الأممية الرابعة: دورة اللجنة العالمية المنعقد في آذار/مارس 2013

جان ماليفسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

كان جدول أعمال اللجنة العالمية المنعقدة من آذار/مارس 2013 منصبا على النقاشات الدائرة حول الظرفية العالمية، والوضع الخاص بالمنظمات في مختلف مناطق العالم، وبناء أحزاب عريضة، والمهام النسوانية، واشتغال الأممية الرابعة.

لا تقتصر نقاشات الأممية الرابعة على المناضلين في صفوفها وحسب. كان عددنا في اللجنة العالمية المنعقدة في آذار/مارس عام 2013، 83 مشاركا في النقاشات، ضمنهم 18 ملاحظا أو ضيفا (شاركت بعض المنظمات منذ سنوات عديدة، كمنظمة الأممية الاشتراكية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأخرى لأول مرة: منظمتي البوسنة وإيران ). وتسعى منظمات جديدة إلى المشاركة بشكل دائم في نقاشاتنا: في لقاء اللجنة العالمية هذا، قررنا منح صفة ملاحظ دائم للمنظمات التالية: الحركة العمالية الاشتراكية MST (الأرجنتين) و MES (البرازيل)، البيرو والمد الاشتراكي marea socialista (فنزويلا) ، والمقاومة الجماعية الاشتراكية Collectivo Resistencia Socialista (البرازيل)، والبديل الاشتراكي (استراليا)، واليسار المعادي للرأسمالية (فرنسا)، وبعد ذلك، طلبت منا منظمة اليسار العمالي الأممي باليونان DEA منحها صفة ملاحظ دائم.

اجتمعت اللجنة العالمية من يوم 9 آذار/مارس عام 2013 إلى يوم 13 منه، وكان جدول أعمالها نقاشات الظرفية العالمية، والوضع الخاص بالمنظمات في مختلف مناطق العالم ومهامها، وحصيلة بناء أحزاب عريضة وآفاقها، ومهام الحركة النسوانية ووضع النساء، واشتغال الأممية الرابعة. وفيما يلي ملخص موجز:

1- حول الوضع العالمي، تم تقديم تقرير باسم المكتب التنفيذي علاوة على مساهمة باسم منظمات MST (الأرجنتين) وLucha Continua (البيرو) والمد الاشتراكي marea socialista (فنزويلا)، التي قررت تعزيز علاقاتها مع الأممية الرابعة.

أبرز النقاش وجود اتفاق واسع حول توصيف الأزمة الحالية بما هي شاملة –اقتصادية واجتماعية وبيئية وسياسية- ولها تأثير مختلف وفق مناطق العالم (أفول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وانتقال مركز التراكم الرأسمالي نحو بلدان آسيا-المحيط الهادي، وخاصة الصين). لكن الصين غير قادرة على أن تكون «قاطرة» للاقتصاد العالمي. والتغيرات في موازين القوى بين البلدان لا تُبدل ركائز العولمة الرأسمالية النيوليبرالية.

تبلور اتفاق أيضا حول أزمة الهيمنة النيوليبرالية وليس نهايتها، وحول اعتبار أننا بوجه تنامي عدوانية النيوليبرالية وتزايد الهجمات. وتشكل اتفاق حول احتداد المنافسة. واتفاق حول أزمة الحركة العمالية وحول نقلة نوعية لاندماج الاشتراكية -الليبرالية. تفسح هذه الأزمة والنفور إزاء «الأحزاب الكبيرة» مجالا قد يشغره اليسار الإصلاحي (سيريزا، جبهة اليسار..)، ولكن أيضا قد تعتريه ظواهر كما حزب القراصنة (السويد وألمانيا) أو الحركة الملتف حول الكوميدي الايطالي بيبي غريلو ...

نوقشت مسألة ضرورة تشكيل «حكومة يسارية» أو «حكومة قطيعة» (كانت سابقا على جدول الأعمال في أمريكا اللاتينية وفي النيبال، وحاليا في الاتحاد الأوروبي). ذلك يجسد فكرة خروج فعلي من الأزمة في اليونان اليوم وبلا شك في البرتغال- بفعل دينامية بناء حزب تكتل اليسار Bloco de Esequerda وتطوير الحركات الاجتماعية. لكن مستقبلا ستكون هذه الفكرة راهنية في بلدان أخرى كرد فعل على الحكومات اليمينية أو الاشتراكية-الليبرالية التي تواصل نهج نفس السياسات. لا يكمن الأهم في هذا المسعى، في صيغة تشكيل مثل هذه الحكومة، ولكن في المهام المطروحة. حول هذه النقطة، حدث اتفاق، ولكن تبقى أقلية معارضة لهذا المنظور، انطلاقا بوجه خاص من فكرة أن مثل هذه الحكومة لا يمكنها إلا أن تخون... في هذا الإطار، دار نقاش حول تجربة سيريزا: وهنا أيضا حدث اتفاق -«لا يجب تمجيد سيرزا، ولا تبني موقف عصبوي»، وبالتالي تبني فكرة بناء سيريزا وتعزيز جناحها اليساري، وخلق جسور بين أنتارسيا وسيريزا...- وحدث خلاف مع الرفاق في OKDE باليونان وآخرين، الذين يفضلون نقد سيريزا.

فتحت المناقشة أيضا باب نقاش حول عناصر الإستراتيجية: يتمثل التحدي في بناء تكتل اجتماعي جديد، حول هوية جماعية جديدة (نحن نشكل 99%) ضد الأوليغارشية المالية، وفي تشكيل هيمنة مضادة ومشروع سياسي معاد للامبريالية، وفي قطيعة... لذلك، يلزم تجنب الانتهازية والعصبوية (علينا عدم الاستهانة بالنقاشات الدائرة، وعدم الانغلاق في إطار النزعة المحافظة لـ«مكاسبنا النظرية» ولكن ترجمتها إلى لغة معاصرة)، والحفاظ على مبادئ واضحة وامتلاك مرونة تكتيكية، والأخذ بعين الاعتبار أن البحث عن إجابات سياسية بدأ يتبلور، وأن زمن ما كان يسميه دانيال بنسعيد «الوهم الاجتماعي» (انظر بهذا الصدد، النقاشات الدائرة حول حزب جديد وسط النقابات ببلجيكا) لم يعد قائما.

وباختصار، إن خضنا نقاشات متباينة أحيانا، وإن كنا نعرف أننا لا نزال بحاجة إلى تطويرها بشكل كبير، فإن النقاش أظهر تقاربا واسعا إلى حد ما، أوسع مما كان متوقعا.

2. أحزاب جديدة عريضة- تقييم مرحلة التجارب (باكستان، الدولة الاسبانية، فرنسا) وفي نفس الوقت خوض نقاش عام، سيتم متابعته خلال انعقاد اللجنة العالمية للأممية الرابعة عام 2014 تحضيرا للمؤتمر العالمي القادم (انظر المقرر حول الوضع الراهن لهذا النقاش، المنشور في هذا العدد من مجلة إنبريكور).

3. تم أيضا خوض نقاشات حسب المناطق خلال انعقاد هذه اللجنة العالمية:

*أوروبا، حول إعداد برنامج نضال أوروبي (BP euros)، وتطوير شبكات أوروبية (ألتيرسوميت AlterSummit، شبكة الأوروبية للحق في الصحة Réseau santé européen...)

.آسيا-المحيط الهادي، حول تحضير مدرسة تموز/يوليو عام 2013 في مانيلا (يتوقع حضور مشاركين من باكستان وبنغلاديش وسريلانكا واليابان و تايوان وإندونيسيا والفلبين والهند وافغاستان وتيمور الشرقية وماليزيا وربما أيضا زيلاندا الجديدة وبوتان والنيبال وكوريا الجنوبية...)، وحول تشكيل لجنة مسؤولة عن ربط العلاقات بين المنظمات الأسيوية، وانجاز تقارير حول الوضع في اليابان والفلبين وباكستان وبانغلاديش وسريلانكا وأسترايا.

.أمريكا اللاتينية: تم اتفاق على مواصلة النقاشات وعلى العمل المشترك مع المنظمات الأربع المتحدرة من الحركة المورينية (MST, MES, LC, MS)، وربط علاقات مع المنظمات الأخرى في أمريكا اللاتينية (الشيلي)، والمشاركة في مخيم الشباب لـ MSTفي الأرجنتين.

المنطقة العربية: تم خوض نقاش حول تنظيم التضامن مع الثورة السورية وحول المنتدى الاجتماع العالمي في تونس.

4.ناقش لقاء لجنة النساء الندوة الناجحة التي انعقدت في أمستردام عام 2012 والإعداد لندوة من أربعة أيام خلال تموز/يوليو 2013. وجرى نقاش حول العنف ضد النساء في المنظمات الثورية، بما في ذلك منظماتنا.

5.وفي الأخير، انكبت اللجنة العالمية على متابعة الأنشطة المركزية، وناقشت تجارب معاهد البحث وتطورها ودورات التكوين بمعهدي أمستردام ومانيلا، والتقييم المالي لعام 2012، وتقييم المواقع الالكترونية والصحافة.

إنبريكور عدد 594 حزيران/يونيو عام 2013.

تعريب المناضل-ة

#جان_ماليفسكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات