أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - موت يحكم الشرق!














المزيد.....

موت يحكم الشرق!


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حقائق لابد منها


إن ما يعانيه العالم هو البحث عن حلول سياسية، وليس حلول إنسانية، ولهذا السبب يبوء بالفشل على الدوام،فلا يمكن للحرية والعدل أن يتحققا إلا بالمحبة الإنسانية المطلقة كما كان يتمتع بها الكردي على سفح الجبال ذات يوم.


إن الحرية والهمة الإنسانية اللتين وجدت عند الكرد منذ فجر التاريخ لم تكن سوى غريزتين اكتسبتا بالفطرة نتيجة تعاطيهم مع الطبيعة، من خلال فنون التهذيب التي تمتعت بها الأمة الكردية تاريخياً بخلاف غيرهم من الشعوب الأخرى التي جعلت من الحرية أداة للوصول إلى الحكم، واستعباد الرعية، بمعنى أن الإنسان القادر على خدمة الطبيعة بحق، والتعاطي معها بولاء لا تبخل عليه السماء أبداً، لأنه يستحق كل خيراتها، ولأنّه جدير بجني الرزق منها، وعدله باقبول ممناصفة ومشاركة ما له وما للآخرين حسب الحاجة ،لا المرء الكسول البخيل الجشع المنغمس بالترف والنعيم.


من الحكم الزارادشتيه المنقرضة والمنسوبة إلى أرسطو " العالم بستان سياجه الدولة,والدولة سلطان تحيا به السن،,والسنة سياسة يسوسها الملك، والملك نظام يعضده الجند،والجند أعوان يكلفهم المال، والمال رزق تجمعه الرعية،والرعية عبيد يكنفهم العدل، والعدل مألوف به قوام العالم" فالحكمة عند الزردشتيين تكمن بجعلهم العالم بستاناً، وتشبيه الرعية بشجر ثمرته المال، وحارسه الجند، وإن استقامة الدولة بها حياة السنة السياسية التي هي مادة حياة بستان العالم، والمغزى من هذه الحكمة أن عمران الأرض هو من آثار العدل،فالبلاد التي ترتقي إلى أفضل درجات العمران كونها تأسست على الحرية، ومن فوائدها تقدم المعارف ونمو العمران، وبخلاف ذلك عندما يفقد الشعب الأمان على أمواله يضطر إلى إخفائها ويتعذر تحريكها لأنه عندما تغيب الحرية في أي دولة كانت تنعدم فيها الراحة والغنى، ويستولي على أهلها الفقر، والغلاء، والجهل ويضعف إدراكهم، وهمتهم في الحياة.


و التجربة تشهد على ذلك في البلدان العربية لأن عمران البلاد ينشأ من حسن قانونها، والعدل في تطبيقه، وهما متعلقان بالحكومة، وهذا ما لم تشهده البلاد العربية ، وكيف يمكن لنا أن نتخيل عمران البلاد في ظل حكام عناوينهم واضحة من خلال كنية فكرهم الذي لا يعيش سوى في الغابة،وبالدليل أننا لو أحصينا الحركة العمرانية في أغل البلدان العربية- ولا يخفى ذلك على الجميع بما فيهم العميان الذين تتولاهم مطبات الشوارع وجدران المنازل كدليلين إلى منازلهم- سنلاحظ أن غالبية الشعوب العربية تسكن في مناطق تعج بالسكن العشوائي في بيوت شبيهة بأكواخ الحيوانات بعد عشرات السنين من التعب والشقاء، علماً أن الوصول إلى الشمس سيرا على الأقدام أسهل بكثير من شراء عقار في مثل هذه الأيام، وفوق كل هذا يعاني المواطن في البلدان العربية من الشقاء في العمل، والبؤس المعيشي في كل الفصول على مدار العقود الماضية إلى أن صاروا يغارون من الأموات في المقابر، لأن شرطي المرور يأتيهم سالبًا وإن عاد الجندي إلى موقعه بعد إجازة قصيرة فارغ اليدين يكون معلمه صاحب الرتبة العسكرية في الجيش غاضبا، وأن أراد الحصول على جواز سفر يستقبله مدير الهجرة والجنازات ناهبًا، هكذا عاشوا "استقروا في البلاء واستمروا في العناء" "يحصدون البر ولا يأكلون ويملكون الأرض ولا يسكنون" .


فإذا كانت الحرية الشخصية "هي حفظ حقوق الإنسان في نفسه وعرضه وماله، فحقنا ضائع، وعرضنا مهتوك، ومالنا منهوب،لأن هذه الأنظمة قستم المجتمع إلى فريقين: أحرار يظلمون وعبيد يطيعون، حيث لم تكن الحرية يوماً "سوى حق القيام بالواجبات" "لأن واجبات الحكومة ليست بمقصورة على حصر الشر في مكانه، وعقاب مرتكب الشر،.بل يجب على الحكومة أن تسعى في سبل الخير. وتنشئ المنافع الوطنية، وتعنى بكل ما يوجب نماء قوة الإنسان، وتضمن له السعادة، وعلو الشأن، وكل ما يؤول إلى إعلاء كلمة الإنسان.


ورغم كل ما يعيشه المواطن في البلدان العربية من بؤس وضياع لا تزال تترد إلى مسامعه أغان تمجد حاكمه، كما ذكرت في مقالات سابقة أوليس هذا هو من أكثر العصور غرابة، حيث تم اختراق كل عاداتنا، وتقاليدنا السامية التي لم تشهدها الإنسانية من قبل بحيث صار الرياء، والافتراء، والتلفيق وفاءً وإخلاصاً للطغاة وأصبح العسف استقامة نظامه الحاكم، وبات الجور والظلم عدلاً وحقاً من حقوق أزلام هذه الأنظمة ، كل هذه الصفات، والمواصفات هي من ميزات وسمات وشروط ومؤهلات كل من يود مشاركتهم ومساندتهم على سدة الحكم




#صالح_برو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة الحرية في المجتمع القاصر.
- الاستقلالية والإنسانية في العصر الحديث
- سيرة ظل
- شريعة الشيطان
- العبث إنقلاب
- المعارضة العربية والمستقبل
- حكاية شراب العصر
- أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية
- هوليود والدراما التركية
- نكران الذات
- محاولة الفئران
- العودة إلى الحياة
- ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات
- عدسة الكاميرا التركية
- استراحة قارئ


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - موت يحكم الشرق!