب الإمام وبيان أحكام الإمامة لا تدع مجالاً للشك في أن من واجب المسلمين أن يهتموا بالتفكير في أمر خلافتهم.. ويجعلوا فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس مناهجهم"، لذا فإن هدف جماعة الإخوان المسلمين هو تكوين إمبراطورية تمتد حدودها من إسبانيا في الغرب إلى إندونيسيا في الشرق على أن يكونوا هم أساتذة العالم، ولما كان هذا المطلب نبيلا في حد ذاته اكتسبت هذه الجماعة شهرتها وتعاطف كثير من المصريين معها، وكان لتبنى الجماعة لقضية محاربة اليهود فى فلسطين على أسس دينية والقيام بعمليات عنف وإرهاب ضد الطائفة اليهودية فى مصر فى أربعينيات القرن الماضى فى إطار شحن دينى للبسطاء للإنجرار لدعوتهم، وقد أرادت بريطانيا محاربة القوى الوطنية التحررية في الدول العربية المستعمرة، فوجدت في الأصولية الإسلامية ضالتها واستخدمت جماعة الإخوان في ذلك وإستخدمتهم للترويج لفكرة الخلافة، وقد نادت صحف الإخوان فى عام 1938 بتنصيب الملك فاروق خليفة للمسلمين.
تلك هى دولة الخلافة التى يتباكى الإخوان المسلمين عليها ويحاولون تجميلها وتسويقها للسذج والبلهاء، فمنذ غزو التتار لدولة الخلافة فى بغداد لم يرى العالم مثيلا لهمجيتهم وظلاميتهم سوى فترة الحكم العثمانى التى قضت على كل ما تبقى من إمكانية اللحاق بمصاف الدول المتقدمة والحديثة حتى الآن وقد إستطاع الشعب المصرى فى 30 يونيو لحاق آخر شوط الخروج من تلك الشرنقة الجهنمية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
- 30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
- اليوم التالى .. Next day--
- هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد
- فكرة ربط نهرى النيل والكونغو بين الحقيقة والخيال العلمى
- جوزيف روزنتال..ذلك الشيوعى التائه
- تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية
- من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع ...
- إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
- إيران والإخوان المسلمين
- يهود مصر .. عود على بدء (2)
- يهود مصر ..عود على بدء
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)