أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - مشروع أمريكا في العراق من مجتمع المواطنة الى مجتمع المذاهب والاثنيات المتصارعة














المزيد.....

مشروع أمريكا في العراق من مجتمع المواطنة الى مجتمع المذاهب والاثنيات المتصارعة


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان ما يجري اليوم في العراق من هجوم على الانسانية في العراق وتقسيم الناس على اسس مذهبية وقومية وطائفية واثنية وزج المجتمع في مشروع اجرامي لتفتيت نسيجه الاجتماعي من خلال وشم الجباه بالاختام الطائفية وابعاد الجماهير عن التمدن الاجتماعي وقيم المواطنة والانسانية والمساواة والحرية هو افراز قيحي من افرازات ألنظام العالمي الجديد لامريكا بعد انتهاء الحرب الباردة. انه ظاهرة عالمية وليست محلية عراقية.

نشهد كل يوم فقدان المجتمع العراقي لقدرته في المحافظة على هويته المدنية نتيجة للاطار السياسي الذي وضعته البرجوازية الرجعية الطائفية - القومية المدعومة من امريكا والمعادية لها. ان الدولة الطائفية القومية اليوم منغمسة في مشروعها التقسيمي ضد الجماهير وهي بحكم وضعها كجهاز قمعي لحماية مصالح البرجوازية ( المحلية منها والعالمية) تبغي ممارسة دورها الرجعي هذا ضمن الاطار الذي وضعته امريكا وهي تتنافس فيما بينها في عملية تفتيت النسيج الاجتماعي وتحطيم اسس مجتمع المواطنة. وبدلا من ذلك فان البرجوازية تسحب المجتمع سحبا وبشكل يومي تجاه تحوله القسري الى ساحة خربة لتجمع كيانات من العشائر والقبائل والطوائف والاديان والمذاهب والملل.

ان سياسة النظام العالمي الجديد والتي تشكل الخلفية الفكرية والسياسية لخط مسار البرجوازية في العراق اليوم بشكليها الموالي والمعادي لامريكا ليست سياسة مصممة للعراق حصراً، وهي ليست سياسة عرضية او اعتباطية شاءت الولايات المتحدة ان "توجدها" نتيجة ما يسمى زيفا وكذبا "الموزاييك العراقي" او " الواقع العراقي التعددي". وهي اضافة الى ذلك ليست حالة هابطة من علياء السماء لا تمثل مصلحة لطبقة بعينها في المجتمع العراقي.

ان هذه السياسة التفتيتية والتشرذمية الطائفية - القومية المعدة كنسخة مشوهة لديمقراطية ما يسمى "العالم الثالث" هي سمة النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بعد سقوط القطب الشرقي وهي "مكرمة" من مكارم أمريكا لمجتمعات تلك الدول. ان زج الدول في الحروب الاثنية والقبائلية والمذهبية والصراعات العرقية من قبل اليمين البرجوازي العالمي كما حصل في البوسنة والهرسك ويوغوسلافيا والصومال ورواندا وكشمير وافغانستان والعراق وغيرها كلها تشير الى معالم السياسية الامريكية في تفتيت المجتمعات "العالم ثالثية" وتحويلها من مجتمعات مواطنة تتمتع بشئ ما صغير ومحدود من الحقوق ولو الشكلية الى مجتمعات مذاهب وملل وطوائف تشحذ اسلحتها لنحر الاخر – تلك هي السمة السافرة الرجعية للنظام العالمي الامريكي الجديد في عالم القطب الواحد.

ان هذا النظام العالمي الجديد كسياسة رسمية خارجية للدولة الامريكية هو شرط من شروط ادامة سطوة الرأسمالية العالمية المعاصرة. فتفتيت المجتمعات التي تتدخل امريكا فيها بحجة محاربة ارهاب الاسلام السياسي او نشر الديمقراطية القبلية - المذهبية وانهاء دور المواطنة والمدنية وقيم الانسانية والمساواة والحريات الاساسية والرفاه واحكام قبضة الجوع والعوز على الملايين من العمال كلها تعد شروط ضرورية لادامة سطوة تلك البرجوازية وترسخ مكانتها من خلال مراكمة الارباح وسياسات النهب.

ان النظام العالمي الجديد يتجسد اليوم في العراق باكثر الصور وضوحا. فالجمعية الوطنية والتي اعتمدت المحاصصات الطائفية والمذهبية واسست لدولة "الديمقراطية" المذهبية – القومية العشائرية وتأسيس حكومة لا يمتلك وزرائها الا مؤهلات طائفية سخيفة ورجعية هي جزء بسيط من اجزاء الماكنة التفتيتية للمجتمع والتي تحاول البرجوازية دفعها في العراق قدماً.

ان نظام التعددية او "النسبية الثقافية" في الغرب هي في حقيقة الامر تجسيد محلي غربي للنظام العالمي التفتيتي الجديد في الغرب عموما. فالبرجوازية اليمينية في الغرب وهجوم التيارات الريغانية والثاتشرية والمحافظة الجديدة (نيو- ليبرالزم)على مكتسبات الجماهير وتمتعهم بمكتسبات مواطنتهم ومساواة المرأة بالرجل وحقوق الاطفال والشباب والطلبة ناهيك عن انتزاع حقوق العمال والكادحين في الغرب اصبحت كلها جزءا من سياسة اليمين الامريكي المدجج باستراتيجية النظام العالمي الجديد ولا يمكن تمييزها تماماً عن سياسة الضربات الوقائية shock & Awe وتفتيت المجتمعات "العالم ثالثية" وذات "الثقافات الخاصة". ورغم الحروب الارهابية بين قطبي ارهاب الدولة الامريكية من جهة وارهاب الاسلام السياسي عالميا من جهة اخرى ورغم التجويع وافقار الملايين وسلب حقوقهم وبرغم الخصخصة واثارة النعرات الطائفية والقومية وبرغم محاولة تصوير البشر وكأن طموحاتهم متنافرة ومتعارضة وليست انسانية مشتركة تمتلك خصائص مشتركة في الحرية والمساواة والرفاه والاماني الانسانية في كل انحاء العالم فأن قوى العمال واليسار والتمدن والاشتراكية حاضرة وهي قادرة حتما على تحدي هذا النظام الوحشي الدنئ للرأسمالية.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري نلفت انظار الجماهير في العراق الى مخططات البرجوازية العالمية والعراقية الموالية والمعارضة لامريكا في حفر خنادق الطائفية والمذهبية والقومية والعشائرية وتحطيم اركان المجتمع المدني ونبذ العلمانية وخلق النعرات الطائفية وسلب انسانية الانسان. ندعو كل الجماهير الى الالتفاف حول قيم العلمانية والتمدن الاجتماعي وعدم الانسياق وراء المذهبية والقومية. ندعو الجماهير الى تقوية صفوفهم والالتفاف حول حزبهم الشيوعي العمالي اليساري لان هذا التيار بامكانه ارجاع هوية الانسان الانسانية المستلبة من خلال تحقيقه للدولة الاشتراكية وبناء مجتمع الانسانية؛ مجتمع الحرية والمساواة والرفاه لكل المواطنين.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاناء بما فيه ينضحُ - حول تطاول الاسلاميين على حرية التعبير ...
- الجمعية الوطنية - جمعية الخصخصة ونهب العمال وزرع المذهبية وح ...
- كيف نتذكر جريمة حلبجة؟
- تقاسم المغانم - حول التمسك بالفيدرالية والصراع الرجعي بين قو ...
- تحرر المرأة بين النسوية الاشتراكية، والمعتذرة للاسلام السياس ...
- في 8 آذار يوم المرأة العالمي - تحية من القلب لكل النساء عاش ...
- السيد حميد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
- نشجب تطاولات - المرجعية الشيعية- على العلمانية والحقوق المدن ...
- اللعبة الأمريكية
- هنا الوردة ، ارقص هنا !! - - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي ي ...
- سؤآل برسم الجواب - رد قصير على مقالة السيد رياض العصري
- المقاطعين للانتخابات والتوغل في عمق الانتهازية
- الاشتراكيون وحدهم القادرون على تحقيق العلمانية في العراق
- هل يحقق مؤتمر البرجوازية الموالية لامريكا أغراضه؟
- مأساة تسونامي، مسؤولية الرأسماليـــــــة
- حول دولة المنظمة -بصدد الرد على مسائل الاحتلال – السيناريو ا ...
- الانتخابات في العراق - هل من يطالب بالعلمانية؟
- ملاحظة حول ..مقاطعة الانتخابات
- مجزرة الفلوجة وانتخابات أمريكا في العراق
- حول الانتخابات وبدائل قوى الاشتراكية


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - مشروع أمريكا في العراق من مجتمع المواطنة الى مجتمع المذاهب والاثنيات المتصارعة