أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شاكر الناصري - صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق














المزيد.....

صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 08:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


" لا لحكم الأحزاب الإسلامية " جملة تختصر الكثير مما يعانيه العراقيون جراء سلطة وممارسات أحزاب الإسلام السياسي وتياراته ومليشياته وبؤره المختلفة.

هذه الجملة هي عنوان لحملة او نداء إستغاثة او صرخة حبيسة منذ أكثر من عشرة أعوام لكنها بدأت تتسع وتكبر عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكأنها تختصر الكثير مما يمكن ان يقال عن أحوال العراقيين خلال الحقبة التي وصلت فيها قوى الإسلام السياسي الى سدة الحكم . ولعل هذه الحملة ستكون جزءا من حراك مجتمعي بدأ يتبلور في عدد من مدن العراق.

الكل يعرف ان العراقيين قد خرجوا من سلطة حكم قومي فاشي يستلب الحقوق والحريات ويتلذذ بتدمير الحياة وينتهك الكرامة الإنسانية، الى نظام حكم انتجته عقلية المحتل الإمريكي ورسخته احزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية الكردية وبقايا قوى القومية العربية، نظام يقوم على أساس المحاصصة الطائفية، فأصبح العراق تحت سيطرة قوى الإسلام السياسي وبحكومة يقودها حزب عرف عنه معاداته للتوجهات المدنية والعلمانية في العراق ويسعى لفرض نظام حكم أسلامي يقوم على اساس الشريعة وركائز الإسلام، وبدعم مجموعة من القوى الدينية والسياسية التي تتبارى في فرض نهجها وممارساتها المتطرفة على العراقيين مما جعلهم يضجون بالشكوى منها ومن مجمل التحالفات التي تقود السلطة في العراق.

ان المسعى الأساسي لقوى الإسلام السياسي بعد وصولها الى السلطة هو فرض مشروعها وبرنامجها الذي تأسست من اجله، الا وهو اقامة الدولة الإسلامية في العراق او في أي بلد اخر تظهر وتنتشر فيه، ان كانت عبر احزاب سياسية صريحة وواضحة اوعبر تكتلات وقوى ومليشيات ارهابية تنتهج العنف من اجل فرض مشروعها على المجتمع.

ولذلك فان هذه القوى ومن اجل تحقيق مشروعها ستبدأ بالتدخل في حياة الناس وفي شؤونهم اليومية، ستفرض حتى الزي الذي تراه متماشيا مع اللباس الشرعي (في الإسلام)، ستعمل على مراقبة الناس في الشوارع والساحات وأماكن العمل والتدقيق في تصرفاتهم، إن كانت تتطابق مع الشريعة من عدمه. سيشكلون مليشيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي ستكون بصلاحيات تفوق سلطة القانون لانها وبكل بساطة تنفذ "شرع الله" وتحميه من سوءات عباده. ستسعى هذه القوى الى منع الاختلاط وايجاد مدارس وكليات ومعاهد للبنات واخرى للبنين، ستقوم مليشياتهم بمهاجمة مراكز التسلية والترفية من مقاهي وبارات ونوادي إجتماعية وملاهي ليلية بحجة انتشار الفجور والفسق وانتهاك شرع الله. سيعلنون الحرب ضد الثقافة والفن والإبداع بمختلف أشكاله، وسيعملون على إشاعة ثقافتهم وستمتلأ المكتبات بالكتب الدينية وتفاسير القرآن وكتب الأدعية والتعاويذ والتنجيم والسحر وسير اهل البيت والصحابة والأولياء وغيرهم، سيفرضون نظرتهم المتطرفة للفن الذي يجب ان يكون من اجل تعزيز قيم الدين وترسيخ النظرة الدونية للإنسان وانه ما وجد الا من اجل ان يكون عبدا صالحا ومطيعا.

وامام مساعي كهذه فإن قضية الخدمات كالماء والكهرباء والصحة والتعليم وتوفير الأمن وتحقيق السلمي الأهلي واشاعة ثقافة التسامح والاحترام المتبادل بين الفئات والشرائح التي تعيش في العراق، ستكون خارج حسابات هذه القوى التي تسعى لإستقدام نظام حكم يتطابق مع الشريعة وركائز الإسلام لكنه يولد الكثير من الإستبداد والقمع والسجون والإعدامات وانتهاك الحريات الفردية والمدنية واشاعة سلطة المليشيات الدينية كما هو الحال في إيران او اي دولة محكومة باصول الدين والشريعة كالسعودية والسودان وباكستان، فالمطالبات المتواصلة بالحريات والحقوق السياسية وحقوق المرأة والشباب والعمال واحترام الأقليات الدينية في هذه الدول يتم التعامل معها بعنف وقسوة منقطعة النظير لأنها تهدد اركان هذه الأنظمة.

حتى هذه اللحظة فإن قوى الإسلام السياسي في العراق، لم تتمكن من فرض قبضتها على الدولة والمجتمع بحكم الخلافات السياسية بين الفرقاء في الحكم والخشية من مشروع قوى الإسلام السياسي وكذلك لوجود مد ونفوذ اجتماعي وثقافي للتيارات المدنية التي ترفض سياسات احزاب الإسلام السياسي وممارساتها، هذا المد الذي يتجسد في قوى سياسية وتنظيمات مهنية ونقابية ونسوية وتجمعات مدنية وثقافية وفنية ومجاميع شبابية تسعى للعيش بحرية وسلام في مجتمعها وقد تمكنت وفي مناسبات عديدة من تحقيق وجودها وحضورها الفاعل واعادة الاعتبار للمدنية في العراق.

ان ممارسات الأحزاب الإسلامية قد اثبتت اننا امام قوى سياسية لايعنيها سوى عقيدتها وطائفيتها ومصالح احزابها ومليشياتها ومنتسبيها وسعيها المتواصل للهيمنة على الدولة ومؤسساتها حتى لو تطلب ذلك اللجوء الى العنف والحرق والتدمير، قوى تحولت وبمرور الوقت الى رموز للفساد واللصوصية والقتل والتفخيخ والتهجير ومعاداة أبسط الآمال الأنسانية بالعيش بحرية وكرامة. ان الإنهيار المريع لقضايا الخدمات الأساسية التي تتكفل بها الدولة، الكهرباء والماء على سبيل المثال لا الحصر، هي دليل على فشل هذه القوى في ادارة الدولة ومؤسساتها وعجزها عن حل قضايا باتت تؤرق المواطن العراقي وتزيد من معاناته يوما بعد آخر.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شاكر الناصري - صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق